أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عالية بايزيد اسماعيل - المهزلة في قضية الفتاة القاصر المختطفة مواجهة وتحديات















المزيد.....

المهزلة في قضية الفتاة القاصر المختطفة مواجهة وتحديات


عالية بايزيد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 01:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



ابت قضية الطفلة اليزيدية (الايزيدية ) المختطفة الا ان تتطور وتاتي لنا بكل ما هو مثير ومستفز لمشاعر شعب باكمله دون اي اعتبار لقانون او عرف اجتماعي اوعشائري وبالرغم من العديد من المحاولات لتجيير القضية لمصلحة اجندات سياسية , فقد اخذت قضية الاختطاف والاغتصاب واسلمة فتاة قاصر مداها , وفضحت مدى التمييز الديني بين المسلمين وغيرهم في العراق , حتى في ظل نظام يقدم نفسه على انه نظام ديمقراطي علماني مدني ليبرالي .
ولقيت هذه الحادثة المشينة استنفارا كبيرا واحدثت ضجة في الشارع اليزيدي ( الايزيدي ) الذي تم التعبير عنه بالاحتجاجات والمظاهرات للتعبير عن مدى السخط والغضب من قانون يكرم الغاصب ويحمي الخاطف .
اما ما خرجت به بعض وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية من السيطرة على المشكلة واحتوائها فهي بحق مهزلة اخرى تضاف لسلسلة المهازل التي رافقت هذه القضية . فالفتاة القاصرـ التي لم تتجاوز ال12 من عمرها ـ الامية تصرح بعد تلقينها لوسائل الاعلام بانها لا ترغب العودة الى اهلها بعد ان رغبت بالاسلام دينا وبالخاطف زوجا وبالكوران عشيرة .
حدث خطير في التاريخ المعاصر يدعونا للتوقف عنده وتامله والتفكير به وشرح ابعاده واثره الاجتماعي والديني والسياسي , حيث لا تزال هذه القضية تتشابك وتتعقد بما لايمكن توقع النتائج القادمة .
والمتابع لهذه القضية سيدرك ان الفتاة القاصر المختطفة ما هي الا مجرد رمز ونموذج لطفلة قاصر بريئة لا تعي ما اقدمت عليه , ضحية لجريمة ترتكب بحقوق الطفل ضمن تركيب مجتمعي معتل , قوارض بشرية تعبث ببرائتها وسذاجتها لتغتصب منها حلم الطفولة , هي حالة مصغرة لواقع اكبر واعقد , ظاهرة تنتشر في المجتمع كانتشار السرطان في الجسد المعتل , ويبقى المجرم في ظل حماية القانون وبقوة الشريعة والعرف الاسلامي .
فكيف يمكن ان نتصور لطفلة لم تبلغ الثانية عشرة من عمرها ان تصبح زوجة وان يبارك الشرع تزويجها بدون علم وموافقة اهلها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الا يعد هذا اغتصابا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الا ينطوي هذا على انتهاك لحق الطفولة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الا يدرك المشرعون ان زواج هذه الطفلة سوف يعرضها بحسب الراي الطبي لمشكلات جسدية لعدم استعداد جسدها لخوض تجربة من هكذا نوع مما قد يعرضها لمختلف انواع المخاطر الصحية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فباي حق تبارك القوانين اغتصاب قاصر تقتلع من طفولتها وتدفعها بمباركة الشريعة الى استباحة جسدها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومن المريب هذا السكوت المطبق من قبل الجهات الحكومية في هذه المسالة الا يعني هذا ان هناك تواطؤا وخللا حكوميا تمنع من الحد من هذه الجرائم مستقبلا وعدم تطبيق القانون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لو كانت هذه الفتاة القاصر مسلمة واختطفها نفس الشخص وبنفس الظروف فالويل كل الويل له من هذه الجريمة , لاعتبرت الواقعة هذه جريمة اختطاف قاصر وجريمة زنا ولطبقت عليه القوانين العقابية بما لا تقل عن عقوبة الاعدام بتهمة اغتصاب قاصر حتى لو كان برضاها....
سوف لن نتحدث عن مبادىء الدستور ولا عن المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الانسان وحقوق الطفل خاصة لانها على ما يبدو ليست الا مجرد حبر على الورق , ولكن لنتحدث عن الحالة الانسانية والحالة الشرعية والواقع المعاش الذي يشهد تدهورا مستمرا بسبب سيطرة الراديكالية الاسلامية وسيادة القيم العشائرية والبيئة السلفية وسيطرة قانون الغابة حيث القوي فيه يسيطرعلى الضعيف وانتصارالاكثرية على حساب الاقلية وفق منطق البقاء للاقوى , هذا عدا عن انتشار الارهاب والتطرف وتفشي التمييز الديني الذي تاكد فيه ان وضع اليزيدية ( الايزيدية ) في العراق اصبح من اخطر الاوضاع في العالم يغلبه مظاهر سلبية عديدة من استهانة التيارات الاسلامية بالاقليات الدينية وعنف مجتمعي منظم تحكمه الفتاوى الدينية ونظرتهم الينا على اننا اقل شانا منهم دينيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا , حتى فرغت البلاد منا نتيجة الهجرات المتلاحقة بسبب تلك الانتهاكات واصبحنا منفيين في بلادنا "فلا مكان للكفار في بلاد المسلمين " مع اننا اول السكان الاصليين لهذا البلد وجدنا على ارض العراق قبل غزواتهم وفتوحاتهم التي جاءت بحد السيف , يرسمون صورة غير انسانية لنا .
فالعراق ليس للمسلمين فقط , العراق بلد متعدد الاديان والقوميات والثقافات , ولكن ان تكون يزيديا ( ايزيديا ) في العراق معناه ان تدرك انك مختلف , و يعني ان تطاردك نظرات الفضول والاستنكار في كل مكان , يعني ان كثيرين لا يحترمون ديانتك ولا يعترفون بها , يعني انك معرض للاضطهاد والتمييز والاستفزاز , يعني انه اذا جاءك ضيف كردي مسلم فلن ياكل زادك مهما صبر على جوعه , يعني مهما كانت علاقة الجيرة والزمالة والصداقة قوية بينكما فانت مجرد "كريف " لن ياتمنك ابدا , يعني ان ممتلكاتك مباحة وان نساؤك واطفالك جواري وعبيد تحت الطلب .
هذا هو الواقع الاجتماعي اليزيدي ( الايزيدي ) الذي كشف المستور عنه قضية الفتاة المختطفة سيمون وما يمثله من خطر على تماسك المجتمع وتشويه لصورة العيش المشترك , انا اتحدث هنا من ناحية النسق المجتمعي وليس عن افراد , فهل يمكن ان يكون هناك تعايش مشترك بين المسلم وغير المسلم وهل يتقبل المسلم هذا العيش المشترك ؟؟؟

لكن يبدو اننا لا نزال نعيش في العصور الوسطى فلا دولة ولا قانون ولامؤسسات , الكرامة الانسانية مهدورة والامان مفقود والتهميش والاقصاء جلي وواضح والحكومة تتفرج لا بل هي متواطئة مع هذه الانتهاكات الخطيرة والا اين هي مما كل مايحدث ؟؟؟
وماهي واجبات اجهزة الشرطة والامن ان لم يكن حماية امن وسلامة وممتلكات المواطنين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم اين هي الجيرة والعيش المشترك , واين هو النهج العلماني الليبرالي لحكومة الاقليم , رغم منهاج الحكومة والوعود بالعمل على استتاب الامن والاستقرار الذي اثبتت هذه الحادثة انها مجرد وعود وتكتيكات مرحلية هدفها الكسب السياسي .
ويا ترى ماهو موقف الكتاب والمثقفين والادباء الليبراليين الكرد المسلمين لماذا لم ينتقدوا ويستنكروا , واين هي منظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الانسان وحقوق الطفل , واين هي الجمعيات والمنظمات النسائية التي التي تستميت في الدفاع عن حقوق المراة والطفولة؟؟؟؟؟
فهل هذه المنظمات ايضا ذات توجهات اسلامية لا تدافع الا عن النساء المسلمات والطفولة المسلمة فقط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا لم تنتفض بالدفاع عن الطفولة اليزيدية ( الايزيدية ) المنتهكة كما انتفضت واقامت الدنيا في حادثة " دعاء " رغم الفارق الكبير بين الحادثتين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الا يفقدها سكوتها او تحركها بالاتجاه المعاكس بعدم تسليم الفتاة المختطفة القاصر الى اهلها وشرعنة زواجها وهي التي لم تتعدى ال12 من العمر مصداقيتها وشرعيتها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فهل هؤلاء جميعهم مشتركين في هذه الجريمة ؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب بالتاكيد هو نعم . ونحن لا نستغرب منهم سكوتهم هذا لانهم يتخوفون من اثارة غضب الاجهزة الحكومية وبطشها ولتذهب كل المبادىء والقيم الشرعية والانسانية الى النفايات .
وهل يمكن لنا ونحن نعيش في هذه الايام المليئة بالتوجهات الاسلامية السلفية وعالم متأسلم متعصب مملوء بالكراهية لمن هو غير مسلم ان نضمن حقوقنا التي تهدر يوما بعد يوم وهم لا ينفكون ينشغلون بالاعتداءات علينا باي طريقة وفق اسلوب الغاية تبرر الوسيلة ,اعتداءات ,انتهاكات , اقصاء , تهميش , فرقة وتمييز وليس هناك من حماية جادة لنا , وحالة من اللامبالاة وعدم الوضوح من جانب الحكومة تعكس سايكولوجيات وايديولوجيات دينية واجتماعية تلغي الدولة المدنية وحقوق الاقليات فيها , في محاولات لافراغ اليزيدية ( الايزيدية ) من الخريطة العراقية ,
والا عن اية شراكة ومساواة في الحقوق والواجبات يتحدثون وهناك فتاوى ومدوناتهم الدينية والفقهية تبيح القتل والاختطاف والاعتداء ؟؟؟؟
فكم من الفتاوى التي هدرت كرامة اليزيديين ( الايزيديين ) واستباحت دمائهم واعراضهم وممتلكاتهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
اتقوا الله في دينكم .
السنا جميعا عراقيين والعراقيون متساوون امام القوانين بالحقوق والواجبات ولهم نفس الدرجة من المواطنة ؟؟؟؟؟

لااريد ان اعيد واجتر ما قلته سابقا ولكن ازيد على ما قلته واسال لماذا يحتاج الناس الى القوانين؟؟؟؟؟ . اليس لضمان حقوق الناس وحمايتهم وتنظيم حياتهم وضمان حرياتهم , اليس للتمييز عن قانون الغابة , لا لترسيخ سلطة الاقوياء والاغلبية التي تملك القوة .
القانون يحمي الطرف الاضعف لان القوي لا يحتاج الى حماية القانون . لكن ما نلاحظه على القوانين العراقية انها تكرس هيمنة القوي على الضعيف فهناك قوامة الرجل على المراة وافضلية المسلم على غير المسلم وللغني على حساب الفقير وللجهة الحاكمة على حساب المعارضة...
اما السياسيين المسلمين فهم جميعهم ايديولوجيين يرفعون عند مواجهة الواقع شعار " الضرورات تبيح المحظورات " .
فاي وطن يمكننا العيش فيه ونحن مشروع مستهدف للانتهاك بين الحين والاخر رغم ان ديانتنا ليست تبشيرية ولاتسعى الى كسب الناس .
اخيرا هي دعوة الى ان نستذكر ما قاله المتنبي :
على قدر اهل العزم تاتي العزائم وتاتي على قدر الكرام المكارم



#عالية_بايزيد_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشهار اسلام المراهقات والقاصرات بين القوانين الوضعية والاحكا ...
- مدى استقلالية القضاء العراقي .. تساؤلات وحقوق مشروعة
- دعوة الى مقاضاة رئيس وزراء تركيا بسبب تصريحاته اللامسؤولة
- واقع المراة في الربيع العربي
- عندما تحرم المراة من العمل فقط لكونها امراة
- المراة العراقية تحت الاختبار السياسي
- كذبة دستورية قانونية اسمها المساواة
- ما لم تستطع تحقيقه الانتخابات البرلمانية السابقة.. هل يمكن ا ...
- معطيات اراي والراي الاخر في محاضرة الدكتورة منيرة اوميد
- ازدواجيةالمثقف في مواجهة الراي والراي الاخر
- علاقة الشيخ عدي بن مسافر بالاموية .. حقيقة ام افتراء
- اماني نحن ايضا لانتمناها في انتخابات مجلس محافظة نينوى
- الرفض المطلق لكل محاولة تشريع لا يضمن حقوقا ولا حماية قانوني ...
- الكوتالوحدها لا تضمن مساواة المراة في المجتمع
- تاملات في نتائج فوز قائمة نينوى المتاخية لمجلس المحافظات في ...
- مؤتمراتنا اليزيدية ...فقاعات ومؤامرات
- احزان ضالة
- من فضله وكرمه حق علينا ان نهنىء الحوار المتمدن بعيده السابع
- لعرسك اغني
- الم يحن الوقت بعد لان ننفض الغبار عن سلالاتنا الدينية وجذورن ...


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عالية بايزيد اسماعيل - المهزلة في قضية الفتاة القاصر المختطفة مواجهة وتحديات