أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم المشهداني - قبل مناقشة الموازنة الاتحادية العامة














المزيد.....

قبل مناقشة الموازنة الاتحادية العامة


ابراهيم المشهداني

الحوار المتمدن-العدد: 3892 - 2012 / 10 / 26 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إشارة الإنباء إلى إن وزارة المالية قد دفعت بمسودة الموازنة الاتحادية العامة لعام 2013الى مجلس الوزراء لمناقشتها واجراء التعديلات المقتضية عليها ومن ثم إيداعها إلى مجلس النواب لمناقشتها وإصدار القانون الخاص بها . واستنادالى تجربة الموازنات السابقة فان هذه الموازنة لابد إن تتميز عن سابقاتها اخذا بالاعتبار العديد من الملاحظات الأساسية التي أثيرت في الأعوام الماضية من اجل إن تستوعب موازنة هذا العام الإبعاد الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تفتقر اليهافي الأعوام السابقة .
وإذا كانت المناقشات السابقة سواء في البرلمان أو خارجه مجرد مطاردات نقاشية بسبب ضيق ميدان المناقشة وافتقار الكثير من الأكاديميين والمهتمين بالشأن الاقتصادي وهم الشريحة الأكثر حماسا للاطلاع على تفاصيل الموازنة واتجاهاتها العامة كي يسهموا في المناقشات أسوة بالسادة البرلمانيين والمسئولين المعنيين بالتنفيذ ، في معظم وسائل الإعلام كي يأخذ الرأي العام دوره في رسم السياسة المالية للبلاد .
وحيث إن من السابق لاوانه مناقشة مفردات الموازنة وهيكليتها لعدم إعلان تفاصيلها في وسائل الإعلام إلا إنني سوف أتوقف عند ابرز الملاحظات التي كانت محور الجدل الدائر حول الموازنات السابقة بغية تسليط الضوء على أهم الأمور التي يجب إن تؤخذ بنظر الاعتبار عند مناقشة موازنة العام القادم ويمكن إجمالها بما يلي :
• تشكل الحسابات الختامية الركن الأساس في مناقشات الموازنة التي تعمق مضامينها وترسم اتجاهاتها العامة وتحدد الآليات المناسبة لتنفيذها ،إذ إن ما يكشف حقا كفاءة الأداء وسلامته تلك الحسابات التي تعكس بوضوح رشاد التخصيصات وشفافية الأداء الاقتصادي وكفاءته .فإذا كان السبب في عدم تقديم الحسابات الختامية في السنوات السابقة لعدم اكتمالها لأسباب تقنية فلابد إن تكون هذه الأسباب قد عولجت فليس بالإمكان ،بدون تقديم هذه الحسابات الكشف ، عن كيفية إنفاق تخصيص وأبواب صرفها وهي خير أداة للكشف عن الفساد والهدر المالي الذي صاحب تنفيذ الميزانيات السابقة والذي تسللت مخاطره على كافة مفاصل الدولة ما أدى إلى تأخر انجازات الحكومة وتردي الواقع الأمني وتفاقم الإرهاب ، والمعلومات تشير إلى إن البرلمان ليس لديه علم سوى ب 40% من أبواب الصرف وفق تصريحات لبعض أعضاء اللجنة المالية في البرلمان .زد على ذلك إن هذه الحسابات ينبغي إن تكشف عن إجمالي الأموال المترتبة على زيادة أسعار البرميل من النفط بالإضافة إلى إجمالي الأموال المعاد نتيجة لعدم انجاز المشاريع في السنوات السابقة .
• الأمر الأخر الذي يتعين الاهتمام بمناقشته هو تحليل هيكلية الإنفاق العام ،مكوناته واتجاهاته العامة من حيث أولويات الإنفاق ومجالاته ،قطاعات الانتاج ،التعليم،الدفاع ،قطاع الخدمات ....الخ إذ إن تحديد هذه الأولويات تعكس رؤية الدولة الاقتصادية المعبرة عن إيديولوجية صناعة القرار الاقتصادي تبعا للقرار السياسي وتجلياتهما في عدم وضوح الرؤيا ولابد والحالة هذه إن تنصب المناقشة بالإضافة إلى ذلك مناقشة البرنامج الحكومي لارتباطه الوثيق في تحديد تخصيصات مختلف القطاعات الحكومية وطريقة الصرف واليات الرقابة .
• الأمر الأخر الذي ينبغي إن يحضى بمزيد من الاهتمام سواء من قبل أعضاء البرلمان الذين يجب إن يتوفر لديهم الوقت الكافي لدراسة موازنة العام القادم أو الرأي العام ، هو التناسب بين الموازنة الاستثمارية والموازنة التشغيلية فقد بينت ميزانيات الأعوام الماضية إن الميزانية الاستثمارية تقل عن ثلث الميزانية العامة وتستحوذ الميزانية التشغيلية على أكثر من الثلثين وتشير بعض المصادر إلى أن تخصيصات الرئاسات الثلاث لوحدها تشكل 25%من الميزانية العامة الأمر الذي وفر بيئة مناسبة لوقوع هدر في المال العام وترهل في الإنفاق وبالتالي فتح الأبواب مشرعة للفساد والفاسدين وتحويل المجتمع إلى مجتمع استهلاكي حيث إن قلة الموازنة الاستثمارية وضعف نسبة المخصص منها للقطاعات الإنتاجية قد سبب الطابع الاستهلاكي للمجتمع ، وضعف مساهمة القطاعات الإنتاجية في الإنتاج المحلي الإجمالي وخلق تفاوت كبير في توزيع الثروة بين إفراد المجتمع تجلى بخلق طبقة طفيلية نهابة وطبقة فقيرة تبلغ نسبتها عند خط الفقر بحسب التقديرات 57% .
• المشكلة الأخرى التي تواجه مجلس الوزراء والبرلمان عند مناقشة موازنة 2013 تكمن في تحليل هيكلية وأساليب تمويل الموازنة وتحديدا مصادر تمويل الموازنة العامة إذ من المعروف أنها تعتمد على ما يزيد عن عن 93% من موارد البترول و7% من الضرائب والرسوم وموارد السياحة والأرباح المتأتية من الشركات الممولة ذاتيا وغيرها وبالتالي فان الاعتماد على البترول بهذه النسبة العالية يعرض الاقتصاد العراقي إلى مخاطر انخفاض أسعار البترول خصوصا وان هذه الموازنة أعدت على أساس إن سعر البرميل من النفط سيكون 90 دولار ، أو انخفاض إنتاج أو تصدير البترول نتيجة لظروف سيئة تتجمع غيومها بالأفق وقد تقع الواقعة مما يتعين على الحكومة إن تتجه إلى توظيف الموارد النفطية في بناء مصادر جديدة للتمويل عن طريق دعم القطاعات الإنتاجية في الصناعة والزراعة وقطاع الخدمات وتنفيذ قانون التعرفة الكمر كية رقم 22لسنة 2010 المعدل وإعادة النظر بالنظام الضريبي بصورة تصاعدية والحد من التهرب الضريبي فميزانيات العديد من دول العالم تعتمد على الضرائب في كمصدر أساس في تمويل ميزانياتها السنوية .
إن إعداد موازنة رصينة ومتماسكة في مفرداتها وواضحة في أهدافها ومتجاوزة لنقاط الضعف في الموازنات السابقة ستكون حقا أداة فعالة في الإسهام بتجاوز الاختلالات البنوية في الاقتصاد والابتعاد بشكل مضطرد عن طابعه الريعي وبهذا نستحضر القول المأثور للشاعر التركي الكبير ناظم حكمت (إن تشعل شمعة خير من إن تلعن الظلام) .



#ابراهيم_المشهداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يزال الامل معقودا على القضاء العراقي
- سلة الصفقات في السياسة البرلمانية
- لكاظمية مدينة العلم واثقافة
- ما هكذا تورد الابل يا نوابنا الافاضل
- نواب البرلمان ..والرهانات الخاسرة
- عسكرة المجتمع بين الفكر والممارسة
- قراءة في احصاءات وزارة حقوق الانسان
- الموازنة الاتحاديةالعراقية تقضم الخبرات الادارية
- حقوق المفصولين السياسيين...بين المد والجزر
- ظاهرة الغياب في جلسات البرلمان
- تحية وتعظيم لرجال المرور الشجعان
- من اجل حقن الدم العراقي
- الجوار لا يصدرون لنا بيضا فاسدافقط
- حول تعديل رواتب الموظفين
- من سينتصر الجريمة ام القانون؟
- الحس الامني بين هروب القاتل والقبض على المقتول
- الحركات الاحتجاجية في الدول العربية والعراق اوجه التشابه وال ...
- الاتفاقية الامنية العراقية الامريكية والخيارات المفتوحة
- صور تعيد نفسها رغم تقادم الزمن
- الديمقراطية بين الهدف والوسيلة


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم المشهداني - قبل مناقشة الموازنة الاتحادية العامة