أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - العصا والجزرة في سياسة الإخوان!














المزيد.....

العصا والجزرة في سياسة الإخوان!


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 14:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سمة عامة من سمات العمل السياسي لجماعة الإخوان وهي تعاملها مع الآخر بسياسة العصا والجزرة، فعندما يشعرون بالخطر على أنفسهم يرفعون العصا لمخالفيهم، وعندما يشعرون بالأمان وبضرورة التواصل لتحقيق مصالحهم يرفعون نداء التواصل والتطمين وغيرها من النداءات..على سبيل المثال فعندما يريدون منفعتهم من الجناح السلفي أو المتشدد فيرفعون لهم نداء الشريعة لدعمهم..وعندما ينقلب عليهم هذا الجناح فيرفعون عليهم سلاح الإرهاب والتطرف، وكذلك التيار المدني أو العلماني فيرفعون لهم نداء الدولة المدنية لدعمهم..وعندما ينقلب عليهم هذا الجناح يرفعون عليهم سلاح العلمانية والإلحاد...هي سياسة مفضوحة من تيار لا يُجيد العمل السياسي إلا في إطار منظومة الأنصار سواء للأفكار أو للأهداف، وبالتالي فلا نستغرب من كِلا الجناحين المُختصمين مع الجماعة ألا يقعوا في شراكها..وإذا وقعوا مرة فالثانية محل شك كبير.

قد يظن البعض أن هذه السياسة علامة قوة، ولكن على عكس ما يرى هؤلاء فأراها علامة ضعف..والسبب أن هذه السياسة تكون علامة قوة فقط إذا ما تمكن هذا الطرف من تثبيت نفسه كقاعدة حضارية متقدمة في مجالات كثيرة..عسكرية مثلاً أو سياسية أو فكرية أو اقتصادية كالولايات المتحدة الأمريكية وهي أشهر من يستخدم هذه السياسة لتحقيق مصالحها، لكن في الأعم من يسلك هذا السلوك لا يرى سوى الذرائعية وسيلة دنيوية لتحقيق مصالحه بغض النظر عن نزاهتها أو أخلاقيتها...فعندما تدعم الولايات المتحدة الإخوان فهي تدعمها من باب التعايش وأمن إسرائيل ومزايا الدين الإسلامي، وعندما تواجههم فبنفس السلاح التي واجهت به الإخوان التيار السلفي بالعموم وهو سلاح التطرف والإرهاب..وهو سلوك بالمُحصلة يرى في الواقع آليات تحركه، فيستفيد منه دُعاة التنوير كون وقوفهم على أرضٍ صلبة ويعلمون جيداً ماذا يريدون، ويتضرر منه دعاة الانغلاق كونهم يستخدمون الدين للتواصل وهم لديهم قواعد إذا ما مارسوا الانفتاح خسروها.

بمعنى أن جماعة الإخوان المسلمين تخشى الانفتاح على الآخر سواء سياسياً أو دينياً، والسبب في ذلك أنهم يعتقدون بأن الانفتاح على الآخر سيُفقدهم كوادرهم لصالح التيار السلفي أو المتشدد بالعموم، فالتربية الفكرية للإخوان آثرت الابتعاد عن رؤى التنوير ونقد الذات إلى رؤىً أخرى أكثر أصولية فكان أغلب مؤيديها وأنصارها من التيار الأصولي السلبي والمتشدد، وهؤلاء يدعمون الإخوان من أجل جَزرة.."الشريعة"..التي يرفعونها لكسب الدعوة والأحزاب السلفية، فالمقصود من العملية السياسية في الوعي الإخواني ليست إفاقة.." غُفاة البشر"..بتعبير الشاعر عمر الخيام..بل على.."توجيه البشر"..بنزعة قيادية تضع الجماعة ومكتب إرشادها هو المُعلم والموجه الأول..

هناك فارق بين مفهومي.."الإفاقة والتوجيه"..كون الإفاقة تعني التمرد على الواقع السلبي ابتداء، هذا التمرد هو عملية فكرية منهجية شاملة لا تختص بالجانب السياسي دون غيره، فيقوم الإنسان بالتمرد على كل مصدر من مصادر الانغلاق والجهل والفقر والتعصب..فيُصبح سلوك الإنسان في هذه الحالة أقرب إلى المراجعة الجذرية الشاملة لمفاهيمه التي أوصلته إلى ما هو فيه من واقع سلبي، وإذا عُدنا لتعبير الشاعر عمر الخيام ومقصوده من مفهوم الإفاقة سنجده يقصد بعض العلماء والمثقفين الذين رفعوا شعار التنوير والتواصل مع الآخر كمحمد عبده ورفاعة الطهطاوي وغيرهم..وبذلك وضح لنا مقصوده، أما مفهوم التوجيه فهو يفترض القفز على الواقع السلبي المُتجذر إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة التوجيه..بمعنى أن الإخوان منذ نشأتهم وهم يتعاملون مع الواقع السلبي برؤية سياسية محضة حملتهم على الدعوة للخلافة "الراشدة"بعد انهيار الخلافة العُثمانية في تركيا، وبذلك تكون دعوتهم للتوجيه هي من موقع القيادة لا من موقع التوعية والحض على التمرد على كل شئ سلبي حتى لو لم يؤدي ذلك إلى فوزهم بالسُلطة.

الآن تذكرت مقولة الدكتور ثروت الخِرباوي الذي يصف سلوك الإخوان السياسي- في هذه المرحلة –بوصف .."خُبث الفلاحين"..ومعناه أن هذا الفلاح يعتقد بأنه أذكى الناس وعلى بينةٍ من أمره وأنه قادر على تحصيل منافعه بالكذب وبسهولة تامة كونه أذكى من حوله، ولكنه يُفاجأ بأن جميع من حوله يفهمون ما يفعل.. بل ويضحكون من سلوكياته على طريقة الفنان عادل إمام في فيلمه الشهير.."عنتر شايل سيفه"..ذلك الفلاح الساذج الذي اعتقد بأنه نجح في الضحك على عقول الأجانب فيُفاجأ بأنه هو نفسه كان حلقة من حلقات فسادهم وأنهم استعملوه للرِبح المادي على حِساب سمعته وأخلاقه..فهل تُجدي العصا مع من يعتقد في عمله أنه ينُاضل ويُكافح ضد التطرف أو مع من كان صادقاً مع نفسه فطَلَب الدين عبر الدعوة وليس عبر الجماعة؟..أو هل ستُجدي الجَزَرة مع من يرى في الجماعة أنها.."مصدر أصيل للجهل والتطرف والاستغلال والتجارة باسم الدين"..أو مع من وقع في شِراك الجماعة أكثر من مرة وبدأ يتعلم من أخطائه؟..الأيام وحدها كفيلة بنجاح ذلك من عدمه.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مشاعر الإيمان ورغبات السياسة تردد وخوف
- ابتسامة عصام العريان
- التناصح والتناغم في المجتمع
- مشهد السودان وحسن الترابي
- مشروع النهضة هل هو مشروع عدواني؟
- تصدع الإخوان(المماليك والأحرار)
- تصدع الإخوان(تطهير أم تطويع القضاء)
- تصدع الإخوان(تطهير أم تطويع الإعلام)
- الدستور الإخواني (علماني صِرف)
- رؤية سياسية هامة لما بعد المرحلة الأولى من الاستفتاء على الد ...
- أهلاً بكم في دولة(فاشيستان) الدينية
- دولة هامبوكو وحياة أبوكو
- تصدع الإخوان(التقليد والانقياد والوهم)
- تصدع الإخوان(التبرير والتحوير)
- ليالي (إرهاب) المدينة!
- طموح تجديد علم الكلام الإسلامي
- إلهام شاهين..ومعركة عين جالوت!
- لماذا لا يوجد عذاب قبر في الإسلام؟
- فلسطين وسوريا والسودان..فليضحك الإسلاميون!
- تصدع الإخوان(لله وللوطن أم للجماعة)


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - العصا والجزرة في سياسة الإخوان!