أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح عسكر - فلسفة الأخلاق(لوحة التعريف والتمييز)














المزيد.....

فلسفة الأخلاق(لوحة التعريف والتمييز)


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 3869 - 2012 / 10 / 3 - 02:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كنت في زيارة لأحد أصدقائي واسمه"أحمد" فرأيت عنده صديقه ولكن لا أعرفه فتعارفنا وجلسنا وعلمت أن إسمه"منير"، قال صديقي "أحمد" أنه يريد أن نتعارف أكثر فجلسنا في باحة المنزل أو كما يُقال له"الصالون" واحتسينا القهوة..فأقدم منير من جانبه يقترب مني وقال أنه يريد الحوار في شأن الأخلاق ، فقد سمع من أحمد أن لدي "بعض" المعارف منها، لا أجزم بما يعتقدون فغالب ظني أنه ومن كثرة أسئلة أحمد في مضامير الأخلاق سابقاً ظننت أنه يرى شيئاً لا أراه..فشعرت بأن الاثنين متفقان على إجراء حوار، وعندها تملكتني الشجاعة فردت من فوري بالموافقة..ولنذهب للحوار:

منير:هل الأخلاق حق؟

قلت: هي عين الحقيقة، ولكن لم أرَ بشراً يسأل هذا السؤال من قبل!

منير: أنت لا تفهم قصدي، أنا لا أنكر الأخلاق ولكن أسأل من أين يأتي الإنسان بحقيقة الأخلاق والشر موجود؟..فإذا كان الشر موجود فالأخلاق نسبية وإلا أنك تعترف بأن البشر لم يسألون هذا السؤال من قبل.

قلت:هناك تفصيل فالأخلاق في الدولة غير التي في المنزل غير التي مع الأصدقاء غير التي مع الأعداء..وهكذا..ولكن لا مغايرة في المفهوم بل في مصاديقه، واتحاد المفهوم في العمل دون غيره، فالقول في ذاته عمل، أما المصداق فهو الذي يظهر في الذهن على شكل أخلاق ولكن بمرجعية مسبقة مأخوذة إما عن واقع اجتماعي أو ثقافي أو ديني، كمثل من يقتل أباه في القطب الشمالي حين العَجَز ويؤمن بأن فِعله من أنواع البر والأخلاق بل هو لدينا –وغالب البشر-جريمة.

منير:جميل..أفهم من ذلك أن الأخلاق لديك على نوعين مفهوم ومصداق..ولكنك لم تجبني بالتفصيل كما قلت..كيف أعلم أن ما شعرت به أو قلته أو فعلته هو أخلاق؟..خاصة وأنك أوضحت معنى المصداق بالتمثّل، ولكن لم تُجِب عن معنى المفهوم إلا بكفاية الاتحاد!

قلت:هناك علم حضوري ينشأ لدى الإنسان مباشرة دون وسيط كعلمك بنفسك كفرحك وحُزنك كغضبك وحُلمك كألمك ولذتك كخوفك واطمئنانك..فإذا نشأ لدى الفرد شعوراً كهذا فيحيل عليه تمييزه بخلافه، واعلم أن أصل هذه الجدليات هو فطرة الإنسان ، فالطُمأنينة أصلٌ عليه عارض الخوف حين انعدامها،لذلك فيحيل عليك الكذب في تمييز شعورك...والكذب نقيض الصدق، والصدق أخلاق.

أحمد: وضح أكثر ياسامح فأنت فقلت لي من قبل أن الأخلاق ليست مشروطة بالعلم وأن الجاهل يجوز عليه الأخلاق.
قلت: نعم وهذا ما أتبناه وأضيف على ما تفضلت به هو العكس، أن العالم يجوز عليه الشر.
أحمد: وضح أكثر فالأمر لدي مُبهم؟
قلت:هل رأيت ياأحمد رجلاً تراه جاهلاً ولكنه محبوب من الناس؟
أحمد: نعم رأيت الكثير ولكن ما علاقة ذلك بالسؤال؟

قلت: هذا هو عين الأخلاق في محل الجهل، أن حُبّ الناس هو علامة القبول، واعلم أن هذا الحب لا يلزمه الموافقة أو التوافق في الرؤى والأفكار بل في الأعمال، فالرجل الجاهل يسلك سلوكاً افتراضياً في الأعم الأغلب، فالطموحات والأفعال الإيجابية لديه قليلة ، بينما ظل واقعه الافتراضي هو علة ظهور صورة الرجل الصالح في أذهان البشر.

أحمد: الواقع الافتراضي للجاهل يعني أنه لا يؤذي ومع ذلك لا يُحسن، فكيف يحب الناس رجلاً لا يُحسن إليهم؟!

قلت:لأن سوء الأخلاق هو حدث مُستجد على كل إنسان حتى الجاهل، والنفس الإنسانية تكره سوء الخلق فهو لديه تأثيراً عليها كتأثير السكين على الذبيح، فالذبيح يكره السكين ومع ذلك لن يهرب منها وإلا لم يكن ذبيحاً، كذلك النفس الإنسانية تكره سوء الخُلق ومع ذلك لا مفر من أذيته.

منير: أشكرك ياأحمد فسؤالك أوضح علي إشكالات كثيرة..ولكن حتى الآن ياسامح لا أفهم كيف يفعل الإنسان الشر وهو عالم بينما يفعل الآخر الأخلاق وهو جاهل، حتى الآن لا زال لدي الإشكال.

قلت: أنظر أخي منير للرجل العالم الذي يمتطي صهوة جواد المجتمع حتى يظن في نفسه ويظنه الناس أنه الآمر الناهي وأن إليه الخير والمعاد، ماذا سيحدث؟
منير: سيكون مستبداً أو إلهاً.

قلت: هذا ما أقصده أن نوازع البشر هي المحرك الأصلي لكافة أنواع الشرور، فالنزعة تعني الشهوة والغريزة، بينما السلطة وحُب التملك والسيطرة شهوة ،وتلك ملازمة لبني الإنسان منذ ولادته حتى موته، فحتى ذلك الجاهل الذي يفعل الأخلاق هو في ذاته مشروع لفعل الشر بمجرد النزعة.
منير: طيب وهل النزعة غير العاطفة؟

قلت: هناك تشابه وفوارق، فهما يتحدان في كون نشوئهم عن دافع، ويفترقان في كون واحدة قيمة وهي العاطفة والتي أشرنا إليه من قبل في العلم الحضوري بينما الأخرى اندفاع وضعف وهي النزعة، فالدافع المُحرّك لكليهما لن يأتي للإنسان إلا بمصدر وغالباً يأتي عن معلومات أو باختلاف نمط التفكير.

وإلى لقاء آخر مع حلقة أخر من حلقات "فلسفة الأخلاق"



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار حول شعار الإسلام هو الحل
- أكذوبة القعقاع بن عمرو التميمي
- بناء الرسول بصفية بنت حيي بن أخطب حقيقة أم خيال؟!
- السلطة بين الممارسة والتنظير
- عدنان ابراهيم ذلك الرجل الفذ الموسوعي
- أبو حيان التوحيدي المختلف عليه
- قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء
- حكمة الآخر في الإسلام
- عن رؤية الحل وسياسة العزل في سوريا
- لماذا لا يوجد قتل للمرتد في الإسلام
- السمو الإسلامي في السياسة ونعرات الجاهلية
- الأزمة -الطائفية- داخل جريدة الحرية والعدالة
- تشوش الفكرة الإصلاحية الإخوانية
- إِشكالية الهوية الإخوانية في ظل العلاقة مع الولايات المتحدة


المزيد.....




- الرئيس التنفيذي لشركة أبل يهدي ترامب لوحًا تذكاريًا مصنوع من ...
- ماذا نعلم عن الرقيب الذي أطلق النار على خمسة جنود في قاعدة ف ...
- ترامب محق.. أرقام صادمة تدخل خزينة أمريكا بسبب الرسوم الجمرك ...
- بعد قرار لبنان تجريده من سلاحه قبل نهاية العام... ما الذي بق ...
- دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!
- السودان يعلن تدمير طائرة إماراتية ومقتل عشرات المرتزقة الكول ...
- رسوم ترامب المرتفعة تدخل حيز التنفيذ .. هل ينقلب السحر على ا ...
- هل تؤثر التغيرات المناخية في تسارع دوران الأرض؟
- بلا طعام ولا أهل.. حازم البردويل يروي حكاية البقاء في غزة
- تقرير يكشف تطوير دول رؤوس نووية جديدة.. ما عليك معرفته


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح عسكر - فلسفة الأخلاق(لوحة التعريف والتمييز)