أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد الناصري - اتفاقية العار ومسألة الانسحاب الأمريكي من بلادنا














المزيد.....

اتفاقية العار ومسألة الانسحاب الأمريكي من بلادنا


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2470 - 2008 / 11 / 19 - 10:08
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تعليق على تصريح مايكل مولين رئيس أركان القوات الأمريكية المشتركة.
سأظل ملتزماً بعدم مناقشة بنود الاتفاقية العسكرية المفروضة على بلادنا، لأنها اتفاقية باطلة وغير شرعية وغير متكافئة، وهي جريمة جديدة بحق شعبنا وفق المفهوم الوطني، أنتجها وفرضها الاحتلال، في ظل غياب الاستقلال والسيادة الوطنية. وهذا ما ذكرناه في كل الكتابات السابقة، ونكرره الآن وغداً، لأنه الحقيقة الأساسية التي تبين جوهر هذه الخطوة الخطيرة، وتكشف كل ما يجري على أرضنا الوطنية، وهو ما يزعج الطرف الآخر، ويساعد على كشف وفضح الطرف الموافق والموقع على اتفاقية العار.
لقد تدنست أصابع وأقلام وعمائم كثيرة ومعروفة، وسقطت في وحل الخيانة والخنوع، بقبولها التوقيع المهين والمشين، أو تبريرها أو صمتها، على اتفاقية العار والذل، وعدم الوقوف الواضح ضدها، كجزء من موقفهم الأصلي من الاحتلال، وتطبيقاً لصفقة العلاقة والخدمة بين المحتل وأتباعه، للحصول على مكاسب وقتية معينة، لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية العامة. وإن التلاعب بالتسميات لن يغير أي شيء من حقيقة الاتفاقية، من قبيل تسميتها باتفاقية الانسحاب مثلاً، فقد قال ( الأدميرال مايكل مولين رئيس أركان القوات الأمريكية المشتركة أمام مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الأمر قد يستغرق من عامين إلى ثلاثة أعوام حتى يمكن سحب القوات الأمريكية بكامل معداتها العسكرية من العراق. وأضاف الأدميرال مولين أن الجدول الزمني للانسحاب سيعتمد على عدة عوامل منها الوضع الأمني على الأرض خلال الفترة التي يتعين أن يتم خلالها الانسحاب). إذن لا يوجد شيء محدد وملزم للاحتلال. لقد قال مولين رأي البنتاجون بصورة جلية وواضحة، وحبر اتفاقية العار لم يجف بعد، وهذا أول الكلام ثم ينهمر. ربما يخرج علينا غراب المنطقة الخضراء ليرد ويوضح ويشرح ويبرر، لكن وجود أكثر من خمسين قاعدة عسكرية، أكبرها قاعدة السفارة الأمريكية في قلب بغداد، والتي تضم آلاف من جنود النخبة والمعدات العسكرية والتجسسية المتطورة، كافية لفرض السيطرة على المناطق التي يعملون ويتحركون فيها، كما إن مشروع بناء أربع قواعد عسكرية عملاقة، في الشمال والجنوب والشرق والغرب، هي من علامات ومقدمات عدم الانسحاب، التي قال عنها مولين. بالإضافة الى الأراضي التي تبرع بها مسعود البارزاني في إقطاعيته العسكرية والعشائرية، لتكون قواعد عسكرية دائمة ومطارات ومهابط لطائرات الاحتلال العائدة من مهامها القتالية العدوانية، وألا ماذا تعني وتعمل القواعد والمطارات العسكرية؟؟.
لم تتضمن اتفاقية العار الاتفاق على انسحاب أكيد وكامل من بلادنا، ( لأنها كتبت وفصلت أصلاً لفرض واستمرار وتشريع الاحتلال ). إنما سيتقرر ذلك مستقبلاً حسب الظروف على الأرض، وهذه القضية قابلة للتلاعب والتأويل والتفجير ولكل شيء، وخلق أكثر من سبب كاذب وجاهز للبقاء، مثلما كانت أسباب الحرب والاحتلال نفسيهما؟؟ ومن المرجح تغيير شروط الاتفاقية حسبما قال مولين، وهو يعرف ويقصد ما يقوله. حيث يمكن تمديد الاتفاقية بأخرى وثالثة ورابعة وهكذا، حتى إنجاز المهمة حسب تعبير المجرم بوش. لأن جوهر المسألة، هو إن أطراف الإدارة المحلية لا تعترف بوجود الاحتلال، ولا تجد فيه مشكلة، إنما تعتبره عملية تحرير ومساعدة وضرورة لحماية هذه الإدارة المتهالكة والخائفة، كما لا يوجد جيش احتلال إنما قوات متعددة الجنسية. ونحن أمام فرق كبير تترتب عليه أمور قانونية وسياسية، أساسية وليست شكلية.
كما قلت في مرات عديدة فإن مؤيدي الاتفاقية لا يجدون مشكلة في وجود وبقاء جيش الاحتلال الأمريكي في بلادنا، وهم يقولون بأن القوات الأمريكية موجودة في ثمانين بلداً من دون مشاكل أو اعتراض، ولا يسمون ذلك احتلالاً أو استعماراً، وكأن الانتشار على صعيد العالم يبرر ويغير جوهر هذا التواجد، وكأن وجود فرنسا أو بريطانيا في مستعمراتها السابقة، التي لا تغيب عنها الشمس كان طبيعياً ما دام واسعاً ويشمل كل دول العالم تقريباً. وربما يضيفون فرقاً آخر بين بريطانيا وأمريكا، تعلموه في مطابخ المؤسسات الأمريكية، من أن أمريكا حضارية وليبرالية وإنسانية، جاءت لمساعدة الشعب العراقي والشعب الفلسطيني أيضاً، كما بدا ذلك واضحاً في مؤتمر أنابولس، وليس للسيطرة على النفط ونهبه. يا للبلاهة المقصودة.
ربما، أقول ربما، سيغير أوباما المشهد ويباشر بسحب القوات الأمريكية بعد 18 شهر من بداية رئاسته، بسبب التكاليف الباهظة وبالترابط مع الأزمة المالية الأمريكية والتغييرات العالمية، لكن من دون تعليقات زيباري الغبية، أو خوف وتشاؤم سكان معزل المنطقة الخضراء. إن الملفات التي تركها بوش لأوباما وفريقه ثقيلة ومعقدة، وتحتاج الى وقت وجهد غير عادي، ولا ندري ما هي النتيجة وما هي النهاية الحقيقية، فيما يخص بلادنا؟؟
الاحتلال باق، قبل الاتفاقية وبعدها، وهو ما يؤكده مولين، في رسالة واضحة. وعلى الحركة الوطنية أن تقرأ وتحلل المستجدات برؤية وطنية واضحة أيضاً، وأن تستمر في عملها، وفق برنامج للتحرر الوطني، حتى طرد الاحتلال والتخلص منه، وتحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية.



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العار واتفاقية العار
- أمريكا والاحتلال ومستقبل بلادنا بعد فوز أوباما
- ماكين الى النسيان
- مياه الشرب الملوثة وانهيار شبكة المجاري من أخطر أسلحة الدمار ...
- بوش - ماكين إلى الجحيم
- لعنة العراق
- الأزمة الرأسمالية الجديدة وطابعها البنيوي العميق
- الماركسية وأطياف كارل ماركس
- المعاهدة المفروضة كما هي
- عن دمشق والإجازة والصيف ولقاء الأصدقاء وأحداث وأشياء كثيرة أ ...
- ثلاثون عاماً من المنفى والتشرد والملاحقة والأمل
- دلال المغربي
- المعاهدة وألاعيب ومهازل الوضع السياسي
- عن النقد والمراجعات ( المراجعات الشخصية والنقد الذاتي )
- عن النقد والمراجعات
- المعاهدة.. جردة حساب
- الكتابة والنشر في الانترنيت
- بي بي سي تكشف عن بعض مليارات العراق المنهوبة.. الفساد المالي ...
- عن المعاهدة... العراق قاعدة أمريكية دائمة
- أنقذوا حياة بهاء الدين نوري .. رسالة تضامن مع أبي سلام


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد الناصري - اتفاقية العار ومسألة الانسحاب الأمريكي من بلادنا