أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم المشهداني - الديمقراطية بين الهدف والوسيلة














المزيد.....

الديمقراطية بين الهدف والوسيلة


ابراهيم المشهداني

الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما ظهرت الديمقراطية في اليونان كمفهوم لنظام الحكم باعتبارها حكم الشعب حينها اضطرم الجدل بين الفلاسفة والكتاب فبعضهم ذهب الى انها تعني العدالة الاجتماعية وقد حصر هؤلاء في الزاوية الضيقة ازاء رؤية البعض الاخر التي اقتصرت عند حدود البرلمان الذي يهيمن عليه النبلاء والارستقراطيون وعذرهم انذاك انها كانت مجرد فكرة ظهرت في علوم الفلسفة والادب ولم تكن شائعة كنظام للحكم كما هو حالها اليوم فلم تبنى على تراكم الخبرة التاريخية ومن هنا كانت سلاحا بيد الطبقات الارستقراطية العليا في المجتمع التي تمتلك مقاليد الاقتصاد والسلطة حيث الصراع في تلك الفترة كان بين العبيد وملاكيهم .
بيد اننا اليوم عندما نتحد ث عن الديمقراطية فاننا لانتظر إليها كمفهوم عائم كما كان في الماضي البعيد وإنما وقائع وتجارب حقيقية متراكمة كنظام للحكم في كثير من دول العالم التي ابحرت في عالمها كان العنوان في كل تلك الدول الانسان اثمن راسمال تتسع حقوقه لتحتل العشرات بل المئات من دساتير تلك الدول وفي المقدمة منها حقه في الحياة والتمتع بالحرية بكل ابعادها من حرية التعبيروادواتها وتجلياتها صعودا الى حرية انتقاد النظام القائم عندما يظهر في عالمه اي شكل من اشكال القهر وتقييد حركته الطبيعية من اجل تلبية رغباته في عيش مرفه وامن وسلام واي شكل من اشكال التهديد بتعريض حياته للخطر في الاكل والشرب والعمل والبيئة واي اخلال في الضمانات الاجتماعية التي توفرت كمكاسب ثابتة في ظل النظم الديمقراطية .
ولم يفهم من هذه التطبيقات ان الديمقراطية هي مجرد وسيلة للقفز الى مراكز القرار والفرق كبير بين الديمقراطية كنظام للحكم تسندها مؤسسات دستورية راسخة وبين الديمقراطية كهرم مقلوب ففي الحالة الاولى ظهرت الديمقراطية عبر تقدم مضطرد في حركة التنوير على مختلف مدارسها الفكرية والسياسية عبر قرون من الصراع إما بالمفهوم التجريدي كوسيلة للحكم فانها نشات في اجواء الظلم والاستبداد وغياب الوعي وانتشار الجهل واحتكار الحقيقة واقصاء الاخر . كما ان في حالتها الاولى كطائر يحلق في السماء أنها ثمرة بناء ساهمت في تشييده كذلك أجهزة تنفيذية على درجة من الوعي والتدريب والتهذيب لا تفرق بين الاسود والابيض او الاحمر والاخضر اجهزة نات بنفسها عن اللصوصية والخداع وفهمت من الديمقراطية جوهرها وليس شكلها طائعة عن وعي لكل القرارات التي تصب لخير الانسان ليس للعاطفة مكان في ممارستها اليومية مؤمنة بمباديء الديمقراطية وليس الياتها فحسب كما يريدها بعض حكام البلدان المتخلفة المدفوعة بمصلحها الخاصة وشهوتها العارمة للحكم كهدف وليس وسيلة .
وفي بلادنا وردت ألينا الديمقراطية وللأسف في علب مغلفة ومسلفنة لم تخضع لاجراءات التقييس والسيطرة النوعية لانها لم تاتي عبر قنواتها الطبيعية عبرة ثورة جماهيرية مما حملها ألينا تاريخ الإنسانية وإنما من خلال آليات مسرفة وحين تم تم تفكيك رموزها ، وجدت مرسومة على خارطة ثلاثية الإبعاد طائفية واثنيه وجهوية لا تتلاءم مع تضحيات شعبنا على مذبح مقاومة النظم الديكتاتورية واجزتها القمعية بل تتغذى على مغذيات من دول خارجية من اجل ان تبقى ميتة سريريا وبدلا من ان تكون علاجا لامراضنا تحولنا نحن الى دواء لمعالجتها وهذا يذكرنا بقول لوزير الاعلام الصدامي ان الديمقراطية في نظامه هي افضل ديمقراطية في العالم وكان صادق القول فيما زعم لان اساليب القمع ليس لها مثيل في اية دولة من دول العالم شرقها وغربها .ولعل حالتنا اليوم تذكرنا برواية طريق الحرية لهوارد فاست هذا الزنجي الامريكي الذي عندما كتب روايته اراد ان يذكرنا بماساة سبارتاكوس التي تمثل تراجيديا الالم عندما تنتهي البطولة والاقدام وشغف الحرية الى ماساة في اول دولة تشهد حياة برلمانية . لقد كان برلمانا ولكنه في ذات الوقت كان منبرا للعبودية والظلم وحفارا لقبر روما القديمة عندما كان الصراع في داخله يدور حول قضية محورية مضمونها هل الملائكة ذكور ام اناث وفيما كان الجدل يدور واذا بجيش الاعداء يداهم البرلمان وينهي اخر واهم مؤسسات روما القديمة . يبدو إن التاريخ يعيد نفسه في عالمنا ولو باشكال مختلفة .



#ابراهيم_المشهداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة القانون بين التجريد والفهم العلمي
- وزارة العشائر...حنين الى الماضي
- مصادرة اخرى لحقوق المفصولين السياسيين
- مشروعزل المسيحيين تفتيت للمجتمع العراقي
- البطالة واثارها الاجتماعية
- الميزانية التشغيلية والجدل حول اوجه الانفاق
- من يقف وراء التفجيرات الارهابية الدموية
- حقوق الانسان في العراق واجب الحكومة الاول
- سلطة واحدة ام سلطتان
- بدلات الايجار للسادة نواب الشعب
- شيعة سنة اكراد!!
- رحلة الالف ميل تبدا بخطوة
- ما اشيه اليوم بالبارحة
- ما هوشكل الحكومة بعد حالة الاستعصاء؟
- التدخلات الاجنبية الى اين؟


المزيد.....




- بعد موقفها من الضربات الإسرائيلية.. الرئيس الإيراني: مستعدون ...
- السياحة تعود تدريجياً إلى أفغانستان.. وطالبان تفتح الأبواب ر ...
- رافائيل غروسي -شرطي نووي-.. على تقاطع نيران إسرائيل وإيران
- ما قصة الطفلة التي أعلنت السلطات الجزائرية عن العثور على جثت ...
- الولايات المتحدة: مقتل اثنين من رجال الإطفاء بإطلاق نار خلال ...
- لماذا أصبحت كوريا الشمالية -أكثر إصرارا- على الاحتفاظ بأسلحت ...
- مستوطنون إسرائيليون يهاجمون قاعدة عسكرية في الضفة الغربية.. ...
- سيناتور أمريكي بارز يعارض ترامب بشأن مصير اليورانيوم الإيران ...
- ماكرون يعلن ما قاله لرئيس إيران عن إسرائيل و-النووي-
- نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم المشهداني - الديمقراطية بين الهدف والوسيلة