أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - التوقيع والمصادقة على اتفاقية العار














المزيد.....

التوقيع والمصادقة على اتفاقية العار


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2487 - 2008 / 12 / 6 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



( في يوم مشؤوم عملوها الروم وكلاب الروم )

التوقيع والمصادقة على اتفاقية العار من قبل جميع أطراف العملية السياسية الأمريكية، رغم كل المزايدات والخدع السينمائية، ورغم التقديم والتأخير والتأجيل والتعديلات المزعومة، ووثيقة الإصلاح التافهة ( التي لا علاقة لها بالاتفاقية)، والفروق بين النصين الإنكليزي والعربي ( مع اعتماد النص الإنكليزي الأمريكي طبعاً)، والملاحق السرية، والتعليمات الشفوية، والتطورات اللاحقة على الأرض، هو تحصيل حاصل، معروف ومتوقع مسبقاً. فلا أحد يتوهم أو ينتظر من هؤلاء اتخاذ أي موقف وطني في قضية مفصلية في ملف الاحتلال الخطير. لكن الحدث ورغم بشاعته وخطورته ليس نهاية الصراع، وليس نهاية المطاف. فالصراع مع الاحتلال مفتوح، ولا يتوقف في أية نقطة أو محطة، قبل أو دون طرده. وربما يأخذ أشكالاً أوضح وأعمق مع خطوة الاتفاقية التي يراد بها فرض الوصاية طويلة الأمد على بلادنا، وعلى وجوده ومصيره وموارده، من خلال الصفقة المشينة بين الاحتلال وبين من يحميهم وأتى بهم الى معزل المنطقة الخضراء السري، الذي تشرف عليه وتديره المخابرات الأمريكية، بكل أشكالها ومؤسساتها، من الباب الى المحراب، بشكل علني ورسمي.
لقد انقلبت عرباتهم الفارغة والمملوءة بالأوساخ والتبريرات والكلام الفارغ والهامشي على رؤوسهم، وتلطخت وجوههم وجباههم وهاماتهم، بكل ما يليق بهم من أقذار وعار وذل وخنوع، لا يمحى ولا يزول الى الأبد، في لحظة هي من اختيارهم الشخصي والعام، كتطابق وتطبيق لسلوكهم ووعيهم وتربيتهم ومواقفهم مصالحهم وتاريخهم المشين قبل الاحتلال وبعده.
لم يخل التاريخ العراقي والعربي والعالمي على امتداده، من الخونة والمتواطئين مع الخارج ومع حروبه وحملاته وغزواته ومشاريعه. والتبريرات جاهزة ومتكررة الى درجة عجيبة وفاضحة، بل أحياناً تأتي طبق الأصل، وتحمل نفس المعنى ونفس المضمون. وهناك شخصيات وعوائل وفئات ومناطق، تورطت في هذا الدور وهذه اللعنة واللعبة القذرة وتوارثتها لأجيال، نتيجة لالتقاء مصالحها الضيقة والخاصة مع الخارج، في حركة شطارة وتشاطر نذلة، كما يقال في التجارة والسوق. لكن التاريخ لن يرحم أحد من هؤلاء، ولن يتسامح مع هذا النوع من السلوك، ونبذه وطرده شر طردة، حتى لو عاد وتمظهر بأشكال أخرى في كل مرة، وبتلون كبير وعجيب، يتماشى مع القاعدة الأخلاقية للعميل أو التابع، أو لفاقد الإحساس، وصاحب الجلد السميك.
جميع الأطراف ( بما فيها الأطراف الموافقة) تعلم بأن الاتفاقية خطيرة ومذلة، وهي نوع قاسي من الوصاية والانتداب الطويلين، والجميع يعلم إنها تتعارض مع المصالح الوطنية الأولية، لدلك فإنها مرفوضة وغير شرعية من وجهة النظر الوطنية، وسوف تسقط وتزول قبل زوال الاحتلال أو معه، ولا يمكن لها أن تدوم ما دام الاحتلال قد فرضها بالقوة العسكرية المباشرة وبالأساليب المعروفة الأخرى.
لقد أكدنا بشكل دائم وواضح، إن المشكلة الرئيسية والصراع الرئيسي مع الاحتلال نفسه، باعتباره عدوان عسكري شامل ومباشر ومستمر ضد بلادنا، ونحن في بلاد محتلة، ولا يمكن حل هذه المشكلة الخطيرة إلا بطرده وإنهائه والتخلص منه، ومن جميع آثاره وكوارثه وبقاياه، بما فيها الاتفاقية والنفوذ الأمريكي وأتباعه وجميع متعلقاته وتفرعاته.
لا يزال الوعي الوطني العراقي، الثقافي والسياسي، واسعاً ومنتشراً وراسخاً بين الناس، ولا يزال المشهد الوطني متماسكاً في عمومه، وينطوي على إمكانيات كبيرة، بما يكفي لمواجهة رياح الكارثة العاتية التي تضرب وجه الوطن الجميل بقسوة ووحشية، رغم عقود وسنوات وموجات القمع والحجب والعزل والقطيعة والتخريب والحروب والحصار والتجويع والاحتلال والحرب الأهلية الطائفية والإرهاب، ودور الدين السياسي الطائفي التخريبي، والفئات الضيقة الأخرى، والتشويه الثقافي والاجتماعي والأخلاقي والنفسي، فثمة طاقة وطنية رائعة ومتجددة، لا تزال كامنة ومشتعلة بقوة، تعمل وتشتغل بأدواتها الذاتية. إن شعلة الوطنية، المقاومة والرافضة للاحتلال والاستبداد والإرهاب، لم ولن تنطفئ.





#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض نماذج التهريج والوقاحة والنفاق السياسي الصارخ
- النصيرات بطلات وأمهات وملائكة الثورات
- اتفاقية العار ومسألة الانسحاب الأمريكي من بلادنا
- العار واتفاقية العار
- أمريكا والاحتلال ومستقبل بلادنا بعد فوز أوباما
- ماكين الى النسيان
- مياه الشرب الملوثة وانهيار شبكة المجاري من أخطر أسلحة الدمار ...
- بوش - ماكين إلى الجحيم
- لعنة العراق
- الأزمة الرأسمالية الجديدة وطابعها البنيوي العميق
- الماركسية وأطياف كارل ماركس
- المعاهدة المفروضة كما هي
- عن دمشق والإجازة والصيف ولقاء الأصدقاء وأحداث وأشياء كثيرة أ ...
- ثلاثون عاماً من المنفى والتشرد والملاحقة والأمل
- دلال المغربي
- المعاهدة وألاعيب ومهازل الوضع السياسي
- عن النقد والمراجعات ( المراجعات الشخصية والنقد الذاتي )
- عن النقد والمراجعات
- المعاهدة.. جردة حساب
- الكتابة والنشر في الانترنيت


المزيد.....




- في -نشاط دولة- محتمل.. إيران تؤكد احتجاز ناقلة نفط في الخليج ...
- أوكرانيا تقصف منشأة حيوية قرب موسكو وروسيا تسقط 25 مسيّرة
- من أفغانستان إلى دمشق المحررة: صحفي سوري يروي أوجه الشبه وال ...
- أفغانستان تعلن انتهاك مسيرات أميركية مجالها الجوي عبر دول مج ...
- اتفاق تاريخي بالدوحة يؤسس مرحلة استقرار جديدة في الكونغو الد ...
- تركها ملطخة بالدماء.. كلب ينهش وجه طفلة ويعود ليهاجمها ثانية ...
- تحليل.. ترامب سيواجه -فوضى وتحديات- في حالة سعيه للإطاحة بما ...
- -أغنية لاعب صغير-.. رحلة بين الهزيمة والخلاص في عالم إدوارد ...
- إدارة ترامب تضغط على إسرائيل لتحقيق تقدم بشأن مقاتلي حماس بر ...
- مقتل 4 عناصر أمن بهجوم مسلح شمال شرق نيجيريا


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - التوقيع والمصادقة على اتفاقية العار