أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - تصدع الإخوان(التقليد والانقياد والوهم)














المزيد.....

تصدع الإخوان(التقليد والانقياد والوهم)


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعاني المنظومة الفكرية داخل الجماعة من عَطَن التقليد من أثر السمع والطاعة، والتقليد في العادة لا يُنتج سوى نُظم إدارية شمولية تمارس الطُغيان باسم المحافظة، فالتفكير الحر داخل الجماعة يكاد يكون معدوم ولا يُسمح به إلا في إطار الذود عن الجماعة ومشروعها، وهذا يُفسر انعدام وجود المبدعين ممن التحفوا بالعباءة الاخوانية، فالعمل الجاد والإبداعي يتطلب أولاً التخلص من الأوهام، ولم أرَ في خلال سنواتي مع الجماعة أي محاولة لرصد تلك الأوهام الموجودة في عمق كل إنسان،فأعتقد أنه وبمجرد القول بوجود الوهم داخل الجماعة فيتعرض قائله إما للعقوبات وإما للطرد، وأذكر أنني عندما كنت في الجماعة أن كنا في مجلس كتيبة وكان المُحاضر هو المستشار "حامد السيد"مستشار وزير الصناعة السابق، فجلس المُحاضر يشرح مفهوم الدرس وكان عن .."توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية"..ولم يتوانى السيد المستشار عن إسقاط ردئ للمفهومين على المجتمع حتى بدا للجاهل قبل العالم أن الرجل يحكم بالكُفر على من بدا لنا بأنه مُقصّر في توحيده أياً كان ربوبياً أو ألوهياً.

حان وقت الأسئلة وقد كانت المُدة المتاحة لنا –كتلاميذ-هي نصف ساعة لا أكثر،تقدمت للسؤال ثم ألحقته بعمل نقدي للفكرة الرئيسية للمحاضرة وقلت بأن تقسيم التوحيد لم يثبت عن سلفنا الصالح وسقت له الأدلة، وأن التقسيم إن كان ذا موضع فهو اصطلاحي لا نفهمه بهذا الشكل الرهيب والذي يُذكرني بالشيخ سيد قطب –رحمه الله-واستشهدت حينها ببرنامج كان مذاعاً منذ أيام عن الشيخ القرضاوي والذي أقر فيه بأن الشيخ سيد قطب لم يكن على مذهب السنة في آخر حياته، وأن الرجل كان خارجياً تكفيرياً من أثر ما عانى منه من صنوف العذاب، وقلت أنني أتحفظ على رأي القرضاوي ولكن شهادته يجب تدارسها لأنني فهمت- وأنا أول مرة أسمع للسيد المُحاضر-أنك تقول بكُفر وجاهلية مجتمعنا..كان هذا اختصار ما حدث مني ثم جاءت فقرة تعقيبه والتي لم تخلُ من التبرير-كالعادة-ولكن لاحظت أنه نفى قوله بأنه يقول بكفر أحد وأن منهج الإخوان لا يحكم على الناس ولماذا لا يكون السبب في أفهامنا نحن وتفسيرنا للأشياء.

حقيقة أنا لا أؤمن بصلابة أي فكرة إلا بعد طرحها بعيداً عن الهوى المُجرد،أو أن تأتي في سياق الإنصاف والجدلية.. فالرجل بان أنه وبعد أن تعرض للضغط آثر المراجعة والنفي، وهذا سلوك قد يسلكه بعض السياسيين والفقهاء، ولكن أن يسلكه محاضر في قاعة أو في منزل فهذا يثير التساؤل لماذا كانت هذه المحاضرة إذا؟!ً..إن ما حدث يستدعي الرجوع بنا إلى عصر الشيخ سيد قطب وأفكاره التصنيفية التي تسببت في نشوء أقوى جماعات العُنف السياسي في التاريخ المصري، فإذا قُلنا وبنفس منطق المحاضر أن العيب –كل العيب-في أفهامنا نحن وتفسيرنا للأشياء فلا حاجة للعوام والجهال من أمثالي بالتكليف، ولماذا ننفي عن أنفسنا التقصير سواء في إيصال الفكرة الصحيحة أو في قصور المعرفة أو في غلبة الهوى أو التقليد إن كنا حقاً نريد وجه الله وسنة رسوله.

لا أريد أن أسرد ما حدث بعدها بالتفصيل ولكن شاء الله أن نتعرض لعقوبة شهرين أو ثلاثة-على ما أتذكر-بحرماني من حضور الكتيبة الشهرية، وأتذكر أنني تعرضت لتوبيخ ونهر شديدين من نقيب الأسرة ومن زملائي..وكل جريمتي أنني قلت رأيي بصراحة ووضوح بعيداً عن التقليد أو التقديس، حينها كان من ينقد أي فكرة من أفكار الدكتور "علي لبن" التي كنا نتدارسها أسبوعياً يعني أننا نسير في الاتجاه الخطأ، وأظن أن ما طرحه السيد المستشار موجود في دروسنا التي نتلقاها عن تقليد وانقياد تامين..فأحسب نفسي أنني أكره الانقياد والتقليد ولا أنكر أنني أحيانا أتبع الهوى فهذا ما نعاني منه بني البشر إجمالاً والشاهد في من يقاوم رغباته وأهوائه لا أن يتعامى عنها تعصباً وحِزبية وانقيادا..فالمُقلد أعمى وكما قال ابن القيم بأن المتعصب بالهوى والمُقلد الأعمى ليسوا من زمرة العلماء ولو كان الناس يرونهم كذلك.

يقول عبدالمؤمن الأصفهاني في كتابه "أطباق الذهب"..(مثل المقلد بين يدي المحقق مثل الضرير بين البصير المُحدق، ومثل الحكيم والحشوي كالميتة والمشوي،أقنعه رواية الرواية عن دُرّ الدراية، وما أشقى جُهالاً قلدوا آبائهم فهم على آثارهم مقتدون، أوَ لو كان آبائهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون)..وكلام الأصفهاني يُذكرني بأحوال المستشرقين الذين أفجعونا على واقع ديني وفكري بغير ما ورثناه عن آبائنا في مطلع القرن العشرين، لم يكن للأجنبي–قبلها-إرادة الخوض في تراث المسلمين، ولكن فور دخولهم أحدثوا هزّة عنيفة في وعي المسلمين والنُخبة المثقفة بالتحديد، أعتقد أن السبب من وراء ذلك أنهم بحثوا في تراث المسلمين بعقل متحرر عن التبعية والانقياد، وأن أقوال ومفاهيم.. "كقال السلف أو أجمع أهل العلم أوحدثنا فلان أوالقاعدة تقول"..كل هذا لم يهتموا به لأن طُرق تفكيرهم ليست مثلنا، ولا أنكر أن الكثير مما وصل إليه المستشرقين محل نظر ، وأن عامل اللغة والثقافة يقف أحياناً عائق بين النص والتأويل بين القاعدة والتفسير بين التاريخ والتراث..ويخلط في أمور عديدة بين النقد والرد بين القبول والإيمان بين البحث من مرجعية الاجتهاد للحق وبين البحث من مرجعية الانتصار للذات.

أخيراً فالأزمة التي أراها داخل الإخوان -وكما أشرنا إليها من قبل في مواضع عدة –هي جزء من الكل النابع من ثقافة وظروف المرحلة، وأن ما يعاني منه الإخوان يعاني منه المجتمع العربي بالعموم، فالتقليد سمة المرحلة في كل شئ، حتى ممن سموا أنفسهم علمانيين بعضهم يُقلد ويحصر نفسه في مفاهيم ورؤى السابقين أو الحاليين، بينما أرى أن التقليد هو انقياد بالتبعية ، وأن المقلد- ومن أثر تعصبه وجموده- إذا انتقد شيئاً فينقد مخالفه بوقوفه على النقائص والدنايا ويغفل عن صوابه وحسناته، وليس هذا من منهج أهل الحق في شئ، فليس المطلوب مني كمؤمن أو كإنسان أن أسير على أفكار فلان حتى إذا دخل جحر ضب فندخله حينها تنتفي الحرية ونُصبح عُبّاداً لأشياء لا تستحق.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصدع الإخوان(التبرير والتحوير)
- ليالي (إرهاب) المدينة!
- طموح تجديد علم الكلام الإسلامي
- إلهام شاهين..ومعركة عين جالوت!
- لماذا لا يوجد عذاب قبر في الإسلام؟
- فلسطين وسوريا والسودان..فليضحك الإسلاميون!
- تصدع الإخوان(لله وللوطن أم للجماعة)
- تصدع الإخوان(غرور القوة المتوهمة)
- تصدع الإخوان(تعاليم بوذا والأميرة النائمة)
- تصدع الإخوان(تشويه التاريخ)
- تصدع الإخوان(النقد المحرم)
- تصدع الإخوان(لوحة الضمور)
- فلسفة الأخلاق(لوحة العفو)
- فلسفة الأخلاق(لوحة الصدق والكذب)
- فلسفة الأخلاق(لوحة الصبر)
- فلسفة الأخلاق(لوحة العدل)
- الحرب الأهلية السورية بين ظلم الحكومة والمعارضة
- فلسفة الأخلاق(لوحة العفة)
- فلسفة الأخلاق(لوحة الضمير)
- فلسفة الأخلاق(لوحة الأمانة)


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - تصدع الإخوان(التقليد والانقياد والوهم)