أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - المعاهدة وألاعيب ومهازل الوضع السياسي















المزيد.....

المعاهدة وألاعيب ومهازل الوضع السياسي


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2348 - 2008 / 7 / 20 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يبق غير أيام وساعات وثوان قليلة لفرض المعاهدة الجائرة على بلادنا من قبل المحتل الأمريكي، حسب التصريحات والتعليقات الأمريكية الأخيرة، المتواترة والمنفعلة، وقد تصاعد الرفض الشعبي الوطني الشامل لها، مما حدا بالإدارة المحلية الى مسايرة المزاج الشعبي، وادعاء رفضها وطرح تصورات وأفكار أخرى، قيل إنها استجابة لمطالب إيرانية أو دعاية انتخابية مفضوحة، أو لذر الرماد في العيون لا أكثر ولا اقل، وخلق الجو المناسب لإعلان المعاهدة حسب الصيغة الأمريكية، وكل شيء وارد في ضوء نوايا وحالة الاحتلال التي تمر وتخضع لهما بلادنا.
لقد بدا التناقض الظاهري واللفظي واضحاً بين المالكي والربيعي من جهة وبين الطالباني وزيباري والكتلة الكردية المتهافتة على المعاهدة من جهة أخرى، رغم أتفاق الجميع على أستمرار الصفقة المشينة مع المحتل، عبر تأييد العملية السياسية الأمريكية، التي هي ثمرة الاحتلال الفاحشة، فكل طرف يدعي بأن معلوماته حقيقية وتعكس واقع المفاوضات بين الطرفين، بينما ردت الإدارة الأمريكية بشدة على تصريحات المالكي عن الجلاء وجدولة الانسحاب وعقد تفاهم مؤقت، ووقف الناطق الرسمي باسم المالكي في الوسط ليخفف من حمى التصريحات، ويحاول الجمع بين موقفين لا يمكن الجمع بينهما إطلاقاً.
رغم إن المعاهدة ليست هي القضية الرئيسية، بل هي من بين قضايا رئيسية خطيرة، حيث إن القضية الرئيسية هي الاحتلال، والمعاهدة خطوة أخرى في مجرى وتطور خطط الحرب والغزو والاحتلال والسيطرة على بلادنا ومحاولة تثبيتها واستمرارها.
فمن يدعي رفض المعاهدة عليه أن يرفض الاحتلال أولاً على أسس وطنية واضحة، باعتباره هو الذي يريد فرض الاتفاقية التي تحاول استمراره وتكريسه، وألا تصبح هذه المواقف والادعاءات ألاعيب وخدع سياسية مفضوحة وفارغة من أي معني حقيقي، وهذا هو الاختبار الحقيقي، وهو في الوقت نفسه مأزق الإدارة المحلية في مواجهة الاستحقاق الوطني الى النهاية، وليس المواقف الناقصة والموسمية والمشوشة.
في كل الأحوال لم يبق وقت كاف للعب والكذب والخداع، فمأزق الاحتلال يتعمق والرفض الوطني له يتسع ويتعمق وأزمة الشكل السياسي الطائفي الذي فرضه المحتل يعاني من الفشل والعجز الصريح، والتحركات الأخيرة على الدول العربية والإقليمية لا تعني نجاحاً أو تقدماً، حيث يمكن لنظام فاشل أن يقيم علاقات خارجية ودولية مع الجميع، والذي يقرر فشل ونجاح الوضع السياسي العام، هو الوضع الداخلي والسياسة الداخلية، والوضع الداخلي في بلادنا معروف ولا يحتاج الى جهود كبيرة لكشف عيوبه الكثيرة القاتلة وفشله. رغم إن أغلب هذه النشاطات والعلاقات والتحركات الخارجية تتم وتنفذ حسب أوامر وتوصيات إدارة الاحتلال وتدخلات رايس شخصياً.
لقد أدعى بوش بأن بقاء قوات الاحتلال في بلادنا مرتبط بطلب من الإدارة المحلية التي عينها المحتل نفسه، ومرهون باستقرار الوضع الأمني وبناء القوات المسلحة، وهذه حجج تافهة لا تنتهي، وهو ما يثير أسئلة كثيرة واحتمالات أكثر، نحن لسنا بصدد عرضها الآن. وما إن أثارت الإدارة المحلية مواضيع جدولة الانسحاب والجلاء حتى ردت الإدارة الأمريكية، بأن موضوع الجدولة والانسحاب غير مطروح الآن، وهو بيد القيادة الميدانية الأمريكية، التي تقرر حسب تقيمهم للوضع الأمني وتطور عملية بناء القوات المسلحة المحلية، وبالمناسبة هذه هي حقيقة الأمر ولا شيء غيرها. أذن كل شيء في بلادنا تقرره الإدارة الأمريكية. لكننا نحذر من موجة إرهاب أسود تقوده فرق الموت الغامضة من أجهزة نكروبونتي والأجهزة والميليشيات الأخرى الخارجية والداخلية، ليقولوا بعدها أنظروا إن الوضع الأمني غير مستقر وعلينا البقاء لفترة مفتوحة أخرى، وإن جدولة الانسحاب ومن ثم الانسحاب يرسل رسائل خاطئة للأطراف المعادية، وقد بدأت بعض البوادر المشؤومة في بغداد وبعقوبة وتلعفر والأنبار وربما الفلوجة وغيرها من المناطق المحتقنة والقابلة للانفجار والاشتعال في أية لحظة.
يجب علينا ملاحظة الأمر التالي وهو إن الإدارة المحلية لم تطرح قضايا الجلاء والانسحاب والجدولة وطرد المحتل بشكل رسمي ومحدد، عبر مطالبة المحتل بالخروج أو عرض هذه القضية الكبيرة على الأمم المتحدة ، والموقف لا يعدو لحد الآن عن تصريحات صحفية متباعدة ومتناقضة، وبالونات كلامية فارغة، قيل أغلبها في الخارج، ولا يوجد عليها أجماع بين تلك الأطراف الخاضعة للمحتل والمحمية من قبله.
الوضع السياسي والميداني الأمريكي والعراقي والإقليمي معقد ومتداخل وخطير، وهو لا يسير لصالح المخطط الأمريكي في بلادنا ولبنان وأفغانستان وإيران. فلا زالت بلادنا ترفض الاحتلال وجميع سياساته، ولا يوجد استقرار سياسي وأمني وتحول اقتصادي واجتماعي، مع فشل في تقديم أبسط الخدمات، وانهيار خدمات الصحة والتعليم وانقطاع الكهرباء في صيف العراق القائظ اللاهب، واستمرار الفساد الشامل والمقصود، مع أمكانية تصاعد نشاط وعمل الحركة الوطنية الرافضة للاحتلال وتوفر إمكانيات كبيرة وجديدة بيدها.
ومع تصاعد الأزمة الاقتصادية والسياسية الأمريكية وعزلة بوش في أيامه الأخيرة باعتباره شخص منبوذ ومكروه، وفاشل ولا صدقية له وهو بلا أفكار حسب تعبير نانسي بيلوسي رئيسة الكونغرس الأمريكي، وسوف تلاحقه لعنات الشعوب والتاريخ، وربما يساق الى القضاء العالمي كمجرم حرب قذر، قاد جريمة قتل وأبادت شعبنا، مع مراقبة الاحتمالات المتعددة لنتائج الانتخابات الأمريكية القادمة، فإننا في مفترق طرق حقيقي، علينا الاستعداد له، لالتقاط نتائج هذه التطورات العاصفة القادمة مع اللحظة القريبة القادمة، إننا عشية لحظة وطنية أخرى.
إن كل الصيغ المطروحة من قبل الإدارة المحلية لا تنفع ولا تقدم ولا تغيير شيئاً من جوهر وخطر الاحتلال، وهنا سيدور الصراع الى النهاية.
آخر الأخبار والمعلومات نقلاً عن أل"واشنطن بوست تقول"( أن الجانبين الأمريكي و العراقي اتفقا بدلاً عن الاتفاق الإستراتيجي الذي كان مقرراً التوقيع عليه في 31 تموز ، توقيع وثيقة الجسر وهي وثيقة محدودة في أفق زمني محدود ، و تسمح للأمريكان أن يقوموا بعمليات عسكرية ذات طابع محدود و ذلك بغض النظر عن قرار الأمم المتحدة الذي فرض سحب القوات الأمريكية نهاية العام الحالي .
و علقت واشنطن بوست على ذلك قائلة : ان رفض الحكومة العراقية للمقترحات الأمريكية من جهة و عرقلة التفاوض من جهة ثانية يشكلان ضربة مؤلمة على مدى السنين القادمة لمشروع حكومة بوش من أجل تأسيس وضع مستقر و بناء للوجود الأمريكي في العراق). انتهى الاقتباس، هل رأيتم الألاعيب والمهازل لاستمرار الاحتلال؟؟
*تقول الأخبار إن الطائرات الصهيونية تتدرب في أجواء بلادنا على ضرب المفاعلات النووية الإيرانية.. يا سلام على الاستقلال والتحرير والعراق الأمريكي الجديد.
* يقال أن بيترايوس وكروكر وعلي لاريجاني وعبد العزيز الحكيم اجتمعوا بشكل سري في السفارة الأمريكية في تركيا لمناقشة الملف النووي الإيراني والملف العراقي. لا حظوا حجم التحركات والمخاطر والألاعيب، وكم هو عدد اللقاءات والتحركات والنشاطات السرية التي يجريها الاحتلال وعملاءه حول عمله ومناوراته وحول المعاهدة؟؟.
* ذكرت البي بي سي ما يلي : أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة والعراق اتفقا على السعي للتوصل الى "أفق زمني عام" لخفض المزيد من القوات الأمريكية المقاتلة العاملة في العراق حاليا.
وجاء الإعلان عن هذا الاتفاق عقب اجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بين الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخميس.
وتتفاوض الحكومتان حاليا على اتفاقية تنظم وجود القوات الأمريكية في العراق.
قال بيان قرأته الناطقة باسم البيت الأبيض دانا ترينو إن الزعيمين اتفقا خلال محادثة جرت بينهما الخميس على أن تتضمن الاتفاقية الاستراتيجية التي تبحث حاليا بين الطرفين "أفقا زمنيا عاما لتحقيق الأهداف المرجوة، ومنها استعادة السيطرة الأمنية العراقية على المدن والمحافظات، والمزيد من تخفيض القوات الأمريكية المقاتلة في العراق".
وقال البيان إن أي قرار بسحب القوات سيتخذ على أساس "تحسن الأوضاع والظروف" وليس على أساس تحديد "توقيت قسري".
وأوضح البيان أن المفاوضين الأمريكيين والعراقيين سيحاولون تحقيق الأهداف المرجوة بشأن عمليات الانسحاب( . الكلام واضح، وهذه حقيقة الحوار والتفاوض بين المحتل والتابع عبر الدوائر المغلقة واللقاءات السرية والعلنية.



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن النقد والمراجعات ( المراجعات الشخصية والنقد الذاتي )
- عن النقد والمراجعات
- المعاهدة.. جردة حساب
- الكتابة والنشر في الانترنيت
- بي بي سي تكشف عن بعض مليارات العراق المنهوبة.. الفساد المالي ...
- عن المعاهدة... العراق قاعدة أمريكية دائمة
- أنقذوا حياة بهاء الدين نوري .. رسالة تضامن مع أبي سلام
- إشارة عن الشعر والتاريخ
- في نشوء وتكون الفكر السياسي العراقي وعلاقته بحالة الانحطاط ا ...
- المعاهدة الأمريكية - العراقية والموقف الوطني
- لعنة الهامش - عن خراب مدينة الناصرية
- ماكليلان والعجز في الاقتصاد الأمريكي والأمراض النفسية لجنود ...
- المعاهدة الأمريكية - العراقية وقضايا الوطن المصيرية
- شيء عن الثقافة العراقية
- الصديق اليساري الوطني الدكتور عبد العالي الحراك
- المأزق التاريخي
- اليسار الآن
- السياب الشاعر الكبير وليس السياسي
- نحو تصعيد وتشديد النضال السياسي والحقوقي والإعلامي والدعائي ...
- التاريخ ومقدمات الخراب، حول علاقة الحاضر بالماضي .. منطقتنا ...


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - المعاهدة وألاعيب ومهازل الوضع السياسي