وفاء الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 16:57
المحور:
الادب والفن
ما زلت أمشي ، تمتد المسافة، تطول الارصفة، ابحث عن ظلي،
قد يكون معلقاً في حدقات مدن تركتها خلفي
ترتبك ذاكرتي في لحظة لتوعز لي إشاراتها بأي اتجاه يتوجب عليّ المسير وأي قاطرة ستأخذني هذه المرة،
ابحث عن تلك المدينة، مازالت ترتعش من سيف الحجاج وأمثاله،
تلدغها العقارب من ذات الجحر مرات،
كأنها اللعنة تمتد لتفتك بها
بلاؤها وجوه مغلفة باقنعة،
سهل عليها اختصار المسافات بخنجر مسموم أو كاتم صوت أو عود ثقاب،
تشـرع أبواباً على الدم والخراب، يطول فيها موسم حصاد الجثث،
تنهب أحلامها
أبناؤها في سبات عميق ، عميق ، عميق
أبحث عن أشياء ألفتها كانت باسقة تنظر إلى الأرض من عليائها ، ينتشر الشعاع ، يتطاير عطر القداح والبخور في ناحية أخرى.
لا أدري كيف أن الهدوء تمكن مني وخلع عني قميص العواصف؟!
لم يعد يغيضني بعد المسافات
ولا أحلامي التي خابت ولا الغيمة التي تركتني دون أن تمطر على وجهي
ولا أجنحتي التي غادرت خاصرتي وتركتني عاجزة عن الطيران.
ولا الفرسان ، هرموا وهرمت خيولهم ، حتى الدموع صارت تنهمر بهدوء
بين هذا وذاك وجوه تشبهني تلوح لي من على حافة شلال،
تنتظرني لننحدر معه نـصيـِر رذاذاً يرطب أوراق الأشجار ووجوه الصبايا.
#وفاء_الربيعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟