أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كريم مرزة الاسدي - الثقافة العربية من أين...؟ والعراقية إلى أين ؟!!















المزيد.....

الثقافة العربية من أين...؟ والعراقية إلى أين ؟!!


كريم مرزة الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 07:23
المحور: المجتمع المدني
    



موضوع الثقافة العربية موضوع شائك ومتشعب , كتب عنه كتـّاب العرب الكبار وفلاسفتهم , منذ قرن ونيف من الزمان المعاصر البالي ! , إذ لا مدلول لهذا المصطلح بشكله الموسع عند العرب والمسلمين في العصور الخوالي ,أخذ المعاصرون يطرحون موضوعات عديدة , لك ما تشتهي منها , وما لاتشتهي ! ( الهوية الثقافية )... (الغزو الثقافي )...(الأمن الثقافي )...(التنمية الثقافية )...( الطبقات الثقافية )...( الأستلاب الثقافي )... , ناهيك عمّا ألفته الخاصة والعامة من إلصاق الثقافة على معظم الأمور الحياتية ( الثقافة السلوكية )...( الثقافة الصحية )...(الثقافة السياسية )...(الثقافة الشعبية )... (الثقافة النسوية )...الخ , كلّ هذا وأكثر , أسمع جعجعة ولا أرى طحنا , ثم ما الجدوى من هذا , دعنا عن الأكثر ,إذا لم يحرّك ساكناً , ولا يسكـّن سالبا , ولا يزيد موجباً , ولا يُعرِّف بحقٍّ , ولا يأتي بواجبٍ ؟! , والأمور بعواقبها , والعواقب كما ترى , حالٌ دون حال , لا نحن أحيينا حضارتنا البائدة , ولا نحن غرفنا من الحضارة السائدة , لذلك نحتاج الى وقفة جريئة , ومتأملة مع الذات الموضوعية , فانا اتكلم عن الثقافة بعقلها الجمعي , لا بالعقل الفردي , ولا بالمردود النفعي الذاتي , ولا أخالك من البساطة بمكان , أن تحسب معدل ثقافة الجمع , هو متوسط مجموع ثقافات الأفراد الذين يقطنون مكانا معينا في زمان محدد , الأمر أعقد بكثير , ولا يحسب بالحسابات الرياضية الضيقة ! فكم من مثقف واحد غيّر ثقافات شعوب بجمعها وشملها, وكم من آلاف المثقفين يتصارعون , لا غيّروا , ولم يتغيروا , الروابط الإجتماعية بإشعاعاتها الثقافية معقدة التشابك والتفاعلات والنزعات , لقبول أو رفض ثقافة الإنسان الآخر , وكل إنسان آخر له ثقافة أخرى , ولو كان الفردان توأمين متماثلين , يعيشان في بيئة واحدة , بل في بيت واحد وغرفة واحدة , فالعدد لا يحصى , ولا أحسبك - ولا أدري منْ أنت , وللضرورة أحكام - أن تخلط بين التعليم والثقافة , فالتعليم بكل معلوماته , وعلومه التطبيقية والنظرية والإبداعية بعض مضامين الثقافة , تستوعبه مع المزيد المزيد , تنهم وتستزيد , ومهما يكن من أمر نقول : نعم ... نحن الى يومنا هذا, في وضعية ثقافية لا نـُحسد عليها , إذا ما قورنت بثقافات بقية الأمم المتحضرة , وحتى الأدنى منها حضارة ,لا من حيث المضمون المكدوس , بل من حيث التطبيق الملموس والمحسوس ! , و بالرغم من وجود تفاوت نسبي بين الدول العربية في هذا المجال , فثقافتنا عموما - وأخص العراقية من بينها - متهمة بالتقصير ولا قصور ! وعدم الانفتاح , بل هي منحازة حتى التعصب الأعمى , وعلى أعلى المستويات القيادية والمسؤولة في المجتمع منذ عهود وعهود , وفي جميع الإتجاهات , فلا يفكر مثقفنا - والتعميم غير سليم - ولو على سبيل الأستعداد للتقارب وقبول الرأي المغاير لمواطنه المحاور , فكل ما يملكه وتعوّّّّّد عليه ثقافة استبدادية إلغائية تتسم بقذف التهم للغير , و التهم جاهزة , بجميع أشكالها القاسية والحادة , وكل الإتهامات المتعددة , والقناعات المتولدة - في الأغلب الأعم - قد بُنيت على أوهام وأقاويل وشكوك ,دون أي أدلة قانونية , ولا حجج منطقية , ولا تجارب حياتية وبلا روادع أخلاقية , فكلكم تعرفون التنظيمات السياسية المتكتلة حول نفسها , والطوائف الدينية المتصارعة فيما بينها , والأعراق الإثنية المتقوقعة على ذاتها , والجهات المناطقية المتنافرة عن بعضها , وقلما يخلو منها قطرعربي واحد , وهذه الأقطار المنعوتة بالعربية تتجاذبها الصراعات , وتحاك منها المؤامرات , سرّاً وعلانية ً, ولا يخجلون , وكلٌّ بما لديهم فرحون , ولو كره المخلصون ! , وكلُّّّّّ من يتطلع الى الإنفتاح , يُرمى بعدم الإلتزام , والتذبذب , والأزدواجية والخروج عن الصف , والمصلحة العليا للأمة... , فإذن - نكرر- ما جدوى الثقافة أن نحملها , ونزعم التعلق بتلابيبها , إذا لم تكن مشروعا وطنيا خالصا , وإنسانيا شاملا , وعربياً جامعا , تذيب الفوارق , وتكسر الحواجز , وتخلق المعاجز , وتنفتح على الرأي الآخر , اعلاميا وثقافيا , دون تشنجات أومشاحنات , أوصراعات غير مشروعة , وفق التوازنات المدروسة والمتعقلة للقضايا المفصلية المؤثرة عليها , وبالتحديد السياسية والدينية و المصالح المادية - للمثقف والأخر - السائدة في المجتمع , بلا خضوع مُذل ولا تهور مُخل ! , وتشرع - وأعني الثقافة - ببناء مراكز بحوث علمية دقيقة , يُعتمد عليها إحصائياً لفض النزاعات والمعوقات والإشكاليات , ومعرفة آراء الناس وتطلعاتهم ومطالبهم , وتحقيق ما يمكن تحقيقه منها , وفي الحالات ذات الأهمية القصوى لتغييرالمسار سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا ..., يُلجأ الى رأي الشعب بأغلبيته البسيطة عن طريق أوراق الإنتخابات , لا عن طريق رصاص الرشاشات , كما يحلو لبعضهم ! و يبقى الدستور والقانون فوق الجميع وقبل الجميع , هذا كلّه - ربما تعرفه فأذكر - وأكثر منه , لا يتمُّ ولن يتمَّ دون أن يكون المثقف الحقيقي المبدع المتفهم لواجبه الأخلاقي , مشاركا حقيقياً في صنع القرار , لرفد الحضارة والإزدهار , غير مُهيمَن عليه بسياسة التبعية والإحتواء , إنْ لم نقلْ الإزدراء , والاّ فاستميحكم عذرا , نحن , وكل منـّا , على الأغلب :
كالعيس ِ في البيداءِ يقتلها الظما*** والماءُ فوقَ ظهورها محمولُ
وكلّ يدّعي وصلاً بليلى *** وليلى لا تقرُّلهمْ بوصل ِ
(الماء) و (ليلى ) استعارتان تصريحيتان محسوبتان لديَّ عن الثقافتين الجمعية والفردية على التوالي , والأشعار كالأمثال , تضرب ولا تقاس ! اللهم لا يأس , فالأمم الحية - ومنها أمتنا - , والشعوب اليقظة - ومنها شعبنا - تترقب الآمال , وتنظر الى غدها بتفاؤلٍ واطمئنان , وتسعى للأعمال الحميدة , والأقوال المفيدة , ولا أنفي الأقوال , و لا استخف بها تحت ذريعة الأعمال , فلا بد أن يكون للكلمة شرف ومعنى والتزام واحترام , والأحترام موصول للإنسان , لأنه في مفهومنا عمل ووجدان , والمثقف من يستطيع أن يوازن بينهما بالتمام والكمال , , والله الموفق في كل الأحوال !




#كريم_مرزة_الاسدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 22- التجديد في الشعر - الجاهلي : الوزن والقافية
- هؤلاء بين أيدي هؤلاء
- صرخاتٌ على عثراتٍ للتاريخ مرّة ثانية ...!!
- صرخاتٌ على عثراتٍ للتاريخ ...مرة ثانية ..!!
- التجديد في الشعر العربي (*) - 1 - المقدمة في الشعر الجاهلي
- 3 - عباقرة غربيون أخفتهم حياتهم وبرزوا بعد مماتهم ...!!
- سامي العامري و حقّه في -طرافة النقد الشعري العراقي...-
- 4 - ملامح مسيرة دعبل من الولاية حتى الولاية
- عباقرة عمالقة أخفتهم حياتهم وبرزوا بعد مماتهم ...!!
- 6 - انصهار المدرستين وبزوغ المدرسة النحوية البغدادية
- رضُ العراق ُكأرضكِ الحمراءِ منْ نزفِ القلوبِ
- 3 - ا - لمحات من مسيرة دعبل الوجه الآخر للشعر إمام المعارضين ...
- 5- مدخل لنشأة النحو العربي أضواء خاطفة عن ابن السكيت والمبرد ...
- نَّ العراقَ إذا أودعتهُ أملاً * أكرمْ به - إنْ تعافى- باذخ ا ...
- - دعبل بين هذا وذاك ...!! يجب أن نتعوّد على أحترام الرأي الآ ...
- - مدخل ل -لنشأة النحو العربي ..- سيطرة مدرسة الكوفة النحوية
- لبنانُ يا نبعً الأشاوس ِوالنفوسَ الثائرة ْ
- دعبل الخزاعي الوجه الأخر للشعر العربي... 1 - المقدمة ...لماذ ...
- القصيدة اليتيمة نعيماً أيّها العربُ ..!!
- 3- الصراع بين المدرستين النحويتين البصرية والكوفية..!!


المزيد.....




- بين اليأس والخوف.. رحلة لاجئين كونغوليين في البحث عن ذويهم ف ...
- اعتقال 35 عميلا للموساد في همدان وخوزستان
- بعد ستة أشهر من سقوط حكم الأسد، لماذا لا يريد لاجئون سوريون ...
- الاحتلال يقتل 42 فلسطينيا وحماس تؤكد على حق اللاجئين بالعودة ...
- اعتقال مواطن.. الاحتلال يخطر منازل شهداء في جنين وطوباس
- تدخل أمني واعتقال مشجع أهلاوي خلال مواجهة بالميراس
- سفير إيران لدى الأمم المتحدة ليورونيوز: أوروبا مسؤولة جزئياً ...
- عراقجي: لسنا من يستهدف المستشفيات بل مجرمو الحرب الإسرائيليو ...
- جمعيات حقوقية تتهم حكومة نتنياهو بعدم توفير ملاجئ لكبار السن ...
- في مواجهة ترامب.. رايتس ووتش تدعو الاتحاد الأوروبي للدفاع عن ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كريم مرزة الاسدي - الثقافة العربية من أين...؟ والعراقية إلى أين ؟!!