أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد الناصري - المعاهدة الأمريكية - العراقية والموقف الوطني















المزيد.....

المعاهدة الأمريكية - العراقية والموقف الوطني


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2302 - 2008 / 6 / 4 - 10:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قضايا الوطن الرئيسية والمصيرية، وفي مقدمتها الاحتلال وتفاصيله وخطواته، ومن بينها ( ألاتفاقية الإستراتيجية طويلة الأمد)، وهذه هي التسمية الدقيقة والقريبة من الواقع، التي تريد أمريكا فرضها على بلادنا لتحقيق خطط وأهداف الاحتلال. هذه القضايا والمحاور محط اختلاف بين اتجاهين، أحدهم وطني معارض ومعادي للاحتلال، والآخر تابع وخادم له، بصورة مباشرة وغير مباشرة، بهذه الدرجة أو تلك، في التورط والانزلاق في الخطيئة التاريخية، وفق حسابات معينة، وهذه مسألة مهمة في الموقف الوطني والدعاية والتحريض والعمل السياسي والإعلامي والجماهيري، لذلك نعيدها ونكررها في كل مرة وكل مناسبة، ونركز عليها بشكل دائم، وهي تزعج وتحرج الأطراف الأخرى إلى أبعد الحدود، لذلك نجدهم يتحدثون عن القمر والكلاب والسياسة والإعلام، ونجد جلال الطالباني يتحدث بحرقة وهستيريا، تليق به، عن القمر والكلاب وما بينهما، ويشتم الناس والكلاب على حد سواء، ولا ندري ماهي علاقته بالقمر، وهل هو قمر بني (طالبان)؟؟.
كتب الصديق الروائي جمعة اللامي نداء ثقافي بعنوان ( الوطن أولا )، ضد الاحتلال ومعاهدته اللصوصية جاء فيه ( لا خلاف مع الوطن أبداً، ولا اختلاف معه على الإطلاق. لنختلف في شأن أمور كثيرة، إلا في شأن الوطن، فينبغي أن يكون الموقف واحداً، والرأي واحداً، والكلمة واحدة ). وهذا تلخيص معمق ومكثف وواضح، جامع مانع، لقضية كبيرة واضحة، تمثل الموقف الطبيعي من الوطن، سواء في أيامه العادية، أو في أيامه السوداء المدلهمة، مع إن الفرق بينهما كبير وخطير، فلا أحد يبقى مطمئناً ومسترخياً والوطن = البيت يسرق ويحرق أو يحتل نهاراً جهاراً.
الموقف الوطني واضح وثابت من الحرب والغزو والاجتياح والاحتلال، ومن النتائج المرعبة التي حلت بشعبنا ووطننا، ومن الحريق والمحنة المستمرة، وهو يعتبر أن الموقف من المعاهدة، يفتح طريق عريض آخر لمنع وإسقاط الجهود المحمومة لفرضها على بلادنا، وصولاً إلى طرد الاحتلال وتحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية، في عملية متلازمة، وهو موقف موضوعي واقعي، بني على قراءة معمقة للأحداث والنتائج، بعيداً عن الصفقات والحسابات الضيقة والخنوع لأمر واقع، أو أمر وقع.
الطرف اللاوطني ( يعني صاحب الموقف اللاوطني) الآخر ( من باب تأييد الاحتلال وتأييد المعاهدة) مرتبك ومشوش، ولا يقول الحقيقة حول المعاهدة، ويقدم ويؤخر ويتناقض بوضوح، وبعض العناصر توحي وتلمح ولا تصرح بالرفض الكامل والقاطع للمعاهدة، وهي لا تضيف شيء متميز ولا تخرج عن موقفها السابق المعروف والمألوف، وربما تُجاري وتلعب على مزاج الناس الوطني لأغراض سياسية آنية وضيقة، حيث تتحدث هذه الأطراف والشخصيات عن ( بعض ) البنود الخاطئة والمرفوضة، وليس عن رفض الاحتلال وعمليته السياسية والمعاهدة وجميع خطواته، وهذا فرق جوهري وأساسي بين موقفين. وهو يداري فضيحة مدوية تكاد تحصل.
الحركة القومية الكردية هي الجهة الوحيدة، حتى الآن تقريباً، التي تؤيد المعاهدة علناً وبشكل صريح وسافر ومن دون تحفظات، وهي تمارس الانزلاق والسقوط الحر، بسبب انتهازية تافهة، وضعف ذاتي يحتمي بعامل خارجي بشكل دائم، ويعيش وفق علاقة زبائنية معه، وضيق أفق سياسي وقومي ( قوماني ) لا يتعلم ولا يستفيد من التجارب القاسية والمريرة، على أيدي نفس الأسياد، في تجربة كيسنجر السابقة لكن الحاضرة بقوة، والحركة لا تقدر ولا تدرك المسار التاريخي الحقيقي لسير الأحداث في النهاية، بل تتلهى بمكاسب حزبية وشخصية مؤقتة، وهي تدير ظهرها لمصالح ومتطلبات حياة الناس الأساسية، وتنسى ضجيج الشعارات الكبيرة الذي طالما أختلط بضجيج السلاح، ولا تدرك السبل الوطنية السليمة لتحقيق المصالح القومية للشعب الكردي.
تستطيع الجبهات القانونية والثقافية والإعلامية المشاركة في التصدي الفعال والناجح، في عملية فضح المعاهدة وعدم شرعيتها ومخاطرها على مصالحنا الوطنية الأساسية، ويستطيع المثقفون الوطنيين أن يلعبوا دوراً كبيراً وهاماً في فضح أبعاد ومخاطر المعاهدة، وكشف وتفكيك بنودها العلنية والسرية.
لليسار الوطني دور هام وأساسي في المواجهة الحالية، وهي معيار حساس على موقفه المتقدم وفعاليته في هذه القضايا، المتأتي من فهمه المعمق للموقف الوطني وطبيعة الاستعمار والاحتلال والتبعية والتحرر. واتخاذ موقف وطني حازم وواضح، وليس الجلوس بين مقعدين متناقضين، أو البقاء الدائم بين منزلتين، لا يمكن ولا يجوز الجمع بينهما.
الموقف الوطني للحركة الوطنية واليسارية المتشكلة، ما دامها حركة أو في حركة، هو التوجه الثقافي والسياسي والتنظيمي، نحو برنامج وطني عام، يستند إلى رفض الاحتلال ونتائجه وعملياته السياسية ( المحاصصة الطائفية والقومية) والأمنية والاقتصادية ( النفطية) والثقافية، وجميع تشريعاته وخطواته الأخرى، ورفض إدارة المحاصصة السياسية، ورفض المعاهدة الإستراتيجية طويلة الأمد، ورفض قانون نهب النفط المزمع فرضه على بلادنا، باعتباره أحد الأهداف والمقاصد الرئيسية للاحتلال. عندها سيكون الحوار الوطني العام والخاص واضحاً ومجدياً ووطنياً، أما الكلام المتلعثم والمتردد، الذي يخلط الأمور خلطاً عجيباً ومقصوداً، بين المقدمات والنتائج، وبين الأساسي والثانوي مع الحواشي والتفاصيل المملة، ويدافع عن سياسة خاطئة وفاقعة، ويقدمها في وجبة ضبابية فاسدة، بلا لون أو طعم، حول الموقف من الاحتلال ورفضه الحقيقي والقضايا الرئيسية الأخرى، فهو كلام لا أهتم به ولا أرد عليه، لأنه غير نافع وغير مفيد، ولا يصب بالجهد الوطني العام أو الجهد الوطني اليساري.
أعتقد بأهمية الملفات والمحاور الخاصة بالمعاهدة، لمتابعتها لحظة بلحظة، والرد على جميع الطروحات المؤيدة لها، بأساليب الخداع واللفلفة والمقارنات الجائرة والخاطئة ومحاولة التخفيف من بشاعتها. فحتى لو فرضت وعقدت المعاهدات الأمريكية على ومع الجميع، وحتى لو انتشرت القواعد الأمريكية في أرجاء المعمورة، فأننا هنا في هذه الأرض الوطنية، نرفضها ونرفض مباديء الوصاية والتبعية والسلب والنهب، القادم من وراء البحار. أننا ندافع عن مصالحنا الوطنية، والاحتلال يغتصب ويلغي ويتعارض مع هذه المصالح.
أقترح تشكيل لجنة متابعة وطنية، من المثقفين والقانونيين والسياسيين والإعلاميين، في الداخل والخارج، لطرح رؤية وطنية متكاملة، والقيام بنشاطات وندوات وخطوات وفعاليات جماهيرية، والتصدي للمعاهدة وفضح وشرح جميع جوانبها، لمنع عقدها وإعلانها، ورفضها وإسقاطها في حال إعلانها.
سنعود إلى موضوع المعاهدة، لمتابعة كل التطورات لحظة بلحظة، ونكشفها للناس، وسوف نصعد المتابعة والرفض والتحريض بعد إعلانها المشؤوم، إذا ما حصل، حتى إسقاطها وكنسها الكامل والأكيد مثل أخواتها السابقات، هي ومن صنعها ووقعها.



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة الهامش - عن خراب مدينة الناصرية
- ماكليلان والعجز في الاقتصاد الأمريكي والأمراض النفسية لجنود ...
- المعاهدة الأمريكية - العراقية وقضايا الوطن المصيرية
- شيء عن الثقافة العراقية
- الصديق اليساري الوطني الدكتور عبد العالي الحراك
- المأزق التاريخي
- اليسار الآن
- السياب الشاعر الكبير وليس السياسي
- نحو تصعيد وتشديد النضال السياسي والحقوقي والإعلامي والدعائي ...
- التاريخ ومقدمات الخراب، حول علاقة الحاضر بالماضي .. منطقتنا ...
- مرثية ( بكائية ) لضحايا فاجعة المستنصرية
- الخطة الأمريكية الأخيرة وفاجعة المستنصرية
- أمنيات شخصية ساذجة لكنها مستحيلة على أبواب السنة الجديدة
- عودة الى موضوع حركة الانصار
- الحوار المتمدن .. رؤية مختلفة
- محاولة لتحديد حجم وأهمية تقرير لجنة بيكر، وفق نظرة وطنية
- التداعي والتراجعات والاحتمالات
- التداعي
- التحركات الأمريكية الأخيرة، هل هي تحركات اللحظة الأخيرة ؟؟
- ماذا سأفعل لك ياغزة ؟؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد الناصري - المعاهدة الأمريكية - العراقية والموقف الوطني