أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زهير الخويلدي - مبادىء أولية في الثورة الثقافية














المزيد.....

مبادىء أولية في الثورة الثقافية


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 23:43
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



" إن المثقفين يشكلون الإسمنت العضوي الذي يربط البنية الاجتماعية بالبنية الفوقية ويتيح تكوين كتلة تاريخية" أنطونيو غرامشي

مرور سنتين على سقوط الدكتاتور في تونس (يوم 14 جانفي 2011) هي مناسبة مواتية للتفكير بجدية في أسباب الفشل والخيبة التي منيت بها قطاعات واسعة من الشارع الذي شارك في الانتفاضة الثورية ، ويمثل لحظة فارقة للتمعن في مآل المسار الثوري والتحديات العولمية التي تعصف بالمنطقة العربية والبلدان الضعيفة زمن هذه المرحلة الانتقالية وما ترتب عن ذلك من تشظي قومي وتفكك قُطري وانتصاب حزبي وجمعياتي فوضوي وتوسع امبريالي وحدوث مخاض امبراطوري ينبئ بنهاية عالم يقوده قطب واحد غربي وولادة عالم متعدد الأقطاب.
اذا كان الاحتكام الى آلية الديمقراطية التمثيلية قد أوصل الى سدة الحكم قوى يمينية هشمتها آلة نظام الاستبداد وباركتها دوائر غربية وخليجية مهادنة خدمة للمشروع النيوليبرالي بعد أن رممت بيتها الداخلي واستجمعت أنفاسها في وقت قياسي فإن ضعف المعارضة المحسوبة لى القوى التي شاركت في الثورة ووجودها في المكان الخطأ قريبة من النخب وبعيدة عن الأوساط الشعبية وحالة التردد والارتباك والتعثر التي ميزت التوافق الحاكم في معالجة القضايا العالقة والملفات الدقيقة وكثرة التحشيد ضدها وتعطيل مسارها والتركة الثقيلة من الفساد والتجاوزات التي ورثتها عن الهيئات السابقة قد دفع بقوى الثورة المضادة الى العودة بقوة الى المشهد بعد أن اكتسبت مشروعية الحنين الى الماضي في ظل فراغ الحاضر وعطالته وانسداد الآفاق وبعد قيامها بالتهيكل والتنظم وتوسيع دائرة تحالفاتها اجتماعيا وسياسيا.
على هذا النحو يبدو أن المخرج من التورط في هذه الثورة المغدورة ليس التمسك بالحكم من قبل الذين حازوا على شرعية انتخابية بكل الوسائل وإعادة انتاج ممارسة تسلطية جديدة ولا الاستيلاء على السلطة بالنسبة للمتعطشين الى الالتفاف عليها واعادة انتاجها وانما يكمن بالأساس في الوصول اليها عن طريق تفعيل الشرعية الشعبية واستكمال المسار الثوري بتفتيت السلطة وتأميم الثروة وتشييد مؤسسات التسيير الذاتي وبانخراط الجميع في تجربة الثورة الثقافية والاحتكام الى مشروع المقاومة والاستثبات وتفعيل القرار السياسي في اتجاه رفع المظالم وجبر الأضرار.
ان الخروج من مضيق الثورة المنقوصة يكون بالنضال ضد النزعة المحافظة والسلوك التبريري والبنية الاقتصادية التابعة للرأسمال الاحتكاري العالمي والتصدي للبرجوازية وبقايا الاقطاع ومواجهة التورم البيروقراطي والتقاليد العشائرية والنفوذ الشخصي في اصدار القرارات والتعيين واسناد الحقائب الهامة وتسيير دواليب الدولة. من جهة مقابلة يقتضي الموقف النظري والالتزام القيمي الدفاع عن الرأسمال الرمزي للأمة ضد كل احتكار أو تدجين وتخليص الاسلام من الايديولوجيا اليمينية والإيمان بالتعريب كخيار استراتيجي والهوية المركبة والتفاعلية للأمة العربية والشروع في بناء المشروع الوطني الجامع وتبني خيارات اقتصادية واجتماعية متوازنة وعادلة توقف نزيف التهميش للمناطق المحرومة وتعالج مشكلة البطالة والتنمية اللاّمتكافئة بين الجهات الساحلية والحضرية والجهات الداخلية والريفية وتعيد بناء مؤسسات التربية والثقافة والإعلام والقضاء والأمن والتجهيز والإسكان والصحة والنقل على دعائم متينة وركائز صلبة.
هكذا تقوم الثورة الثقافية على مقولة الكتلة التاريخية التي تمثل العروة الوثقى للوطن ونقط التقاء تيارات السياسة ومرجعيات متعددة على مهام وطنية تحقق المصلحة المشتركة للشعب وتؤجل الصراعات الايديولوجية الى حين وتتخطى التوافقات المستحيلة نحو تفاهمات معقولة.
حول هذا الموضوع يصرح محمد عابد الجابري في مقال له منشور في مجلة المستقبل العربي الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت عام 1982:" "كتلة تجمع فئات عريضة من المجتمع حول أهداف واضحة تتعلق أولا بالتحرر من هيمنة الاستعمار والإمبريالية، السياسية والاقتصادية والفكرية، وتتعلق ثانـيا بإقامة علاقات اجتماعية متوازنة يحكمها، إلى درجة كبيرة، التوزيع العادل للثروة في إطار مجهود متواصل للإنتاج. وبما أن مشكلة التنمية مرتبطة في الوطن العربي بقضية الوحدة، فإن هذه الكتلة التاريخية يجب أن تأخذ بعدا قوميا في جميع تنظيراتها وبرامجها ونضالاتها". لكن هل تساعد الكتلة التاريخية الفاعلين للاندماج والانصهار وتحقيق القفزة الجدلية من البنظر الى الفعل ومن المعرفة الى الممارسة ومن البراكسيس الفردي الى البراكسيس الجماعي والانخراط في حرب مواقع ضد الفساد والاستبداد والاستعمار؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن السياسة وحسن التدبير
- من الثورة الى التثوير، حول أطياف 17 ديسمبر والثورة الثقافية
- تشذر الخطاب الفلسفي
- شذرات ثورية في زمن مؤقت
- شذرات ثورية
- الإرادة والإختيار والعدل عند الفارابي
- منهج التربية: من الاستبداد الى الديمقراطية
- معركة الإعلام بين المعارضة والسلطة
- ما معنى أن يكون المرء على اليسار حسب جيل دولوز؟
- ورقة فلسفية عن الثورة العربية
- ثلاثة نماذج معيارية للديمقراطية عند هابرماس
- طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد في مرآة التراث والذات والآخ ...
- من التنمية الاقتصادية الى الترقي الاجتماعي
- وداعا أنور عبد الملك فارس الثقافة الوطنية
- التنوير العقلي بدل التعصب الايديولوجي
- الدين دعامة رئيسية للثورة
- في الفرق بين التمرد والثورة
- جداريات الثورة والكتابة البركانية
- الرأي المشترك والتفكير المنطقي
- فلسفة الصورة بين المنع والإباحة


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زهير الخويلدي - مبادىء أولية في الثورة الثقافية