لكم شباب التحرير

وفاء الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 00:56
المحور: الادب والفن
    

لكم شباب ساحة التحرير
وفاء الربيعي
كان يقف على حافة الهاوية عندما اخذنا بيده واوصلناه الى جهة الامان ,
اهديناه كرسي وعلمناه اصول الجلوس عليه وطلبنا منه ان لا يلتصق به واشرنا له الى الطريق المستقيم , لكنه عندما ابصر النور نسى اخرا اراد ان يقفز فوق المستحيل فسقط في حاوية وتعفن فيها .
هذا الذي اهديناه الكرسي صار يبحث عن شيوخ باسمهم يُذل من يقف على تلك
العتبة ينادي لا للجوع عندما يصهل في بطون الفقراء ويجعل ذلك الاب المسكين
يوقد النار في جسده الذي اصبح عاجزا عن مليء بطون يتامى تركهم
خلفه .
ايها الوطن لم يبق من انهارك غير اكوام الملح ومن اشجارك غير عصي صارت
مهمتها اسكات الحق , وبيارق الائمة فيك صارت لفافات لاخفاء اداة الجريمة .
اه يا وطني لا نسمع فيك غير نقيق الضفادع , والفرسان بلا خيول يمتطونها واخرون يتزينون بنجوم لا يستطعيوا ان يطالوها .
الكل منشغل عنك , هذا بكرسيه وذاك بازاحة هذا وهؤلاء بصنع اخر غيره , واخرون يتخلون عن مقاعد مجبرين لا مخيرين.
يا وطني وليمة صرت , والمدعون يتهافتون عليك فرسا وعربا واتراكا يترقبهم
ثعبان مرقط , يغازلهم مرة ويلسعهم اخرى , يسحقون ترابك يتناهبون ماعليه وما في باطنه ويبصقون ,والفقراء يصرخون انه الثعبان احذروه .
ياوطني كأن المكان غريب بملامحه , تتناسل فيه كل الشوكيات وتنتشر في كل الجهات , انتشر فيك مرض المفاصل والكلى المليئة بالحصى وسرطان يتنقل بين الاجساد وولادات مشوهة بفعل ماحمله البسطال المرقط وتركه ينمو بين ثناياك.
وتباً لاولئك الذين ينطقون ويتمنطون, ينظرون من نوافذ ضيقة باسماء مستعارة , يشربون ماءً ألذ من العسل من هذا الابريق وذاك ويكسرون عنقه ويختبئون خلف قذاراتهم ,
يا وطني لا تيأس , فريح تأتيك يحملها صبيان وصبايا تشعل النار في الحرف الاول من الخوف ومن الواو وقودا لها ومن الفاء فسائل تشتهيها صانعات العسل
يغرسونها في كل شبر فيك ياوطني .

#وفاء_الربيعي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل