أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأشكالُ السياسيةُ والتطور الصناعي














المزيد.....

الأشكالُ السياسيةُ والتطور الصناعي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 05:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيما تمثل الأفكار الدينية علاقات واسعة مع النظام الانتاجي التقليدي تمثل الآراء الديمقراطية العلمانية تقدماً أوسع للتطور الصناعي والعلاقات الديمقراطية.
هما ليسا شكلين بلا جذور، بل هما وعي البشر في مراحل من التطور الاقتصادي الاجتماعي، فالأفكارُ الدينيةُ نشأتْ في مجتمعاتٍ زراعية وحِرفية، لم تكن العلومُ وفهم السببيات شاملةً فيها، ومطروحةً بقوة في الانتاج المنعزل والراكد.
لقد تطلب تطورُ الصناعات امتداد الوعي البشري في الكون والطبيعة وحياة الانسان، ففهمُ الموادِ الخام أساسُ الصناعة يتطلبُ معرفةَ تطور الطبيعة، وفهم عناصر المواد، وبالتالي تترافق عمليةُ توسع العلوم مع توسع الصناعة، وكما يغوصُ الوعي البشري في فهمِ الموادِ عملياً عبر المدارس والجامعات والعلوم التخصصية فهو يتطور تقنياً واجتماعياً عبر تطور قوى الانتاج المادية من مصانع وآلات، ولكنه يتطلب بشكل مماثل تطور القوى العاملة، وتبدل معارفها وأنشطتها العملية وهذا التداخل بين مؤسسات الصناعة وملاكها وبين العمال وثقافتهم يعني إزاحة المعارف القديمة عن المواد والطبيعة والبشر والتاريخ، فتلك المعارف ارتبطت بمستويات إنتاجية محدودة، وبشبكات من العلاقات الاجتماعية والسياسية المماثلة.
إن هذا الاستبدال يتطلب تغيير العلاقات الاجتماعية، كتخصص النساء في العمل البيتي، وضخامة القوى المخصصة العاملة للزراعة والحِرف والمؤسسات البيروقراطية، وتوجه أغلب الفوائض النقدية نحو الصناعة، فالصناعاتُ تغدو مركز التطور الاقتصادي في أي بلد، وعدم قدرة المجتمع على دراسة هذه البؤرة المركزية وتطويرها يعني تراكم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عليه.
وتتصادم الاشكالُ الفكرية والسياسية والاجتماعية الدينية المرتبطة بالزراعة والحِرف، بالأشكال الحديثة المرتبطة بهذه الصناعات.
مرت أوروبا بحروب وصراعات كبيرة وهي تستبدل المُلكيات الزراعية والمؤسسات السياسية والاجتماعية المنبثقة عنها بالمؤسسات المرتبطة بالتصنيع والتحديث.
ولهذا تتصادم في العالم العربي الإسلامي المناطقُ الريفية بالمناطق المدنية الصناعية بأشكال عفوية ودون وعي للعقود من السنين، كما تتصادم المنظومات الدينية بالمنظومات الحديثة حين تتعايش أساليب الانتاج ولا يسود أسلوب إنتاج على آخر.
وقدرة الحكومات التحديثية والديمقراطية هي في نشر أسلوب الانتاج الحديث ونشره في الأرياف والعلاقات الانتاجية الحرفية القديمة وفي العلاقات الاجتماعية، حيث تعيش جماهير غفيرة على هوامش الانتاج، وتبديل المناهج الدراسية النظرية القديمة والثقافة الدينية التقليدية.
لم تقم الأنظمةُ العربية خلال العقود السابقة بخطة تحول مدروسة عبر تغيير العلاقات الانتاجية القديمة بأشكال متدرجة، وبإحلال العلاقات الانتاجية الصناعية بمضامين عربية وإسلامية ديمقراطية، بل كانت في حالات تجريب وتشوش وانتفاع بالفوائض المادية للمُتع وللمؤسسات السياسية والعسكرية الحاكمة، ولهذا فإن نسب ما أحدثته من تحويل في العلاقات الانتاجية الصناعية محدود، قياساً بضخامة الأشكال الاقتصادية الطفيلية التي تعيش من الصناعة ولا تعيدُ فوائضَ إقتصادية كبيرة إليها وإلى مؤسسات العلوم النظرية والتطبيقية.
وفي الجزيرة العربية كانت حتى مؤسسات الانتاج يسودُها العمالُ الأجانب وتذهب الكثيرُ من الفوائض للخارج.
وهذه الاختلالات بدت في الدول والمؤسسات السياسية التي كان يفترض أن تقود للحداثة والتصنيع والديمقراطية، فظهرت المعارك السياسية من أجل الديمقراطية موجهة من أجل نشوء دكتاتوريات مذهبية، والعودة بالوعي إلى الأشكال التقليدية الدينية.
تحكمُ الدول وبالتالي المنظمات الدينية في الفوائض الاقتصادية قاد للوراء، وبدلاً من برجوازيات صناعية خاصة وعامة منتجة ظهرت برجوازيات طفيلية تعتمد على توظيفات مالية وعقارية سريعة المردود وتحتاج لعمال متخلفين في الوعي الاجتماعي الوطني أو أجانب.
الجماعات الدينية التقليدية تتصارع مع منظمات تحديثية حادة، فالقطاعان التقليدي والحديث متصادمان متداخلان، وبنسب مختلة لصالح القديم، والحديث لا يرتكز على شبكة صناعات وعلوم قوية، ولهذا فالسياسي القديم يشد للوراء بحدة والسياسي الحديث يشد للإمام بحدة، والواقع يتمزق.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمهورية والرأسمالية
- إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعب (4-4)
- إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعبٍ (3)
- ديمقراطيةٌ متدرجةٌ في الخليج
- ثورةٌ تقودُها البرجوازيةُ الصغيرة (2-2)
- ثورةٌ تقودُها البرجوازية الصغيرة (1-2)
- العمال والنقابات والطائفية
- الديمقراطيةُ أو الفاشيةُ
- إيران و مخاطر تجربة ألمانيا الهتلرية
- نضالٌ ديمقراطي مشتركٌ
- صراعُ الطائفيين في سوريا: الخاتمةُ المروعةُ
- اليسارُ والطائفيةُ (2-2)
- اليسارُ والطائفيةُ(1-2)
- الكائنُ الذي فقدَ ذاته
- جذورٌ أبعد للطائفيات السياسية
- وطنيون لا طائفيين
- تكوينُ برجوازيةٍ هجينة
- العمال والطائفية.. اختطاف العمال
- العمالُ والطائفية وتخاذلُ التحديثيين
- العمال والطائفية: وحدةُ المصنع


المزيد.....




- هذه الصور الغريبة تجسد منظورًا داكنًا ومسكونًا لضواحي أمريكا ...
- كيف وصف نتنياهو عملية تحرير 4 رهائن إسرائيليين من غزة؟
- الداخلية الإيرانية تعلن أهلية ستة مرشحين لخوض الانتخابات الر ...
- عائلة الضابط الإسرائيلي المقتول أثناء تحرير الرهائن ترفض حضو ...
- توقيع إعلان عالمي في كوستاريكا من أجل حماية مستدامة للمحيطات ...
- القوات الروسية تستهدف نقاط تمركز مشغلي الطائرات المسيرة والم ...
- -الناس ماتت من الحر الشديد-.. بيان عاجل موجه لحكومة مصر
- الجيش الروسي: دحر قوات العدو في بلدات بمقاطعة خيرسون ومقتل 3 ...
- أطعمة تخفض خطر الإصابة بقصور القلب
- الأمن المصري يعلن القضاء على بؤرة إجرامية شديدة الخطورة


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأشكالُ السياسيةُ والتطور الصناعي