أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - الثورات العربية وطبيعة المرحلة الانتقالية














المزيد.....

الثورات العربية وطبيعة المرحلة الانتقالية


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3480 - 2011 / 9 / 8 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتفاضات والثورات العربية مستمرة ومتصاعدة، بعضها أنتصر وبعضها الآخر يسير نحو الانتصار على السلطات الاستبدادية الفاشلة، لينهي الشكل المأزوم السابق، الذي أستمر لعقود طويلة عبر تكريس القمع الشامل وإدارة الصراع الداخلي من أجل البقاء في السلطة كهدف أساسي والفشل العلني في قضايا التنمية والبناء والديمقراطية والعدالة الاجتماعية أو رسم سياسة وطنية عامة والمشاركة المطلوبة في القضايا العربية الملحة وتنفيذ الدور الوظيفي المطلوب خارجياً، دولياً وإقليمياً، ودمج الدولة بالسلطة والحزب الحاكم والدكتاتور الهارب والمطرود وسقوط الدولة والسلطة وانشطارهما معاً في إشكالية فريدة تفاقمت في منطقتنا ودولنا (الوطنية) الفاشلة والفاسدة.
هناك مقدمات وأسباب كثيرة للحال المأساوي والغريب الذي وصلته شعوبنا ومجتمعاتنا وهو في معظمه من صناعة السلطات الاستبدادية الفاشلة وسياساتها الخاطئة في جميع المجالات ودورها الوظيفي المكلفة به دولياً، ودور الخارج في خلق وتكريس الحالة الراهنة لحماية مصالحه الكبيرة في بلداننا.
نحن إزاء حالة سياسية واجتماعية عربية معقدة ومثقلة بآثار وتقاليد الماضي البعيد والقريب التي اختلطت بالمشاكل الجديدة التي من أبرزها الانفصال عن التطور التاريخي العام وعن سياقاته ومساراته الطبيعية، بسبب عدم قيام وإنجاز حركة نهضة فكرية وعلمية تدريجية تتوزع بين المجتمع والدولة الحديثة الصاعدة، والاكتفاء بتعزيز شكل السلطة الاستبدادية الفاسدة ومؤسساتها القمعية الشرسة وإعلامها الواحدي البائس وترك المجتمع يغرق في أوحاله.
لقد أطاحت بعض الثورات العربية بالدكتاتوريين الطغاة وعزلتهم عن رأس مؤسسة السلطة، لكنها لم تطح بعد وتفكك المؤسسة القديمة بعناصرها وعقلها وإمكانياتها واحتياطياتها المعروفة، ولم تطرح البدائل السياسية المطلوبة، وهذه القضية من مشاكل ونواقص الثورات والانتفاضات العربية الجديدة.
لأسباب اجتماعية وسياسية وعملية وتاريخية فأن الثورات العربية الحالية لا تشبه الثورات الكلاسيكية التي قامت في مناطق وبلدان كثيرة من العالم، والتي كانت لها أحزاب وقيادات وبرامج وشعارات معروفة ومحددة حتى قبل قيام ونجاح الثورة. أما التجارب الحالية فهي بلا أحزاب وقيادات مؤثرة وفعالة، بسبب غياب الحريات والعمل السياسي والفكري خارج أطار السلطة وأغراضها في ظل الدكتاتوريات العربية، والإنهاك والتفكك الذي أصاب تلك الأحزاب بسبب القمع المنظم والشرس الذي تعرضت له لعقود طويلة، ومنع الحياة السياسية، والتغييرات العالمية والمحلية التي طرأت على الحياة العامة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتبدل أساليب ولغة العمل الحالي، ووجود ثغرة وقطيعة حقيقية بين الجيل القديم والجيل الجديد الشاب الذي قاد التحركات الجماهيرية السلمية الجديدة، بعد إن سأم من حالته وفقد الأمل بالعيش الطبيعي وضمان المستقبل. كل هذه الأمور أحدثت تغييرات بنيوية كبيرة، سلبية وايجابية.
استطاعت طاقة الشباب العقلية والجسدية الخلاقة واستخدام أساليب ووسائل العمل الجديدة أن تهز وتسقط عدد من عروش الطغاة وأن توقف استمرار الدكتاتور الفاسد في الاستمرار بتدمير ما تبقى من عناصر الحياة الإنسانية والطبيعية. لكن الثورات و(الشباب) بدت من دون برامج وشعارات وخطوات محددة ومطلوبة لتحقيق القطيعة مع الماضي والبدء بالتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التدريجية المطلوبة لكي تعالج مشاكل وكوارث الماضي. من هنا تبدأ المشكلة وندخل في نفق ما يسمى ب (المرحلة الانتقالية) الطويل والغامض، وصعود وسقوط قوى كثيرة، وتدافع قوى أخرى لخطف الشارع والسيطرة عليه، وتحرك القوى القديمة والتقليدية للعودة الى ميدان التأثير من جديد، وذلك باستخدام كل الأساليب والإمكانيات والثغرات التي يجيدون التسلل منها.
يبدو إن ما يسمى بالمرحلة الانتقالية الحالية لا تشبه التجارب السابقة التي جرى تطبيقها في أكثر من ثورة وبلد، حيث أن الأمور حالياً متشابكة ومختلطة الى أبعد الحدود، ولا يمكن لنا تمييز الشعارات والبرامج السليمة والمطلوبة ولا آليات وزمن تطبيقها للانتقال الى شعارات وخطوات أخرى. في ظل هذا التشوش والتسويف المقصود وغير المقصود تطل مخاطر نجاح الثورة المضادة التدريجي أو السريع، أو صعود قوى غير ديمقراطية تزحف بقوة نحو السلطة كهدف أساسي ونهائي، مثلما كان يحصل بالانقلاب العسكرية القديمة، وهي لا تملك رؤى وبرامج لحل مشاكل المجتمع، كما إن خطر التدخل والتسلسل الخارجي يزيد من حظوظه وخطورته.
نحن أمام أطول فترة انتقالية تتسم بالتشوش والغموض، بسبب طبيعة وإمكانيات القوى التي ساهمت بالثورات والقوى الجديدة التي تكونت بعدها وتوجهاتها وصراعاتها واختلافاتها الكثيرة والحادة.
الثورات والتجارب العربية الحالية بحاجة الى المزيد من الدراسة والفحص لدرء خطر فشل تلك التحركات والثورات وإيقاف عملية التحول الديمقراطي المطلوب. وأن يساهم الجميع من الشباب والمفكرين والسياسيين وعموم المجتمع، لتجاوز نشوة وسكرة انتصار الثورة اللذيذة والمؤقتة الى فكرة تحديد ملامح ومهمات المرحلة الانتقالية، كمرحلة يمكن إنجازها وعبورها الى الوضع الدائمي الطبيعي، ومعرفة الفرق الحقيقي بين ما قبل نجاح الثورة وما بعدها من خلال الربط الدقيق والعميق بين العمل في شبكة الانترنيت والعمل بين الجماهير في الشارع ومعرفة مطالبها وحاجاتها.
في الختام لابد من ربط النجاح بإنجاز المرحلة الانتقالية بتثبيت أسس التوجه الوطني الديمقراطي، وفي حالة البلدان المحتلة بإنجاز مهام التحرر الوطني بأفقه الديمقراطي.



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من السجن الى الكمين القاتل على طريق كويسنجق
- التحرك الشعبي العربي وطبيعة ودور التدخل الخارجي
- حول الوضع السياسي الحقيقي في بلادنا وليس الوهمي أو الافتراضي
- الشهيد مؤيد عبدالكريم (حجي حامد) البطل الشعبي
- عن جريمة اغتيال الرفيقين (سالم وزهير) من (تنظيم الشيوعيين ال ...
- عن الشهيد داخل فرهود ومنتصر وجميع الشهداء
- الراديو وتكوين الذائقة السمعية والفنية
- قصة لوحة شهيرة واحدة وحالة كنوزنا الفنية القديمة والحديثة
- بطاقة الى داخل فرهود الإنسان والشهيد والصديق
- الوضع السياسي في بلادنا الطبيعة والنتائج ... وملاحظات وهوامش ...
- 2- هوامش على دفاتر الثورة المصرية
- هوامش على دفاتر الثورة
- الغياب : من قتل سمير هامش ، ولماذا قتلوه؟؟
- عودة لمناقشة ( مشروع ) لجنة التنسيق اليسارية وقضايا أخرى
- مساهمة جديدة في النقاش الدائر حول اليسار
- غزة داخل المحرقة النازية الجديدة وفي حالة الإعدام الجماعي ال ...
- بهدوء.. دفاعاً عن الوطني العراقي منتظر الزيدي الصحفي والإنسا ...
- بوش يغادر مرفوع الرأس لكن الى الأسفل
- التوقيع والمصادقة على اتفاقية العار
- بعض نماذج التهريج والوقاحة والنفاق السياسي الصارخ


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - الثورات العربية وطبيعة المرحلة الانتقالية