أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم المشهداني - عندما تكون التجارة منفلتة














المزيد.....

عندما تكون التجارة منفلتة


ابراهيم المشهداني

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 18:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عرفت التجارة منذ زمن بعيد إن لها أدوارا كبيرة في بناء الحضارة الإنسانية ففضلا عن دورها في نقل السلع بين البلدان فإنها وسيلة فعالة في نقل الأفكار والثقافات والعلوم الإنسانية والعلوم الصرفة وفي تلاقح الحضارات الإنسانية والتقريب بين الشعوب من خلال الفن والأدب ونقل الاختراعات والتكنولوجيا والخبرات والتجارب النافعة ، لكنها ومع هذه الأدوار النبيلة فان لها أدوارا تخريبية في تفتيت بنية المجتمع وتلويث طباعه ، فقد أسهمت في نقل المخدرات وغيرها من السموم التي عفنت جسد الإنسان وحولته إلى وحش كاسر وفي نقل الأسلحة بما فيها التدميرية لتوصلها إلى أيدي الإرهابيين والعصابات الإجرامية والتي تشكل الخطر الأكبر في تهديد السلم العالمي وتهديد الحياة الإنسانية في الكثير من البلدان ولعل العراق والذي كان له تاريخيا فضل كبير في التفاعل مع الحضارات الإنسانية ، يتعرض اليوم ، كما هو شان العديد من البلدان العربية والأجنبية إلى تهديد هذا النوع من التجارة .فمنذ سنوات الحصار في تسعينات القرن الماضي والى اليوم ظهرت حيتان لا يهما في هذا المجتمع إلا الكسب الحرام والابتزاز بمختلف الطرق والأساليب،سواء في تدميرا لاقتصاد باستيراد المواد الرديئة من مناشيء شتى ، مواد قصيرة في عمرها الاستهلاكي ومضرة على الصحة العامة سواء كانت أدوية منتهية الفعالية أو مشروبات مسرطنة في طريقة تعبئتها إلى غير ذلك مما هو ضار ومدمر كتب عنه الشيء الكثير .إلا إن مما يثير القلق والامتعاض هو إسراف هذه الحيتان في الكسب السحت لتعظيم إرباحها دون وازع من ضمير ، بتركيزها على استيراد أنواع المواد التي تهدد البيئة وتعزز من عادات وسلوكيات تتعارض مع سلمية الحياة الاجتماعية ناهيك عن تجارة الأسلحة وتزويد العصابات والميليشيات لتصفية كوادر البلد وطاقاته البشرية الخلاقة والمبدعة تنفيذا لمخططات أجنبية وتصفية حسابات بين إطراف داخلية. فقد عرف من بين العادات الاجتماعية الضارة التي يمارسها العراقيون استخدام الأسلحة في تشييع الموتى وفي الإعراس والختان أو حتى عند عودة الناس من أداء شعائر الحج واليوم فطن حيتان التجارة على استيراد أنواع المفرقعات ، لتستخدم في معظم المناسبات التي تحدثت عنها وكان الأجهزة الحكومية غير معنية بمنع استخدام هذه المفرقعات التي تقلق الناس وتزعج المرضى وكبار السن والأطفال ومما يلفت الانتباه إن هذه المفرقعات استخدمت بأوسع نطاق في مناسبات مهمة لاسيما في التعبير عن النشوة عند فوز الفريق العراقي في مباريات كرة القدم والاسوا من ذلك ففي هذا العام استخدمت بشكل مفرط في مناسبة المولد النبوي الشريف التي يجلها ويستذكرها المسلمون في كل عام بشكل أساء إلى هذه المناسبة وخاصة من قبل الإحداث وكان هناك جهة معينة تقف وراء هذه الظاهرة الغريبة .إن مسؤولية انخراط الشباب وخصوصا الإحداث في هذه الظاهرة تتحملها العديد من الجهات الحكومية المختصة ومنها الأجهزة الأمنية التي كان عليها منع الشبيبة من ممارسة هذه العادة الخطرة لا إن تنظر إليها بدون مبالاة وكان الأمر لا يعنيها ،كما يتعين على الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية منع دخول كافة السلع والمواد الضارة بالصحة والاقتصاد والمجتمع ، ولا ننسى دور المؤسسات التربوية في توعية الطلبة من خطورة استخدام المفرقعات لأنها من السلوكيات الضارة والمعيبة وان تضعها كمفردة في مناهجها .لقد كتبت الصحافة ووسائل الإعلام عن خطورة هذه الظاهرة ولكن لا حياة لمن تنادي وليس هناك من تفسير سوى تلاقي المصالح إما دوائر الرقابة التجارية في وزارة التجارة فيبدو إنها غير معنية بهذا الأمر .فهل ستنتبه الحكومة إلى مخاطر هذه العادات وهل ستضع التشريعات الضرورية التي تمنعها بشكل بات أم أنها ستظل مغمورة بصراعاتها السياسية مع بعضها البعض في نفق لا ضياء في نهايته .وتترك الناس ضحية لكل من هب ودب ؟.



#ابراهيم_المشهداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ايقاع الطائفية يتصارع الطائفيون
- السياسة النقدية على المحك
- قبل مناقشة الموازنة الاتحادية العامة
- ما يزال الامل معقودا على القضاء العراقي
- سلة الصفقات في السياسة البرلمانية
- لكاظمية مدينة العلم واثقافة
- ما هكذا تورد الابل يا نوابنا الافاضل
- نواب البرلمان ..والرهانات الخاسرة
- عسكرة المجتمع بين الفكر والممارسة
- قراءة في احصاءات وزارة حقوق الانسان
- الموازنة الاتحاديةالعراقية تقضم الخبرات الادارية
- حقوق المفصولين السياسيين...بين المد والجزر
- ظاهرة الغياب في جلسات البرلمان
- تحية وتعظيم لرجال المرور الشجعان
- من اجل حقن الدم العراقي
- الجوار لا يصدرون لنا بيضا فاسدافقط
- حول تعديل رواتب الموظفين
- من سينتصر الجريمة ام القانون؟
- الحس الامني بين هروب القاتل والقبض على المقتول
- الحركات الاحتجاجية في الدول العربية والعراق اوجه التشابه وال ...


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم المشهداني - عندما تكون التجارة منفلتة