أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - حول الوضع السياسي الحقيقي في بلادنا وليس الوهمي أو الافتراضي















المزيد.....

حول الوضع السياسي الحقيقي في بلادنا وليس الوهمي أو الافتراضي


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 17:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفجر الوضع الأمني من جديد بطريقة مفجعة ومرعبة، ونجحت القوى الإرهابية الفاشية في تنفيذ مذابح جماعية مروعة للمدنيين العزل في عدد كبير من المدن، وهي تحمل رسائل عديدة من عدة جهات متداخلة ومتقاطعة، لا تزال تلعب وتعبث بالوضع العراقي. بينما تستمر حياة الناس المعيشية في التدهور على جميع المستويات، مما يشكل فشل تام ومبين للإدارة المحلية ولتجربة العلمية السياسية التي فرضها الاحتلال. ويستمر الوضع السياسي المتدهور المأزوم على حاله في اتجاهه العام، وكما هو، رغم كل الجهود والمحاولات الترقيعية التي صارت جزء منه ومن طبيعته المأزومة، وهو يسير من سيء الى أسوء من حيث الأسس والتأسيس والوظيفة، وليس كما يدعي من يريد أن يدعي بلغو فارغ وبتمتمة عقيمة عن العراق الجديد والديمقراطية وإعادة الأعمار وغيرها من الادعاءات التي أطلقها الاحتلال ومن تعاون معه وفق صفقة (تاريخية) معروفة بضجيج إعلامي فارغ (يشبه صوت العربات الفارغة حسب تعبير واحد منهم) تهاوى على صخرة الواقع القاسي ومرارته.
وكنا من المجموعة الوطنية التي رفضت الحرب والاحتلال ونتائجهما، وقلنا إن هذه المقدمات والخطط الرهيبة سوف تقود الى استمرار وتكريس الخراب الشامل الذي قادته الفاشية البغيضة، ولن تؤدي الى حل ومشروع وطني. وقد طالبونا بإعطاء فرصة ووقت، لكن الوقت والوقت الإضافي قد مرا، وتبين حجم وعمق الكارثة، وصمت من صمت، وتراجع من تراجع، وأستمر من ينافح ويدافع عن المشروع الأمريكي الوهمي في الحديث بواسطة وسائل الإعلام المحلية المعزولة والمنسية، والتي يعتبر بعضها مشاريع تجارية صرفة تجري من خلالها الصفقات والحفلات الداخلية الممتعة!!
لا نريد أن ندخل في دوامة و(خباطة) التقسيم والمحاصصة ومجلس الحكم والدستور والانتخابات والتحالفات والصفقات وبدعة مجلس السياسات العليا ومؤتمر أربيل وحكاية الأقاليم ومناقشات ما يسمى بالبرلمان و(الصقور والحمائم) واللغو والضجيج المكرر على الفضائيات الذي يشبه المسلسلات الهابطة، فذلك ما قرره خليل زاده في لقاء لندن وفي مطابخ الدوائر الأمريكية وشركات النفط الكبرى.
لقد جادلنا ورددنا على من توهم أو انزلق نحو قناعة خاطئة تقول بأن الوضع سوف يتحسن تدريجياً بواسطة تكتل طائفي معين أو تجمع ديني آخر أو رئيس وزراء طائفي متخلف، وقلنا لهم كفوا عن هذه الأوهام وفندنا أسسها، وها نحن نعود الى الوضع المتفاقم ومخاطره المباشرة على حياة الناس ومستقبل ووجود الوطن برمته، في ظل استمرار الاحتلال وانهيار الدولة وتعاظم الفساد والإرهاب المنظم و(الغامض) الذي تقوده القاعدة وبقايا النظام السابق وفرق الموت الطائفية وأطراف ودول عديدة متشابكة ومتداخلة، ذكرناها بالأسماء في مناسبات عديدة سابقة.
من جديد نعود الى مراجعة ما حصل ويحصل في الوضع السياسي في بلادنا، وفي ضوء نتائجه الحالية، ونطرح أسئلة أساسية تساهم في تحديد طبيعة الوضع الحالي. لا أدري ما هي الأسس السياسية والفكرية التي جرى على أساسها تأييد الاحتلال الأمريكي والقبول بعمليته السياسية التي بنيت على أسس طائفية وقومية قبلت بها جميع الأطراف المشاركة؟؟ هل كانت هناك خطط وبرامج سياسية واقتصادية مطروحة من الأساس كي نؤيدها أو نرفضها؟؟ ما هي الشروط والمقدمات التي جعلت البعض يحلم بتجربة ديمقراطية قائمة على أسس طائفية (غير وطنية)؟؟ وما الذي تغير الآن لكي تطرح هنا وهناك انتقادات بسيطة وسطحية للمحاصصة والتقاسم والصراع على المكاسب الضيقة، وهي لا تدخل ولا تلامس الواقع الحقيقي؟؟ فجردة سريعة تؤكد إن الوضع يسير وفق المخطط الأصلي ووفق استراتيجية الاحتلال والقوى الطائفية والقومية التي شاركته، ولم يحصل توقف أو تراجع أو انتكاسة أو ارتداد عن توجه وطني مزعوم كما قيل في تجارب ومرات سابقة وبسذاجة بالغة. مع هذا يستمر البعض في تدبيج المقالات السريعة حول (كيفية دعم وتطوير العملية السياسية وتوسيع آفاقها الديمقراطية) حسب زعمهم.
في علم وأسس السياسة الوطنية التي تتبنى الفكر الوطني ووفق المنهج الماركسي، فإن تحليل طبيعة وعمل وتوجهات السلطة والنظام السياسي القائم يؤدي الى اتخاذ موقف المؤيد أو المعارض منه، وهذا الموقف ليس رغبة ذاتية أو أمنيات حزبية ضيقة. فما هي الأسس التي جرى وفقها تأييد نظام ما يسمى (العملية السياسية) بكافة مراحلها وتطبيقاته؟؟
باختصار شديد الوضع يسير نحو:-
- تكريس الاحتلال العسكري والسياسي من خلال فرض بقاء قوات أمريكية كافية لحماية الوضع القائم، الى جانب الشركات الأمنية الكبيرة، أو من خلال الاحتلال التعاقدي بواسطة ما يسمى بالاتفاقية الاستراتيجية وتعديلاتها. مع مطالبة الاحتلال بدفع تكاليف الحرب العدوانية على بلادنا وتعويض قتلى الاحتلال!!
- استمرار هشاشة وضعف الدولة وتشوهها البالغ. واتساع التدخل والتلاعب الإقليمي الواسع بالشؤون الداخلية لبلادنا، خاصة النفوذ الإيراني السياسي والطائفي والمخابراتي والتجاري.
- تكريس المحاصصة الطائفية بنسختها البائسة بالتوازي والترابط مع الدور الخطير الذي تلعبه الأحزاب القومية الكردية بالتعاون مع الاحتلال والاحتماء به، لفرض نموذج غريب وهجين من الفيدرالية، لا يحل المسألة الكردية ولا يلبي مصالح الشعب الكردي، بل يخلق جملة من التوترات والأزمات والمفاجئات التي يديرها ويستفيد منها المحتل.
- استمرار الأزمة السياسية بين الأطراف المتصارعة وهشاشة وفشل الوضع الأمني.
- غياب الخطط والتخطيط الاقتصادي (تخريب الصناعة والزراعة والتجارة).
- تسليم النفط والثروة المعدنية للشركات العملاقة بشروط تعاقدية مختلة ومذلة.
- تفاقم معدلات الفساد الى مستويات مدمرة.
- الفشل التام في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وتفاقم مشكلة الكهرباء.
- تخريب الحياة الثقافية الى جانب تخريب وتشويه التعليم بكافة مستويات.
- مصادرة حقوق المرأة، من خلال التشريعات أو تحريك التقاليد والأعراف البالية والمتخلفة التي تقود حتماً الى سحق المرأة ومصادرة حقوقها الإنسانية البسيطة.
بعد هذا العرض المكثف للوضع السياسي وتركيبه واتجاهاته ونتائجه الرهيبة، لا نستغرب لمن يريد أن يدافع عنه ويفتش عن ايجابيات وهمية وافتراضية أتى بها الاحتلال وعمليته السياسية رغم الكارثة الوطنية التي يعيشها الشعب والوطن. ولا نستغرب أيضاً ممن كان يؤيد صدام تحت شعارات وتبريرات رثة، ثم انقلب وأيد وتمنى أن تجتاح القوات الإيرانية بلادنا، ثم (يمكن لنا أن نعامل معها ونقاومها)، وفق منطق مقلوب وكاذب، وهو نفس الشخص الذي كان يتمنى أن تتفوق إيران في حرب المدن القذرة كي لا يميل ميزان القوى لصالح صدام فلا يسقط!! هل سمعتم بهكذا عبقرية خالصة قادته اليوم بيسر واطمئنان الى تأييد وتمجيد الاحتلال والمطالبة ببقائه كضمانه لاحتمال التطور الديمقراطي المرتجى والمزعوم، وهو غاضب وزعلان اليوم من (القوى) التي عرقلت وخربت خطط الاحتلال الديمقراطية والتنموية. يا سلام!!
هذا نموذج واحد من نماذج كثيرة تعاونت وتعاقدت مع الاحتلال أو توهمت وانزلقت ب(سذاجة وطنية) بالغة، أو من الذين بدلوا قناعتهم (الماركسية) السابقة حسب متطلبات السوق والعولمة والليبرالية الجديدة، وقد تراجع قسم من هؤلاء بينما ظل يتردد ويتأرجح قسم آخر بين المنزلتين. إنها أوهام العجز والتخبط والقصور المزمن واللف والدوران في دائرة مغلقة تؤدي الى استمرار تدفق انهار الدم في بلادنا والى تفاقم المأساة الوطنية الرهيبة، وهي لا ترى بوضوح وعمق الاستراتيجية الأمريكية الكونية وتطبيقاتها في بلادنا وفي عموم المنطقة ولا تصدق عقم وخطر المشروع الطائفي والديني السياسي.
أخيراً فأن حقيقة الوضع السياسي البائس والمغلق في بلادنا وليس الوهمي أو الافتراضي، تقوم وتدور بين المهزلة والمأساة والفشل، لأسباب بنيوية واضحة، لا يمكن حلها بالأساليب والصفقات المتبعة في معزل المنطقة الخضراء وكواليسه. وتنعكس الأوضاع السياسية المتردية مباشرة على حياة الناس والمجتمع والاقتصاد وكافة المجالات الأخرى، ولا يفلت شيء من هذا الانعكاس والتأثير، ويشمل تأثير الأوضاع الصعبة والشاذة الجميع، لكنه يسحق ويدمر الطبقات الكادحة والفقيرة أكثر من الآخرين.

* أكد مصدر مطلع وموثوق احتمال تحرك قوات البيشمركة الكردية نحو ما يسمى ب (المناطق المتنازع عليها) للسيطرة عليها بالقوة وتطبيق المادة 140 وفرض أمر واقع، ويقول المصدر إن العملية سوف تتم بعلم وتأييد الاحتلال الأمريكي لأحداث حضة وهزة بالوضع السياسي وفرض أمور أخرى لاحقاً.
أنقل لكم لعبة واحدة، وناقل الكفر ليس بكافر.



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد مؤيد عبدالكريم (حجي حامد) البطل الشعبي
- عن جريمة اغتيال الرفيقين (سالم وزهير) من (تنظيم الشيوعيين ال ...
- عن الشهيد داخل فرهود ومنتصر وجميع الشهداء
- الراديو وتكوين الذائقة السمعية والفنية
- قصة لوحة شهيرة واحدة وحالة كنوزنا الفنية القديمة والحديثة
- بطاقة الى داخل فرهود الإنسان والشهيد والصديق
- الوضع السياسي في بلادنا الطبيعة والنتائج ... وملاحظات وهوامش ...
- 2- هوامش على دفاتر الثورة المصرية
- هوامش على دفاتر الثورة
- الغياب : من قتل سمير هامش ، ولماذا قتلوه؟؟
- عودة لمناقشة ( مشروع ) لجنة التنسيق اليسارية وقضايا أخرى
- مساهمة جديدة في النقاش الدائر حول اليسار
- غزة داخل المحرقة النازية الجديدة وفي حالة الإعدام الجماعي ال ...
- بهدوء.. دفاعاً عن الوطني العراقي منتظر الزيدي الصحفي والإنسا ...
- بوش يغادر مرفوع الرأس لكن الى الأسفل
- التوقيع والمصادقة على اتفاقية العار
- بعض نماذج التهريج والوقاحة والنفاق السياسي الصارخ
- النصيرات بطلات وأمهات وملائكة الثورات
- اتفاقية العار ومسألة الانسحاب الأمريكي من بلادنا
- العار واتفاقية العار


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - حول الوضع السياسي الحقيقي في بلادنا وليس الوهمي أو الافتراضي