أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - حديث الريح في محبة الطالباني














المزيد.....

حديث الريح في محبة الطالباني


منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حديث الريح في محبة الطالباني

القاضي منير حداد
جمعتني جلسة عذبة، على ارتفاع آلاف الاقدام عن الارض، طائرا من السليمانية الى بغداد، بجوار الاستاذ سالار.. نائب رئيس هيئة الاستثمار، الذي سألني: هل زرت فخامة الرئيس جلال الطالباني، خلال مرضه، في بغداد؟ فتعذرت له بالانشغالات التقليدية، شفاها، اتحاشى ذكر السبب الحقيقي، الكامن في اعماقي، ظنا مني ان رئيس الجمهورية لا يعنى بواقعة في قرية نمل، تمر عليها خيول النبي سيمان وجنده.
لكنه واصل: الطالباني يحبك، ودائم الذكر لمنجزك الوطني باعدام الطاغية المقبور صدام حسين.
اذن الطالباني ذاكرة العراق، فضلا عن وصف آية الله علي السيستاني، له بـ (صمام امان العراق).
لحظ العراقيون فاعلية تأثيره، بدقة اختيار التواري، في الوقت الذي تحتاج السلطة التنفيذية تواريه، كي لا يحرجها بالظهور في وقت يشتت ميزان القوى، يتوزع بين السلطات، داخل بلد صمم دستوره على اخطاء اجرائية محرجة، ادت الى اصطدامات عدة، اشتبك خلالها مجلسا الوزراء والنواب، في تداخلات من شأنها الذهاب بادارة الدولة الى حلبة صراع لاعمل فيه ولا إنجاز.
فض حضوره الاشتباك، مديرا الاحداث بسلاسة من دون ان يهضم حق احد او ينحاز لآخر.
لو ان رئيس الجمهورية لا يتحلى بما للطالباني من زهد في مظاهر السلطة ووجاهة النفوذ؛ لطالب باستحقاقات دستورية تؤدي الى تداخل بين الصلاحيات.. لا يبقي ولا يذر.
لحظ الشعب اثره حين يظهر عندما تحتاج البلاد ظهوره، ويتوارى زاهدا بالاستعراضات والمغانم التي يفضل البعض حرق العراق من اجل التمتع بها.
فغيابه.. طريح سرير الشفاء؛ خلخل توازنات كانت تجري بانسيابية، وقعت في مطبات وتخسفات الدستور غيرُ المتسقةِ فقراتُه، ولو انه موجود الان بيننا ما تداعت الامور الى هذا المستوى الذي تورطت الدولة فيه.. حكومةً ونواباً وشعباً ومعارضةً واعداءَ داخليين وخارجيين، كل يغني على ليلاه؛ ما مزق اوصال العراق، نهب مخالب الضباع الجائعة تتربص بفتات الجيف.
اتحدث عن رئيس الجمهورية جلال الطالباني، بهذه الثقة، انطلاقا من فكره وستراتيجيته الوطنية التي اثبت فيها انه فوق الانتماءات ضمن اطار عمله رئيسا للعراق كله، لم ينحاز الى سنيته في انصاف الشيعة، ولم يتقيد بكرديته، في تدعيم وضع العرب كأغلبية لها استحقاقاتها في العراق.
انه ينظر بتأملية عراقية، للاحداث، لذا خلف غيابه خلال الازمة الراهنة، فراغا شاغرا شديد الوضوح، في حين ثمة اناس اذا حضروا لا يعدوا واذا غابوا لا يفتقدوا، الا انهم يفرضون وجودهم، حضورا وغيابا، بقوة السلاح، يستهجنهم الآخرون لكنهم يخافون المجاهرة بالاستهجان خشية جنبية ابي محجن.
اما الطالباني، فغيابه فضاء بون شاسع الاتساع، يربك العملية السياسية، بشكل لا ندركه الا عندما يغيب، وحضوره في التوقيت المناسب، يشكل ثابتا محوريا يقي الاحداث من التداعي الى نقطة اللا رجوع التي لن تلتم اطرافها اذا وقعت.
ما جعله يقف بصرامة وطنية ازاء مشروع سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي، حفاظا على وحدة العراق واحترام الشرعية الدستورية واختيارات الشعب.
ولولا وضعه حدا لاحداث يستشف نهاياتها العصية على ادراك سواه، لجرنا اصحاب النوايا الى دمار ماحق يسحق البلاد ويستلب العباد.
قبل ان تحط طائرة السليمانية في بغداد، وجدتني آسفا لأنني لم ازره في المستشفى، فقررت ان اعوده في المانيا، حيث بدأ يتماثل للشفاء داخل مستشفياتها، ان شاء الله.



#منير_حداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيارات اختيارية تضاف الى قدر ماطر بالزلازل
- طاب ثرى تكريت وطاب اهلها صلاح الدين تتبرأ من عزت الدوري
- لن تخيفني الجرذان
- شخص المالكي وحكومته نفيد من المتاح سعيا الى المستحيل
- انصاف السوانح واشباه الفرص
- حسين الاسدي.. يتورط بجنون وصف لا مسؤول
- نصيحة للمالكي غض الطرف جريمة ترقى الى الارتكاب
- القضاء المصري يهزم الفرعون الجديد
- الملكية لذة العافية
- النجيفي يدخل العراق الى العالم من بوابة غزة
- الهي لم تركتني
- إن تمسكتم به لن تضلوا عمار الحكيم.. قبس نور إئنسوه
- الثورات تاكل ابناءها ترفعوا عن الصغائر تدوم النِعَم
- شمالي القلب ومركزه.. جناحا اليوتوبيا العراقية
- الكويت.. ريح وريحان وطيب مقام
- لا دموع اذرفها وراء الجفاة
- دية الملك البريء فيصل الثاني شهيد العسكرية الهوجاء
- ايقظ عمار الحكيم احلامنا فليقتديه الآخرون
- جوقة اثنية للتفاؤل
- العالم اجمل من دون طغاة


المزيد.....




- قرقاش: دعوة وزير إسرائيلي دول الخليج لتمويل العمليات في إيرا ...
- -لا يوجد من هو أقذر من ترامب-.. إيرانيون في طهران يردون على ...
- خريطة تكشف المواقع التي تعرضت للضربات الإسرائيلية والأمريكية ...
- قبل وبعد.. صور تُظهر ما أحدثته ضربات أمريكا بمواقع إيران الن ...
- كيف تسير الرحلات الجوية في المنطقة وسط استمرار المواجهة الإس ...
- طهران تتعهد بالرد على الهجمات الأمريكية وتهدد بإغلاق مضيق هر ...
- نتنياهو يتوعد باستمرار الحرب على إيران وعدم إنهائها قبل الأو ...
- دبلوماسية على الحافة.. العرب بين التصعيد الأميركي ورد إيران ...
- هل طوت أميركا صفحة نووي إيران بعد الضربات الأخيرة؟
- إعلان فوردو خارج الخدمة.. هل تمثل نقطة تحول في الصراع النووي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - حديث الريح في محبة الطالباني