أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - تصدع الإخوان(تطهير أم تطويع الإعلام)














المزيد.....

تصدع الإخوان(تطهير أم تطويع الإعلام)


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 3948 - 2012 / 12 / 21 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مُصطلح التطهير يعني وجود شعور داخلي بالإمعان في الصراعات..وهو أقصى شعور بالرفض ينتج عنه المواجهة، فما كان في السابق حواراً أو جُهداً للإصلاح تحول الآن إلى مُطالبات بالتطهير لحضور اليقين القوي باستحالة الإصلاح، لذلك أن لا أؤمن بصدق هذا الشعور إلا بعد تخطيه المراحل الأولى له سواء ببذل الُجهد في الحوار أو في العمل الجاد "من داخل" تلك الأشياء المُراد تطهيرها -بُغية الإصلاح..وهذه المراحل مُنعدمة عند جماعة الإخوان..وبالتالي فيظهر ندائهم بالتطهير خالياً من الشفافية والوضوح..و في وسط هذا الغموض نرى عجزا عن صناعة مُنتوج ثقافي مقبول يحوي بديلاً عن ما اصطلح عليه القوم بالتطهير، بمعنى أن هذا الُمنتج يتطلب أولاً التخلص من الخوف المرضي وفوبيا المؤامرة والإيمان بحق الآخر في المعارضة والمنافسة وثبات المبدأ وخلافه..فإذا لم يتحقق شيئاً من ذلك فنداء التطهير هو بالأصل فوبيا مؤامرة نتجت عن خوف مرضي أو تسلق منفعي براجماتي..وفي كل الحالات هو كذب وخداع للذات قبل الغير.

في البداية سنحاول رصد نداء الجماعة بالتطهير وسنرى أن جماعة الإخوان تُطلق صيحات-هذه الأيام-بضرورة تطهير مؤسستي"القضاء والإعلام"..وانتبهوا لإشارة"هذه الأيام" لأن الإخوان في السابق لم يرفعوا مثل هذه الشعارات إلا بمضامين مغايرة وعلى استحياء كمثل مطالبتهم بتطهير الإعلام من السفور والتعري والإباحية في السابق..ولكن لم يتطرق أحد منهم لمطالبهم اليوم بتطهير الإعلام والذي يشير إلى استغلال الخلاف السياسي في شرعنة وتجديد تلك الشعارات بمعنى إعادة إحيائها بثوب جديد، وكأن مطالبهم في الماضي كانت لكسب تعاطف العامة الرافضة لمثل هذه السلوكيات المخالفة للدين وللأخلاق، بينما في الحاضر انحصرت مطالبهم في التخلص من كل ناقد أو معارض وسنُثبت ذلك في السطور القليلة القادمة بإذن الله، وما ينطبق على الإعلام ينطبق أيضاً على القضاء وسنرى.

بالنسبة لتطهير الإعلام فينبغي أولاً التعرف على ماهية ذلك الإعلام المقصود..فهم يرون الإعلام في صورة الإعلام الفضائي والمتمثل في القنوات المصرية الخاصة، بينما لا يألون بالاً للإعلام الحكومي التابع لمؤسسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون..والسبب أن الإعلام الحكومي يقف على منصة قيادته واحد من قيادات الجماعة وهو الأستاذ صلاح عبدالمقصود، وبالتالي فمطالبهم بتطهير مؤسسات الحكومة الإعلامية ستصطدم مع توجهات قادتهم الراغبة في إفساح العمل -دون شغب -لمسئوليهم في مواقع السلطة، كذلك لأن الإعلام الحكومي يكاد يكون مهادناً للإخوان بدرجة كبيرة ويصل في بعض الأحيان للتأييد التام، وما كانت مظاهرات إعلاميو ماسبيرو مؤخراً إلا كونها إشارة إلى وجود مثل هذا التصنيف والازدواجية داخل تلك المؤسسة العريقة، بمعنى أن الإخوان عملوا على ترسيخ توجهات ماسبيرو بتأييد الحاكم ولم يعُالجوا نفاقه للأنظمة القديمة، وكأن هوية ماسبيرو خدمت الإخوان فقاموا على رعاية سلبياته بل وتطويرها!

أما بالنسبة للإعلام الخاص فهو إعلام حُر منذ ولادته، يكفي أن النظام القديم كان يحاول السيطرة عليه بشتى السُبل المشروعة والغير مشروعة في محاولة لتحجيمه باستخدام أساليب التشويه المتعددة، فالكلمة الحرة هي أكثر ما يثير قلق الطاغية بشكلٍ عام،فمعنى وجود كلمة حرة يعني تخلصها من كافة القيود الحزبية والنفعية وحتى البيروقراطية، فالأخيرة هي أداة المتسلط في فرض رؤيته.. خاصة في العصر الحديث، وما من مجتمع تكاد تتعشش فيه هذه الآفة إلا ويُصبح ملاذاً للتسلط وللإرهاب..والعجيب أن رفع الجماعة لشعار تطهير الإعلام الخاص –والذي تمثل في اعتصام جماعة حازمون وشعارات وهتافات الإخوان وتصريحات قادتهم وشيوخهم-رافق هذا السلوك ظهوراً قوياً للجماعة في هذا الإعلام،بل ومنذ قبل قيام الثورة إلا وكان هذا الإعلام هو بيت الجماعة الأول لتغطية أخبارهم ولقاء مسئوليهم وشبابهم، هذا لأن ظهور الجماعة على الإعلام الحكومي كان غير جائز لاعتبارات تتعلق بحظر الجماعة ونشاطها...نستنتج من ذلك أن الجماعة رفعت شعار"تطهير الإعلام"إلا بعد انحراف سلوكها وبُعده عن القانون والشريعة والأخلاق في محاولة لكبح جماحه عن رصد أخطاء الجماعة.

أخيراً فقد ظهر لنا بأن مطالبات الجماعة بتطهير الإعلام لم يكن في حقيقته إلا محاولات"تطويع"وليست محاولات "تطهير"..فالإعلام في حقيقته لا يعدو كونه أداة نقل وإخبار وتحليل للأحداث..وفي العادة يرفض المتسلط تقويم آدائه أو نقد أفكاره وأعماله، وبالتالي سيظهر أي ناقد في صورة أقرب"للشيطان"الذي يحاول جاهداً تشويه هذا الملاك الرحيم الذي لا يخطئ!..الحل في استقامة الرأي وبُعده عن التنميط، وأن يكون الرأي مبرراً بمبررات قانونية وشرعية مصحوبة بسلوك يعزز هذا القانون وتلك الشريعة، فإذا حدث خللاً في تلك المنظومة سيطفو على السطح صراعاً يسوده منطق"البقاء للأقوى"فالنفس الإنسانية تبتعد عن الأسباب الحقيقية للصراعات في العادة وتعمل على تحويل تلك الأسباب لأهداف ذرائعية محضة يُصبح معها الإنسان أكثر نفوذاً وحماية.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور الإخواني (علماني صِرف)
- رؤية سياسية هامة لما بعد المرحلة الأولى من الاستفتاء على الد ...
- أهلاً بكم في دولة(فاشيستان) الدينية
- دولة هامبوكو وحياة أبوكو
- تصدع الإخوان(التقليد والانقياد والوهم)
- تصدع الإخوان(التبرير والتحوير)
- ليالي (إرهاب) المدينة!
- طموح تجديد علم الكلام الإسلامي
- إلهام شاهين..ومعركة عين جالوت!
- لماذا لا يوجد عذاب قبر في الإسلام؟
- فلسطين وسوريا والسودان..فليضحك الإسلاميون!
- تصدع الإخوان(لله وللوطن أم للجماعة)
- تصدع الإخوان(غرور القوة المتوهمة)
- تصدع الإخوان(تعاليم بوذا والأميرة النائمة)
- تصدع الإخوان(تشويه التاريخ)
- تصدع الإخوان(النقد المحرم)
- تصدع الإخوان(لوحة الضمور)
- فلسفة الأخلاق(لوحة العفو)
- فلسفة الأخلاق(لوحة الصدق والكذب)
- فلسفة الأخلاق(لوحة الصبر)


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - تصدع الإخوان(تطهير أم تطويع الإعلام)