أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سامح عسكر - عدنان ابراهيم ذلك الرجل الفذ الموسوعي















المزيد.....

عدنان ابراهيم ذلك الرجل الفذ الموسوعي


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 3853 - 2012 / 9 / 17 - 12:33
المحور: سيرة ذاتية
    


قرأت عن الرجل منذ عامين أو أقل..حينها كانت الساحة العلمية تشهد فراغاً قاتلاً بخفوت نجم الشيخ يوسف القرضاوي سواء لمرضه أو انشغاله بالطائفية والحزبية... بينما تفرغ الدكتور سليم العوا تماماً للسياسة ولم يعد قادراً على عقد ندوات علمية وشروحات ثقافية تمس جدار الجهل والتقليد الذي أصاب شباب الأمة..إضافة إلى انشغال أغلب علماء ما يسمون بالتيار الوسطي في الأزهر والقيروان وكافة ربوع العالم العربي والإسلامي ..نراهم وقد انشغلوا بالربيع العربي وتحدياته وانتكاساته ، كان ولابد في هذه الحالة- وحسب نظرية الفراغ- أن يصعد نجم شيوخ الفضائيات وسيادة روح الإفتاء بغير علم والخوض في أعراض وشخوص الناس بمجرد الرأي، إذ وفي هذا الجو تفقد الحُجة بريقها ويضمحل الإبداع لصالح الحشد، وكلاهما تجليات لحالة ثقافية متعفنة تسود كافة بقاع العالم العربي في هذا الزمان.

الرجل لديه مَلَكة ذهنية تُمكنه من التشريح والتجريد بمهارة فائقة، إضافة إلى سعة حفظه بقوة ذاكرته وخياله الواسع، وهو متبحر في أغلب العلوم العقلية والأفكار التربوية ..مما يؤهله لأن يكون فيلسوفاً ابستمولوجياً رائعاً..ناهيك عن تبحر الرجل في علوم الشريعة الإسلامية المختلفة كالفقه والحديث والسيرة وعلوم اللغة"النحو والصرف والبلاغة" والتاريخ..ولا أنسى تخصص الرجل وإبداعه في علوم الفلسفة والمنطق والنفس والاجتماع وغيرها من العلوم...حقيقة نحن أمام رجل غير طبيعي ويملك صفات تؤهله للاجتهاد المُطلق، ورغم ذلك أرى أنه لم يصل إليها بعد.. فأمامه المزيد من الوقت والجهد كي يصل لهذه المرتبة التي تُعد هي الأعلى في تصنيفات العلماء والباحثين.

جُل جهود الرجل تنصب في إخراج عمل ثقافي عن طريق نشر كافة خُطَب الجمعة له من كل أسبوع..علاوة على حلقاته ودروسه العلمية المتنوعة والتي يلقيها على تلاميذه عبر الندوات العامة والخاصة..والرجل يخطب ويؤم الناس في مسجد صغير بالعاصمة النمساوية فيينا..وحقيقةً فإن كافة خُطَبه- ما رأيناها وما لم نَراها –قد خلقت في أنفس الشباب المحبين له صورة جديدة عن الإمام وخطيب الجمعة إجمالاً...فالإمام والخطيب الذي يعمر في الأذهان –حتى اليوم-ذلك الرجل المعزول والذي يحفظ من القرآن والأحاديث أكثر مما يفهم أو أن تكون لديه المهارة لكسب ثقة الناس بشرح واقعهم والتعرض لمشكلاتهم الرئيسة، وبالتالي أصبحت لدينا صورة إمام وخطيب غير مقنع ..بل جامدٌ على النص لا يتركه ولو وَلِج الجمل في سم الخياط..فليس من الغريب إذاً أن نري أكثرية الحضور في الخطبة نائمون أو منشغلون، حتى الذي يحاول متابعة الخطبة والتركيز في مضمونها فلا يفهم منها شيئاً كونه وفور خروجه من المسجد يرى واقعاً آخر وأناساً آخرون لا علاقة لهم جميعاً بما قاله الشيخ وصدّع به رأسه.. في المُجمل فإن هؤلاء من الأئمة والخطباء كانوا-ويظلون- سبباً في انحدار العقل المسلم لهاوية الجهل والتعصب وما حال الأمة هذه الأيام ببعيدة عن هذا التوصيف...

طريقة اكتساب العلوم والحض عليها وإرادة تحصيلها يخلق في النهاية رجلاً يميل للحق دون التعرض لحامله، فهو في النهاية باحثٌ عن الحكمة، وهؤلاء لا سبيل للتواصل معهم إلا سبيل الإقناع وإزالة كافة الشُبهات بكافة صنوف الحُجج العقلية منها والشرعية ، وهذه الفئة لا تركن لمشايخ التقليد كون ما حارت فيه عقولهم تبحث لها عن إجابات فيُصدمون أنهم أمام رجالاً حُفاظاً ونَقَلة لا صلة لهم بالعلم الشرعي إلا حدثنا الشيخ فلان وهو أعلم منا بشئون الدين..في النهاية سيظل الرجل يبحث عن الحق إلى أن يرزقه الله بعالمٍ يتجرد إلى الله بطلب الحق لا السمعة، يطلب العلم لا الخوف..فهناك علاقة جدلية بين العلم والخوف يشغل منها الأخير مقعد المؤثر على الحالة العلمية للبشر، فالعلم في مُجمله شجاعة وطلبه يعني طلباً للشجاعة، أما المتردد والذي يظن أنه يحافظ.. فهؤلاء قد تمكّن الخوف منهم وبلغ مبلغه بإسقاطهم في هاوية الجهل والترديد والتعصّب.

أتابع الرجل كثيراً ولسنا في معرض تقييمه بل هو رأي قابل للدحض، بل إن فكرة الحديث عن الأشخاص ستستهلك حتماً من جهود الناس عبر انشغالهم بالتوافه والتعصب لهم..لذلك أرى أن المتعصب للدكتور عدنان ابراهيم لا يقل سوءاً عن المتعصب للظواهري أو لبن لادن أو لشيوخ السلفية والتقليد إجمالاً..فالتعصب للشخص ينزع مهابة العلم من قلبه ويجعله يجنح نحو خلق صنماً له يدافع عنه بالحق والباطل دون أن يشعر..وأنا رغم ثنائي على الدكتور عدنان إلا أنني أخالف الرجل في مسائل عدة وأكثرها سياسية والقليل منها شرعية وعلمية..إلا أن هذا الخلاف لا يحملني على بخسه حقه كعالم متبحر استطاع وفي فترة ليست بالطويلة أن يُحدث انقلاباً في أروقة العلم المختلفة.

طبيعي أن يكون لرجل حر مجتهد بهذا الأسلوب وبتلك النتائج أن يكون له خصوم من قلب البيئة التي ينقدها ويعمل على إصلاحها أو هدمها، هذه الفئة التي تخاصمه بالتأكيد تعمل في نفس مضامير العلم التي ينقدها الشيخ ألا وهي مضامير.."الطائفية والتصنيف والحزبية والتقليد والعُزلة والتعصب" وغيرها من أمراض الأمة التي تجاوز عن علاجها المشايخ لصالح كسب بعض المزايا الدنيوية أو خوفاً على سمعتهم وهيبتهم أو تأثيراً لبريق السلطة في أنفسهم..والذي ينظر في التاريخ عموماً يجد ترادفات تلك الحالة تجتمع في أمة بعينها حين انحطاطها،ولكن فور تشخيص الداء والبدء في مراحل العلاج إلا يتبدى للناس ما هم عليه من أزمات متشابكة ومعقدة فيسلكون طريق النهوض بحِرفية ومهارة تُمكنهم من البقاء وتواصل الإبداع في التغيير.

أخيراً أرى أن الرجل بحق هو حالة خاصة تجمع بين العلم والفهم والشجاعة، وهذه أصول إنسانية لابد لأي مجتمع ناهض أن يُشجّع على بروز مثل هذه الظواهر بل ويعمل على تنميتها، وأتمنى أن يحظى الدكتور عدنان ابراهيم باهتمام وشهرة أكبر مما هي عليها الآن..فحقيقة أن التيار التكفيري الجامد يستخدم ضد الرجل كافة إمكانياته المالية والإعلامية لتشويه الرجل وإسقاطه، في المقابل لابد وأن يكون مع هؤلاء وبالتوازي فئة أخرى تعمل على نشر علومه دون إخلال بالمضمون، وليس بالضرورة أن تمدح الرجل فنحن ننشد مجتمعاً مؤهلاً ناهضاً ولا قداسة لبشر ولا أحد فوق العلم.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو حيان التوحيدي المختلف عليه
- قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء
- حكمة الآخر في الإسلام
- عن رؤية الحل وسياسة العزل في سوريا
- لماذا لا يوجد قتل للمرتد في الإسلام
- السمو الإسلامي في السياسة ونعرات الجاهلية
- الأزمة -الطائفية- داخل جريدة الحرية والعدالة
- تشوش الفكرة الإصلاحية الإخوانية
- إِشكالية الهوية الإخوانية في ظل العلاقة مع الولايات المتحدة


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سامح عسكر - عدنان ابراهيم ذلك الرجل الفذ الموسوعي