أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - فؤاد حداد شاعر الغلابى والمسحوقين














المزيد.....

فؤاد حداد شاعر الغلابى والمسحوقين


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 21:03
المحور: الادب والفن
    



الشاعر المصري الراحل فؤاد حداد من الشعراء الشعبيين الثوريين والوطنيين البارزين ، الذين ساهموا في خلق الحس الشعبي الصادق عند المصريين ، من ابناء الريف الفقراء والغلابى والمقهورين ، ونفخ روح القوة والنخوة العربية ، وروح العروبة والاستشهاد في نفوسهم وصدورهم. انه قامة شعرية لا تقل عن قامات شعراء العامية والثورة والحياة في مصر امثال صلاح جاهين واحمد فؤاد نجم وعبد الرحمن الابنودي. وهو صاحب كلمات اغنية "الارض بتتكلم عربي" التي غناها سيد مكاوي.
ومنذ بواكير حياته انحاز فؤاد حداد الى الطبقات الشعبية الكادحة والمسحوقة والمستضعفة ، وحارب الظلم والقهر والقمع والاضطهاد ، وحلم بمجتمع المساواة والعدالة الاجتماعية ، الذي ستبني صرحه سواعد العمال والفلاحين المعطاءة. وقد انتمى فؤاد الى الحزب الشيوعي المصري وانخرط في صفوفه وشارك في معاركه النضالية والكفاحية ضد الفقر والجوع والاستغلال والانسحاق الطبقي ، ودفاعاً عن الخبز والكرامة والفرح الانساني ، وعاش محارباً على الجبهة الثقافية بقلمه النظيف حتى يومه الاخير ، وكان لديه استعداد للمواجهة والتمرد.
تميز فؤاد حداد بشاعرية مرهفة وقدرة ابداعية تعبيرية ، واحساس حاد بقضايا المجتمع والوطن والأمة ، فغنى لقضايا الحرية والعدالة ولثورات التحرر الوطني والاجتماعي في الوطن العربي ، وللانتصار في معارك الكفاح والتحرر ضد الاحتلال والاستعمار الاجنبي ، وهتف لمكاسب وانجازات وانتصارات العمال والفلاحين والقوى الشعبية التقدمية في مصر . وجسد في قصائده العامية الغنائية الرفض المباشر والاحتجاج العنيف ضد القهر والجور ، وراح يرثي الشهداء ويذكر ما آل اليه حال العرب من انحطاط وتمزق وحسرة.
عاش فؤاد حداد الواقع الانساني المعذب بكل جوارحه مما جعل روح التمزق والعذاب والألم يظهران بوضوح في شعره ، مؤيداً كل قضايا الحرية والانعتاق ، وداعياً الى تضييق الخناق على الظالمين والمستبدين والمستغلين ومصاصي دم العمال والكادحين. ولم ينس أكثر قضايا الانسانية عدالة ، قضية الشعب الفلسطيني الرابض تحت كابوس الاحتلال .. فكتب يقول:
ولا في قلبي ولا عينيه
الا فلسطين
وأنا عطشان ما ليش ميه
الا فلسطين
ولا تشيل ارض رجليه
وتنقل خطوتي الجايه
الا فلسطين
وفي قصيدة اخرى بعنوان "شريان فلسطيني"
يقول:
يا رب علمني العطش والجوع
واجعل لعيني دموع
واجعل لقلبي ضلوع
واجعلني صوت الشهيد
في النبض والتنهيد
شريان فلسطيني شجر مزروع
في الارض جذر وفي الليالي زرع

وقضية الوحدة العربية هي قضية اساسية وجوهرية في شعر فؤاد حداد ، الذي كان يعتبر نفسه شاعر العرب الأكبر ، وشاعر الأمل والتفاؤل، وشاعر الحركة الكفاحية، الذي ظل يحمل في قلبه اخلاق وقيم وسجايا الناس البسطاء والشرفاء والأنقياء، افليس هو القائل:
قبلت من مصر الاعتاب
وشربت من مصر اللهجة
انا اللي شام تجري في عروقي
غرامي بالوحدة وعشقي
كما انتفاض شرفي وعتقي
وتجربة فؤاد حداد تؤكد ان الفن دائم التجدد ، دائم الحركة والصعود لمعانقة المسيرة الانسانية الصاعدة ، وتؤكد ايضاً ارتباط الفنان والشاعر بانتمائه الطبقي والفكري وبالقوى الاجتماعية الصاعدة ، والتعبير عن هواجسه واحلامه لا يتأتى برص الشعارات والهروب من الواقع، وانما بالتحدي والمواجهة وبث الطاقة.
ان قصيدة فؤاد حداد تعانق الواقع الاجتماعي ، وتنبثق منه ، انها متجددة بتجدده وخاملة بآثار معطياته الكثيرة ، وفيه تبدو آفاقه الفكرية والجمالية العميقة ، ونحس من خلالها بالزخم الفني الطازج والتكثيف الجمالي . وفي دواوينه ومجموعاته الشعرية يقدم ملامح وتضاريس الخريطة الشعبية لوجه مصر المشرق الاصيل من خلال فهم شعري بالغ الاعجاز ، كثيف الجمالية ، عميق الدلالات . وهو يلتقط التفاصيل الصغيرة الدقيقة لينسج منها عالماً شعرياً كاملاً شديد البساطة والتميز.
وفي قصائده نتلمس الواقعية البسيطة ، والاحساس الصادق العفوي ، والغربة الروحية ، ولوعة الانسان المقهور، وغضبه، وثورته، وتمرده على الواقع المأساوي المر . ونجد التشكيل الجمالي، والايقاع الموسيقي الغنائي،ولغة التعبير الجماعي في بساطة وعمق وفنية ، والالفاظ والجمل الشعرية المشحونة بالثورة والغضب والمقاومة النفسية.
وفي الاجمال ، فان فؤاد حداد شاعر شعبي سياسي مجدد، وأب لحركة الشعر العامي المصري لاكثر من ربع قرن من الزمان . ملأ الحياة الادبية المصرية باشعاره المحكية ، وأثار الحب والتقدير والاعجاب بين عامة الناس والشعب . وتتسم قصائده الى جانب الرفض الحاد والنزعة الطبقية الثورية ، بالغنائية والوضوح وقوة البناء ورصانة التعبير ووضوح المعنى ، وسيظل بشعره صارخاً في البرية طلباً للحرية وكرامة الانسان.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكر الاسلامي جمال البنا .. ما احوجنا الى امثاله في هذا ال ...
- مؤيد العتيلي ، مبدع آخر يودع الحياة ويرحل..!
- من عباب الذاكرة : عندما احترق راشد حسين ..!
- نمر مرقس ..هل تدري كم نحبك؟!
- تحية للشاعر والاديب الفلسطيني جمال قعوار في عيده ال(83)
- ورحل الباحث والمفكر الفلسطيني الدكتور الياس شوفاني
- الصراع الطائفي في العراق..!
- غسان الشهابي شهيد المخيم..!
- نتائج الانتخابات التشريعية في اسرائيل وملامح المستقبل ..!
- في المسألة السورية ..!
- -ارفع رأسك يا اخي - فيلم وثائقي عن التجربة الناصرية
- مصمص قلعة الصمود والشموخ..!
- عن التكفيريين الجدد والفكر الوهابي..!
- مجلة -شعر- ... حاضنة الحداثة الشعرية!
- باب الشمس ..رمز للمقاومة والتحدي الفلسطيني!
- الشاعر سامي ادريس في ميزان النقد..!
- رحم الله ايام زمان ..!
- صرخة من الاعماق..!
- مذكرات فدوى طوقان - سيرة حياة وصورة روح مرهفة
- في رحيل استاذ الفلسفة وشاعرها الدكتور عبد الغفار مكاوي


المزيد.....




- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - فؤاد حداد شاعر الغلابى والمسحوقين