ساحة التحرير بانتظاركم

وفاء الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3646 - 2012 / 2 / 22 - 21:25
المحور: الادب والفن
    

ساحة التحرير بانتظاركم

وفاء الربيعي


في الخامس والعشرين من شباط ، نحتفل بالذكرى الاولى لانطلاقة مسيرة الشباب وتجمعاتهم في ساحة التحرير ، استبشرنا خيرا وقلنا مرحى لشباب العراق وصفقت لهم القلوب قبل الايادي وسالت الدموع فرحا بهذا الحراك الجماهيري .



الذي جاء ليعبر عن سخط الشعب من تردي الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وتضامنت مع هذا الحراك كل القوى الوطنية الطامحة للاصلاح في كافة نواحي الحياة , وتوالت التجمعات الشبابية وامتدت لتشمل المحافظات والتي سرعان ما خمدت فيها بفعل فاعل ،اسمه الترهيب والترغيب وما بينهما ، اختفت تلك المسيرات تدريجيا وبسرعة هائلة في المحافظات . وبقت مستمرة لفترة اطول في بغداد وقد كان لوعود ال 100 يوم دورا في تحديد هذه المسيرات بانتظار الموعود به , وتمديدها لفترة اخرى وهكذا والحمد لله لم يتحقق منها شيئا .
اضف الى ذلك التصفيات التي شملت بعض الناشطين في هذا المجال والتهديدات التي وصلت للبعض الاخر ,واعتقال الكثير منهم .
وماذا بعد يا شباب شباط , يا شباب ساحة التحرير وشارع المتنبي والاندلس ...؟ ما الذي حصل هل شمس بغداد الحارقة هي التي اثنتكم عن طموحكم في مواصلة النضال من اجل نيل الحقوق ، ام انه برد شتاء بغداد ؟ ام انه تخلي الكثير ممن كانوا هناك وممن كانوا يدعموا هذه النشاطات ؟ . شيئا فشيء وانا الحاضرة والمتابعة لما يحدث في ساحة التحرير , لاحظت بان العدد بدأ يقل , الى ان اقتصرت على بعض الشباب والذين ظلوا ينادون ويطالبون الاخرين الذين صموا اذانهم بواحدة من طين واخرى من عجين لكي لا يسمعوا النداء ويستمروا معهم . ام ان حكاية الربيع العربي لم تزهر في العراق , لان من وراء هذا الربيع لا يريد التغيير في العراق ويريد ان يبقى الحال على ماهو عليه ؟
نحن ايضا لا نريد هذا الربيع الصناعي المصنع في بيوت زجاجية بيضاء , فتاريخنا يا شباب العراق تاريخ حافل بالنضال والتضحيات وشعبنا قادر ان يصنع ربيعه بمفرده وها هو خير مثال وهو اول الغيث ما حققه شباب الكلية التقنية من خلال اعتصامهم الذي دام ثلاثة ايام , فليكن اذن هذا النجاح دافعا للجميع للسير بهذا الاتجاة
.
بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا ازف لكم اجمل التهاني وباقات ورد معطرة بحروف اسمائكم , فانتم الامل وساحة التحرير بانتظاركم .

#وفاء_الربيعي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل