أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد الناصري - كلمات عن الأول من أيار وذكرى مجزرة بشتآشان الرهيبة















المزيد.....

كلمات عن الأول من أيار وذكرى مجزرة بشتآشان الرهيبة


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3712 - 2012 / 4 / 29 - 01:43
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


1-الأول من أيار

تكرس الأول من أيار كرمز حقيقي بالغ التأثير والمعنى للنضال الطبقي والوطني والنقابي، ضد الاستغلال والفقر والجوع والاستبداد، من أجل حياة وعالم من دون استغلال وقهر وفوارق طبقية صارخة لا يقبل بها الإنسان الطبيعي الذي لا يقف ضد أخيه الإنسان.
بمناسبة عيد العمال، لا بد لنا من تذكر نضالات الطبقة العاملة في بلادنا وفي العالم، وهي نضالات شهيرة وقاسية لتحسين أحوال العمال وظروف العمل البدائية القاهرة والتحسن التدريجي الذي أرتبط بالتطور التكنولوجي الباهر وسن قوانين عمل متطورة، للتخفيف من شروط العمل السابقة.
كان للماركسية الدور التاريخي الحاسم في تحليل وتشخيص قضية الاستغلال الناتج عن الموقع الطبقي في علاقات الإنتاج وموقع الطبقة العاملة وعموم الكادحين في المجتمع، ومحاولة خلق التاريخ الإنساني الحديث، ومتابعة التغييرات والتحولات الاجتماعية والعلمية والسياسية المستمرة وقد خاضت الحركات الماركسية نضالاً شاقاً وكرست جهوداً كبيرة لهذه القضية العادلة، وتحققت انتصارات كبيرة كما حصلت نكسات وإخفاقات وأخطاء كبيرة، كان من أبرزها الجمود العقائدي والتراجع الفكري والسياسي والجماهيري لهذه الحركات الثورية إلى أن وصلت إلى حالتها الراهنة والتي تتسم بالتراجع والتأزم وربما الانهيار!!
لقد حصلت تغييرات كمية ونوعية كبيرة وجوهرية على شكل الطبقة العاملة، التي كانت كلاسيكية في زمن ماركس، وأصبح شكلها الحالي مرتبط بالتطور العلمي الهائل خاصة في زمن المعلوماتية والعولمة، وقد حاولت الرأسمالية وعدد من منظريها منذ الستينات القول بانتهاء دور الطبقة العاملة وتبدل موقعها الاجتماعي، وتصاعدت هذه الدعوات خاصة بعد القفزات العلمية الهائلة وفشل التجارب الاشتراكية السابقة وتحول عدد كبير من اليساريين إلى مواقع الأنظمة والمواقع الليبرالية الجديدة، كما حصلت مواقف كاركتيرية مقصودة في هذا المجال مثلما حاول الدكتاتور صدام حسين شطب الطبقة العاملة وإلغاء مرجعياتها الفكرية والسياسية بتحويل العمال إلى موظفين بقانون أداري فوقي أو مقولات نهاية التاريخ ونهاية الصراع ومحاولة تأبيد وتأييد الرأسمالية رغم خطرها وعدوانها المستمر على الكادحين!!
إن التطور التكنولوجي الهائل لم يغير من موضوع الاستغلال كجوهر ثابت للرأسمالية، وربما ساهم إلى حد كبير في زيادة أرباح الشركات من خلال توسيع وزيادة الإنتاج ونقله إلى الأسواق والتجارة العالمية على مستويات غير مسبوقة مما أدى إلى توسيع طبقات وفئات الكادحين والمستغلين والفقراء والمعدمين في البلدان الرأسمالية وبلدان الأطراف التابعة والمتخلفة، كما أن الماركسية لم تختلق أو تفرض الصراع الطبقي على التاريخ، إنما اكتشفته باعتباره موجود بشكل موضوعي وناتج عن الاستغلال الطبقي وما ينتج عنه من جوع وفقر وعوز وتباين طبقي فاضح، وهو يتصاعد ويتراجع أحيانا حسب قوانين وعوامل وشروط كثيرة، لّذلك فهو لا يتراجع أو ينتهي بتراجع الماركسية وخفوت التأثير الماركسي، وهذا تبسيط مذهل للظواهر والقوانين الاجتماعية، لكن هناك ظواهر اجتماعية وسياسية وحياتية كثيرة لا تنتهي أو تتوقف عند حد على الماركسية متابعتها ودراستها!!
أن الأزمة الرأسمالية الشاملة الحالية باعتبارها جزء من أزمة الرأسمالية البنيوية الدورية قد كشفت حالات الفقر في المراكز الرأسمالية المتطورة وبينت هشاشة الإصلاحات والأمتيازات البسيطة التي كانت تمنحها للكادحين وصغار الموظفين وأصحاب الدخل المحدود، وكانت المشكلة كبيرة في اليونان وأسبانيا وإيطاليا وهي تزحف على باريس ولندن بعد إن ضربت المركز الرأسمالي الأول أمريكا، وسوف لن يفلت منها مركز أو طرف رأسمالي، ولا توجد حلول جاهزة ومنظورة لها!!
إن الأزمة الرأسمالية الحالية وتفاقم البطالة والعوز المترافق مع الركود والكساد حسب درجاتهما وعمقهما فتح المجال واسعاً أمام الماركسية كنظرية متجددة، بعد النجاح في تجديدها لتصبح ماركسية ملائمة للقرن الحادي والعشرين ونظرية للمستقبل بربطها بالعلوم الاجتماعية والسياسية والجمالية والطبيعية تتبنى مطالب وتطلعات أعداد هائلة من البشر لتحقيق حلمهم الطبيعي، الحقيقي والجميل، في الاشتراكية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والإبداع الحياتي الخارق الفردي والجماعي، وكل ذلك في جوهر الماركسية كنظرية حداثية جديدة، أحدثت خرقاً كبيراً في تاريخ الفكر البشري، وصار الفكر البشري يتحدث عن ما قبل الماركسية وما بعدها، وقد خاضت الرأسمالية حرباً شرسة وقذرة ضد الفكر الماركسي وحركاته، كجزء أساسي وحاسم من الصراع الطبقي والنضال الطبقي باعتباره محرك للتاريخ!!
إن الماركسية كنظرية اجتماعية وكمنهج نقدي تحتاج إلى تطوير وإضافات دائمة وجدل حولها وحول آلياتها وأدواتها، من داخلها ومن خارجها، وان لا يكون الجدل عدمياً وشكلياً أو أستعراضياً بائساً، كما يجري في حالات كثيرة، أو من مواقع مضادة للماركسية وخارجة عنها وعليها.


2- في الأول من أيار
بشتآشان الشهداء والمكان جرح غائر في القلب والذاكرة الوطنية

في الأول من أيار عام ١٩٨٣ تحول الصراع والاختلاف السياسي البسيط والثانوي إلى صراع عسكري دموي مسلح، حيث شن الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني ومساعده ناوشروان مصطفى هجوماً غادراً ووحشياً على مقرات الحزب الشيوعي العراقي في منطقة بشتآشان الواقعة في حوض جبل قنديل بالتنسيق المباشر مع السلطة الفاشية في بغداد لتصفية الحركة المسلحة في جبال كردستان، من دون مقدمات أو أسباب حقيقية تتطلب ذلك العدوان الشامل والغادر، وكانت دماء الشباب الشيوعي التي سالت على صخور بشتآشان عربون صفقة مشينة وخائبة بين جلال وصدام، على حساب الحركة السياسية المعارضة، ووصمة عار لا يمحوها الزمن بوجه القتلة المجرمين.
بشتآشان، التي لا ننساها، كانت بقعة جبلية جميلة وخلابة، لكنها قاسية ومنسية ومعزولة، تعيش فيها مجموعة مقاومة من الناس، وهي تدافع عن أفكارها وحلمها ورؤيتها في الحياة، وسط صعوبات ومخاطر عسكرية وطبيعية جمة، بغض النظر عن الموقف من التجربة والمكان والنتائج. بشتآشان الحالية الموحشة مثوى لأجساد وأرواح من دون أجداث مع حلم نبيل لكنه مقتول غيلةً وغدراً بسبب حقارة ورخص السياسة والسياسيين أحياناً!!
مجزرة بشتآشان جريمة سياسية وأخلاقية وقانونية متكاملة الأبعاد لا يمكن تبريرها أو نسيانها تحت تفسيرات باطلة وبائسة، وهي جريمة يتحملها الاتحاد الوطني وجلال الطالباني شخصياً، وهذا ثابت للجميع وحتى لجماعة جلال نفسها.
لكننا عندما نتكلم عن الخطة الدفاعية والمعركة والانسحاب، التي دارت في يومي ١ و ٢ أيار، فإننا نتحدث من داخل الحزب و القاعدة، وهل كانت هناك خطة دفاعية سليمة؟؟ وهل كانت هناك خطة للانسحاب في حال نجح الهجوم المعادي وسقطت القاعدة بيد العدو؟؟ ومن يتحمل الخسائر البشرية والمادية التي حصلت؟؟ هل هناك أخطاء كبيرة سياسية وعسكرية ساهمت في زيادة خسائرنا ونكستنا؟؟ وهل هناك مسؤولية شخصية وجماعية للمسؤولين عن الحزب والقاعدة مثل المكتب السياسي والمكتب العسكري وبقية الكوادر القيادية السياسية والعسكرية؟؟ ومن هذا المنطلق ندرس ونقيم مواقف القيادة وسلوكها قبل مجزرة بشتآشان وبعدها بشكل موضوعي بعيداً عن المهاترات والمناكفات العقيمة، وهذا أمر ضروري وواجب طبيعي في ظل الخسارة الكبيرة التي تعرضنا لها في بشتآشان وغيرها من المواقف والمواقع السياسية والعسكرية.
وقد طرحنا مواقف وأسئلة كثيرة عن مجزرة بشتآشان في ظل صمت وتناسي رسمي بسبب التحالفات والمواقف الحالية وتبريرات غير مقبولة، وهو سلوك مارسته قيادة الحزب الشيوعي حتى مع السلطة الفاشية السابقة بصدد شهداء ٦٣ وشهداء أعوام ٦٩ و٧١ بالأضافة إلى شهداء القيادة المركزية الأبطال الذين تمت تصفيتهم في أقبية قصر النهاية الرهيب على يد المجرم الجزار ناظم كزار!!
إن المراجعات الموضوعية في ظل جميع الأحوال والتغيرات تتطلب كشف جميع الجرائم والأحداث والأخطاء بعيداً عن اللفلفة والتدوير والتبرير والإنشاء الميت والتأجيل الغير ضروري، مهما كان وقت حصولها وظروفها للوصول إلى حلها بشكل قانوني وسياسي، وإن مبدأ التسامح والمصالحة والعفو يقوم على أساس الاعتراف بالجرائم والمحاسبة والعفو وليس على أساس التناسي والقفز على الأحداث وتطويعها بطريقة غير مبدأية وغير قانونية كحل مؤقت بانتظار ظروف قد لا تأتي!!
لقد قدمنا عريضة قانونية إلى الرأي العام الوطني والعالمي، وقع عليها عدد كبير من الناجين من المجزرة إلى جانب عدد من عوائل الشهداء الذين تمكنا من الأنصال بهم وعدد آخر من الأصدقاء المتضامنين معنا لإيصالها للقضاء وهي منشورة في موقع الحوار المتمدن وعدد كبير من المواقع والصحف، لكن الخطوة تعثرت بسبب عدم استقلالية القضاء العراقي وعدم توفر الظروف الطبيعية لطرح الشكوى في بغداد، والمحاولات مستمرة مع القضاء العالمي والجهات الحقوقية والقانونية الدولية المخولة بقبول هذا النوع من الدعاوى.
إن دماء الشهداء لا تنسى ولا تسقط بالتقادم، وإن تبريرات انتظار الظروف الملائمة لا تنتهي ولا تتوقف، وأن وقتهم المناسب لن يأت أبداً!!
بهذه المناسبة الحزينة، ذكرى مجزرة بشتآشان الرهيبة، نتذكر كل شهداء الشعب والوطن، وندعوا إلى تخليد وتسجيل ذكراهم ومواقفهم الخالدة، وهذا من أبسط الواجبات الوطنية والإنسانية!!



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات العربية وطبيعة المرحلة الانتقالية
- من السجن الى الكمين القاتل على طريق كويسنجق
- التحرك الشعبي العربي وطبيعة ودور التدخل الخارجي
- حول الوضع السياسي الحقيقي في بلادنا وليس الوهمي أو الافتراضي
- الشهيد مؤيد عبدالكريم (حجي حامد) البطل الشعبي
- عن جريمة اغتيال الرفيقين (سالم وزهير) من (تنظيم الشيوعيين ال ...
- عن الشهيد داخل فرهود ومنتصر وجميع الشهداء
- الراديو وتكوين الذائقة السمعية والفنية
- قصة لوحة شهيرة واحدة وحالة كنوزنا الفنية القديمة والحديثة
- بطاقة الى داخل فرهود الإنسان والشهيد والصديق
- الوضع السياسي في بلادنا الطبيعة والنتائج ... وملاحظات وهوامش ...
- 2- هوامش على دفاتر الثورة المصرية
- هوامش على دفاتر الثورة
- الغياب : من قتل سمير هامش ، ولماذا قتلوه؟؟
- عودة لمناقشة ( مشروع ) لجنة التنسيق اليسارية وقضايا أخرى
- مساهمة جديدة في النقاش الدائر حول اليسار
- غزة داخل المحرقة النازية الجديدة وفي حالة الإعدام الجماعي ال ...
- بهدوء.. دفاعاً عن الوطني العراقي منتظر الزيدي الصحفي والإنسا ...
- بوش يغادر مرفوع الرأس لكن الى الأسفل
- التوقيع والمصادقة على اتفاقية العار


المزيد.....




- Visit of the WFTU Palestinian affiliates in Cyprus, and meet ...
- “100.000 زيادة فورية mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية توضح ...
- WFTU Socio-Economic Seminar at Naledi, Maseru Lesotho.
- زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 استعلام جدول الرواتب ا ...
- “بزيادة 100 ألف دينار mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية روا ...
- منحة البطالة للمتعثرين.. كيفية التقديم في منحة البطالة للمتز ...
- فرصة جديدة.. رابط التسجيل في منحة البطالة بالجزائر مع الشروط ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1793 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- “حالًا استعلم” .. رابط الاستعلام عن وضعية منحة البطالة في ال ...
- مكافأة مع مع القبض لبعض الموظفين .. بشرى سارة.. مواعيد صرف م ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد الناصري - كلمات عن الأول من أيار وذكرى مجزرة بشتآشان الرهيبة