أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الناصري - حازم ناجي ... الناصرية والمسرح














المزيد.....

حازم ناجي ... الناصرية والمسرح


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 17:18
المحور: الادب والفن
    


حازم ناجي... الناصرية والمسرح

مساء الخير حازم ناجي الذي معنا وبيننا الآن
مساء الخير عائلة الفقيد حازم ناجي
مساء الخير للأصدقاء القدماء
مساء الخير للأصدقاء الجدد
مساء الخير للجميع


أعود أليكم وألتقي بكم، ولو من بعيد، كطائر فقد جناحيه في رحلة عاصفة، وقد جرفه الحنين أليكم، فعاد بكلماته وذاكرته... أعود أليكم بهذه المناسبة الحزينة، وعبر هذه الكلمات الصداقية المكثفة، من خلال هذه البطاقة المرسلة إلى صديقنا الجميل حازم ناجي، على عنوانه الجديد والمعروف لكم، بما يسمح به الوقت، لأعبر منفى أمتد لأطول من ثلاثة عقود إلى الآن، هي أكثر وأطول من عمري في المدينة، حيث لازلت أنوس وأمشي في شوارع الناصرية، أتنفس عطرها وأصافحكم أصدقائي، وأحسب الخسارات والفقدان، كأنني لم أغادرها بعد (أو أغدر بها) إلى ديار بعيدة، في رحلة طويلة لا تريد أن تنتهي. وقد كثر نوساني فيها، وأشتد بي الشوق أليها وأليكم، على أنني بقيت أتابعكم واتبعكم وأسمع خطواتكم وهي تجوب وتنسج تفاصيل الكارثة في دروب الجحيم.
أكتب لكم من بعيد، من خارج المشهد المتغير والمتحول، بينما كنت أراقب كل التفاصيل بدقة متناهية، كنت أتطلع وأترقب لقاءي بحازم ناجي وكل الأصدقاء. سقطت أمنية بسيطة وأثيرة أخرى في هباء السكون، وخسرنا حازم ناجي، مثلما خسرنا من قبل سمير هامش، الذي ضاع في حرب خاسرة وسخيفة ومنسية!
مدينة الحلة مثل مدينة الناصرية في خصائصها وغزارتها الأدبية والثقافية، وهي سليلة بابل المدينة العالمية التي لم تزل تبلبل لسان وعقل التاريخ البشري، الذي يعيد قراءتها بأشكال مختلفة.
الناصرية مسرح كبير ومعقد، بطبقات ودرجات مختلفة، ربما هذا ما أدركه وأكتشفه حازم ناجي، فجاء أليها، إلى مسرحها وناسها وشوارعها وبيوتها ومقاهيها الفقيرة، فقبلت به وقبلته في جبينه واحتضنته وحمته وأعطته شيئاً من قبسها وأسرارها الكثيرة، فأنطلق حازم ناجي في شوارعها وشيد بيته المسرحي الشاهق، رغم كل الظروف، ورغم شح الإمكانيات وتواضعها، لكنه كان يلحق بعيداً، ممسكاً بحبال وستائر مسرح عراقي عريق ومتطور، واقفاً ومستنداً على خشبة المسرح العراقي، الرصينة والثابتة، التي لا تتآكل ولا تحترق ولا تنهار أبداً!
حازم ناجي وصل مبكراً إلى الناصرية، أي مع تقدم وصعود المشروع الفاشي، ومع التغيرات والتحولات الرهيبة والمخيفة القادمة، وتسرب أخبار قصر النهاية ومهارات ناظم كزار التعذيبية الرهيبة، وقذارة جلاوزة الأمن لعام، وهوس وأحلام الدكتاتور، ومحنة الثقافة، حيث ستتحول الإذاعة والتلفزيون والصحف والمسرح إلى ثكنة عسكرية والى فيلق آخر!.
ربما جاء حازم ناجي كي يتحصن في مدينة الناصرية، وكي يعوض بعض خسائره! هل نجح في ذلك؟ هل تحقق له ما أراد؟ هل كانت المكان المناسب له؟ لا اعرف بالضبط، فقد سقط الوطن الجميل برمته تحت المقصلة، وتبعثرت وترمدت أحلامنا الجميلة والصغيرة!
لقد أدهشت مدينة الناصرية حازم ناجي بعمرانها الثقافي الباهر، وبالعدد الكبير من المثقفين البارزين الذين التقى بهم وحاورهم ثم عاش معهم، وبالكتب الراقية المتوفرة فيها، وبالنقاش الطويل والمفتوح على عوالم مدهشة لا تنقطع ولا تتوقف، إلى جاب الحياة المسرحية الهامة في المدينة، والتي ساهم في تطوريها وتعميقها وكرس لها كل حياته.
حازم ناجي، كائن مسرحي، تنفس عبق المسرح وذاب فيه كدرويش عاشق هام به، ودار وطاف في حضرته، فكان المسرح معبده وبيته ومدرسته التي تعلم منها وعلم فيها. وكم سمع من تصفيق حار لا ينقطع لجمهور ذواق مثقف؟ وربما لو خير حازم ناجي لعاش ومات في وعلى المسرح، لكن لم يترك له الخيار.
نشاط ومنجز حازم ناجي المسرحي في التمثيل والإخراج، الكمي والنوعي، كبير وبهي وهام، يضعه في مصاف الأسماء الأولى في المدينة والوطن، وقد ساهم في صياغة واستمرار المسرح الجاد والعميق، المسرح المذهل والحيوي، باختياره لنصوص راقية، بالرغم من صعوبة المعالجة الإخراجية التي كان يبدع بها ويطورها في كل مرة، فقد كان مذهولاً ومخطوفاً بعالم المسرح وتفاصيله.
(نحن محكومون بالأمل) هكذا قال الكاتب المسرحي اللامع سعد الله ونوس، وقد تمسك حازم ناجي بالأمل وعاش بطاقته الخلاقة حتى آخر لحظة من حياته، رغم كل العتمة والخراب. أنه بهاء وشعاع وقوة المسرح الروحية والمادية.
أتمنى لكم النجاح، كي يبقى حازم ناجي بيننا، وأن يجري استعادته بما يليق به، من خلال جمع وإعادة تقييم ونشر أعماله وآثاره، من خلال فعاليات مستمرة وليس عابرة أو موسمية.
سلاماً حازم ناجي.
سلاماً صديقي.
شكراً لكل من ساهم في تذكر صديقنا حازم ناجي.
شكراً للجميع.

صديقكم أحمد الناصري
في تأبين الفنان حازم ناجي



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقة تهنئة إلى سعدي يوسف في عيد ميلاده
- العمر
- عشر قضايا غير ملحة في العام الجديد
- نتائج العدوان الصهيوني العنصري على غزة
- فضيحتان مدويتان ولا أثر أو الفساد عارياً وعلنياً!
- استهدافات العدوان الصهيوني العنصري على غزة
- بصدد الردة الرجعية
- يبقى الوضع (السياسي) على ما هو عليه!
- عن سعدي يوسف الشاعر المسافر!
- عن المسألة الوطنية... مناقشة ورد على تقرير المؤتمر التاسع لل ...
- حكاية سريعة عن التصوير والصور في كردستان
- عن الوضع السياسي في بلادنا!
- ناصر عساف... العلاقة بين العين والكاميرا والضوء
- صورة المعلم في قبضة الجلاد
- توضيح حول علاقة مجزرة بشتآشان بمعارك باليسان واتفاقية ديوانه
- كلمات عن الأول من أيار وذكرى مجزرة بشتآشان الرهيبة
- الثورات العربية وطبيعة المرحلة الانتقالية
- من السجن الى الكمين القاتل على طريق كويسنجق
- التحرك الشعبي العربي وطبيعة ودور التدخل الخارجي
- حول الوضع السياسي الحقيقي في بلادنا وليس الوهمي أو الافتراضي


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الناصري - حازم ناجي ... الناصرية والمسرح