أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - الحرب الأهلية السورية بين ظلم الحكومة والمعارضة














المزيد.....

الحرب الأهلية السورية بين ظلم الحكومة والمعارضة


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن معنى وجود حرب أهلية في مكان يعني أن هناك خللاً ما يحصل، خللاً لا يراعي التطور الفكري للبشرية من جانب وسوء تقدير الأوضاع من جانبٍ آخر، ويشترك في ذلك كلا الطرفين المتصارعين في سوريا الحكومة والمعارضة..وإن كنت أصنف المعارضة السورية إلى وجهين سياسي وعسكري، والوجه السياسي ينقسم هو الآخر إلى صنفين سلمي وعنفي والوجه العسكري إلى صنفين وطني وأجنبي..ويبقى السلوك السلمي هو الأبرز من حيث الصمود الفكري وقوة الرؤية، حيث تظل طبيعة عمل الثورات خاضعة لتأثير السلوك السلمي في بناء قوة معنوية فكرية بعيدة عن همجية الحشد وتهور الرعاع...بينما سلوك العنف يؤدي –على الأرجح-إلى علوّ النزعة والأيدلوجيا على دون النظر للغرض الأسمى من وراء العمل الثوري..وأظن أن الأخيرة هي التي تسببت في تحول"الثورة السورية"..من ثورة مشروعة بحاجة لتقييم وتوجيه إلى حرب أهلية أنتجت لنا قوى دينية وعِرقية متطرفة تكاد تكون هي المحرك الأصلي لهذه الحرب.

البعض يعول على الدور الغربي في الحل من حيث إجبار الحكومة السورية على التنحي سواء بالضغط السياسي والاقتصادي أو بالتدخل العسكري من وحي ما حدث في ليبيا والعراق وأفغانستان..ولكن الخيار الأول إن اعتددنا به كخيار فعّال فهو مجرب مع الحكومة منذ نشأة النظام السوري على أيدي قوى البعث الأسدية وأنصارها، ومع ذلك لم يُفلح هذا الخيار في إضعاف النظام داخليا أو خارجيا، بل وجدنا أن سوريا -تحت حُكم عائلة الأسد-هي الأبرز من بين دول المنطقة تخلياً عن مساعدات الغرب أو الاستدانة من البنك الدولي، إضافة إلى توفّر جميع الخدمات الحكومية للشعب مجاناً بدءاً من التعليم إلى الصحة، وفي الجزئية السياسية كانت سوريا هي الحليف الرسمي بل تكاد تكون من أقوى الحُلفاء والداعمين للمقاومة العربية والإسلامية ضد إسرائيل، إضافة إلى علاقاتها الجيدة مع كافة دول الجوار ...لذلك كان أي ضغط على النظام السوري أنظر إليه بعين الشفقة وكأن الإنسان لا يتعظ من تجارب الماضي بل ويخشى حرب الأٌقوياء بينما يستأسد على قبائل ليبيا وجماعة طالبان وجيش صدام المتهالك.

كذلك يعول البعض على الدور التركي والذي تحول في عام ونيف من صديق حميم للأسد إلى عدو لدود في مفارقة سياسية تنم عن عدة وجوه لا تخلو من العَجَب أو الريبة، وحتى الآن لا أستطيع تفسير هذا التحول الدراماتيكي إلا كون الحكومة التركية تأثرت بالخطاب الإعلامي الذي جاء في وقت حسّاس تمر به المنطقة العربية بتحولات سياسية جذرية تحت شعارات العمل الثوري والتغيير وإسقاط الأنظمة السياسية...يعني لو جاءت الأزمة السورية في ظل وضع محدود غير تلك الظروف لرأينا وساطة تركية حقيقية وتصفير حقيقي للمُشكلات وليس على طريقة أوغلو بأن تركيا تتبع سياسة تصفير الخلافات...حقيقة هذه التصريحات التي أطلقها داوود أوغلو تذكرني بمشروع "النهضة" الإخواني الذي بشرنا به المرشح السابق لجماعة الإخوان"خيرت الشاطر"وبعد استبعاده جاء بعده الدكتور محمد مرسي ليتولى رئاسة الجمهورية ثم يتبني هو الآخر ذلك المشروع والذي اكتشفنا أنه مشروع"فكري" وأنه على الجانب الاقتصادي لم يفلح –حتى الآن-إلا في ترخيص سعر"المانجة" وسداد ديون "بعض" الفلاحين..وعلى الجانب السياسي تعمقت العلاقات المصرية مع الأتراك ودول الخليج في حين تدهورت العلاقات مع سوريا وحلفائها وداعميها في المنطقة.

ربما كان العامل الأيدلوجي الذي يجمع المعارضة السورية"الإخوانية" بحُكام مصر"الإخوان"..هو السبب في ذلك التطور، خاصة بعد ظهور بعض الدعوات من داخل التيار الإخواني يطالب بالقطيعة أيضاً مع إيران، وكأن العلاقات مع إيران كانت موصولة في مفارقة غريبة تشير إلى أن الإخوان ينحون منحى التفرقة بين الشعوب العربية والإسلامية على خلفيات أيدلوجية حزبية إضافة إلى العامل المذهبي، لذلك توقعت ومنذ بروز الأزمة السورية -كأزمة مفصلية إقليمية ودولية- أن التيار الإسلامي سينشغل أكثر بالرؤية الدينية ويبني عليها أحكامه على حساب السياسة وتعقيداتها..وهذه السياسة هي مخالفة –إلى حد كبير-لسياسة الشيخ حسن البنا "مؤسس جماعة الإخوان"الذي ظل يحلم بالتقارب العربي والإسلامي ونزع الخلافات بتضييق مساحة الخلاف وحصرها داخل كانتونات يناقشها المثقفين داخل الغُرف المغلقة.

حقيقة لا الأتراك ولا عرب الخليج قادرين على الحل في سوريا إلا بتغيير جذري في سياساتهم القائمة على التحريض والتجييش والدعم المالي والعسكري والإعلامي بحجة الثورة واستخدام مفرداتها على ألسنة القادة..وهذه حقيقة يفر منها هؤلاء القادة في سلوك غريب حملهم على تجاهل هذا الأمر بعد مرور أكثر من عام ونصف دون إجراء أي تغيير في الأفكار والتوجهات..بل رأينا مساحة العداء تتسع مع مرور الوقت دون تحقيق أي انتصار لأي طرفٍ كان في ظرف شبيه بما مرّ به الإنسان إبان الحروب العالمية ،ومن يعي جيداً لأمانة التاريخ المحفوظة داخل وجدان كل إنسان سيرى أن التاريخ سيلعن أي مسئول أو حكومة أو تيار أو حزب تسبب في هذه الحرب الأهلية أو استمرارها .

كذلك فالحكومة السورية لا تقل خطرا وحلفائها عن معارضتها، فلا زالت لغة التقديس تسري في دماء السوريين ورفع الصور والهتاف للقائد وما إلى ذلك من سلوك رجعي لا يمت بصلة لعصر الإعلام والسياسة، كذلك والتباكي على دور المقاومة وكأن الحكومة هي حامية الحِمى للعرب من بين أنياب النمر الصهيوني لم يعد مقبولاً..فمشاهد القتل والترويع هي الدليل الأبرز على كذب هذه الشعارات وأن الحكومة أصبحت لدى هؤلاء هي مفتاح الجنة وهي الممثل الحقيقي للإسلام حتى لو على حساب القتلى والمكلومين..ومع ذلك فللإنصاف..فالحكومة السورية يُشهد لها طلبها للسلام لإنهاء الأزمة، ولكن على ما يبدو أنه أصبح طلباً غير مقبول في ظل التحدي الأبرز الذي يواجه المعارضة لو فشلت تحركاتهم حينها سيكتب التاريخ أنهم كانوا مجموعة من الخونة واللصوص اعتدوا على سوريا الدولة والإنسان...فالتاريخ يُكتب على هوى السلطان..ولا مفر لهؤلاء ولا لهؤلاء من السلام..في تحدى مفصلي يفرق بين ظلم الحكومة ومعارضتها.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الأخلاق(لوحة العفة)
- فلسفة الأخلاق(لوحة الضمير)
- فلسفة الأخلاق(لوحة الأمانة)
- فلسفة الأخلاق(لوحة التواضع)
- فلسفة الأخلاق(لوحة التعريف والتمييز)
- حوار حول شعار الإسلام هو الحل
- أكذوبة القعقاع بن عمرو التميمي
- بناء الرسول بصفية بنت حيي بن أخطب حقيقة أم خيال؟!
- السلطة بين الممارسة والتنظير
- عدنان ابراهيم ذلك الرجل الفذ الموسوعي
- أبو حيان التوحيدي المختلف عليه
- قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء
- حكمة الآخر في الإسلام
- عن رؤية الحل وسياسة العزل في سوريا
- لماذا لا يوجد قتل للمرتد في الإسلام
- السمو الإسلامي في السياسة ونعرات الجاهلية
- الأزمة -الطائفية- داخل جريدة الحرية والعدالة
- تشوش الفكرة الإصلاحية الإخوانية
- إِشكالية الهوية الإخوانية في ظل العلاقة مع الولايات المتحدة


المزيد.....




- قاعدة العديد بقطر.. صورة أقمار صناعية تُظهرها شبه خالية قبل ...
- تحديث مباشر.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر -تحتفظ بحق الرد ...
- صواريخ إيران باتجاه قطر والعراق.. إليكم ما صرح به مسؤولون
- غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ-جزاء العادل- ...
- بريطانيا تتّجه لتصنيف -بالستاين أكشن- كمنظمة إرهابية.. وحراك ...
- الاحتفال بيوم الأب في لاهاي
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر
- أسباب الالتفاف الإسرائيلي حول تأييد ضرب إيران
- ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
- قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - الحرب الأهلية السورية بين ظلم الحكومة والمعارضة