أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غالي المرادني - (الفرقان الحق) والتحدي القرآني















المزيد.....

(الفرقان الحق) والتحدي القرآني


غالي المرادني

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 16:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سبح اسم رَبك الْأَعلَى، الذي يسّر على الحبلى، فَأخرج مِنهَا نسمَة تسْعى، من بَين أحشاء ومعى، فَمنهم من يموت ويدس في الثرى، وَمِنهم من يعِيش وَيبقى إِلَى أجل ومنتهى، وَالله يعلم السر وأخفى، وَلَا تخفى عَلَيهِ الآخِرَة وَالأولَى

بهذه الكلمات قدم رحمان اليمامة (مسيلمة) قرآنه المزعوم المبني بكامله على الكلام المسجوع الخاوي من المعنى والمضامين. وللحق فإن هذا الاعتقاد لم يكن حكراً على مسيلمة ومن اتبعه، إذ أنّ الكثيرين عبر التاريخ إعتقدوا أن القرآن العظيم ليس إلا عبارات مسجوعة لاترابط بين سورها، خالية من المضامين والأخبار. وأن التحدي الوحيد الذي رفعه القرآن العظيم في وجوه معارضيه هو تحدي بلاغي لغوي. بل إن هناك بعض السذج الذين ادعوا أنّ القرآن ليس كتاباً موحى به من الله، وأن محمداً صلى الله عليه وسلّم قام بتأليفه بمساعدة من اليهود والنصارى. وطبقاً لهذه المزاعم الهزيلة تجرأ البعض على تأليف كتاب باسم (الفرقان الحق) ليكون بمثابة الضربة القاصمة لظهور المسلمين ولكتابهم المقدس الذي لطالما تفاخروا بكونه كتاباً معجزاً أخفق معارضوه عبر أجيال في الأتيان بمثله. وبصرف النظر عن ركاكة اسم كتاب (الفرقان الحق)، والإشكال المعنوي الذي يحمله، وأنه بالمجمل لا يساوي آية واحدة من آيات القرآن العظيم، فإن ما يعنينا هنا هو أن نبيّن للقراء أن للتحدي القرآني عدة وجوه، وأن البلاغة ما هي إلا جزء بسيط من هذا التحدي، تُمثل فعلياً قمة جبل الجليد لا أكثر. وبناءً على ما سنقدمه فليقارنوا –إن تجرأوا- بين القرآن المجيد وما يسمى بــ (الفرقان الحق).

إن الاعتراضات على القرآن الكريم ما برحت تجري على ألسنة معارضيه، ولا يزال بعض الكُتاب وخصوصاً المسيحيين الموتورين منهم يقدمون الاعتراضات على القرآن المجيد. فهم يدّعون أن القرآن قد اقتبس من الإنجيل والتوراة ومن كتب دينية أخرى، ولكن إن صحّ زعمهم هذا فما الذي يمنعهم من الأخذ والاقتباس والاستعارة من كافة الكتب الدينية الأخرى ليقدموا كتاباً جامعاً كاملاً كالقرآن الكريم؟؟ إن هذا الإعتراض هو تماماً كالقول بأن العسل ليس له نفع أو مزية لأن النحل امتص رحيق الأزهار والأثمار وأخذ حلاوتها وأريجها العذب. ولكن هل يمكن لهؤلاء المعترضين أن يقدموا لنا عسلاً مثله؟؟؟ فها هي الأزهار والأثمار أمامهم فليمتصوا رحيقها ليخرجوا لنا شهداً حلواً مغذياً شافياً.
إن القرآن العظيم يهدم مزاعمهم هذه بإعلانه أنه لا يحتوي فقط على الحقائق الموجودة في الكتب السابقة فحسب، بل إنه جامع لحقائق لم تكن معلومة من قبل أيضاً.
فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (البينة 4)
وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (البقرة 152)
فاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (البقرة 240)

ولفهم التحديات الواردة في القرآن المجيد لا بد لنا أن نذكر الآيات التي أعلن الله تعالى فيها التحدي للآتيان بما هو أفضل أو بمثل مستوى القرآن الكريم:
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (البقرة 24)

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (يونس 39)

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (هود 14)

قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (الإسراء 89)

أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ (الطور 34-35)

إن التحدي الوارد في الآية الأولى (البقرة 24) لم يقتصر فقط على البلاغة والجمال اللغوي، وللحق لم يرد هناك أي ذكر للغة، فهذه الآية مرتبطة بما جاء قبلها في بداية سورة البقرة (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ) وقد جاءت رداً على اعتراض البعض من أن القرآن يدعو للشك.
وعليه فإن القول بأن التحدي المرفوع هنا هو تحدي بلاغي لغوي هو قول خاطئ وإن كنا لا ننكر أن الأعجاز اللغوي في القرآن جزء بسيط من إعجاز القرآن ككل. وهكذا فإن جميع آيات التحدي أعلاه على نفس الأسلوب وإن اختلف حجم التحدي بين آية وأخرى.

فإذا ما هي تلك التحديات التي يعلنها القرآن الكريم إن كانت لا تقتصر فقط على البلاغة والجمال اللغوي؟؟؟
إن اللغة كما هو معروف ليست إلا قالب أو إطار يتم من خلاله تقديم مجموعة من المضامين، والقرآن قدّم العديد من المضامين العظيمة في إطار لغوي لا يخلو من الإعجاز. ولا بد من التأكيد على أن البلاغة وقوة اللغة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمعاني أيضاً. فالمسألة إذاّ ليست مجرد نظم للكلمات المجردة التي لا تحمل معنى أو فائدة، لكن المهم أن يتم تقديم جملة من المعاني والمضامين العظيمة.
وقد قدّم القرآن الكريم حقائق مذهلة وعظيمة لا يمكن أن يدعيها إنسان دون أن يتلقى الوحي من الله تعالى. إن التحديات التي يعلنها القرآن الكريم قد جاءت على الشكل التالي:
1- الإتيان بكتاب لا ريب فيه لا يثير في النفس القلق أو الاضطراب ويقدم الدلائل والبراهين على صحة كل دعاويه.
2- أن يكون مصدقاً للكتب السابقة.
3- أن يكون منسوباً إلى الله تعالى.
4- أن يحتوي على تعهد إلهي بحفظه كما جاء، دون أن تطاله يد التحريف من حذف أو إضافة.
5- أن يحتوي على علوم وأخبار من الماضي والحاضر.
6- أن يحتوي على نبوءات لمستقبل متبعيه ومعارضيه.
7- أن يكون كتاباً جامعاً كاملاً في الأخلاق والعقائد والتشريع والمعاملات والرقي الروحاني وحقيقة الحياة الأخرة.
8- أن يكون له تأثير عظيم على نفوس متبعيه ومستمعيه.
9- أن يكون موجها للناس كافة ولا يخص شعباً بعينه ولا يراعي مصلحة فئة خاصة، وأن يكون ملائماً للفطرة الإنسانية جمعاء، ويصلح لكل الطبائع الإنسانية، ويوافق كل الأوضاع والظروف، ويناسب كل مستوى من الأفهام.

هذه هي أهم التحديات المتضمنة في القرآن، الكريم وسوف نضرب لكل منها في المواضيع القادمة بإذن الله مثالاً يوضحها. ومن المهم الإشارة هنا أن هذه المقالات موجهة للذين ينشدون الحق فعلاً، لا لأولئك المتعصبين الموتورين الذين وإن شهدوا الحق تجاهلوه. إن تصرفات هؤلاء المتعصبين تعيد إلى الأذهان قصة الإعرابي الذي ذهب إلى اليمامة بحثاً عن مسيلمة، فلما جاءه قال: أنت مسيلمة؟ قال: نعم، قال: من يأتيك؟ قال: رحمن، قال: أفي نور أو في ظُلمة؟ فقال: في ظُلمه، فقال: أشهد أنك كذّاب وأن محمداً صادق، ولكن كذّاب ربيعة أحب إلينا من صادق مُضر.


المصادر:
- القرآن الكريم
- تاريخ الطبري (تأريخ الأمم والملوك) ابن جرير الطبري
- التفسير الوسيط لميرزا بشير الدين محمود أحمد رضي الله عنه
- التفسير الكبير لميرزا بشير الدين محمود أحمد رضي الله عنه



#غالي_المرادني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تستخف قناة الجزيرة العربية بعقول مشاهديها العرب
- تأملات.. في تأملات كامل النجار2
- تأملات.. في تأملات كامل النجار
- العصابة
- اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ تعقييبات على الت ...
- اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ
- 3-عن الإسلام والجهاد والقتل باسم الدين
- 2-عن الإسلام ورسول الصحراء البدوي
- ما بين إسحق نيوتن وكامل النجار
- 1- عن الإسلام والأخطاء النحوية في القرآن
- لماذا خلق الله الألم؟؟؟ 3
- لماذا خلق الله الألم؟؟؟2
- لماذا خلق الله الألم؟؟؟ 1
- الماركسية، والمزيد من التناقضات
- الماركسية.. تناقضات متأصلة
- دين الله.. دين الكهنة.. والتشريعات البشرية
- العلمانية في ميزان العقل


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غالي المرادني - (الفرقان الحق) والتحدي القرآني