أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - نقد أحاديث تفسير القرآن















المزيد.....



نقد أحاديث تفسير القرآن


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 15:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن تفسير القرآن الكريم يعد بين العلوم الاسلامية في المرتبة الأولى من حيث الأهمية , وقد استخدم علماء الاسلام مناهج متنوعة في تفسيرهم للقرآن الكريم , وأفضل منهج هو تفسير القرآن بالقرآن أي أن المفسر يسعى لرفع اجمال الآية أو ابهام مضمونها بالاستمداد بالآيات الأخرى لاستجلاء المعنى الحقيقي للآية الشريفة . وهذا هو المنهج الذي استخدمه رسول الله كما ورد في كتب التفسير عن معنى كلمة ((ظُلم)) في الآية 83 من سورة الأنعام . الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم... حيث استعان بالآية 13 من سورة لقمان إن الشرك لظلم عظيم حيث فسر الظلم بالشرك.
إن سياق سورة الانعام التي تحكي عن مناظرة ابراهيم الخليل (ع) مع المشركين تؤيد هذا التفسير أيضا . ومن هنا فأن رسول الله وبهذه الطريقة علّم المسلمين كيف يستخرجون مراد الآية الكريمة بالمقارنة مع الآيات الأخرى ويفهموا مقاصدها.
ولكن بعض محدثي الشيعة الذين يميلون الى ((الاخبارية)) سلكوا طريقا آخر لتفسير القرآن الكريم وهو ((تفسير القرآن بالروايات)) أي أن فهم الآيات لا يتسنى للمسلمين الا بالرجوع الى الروايات التفسيرية الواردة عن أئمة أهل البيت والاعتماد عليها مطلقا . وهذا المنهج يواجه اشكالا أساسياً , وهو أن الاحاديث المتواترة الواردة عن الأئمة تقرر عرض الحديث على القرآن الكريم لمعرفة صحته من سقمه لا أن تكون الأحاديث مفسرة بالقرآن الكريم . مضافا الى ذلك أن القرآن الكريم يفهم من خلال التدبر والا فكيف يكون هو المعيار لتشخيص الأحاديث الصحيحة من السقيمة؟ وبعبارة أخرى أن فهمنا للحديث الفلاني وأنه موافق للقرآن أم لا متفرع على فهمنا للقرآن الكريم بنفسه.
وقد وردت في القرآن الكريم تأكيدات كثيرة على مسألة التدبر في فهم الآيات الشريفة كما قال تعالى : كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكّر أولوا الألباب (ص/29) أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (محمد/24) أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (النساء/83) أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين (المؤمنون/68)...
ومع ذلك فأن بعض المحدثين من علماء الامامية الاخباريين اشتغلوا بجمع الروايات التفسيرية الصحيح منها والسقيم وكتبوا في تفسير القرآن بواسطة الروايات, ومن جملة هذه التفاسير تفسير علي بن ابراهيم القمي وتفسير محمد بن مسعود العياشي وتفسير البرهان للسيد هاشم البحراني , وتفسير الوافي للفيض الكاشاني. هنا نذكر بعض النماذج من هذه الروايات التفسيرية المذكورة في الكتب الحديثية ونسعى لنقدها وبيان مخالفتها للقرآن الكريم, ومع الأسف فإنّ المصادر الروائية تتضمن أحاديث كثيرة من هذا القبيل.

نماذج من التفسير الروائي:
1 – جاء في تفسير علي بن ابراهيم القمي في ذيل الآية الشريفة إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها (البقرة/26)
((حدثني أبي , عن النضر بن سويد , عن القاسم بن سليمان , عن المعلّى بن خنيس عن أبي عبدالله – عليه السلام – إنّ هذا المثل ضربه الله لأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب فالبعوضة أميرالمؤمنين وما فوقها رسول الله والدليل على ذلك قوله : ((فاما الذين أمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم )) يعني أميرالمؤمنين كما أخذ رسول الله الميثاق عليهم ))
ونلاحظ على هذا التفسير العجيب:
أولا: إن معلى بن خنيس الذي يروي هذا الحديث عن الامام الصادق مباشرةً غير موثق لدى علماء الرجال , فالنجاشي يقول في حقه : هو ضعيف جدا لا يعول عليه . ويقول ابن الغضائري كما ينقل العلامة الحلي عنه : الغلاة يضيفون اليه كثيرا ولا أرى اعتمادا على شيء من حديثه . وعلى هذا الأساس فان معلى بن خنيس لو كان نفسه مورد ثقة أيضا فمع ذلك فالأحاديث التي يرويها مشكوك فيها لأنها وقعت في معرض التحريف . أما بالنسبة الى الراوي الثاني ((قاسم بن سليمان)) فحاله ليس أفضل من الراوي الأول , فالمامقاني يقول عنه : ((قد ضعف الرجل غير واحد)) )) . فهل يبقى اعتبار لصدر الرواية بمثل هذا السند عن الامام الصادق (ع)؟
ثانيا : إن الآية محل البحث جاءت في مقام التحقير وبيان المورد التافه لا التجليل والتعظيم حيث تقول ان الله لا يستحي من أجل هداية الناس أن يمثل بشيء حقير وتافه كالبعوضة كما نقرأ في سور قرآنية أخرى التمثيل بالعنكبوت , فهنا يعد تمثيل الامام علي بالبعوضة نوعاً من الاهانة الصريحة لمقام هذا الامام العظيم وخاصّة أن المفسرين يرون أن عبارة ((فما فوقها)) المذكورة في الآية الشريفة تشير الى تفاهة البعوضة كما ذكر الشيخ الطبرسي ذلك في تفسير ((مجمع البيان)) : قيل فما فوقها في الصغر والقلة لأن المعيار هاهنا الصغر . وهذا التفسير صحيح في نظرنا لأن الله تعالى الذي لا يستحي أن يمثل بموجود حقير كالبعوضة فبطريق أولى لا يستحي أن يمثل بموجودات أكبر منها كالأسد والجمل والفيل وامثال ذلك . فلا يبقى معنى لذكر هذا الموضوع في عبارة ((فما فوقها)) أما لو قلنا مثلا أن شخصا قال بأنني لا أستحي من اعطاء درهم لفقير فلا معنى لأن يقول أنني لا أستحي أيضا من اعطاء مال أكثر من هذا المبلغ , ولكنه يصح أن يقول إنني لا أستحي من اعطاء درهم فما دونه, أي أنني لا أستحي من اعطاء نصف درهم أو أقل .
ومع هذا التوضيح يكون مصداق ((فما فوقها)) هو رسول الله حسب هذا التفسير حيث أن مقام الرسول الأكرم (ص) يكون أقل وأدنى من مقام أميرالمؤمنين (ع) , فهذا المعنى مخالف لضروريات الاسلام وكلام علي بن ابي طالب نفسه.
مضافا الى ذلك فاننا نرى أن متن الرواية يشهد على كذب هذا التفسير ولا يثبت المدعى بأي وجه , فالامام (ع) أسمى من أن يكرر مدعاه حين الاستدلال فيكون مصادرة على المطلوب كما يقال , أما بقية الآية الشريفة فتقول : ((فاما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم)) فما هي علاقة هذا الكلام بمقولة أن المراد من البعوضة هو أميرالمؤمنين؟
2 – ورد في تفسير ((محمد بن مسعود العياشي)) في ذيل الآية الشريفة : يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (البقرة/47)
عن هارون بن محمد الحلبي قال : سألت أباعبدالله عن قول الله : يا بني اسرائيل , قال : هم نحن خاصّة.
وفي ذيل هذه الرواية يقول : عن محمد بن علي عن ابي عبد الله قال : سألته عن قوله ((يا بني اسرائيل)) قال : هي خاصّة بآل محمد.
ثم يقول : عن أبي داوود عمّن سمع رسول الله يقول : أنا عبدالله اسمي أحمد وأنا عبدالله اسمي اسرائيل.
أما عن هذا التفسير العجيب والغريب فلابد من القول :
أولا : أن محمد بن مسعود العياشي رغم كونه مورد وثوق علماء الامامية ولكن جميع رواته ليسوا من الثقاة. فالنجاشي يقول في حقه : كان يروي عن الضعفاء كثيرا. ويقول العلامة الحلي أيضا في حال العياشي هذا التعبير كذلك . وأما مورد الكلام في سند الروايات المذكورة هنا فأن ((هارون بن محمد)) رجل مجهول في كتب الرجال , وذكر البعض أنه ((الحلبي)) وليس أحد منهم ((هارون بن محمد)) وفي الرواية الثانية أيضا لم يذكر السند كاملا بل حذف بعضه وتم ارساله , وفي الرواية الثالثة نقرأ عبارة ((عمن سمع رسول الله )) ولا يعلن من هو الراوي هذا ؟ وعليه فأن سند رواية العياشي لا يمكن الاعتماد عليه .
ثانيا : إنّ مدلول رواية العياشي تافه جدا , لأنه لو قبلنا أن اسم رسول الله هو اسرائيل وقبلنا أن آل محمد هم بنو اسرائيل المذكورون في القرآن الكريم , فسنواجه مشكلة أكبر , وهذه المشكلة هي أن القرآن الكريم يذكر في سورة البقرة نفسها أنه يذم بني اسرائيل بشدة ويخاطبهم الله تعالى من موقع التقريع والتوبيخ فيقول : وآمنوا بما أنزلت مصدّقا لما معكم ولا تكونوا أوّل كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإيّاي فاتّقون (البقرة/48)
وكذلك يتحدث القرآن عن فساد بني اسرائيل ويقول:
وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا...  (الاسراء/3)
فمع وجود هذه الآيات الشريفة كيف يمكن للشخص أن يدعي أن المراد من ((بني اسرائيل)) هم آل محمد؟ ألا يُعد هذا الكلام إهانة لهؤلاء الأولياء العظماء ؟
وأساسا في أي كتاب من كتب التاريخ والسير سمي رسول الله باسرائيل ليكون آل محمد بني اسرائيل ؟ أليس هذا من أوضح الأكاذيب؟
3 – ويذكر محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بالنسبة الى الآية الكريمة آمن الرسول بما انزل اليه من ربه (البقره/285) حديثا عن الامام الصادق عليه السلام يذكر فيه:
((إن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – كان نائما في ظل الكعبة فأتاه جبرئيل ومعه طاس فيه ماء من الجنة فأيقظه وأمره أن يغتسل به ثم وضعه في محمل , له ألف ألف لون من نور ثم صعد به حتى انتهى الى أبواب السماء فلما رأته الملائكة نفرت عن أبواب السماء وقالت : إلهين , إله في الأرض وإله في السماء ! ))
هذه الرواية المضحكة لا اعتبار لها سندا ولا دلالة لأنه : أولا : إن الراوي لها هو ((عبدالصمد بن بشير)) وهو رجل مجهول الهوية ولا أثر له في كتب الرجال.
ثانيا : إن هذه الرواية تعتبر الملائكة مجموعة من الجهلاء الذين لا يعرفون الله تعالى لأنها تدعي أن الملائكة بمجرد أن رأوا رسول الله ظنوا أنهم أمام إله جديد صعد من الأرض . وهذا الكلام يحكي بذاته عن جهالة الراوي بتعاليم القرآن الكريم الذي يصرح أن جميع الملائكة هم من الموحدين كما تقول الآية في سورة آل عمران:
شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم (آل عمران/18) ولكن رواية ابن بشير هذه ترى بأن الملائكة من المشركين , بينما الآية محل البحث وهي 285 من سورة البقرة تقرر أن الايمان بالملائكة واجب بعد الايمان بالله تعالى , والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله  (البقره/285) والأنكى من ذلك أن الرواية المذكورة تذكر في ذيلها :
ومر النبي (ص) حتى انتهى الى السماء الرابعة فإذا هو بملك وهو على سرير , تحت يده ثلاثمائة ألف ملك’ تحت كل ملك ثلاثمائة الف ملك. فهمّ النبي (ص) بالسجود وظن أنه ! فنودي أن قم فقام الملك على رجليه , قال : فعلم النبي (ص) إنه عبد مخلوق! فلا يزال قائما إلى يوم القيامة !
وكما ترى فان هذه الرواية الخرافية تقرر أن النبي الأكرم جاهل أيضا بالله تعالى مضافا الى الملائكة , وتقول بأن النبي كان قد عزم على السجود للملك بتصور أنه الله تعالى . فهل ينبغي على المؤمن قبول مثل هذا الحديث الخرافي وقبول نسبته الى الامام الصادق (ع) وهل ينبغي تفسير القرآن الكريم بمثل هذه الأباطيل والخزعبلات ؟ أو يجب الاعتراف بكذب هذه الأحاديث وتطهير كتب المسلمين منها؟
4 – ما ورد في تفسير الآيات الشريفة والذي يكثر ذكره في كتب علماء الشيعة ومفسّريهم , هو حديث ((علم الكتاب)) في قوله تعالى:
قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب (الرعد/43)
فقد أورد الكليني في الكافي عن علي بن ابراهيم , عن أبيه ومحمد بن يحيى , عن محمد بن الحسن , عمن ذكره جميعاً , عن ابن أبي عمير , عن ابن اذينه , عن بريد بن معاوية قال : ((قلت لأبي جعفر (ع): ((قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب))؟ قال : إيانا عنى وعليّ أولنا وافضلنا وخيرنا بعد النبي))
وهذا الحديث من جملة الاحاديث الخرافية الموضوعة التي نسبها الغلاة الى أهل البيت (ع) فالآية المذكورة آية مكية وقد حذف الراوي الكذاب صدرها , وهو قوله تعالى:
((ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب))
في هذه الآية الشريفة يتحدث القرآن الكريم عن قول الكفار والمشركين في انكارهم لرسالة النبي الاكرم (ص) , فالآية خطاب لكفار مكة وتقرر هذا المعنى , وهو أن شهادة الله ومن عنده علم الكتاب تكفيان للدلالة على انني مرسلا من قبل الله تعالى , ومعلوم أن شهادة الله بنبوة النبي هو اجراء المعجز على يديه , وهو هنا القرآن نفسه. والآخر شهادة أهل الكتاب بنبوة نبينا الكريم (ص) و لما يجدونه عندهم وفي كتبهم السماوية من صفات هذا النبي وعلائم بعثته , فهنا تريد هذه الآية الشريفة أن تقول للكفار والمشركين في مكة إنكم إذا لم تصدقوا قول هذا النبي فاسألوا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى حتى يخبروكم بأنه نبي وأنه مكتوب عندهم في التوراة والانجيل , ونعلم أيضا أن الامام علي (ع) كان له من العمر في ذلك الوقت عشر سنوات أو 13 سنة , أي كان صبياً لم يبلغ الحلم, فهل يعقل أن يقول النبي الاكرم (ص) لكفار مكة أنكم اذا لم تصدقوني في رسالتي فاسألوا هذا الصبي فانه يشهد لكم أني مرسل من الله تعالى؟!
فاذا كان من غير المعقول أن يكون المقصود من الذي عنده علم الكتاب هو علي بن ابي طالب , فبطريق اولى لا يكون مقصود الآية ابناءه وذريته كالامام الباقر (ع) مثلاً , في حين أن الرواية المذكورة تصرح بأنه ((إيانا عنى.. )) فكيف يعقل أن يخاطب النبي (ص) كفار مكة ويقول لهم : اذا كنتم في شك من نبوّتي فاسألوا الامام الباقر من ذريتي الذي سيولد بعد سبعين عاماً؟! هذا أولا.
وثانياً: بالنسبة الى علم الكتاب الذي يعلم به الامام علي (ع) حسب ما تقول الرواية, نتساءل: ما المراد بالكتاب هنا؟ هل هو القرآن الكريم , أي الكتاب التدويني, أو اللوح المحفوظ أي الكتاب التكويني؟ فان كان المراد هو الاول , فبديهي أن الامام علي (ع) لم يكن يعلم به سوى ما نزل من سور و آيات معدودة من القرآن الكريم في مكة ولم يكن يعلم به كله , كيف والنبي نفسه لم يكن يعلم بما سيأتي به الوحي في المستقبل:
((تلك من أنباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا.. ))
وإن كان المقصود علم الكتاب التكويني كما يظهر من بعض الروايات فمعلوم أن الامام علي (ع) في ذلك الوقت لم يصل الى مرتبة الامامة ولم يظهر على يديه المعجزات كما ظهر من ((آصف بن برخيا)) من اتيانه بعرش بلقيس من اليمن بلمحة بصر, ولم يرد في التاريخ أن المشركين توجهوا الى علي بن أبي طالب في ذلك الوقت وطلبوا منه الاتيان بمعجزة لتأييد نبوة ابن عمه , كيف والنبي نفسه لم يدع أنه سيأتيهم بمعجزة غير كتاب الله الكريم , ولو كان المشركين يقتنعون من علي بن أبي طالب بشهادته فبطريق اولى سيقتنعون بادعاء النبي محمد (ص) للنبوة واظهار المعجز على يديه لأنه يعلم بالكتاب التكويني بطريق أولى أيضاً!
والخلاصة أن الآية الشريفة في مقام بيان هذه الحقيقة , وهي أن الكتاب السماوية الثلاثة: التوراة , الانجيل, القرآن , تشهد جميعها بنبوة هذا النبي وتخاطب الكفار الذين قالوا ((لست مرسلا)) بالرجوع الى القرآن من جهة (شهادة الله) والرجوع الى أهل الكتاب من جهة أخرى (التوراة والانجيل) ليعلموا واقع الامر.
ويؤيد ذلك أن القرآن الكريم ذكر هذا المفهوم بوضوح في العديد من آياته الكريمة , منها:
والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما اُنزل اليك
الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم
الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والانجيل
وغير ذلك من الآيات الكريمة التي تصرح بأن أهل الكتاب كانوا يعلمون بصدق هذا النبي مما يرونه مكتوباً عندهم من علاماته وصفاته , فالتفسير المعقول لهذه الآية مورد البحث هو أنها ترجع المشركين يسألوا أهل الكتاب عن صدق ادعاء نبي الاسلام لا أن يسألوا علي بن أبي طالب أو الامام الباقر (ع), الذي لم يكن قد ولد بعد , عن ذلك كما تدعي الرواية , ولو كان رسول الله (ص) قد دعاهم للسؤال من علي بن أبي طالب وهو لم يبلغ الحلم , أليس من حق المشركين أن يسخروا ويقولوا له : إننا لا نقبل كلامك وانت عندنا الصادق الامين فكيف نقبل بكلام هذا الغلام أو نقبل بكلام من سيأتي بعد هذا الزمان من ذريته؟!
هل يعقل أن يتحدث الامام الباقر (ع) بمثل هذا الكلام؟!
هذا والرواية على أية حال مقطوعة سنداً حيث لم يذكر الرواة فيها جميعاً بل جاء في السند ((عن محمد بن الحسن , عمّن ذكره جميعاً) دون التصريح باسم الراوي المجهول.
5 – وفي تفسير ((البرهان)) للمحدث البحراني نقرأ في ذيل الآية الشريفة:
وإن من شيعته لابراهيم (الصافات/83)
((شرف الدين النجفي قال : روي عن مولانا الصادق – عليه السلام – أنه قال (في) قوله عزوجل : ((وإن من شيعته لابراهيم)) أي ابراهيم (ع) من شيعة علي (ع) !))
ولكن كل شخص يقرأ سورة الصافات يتبين له خطأ هذا التأويل بوضوح حيث يقول تعالى في هذه السورة:
سلام على نوح في العالمين . انا كذلك ننجي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين. ثم اغرقنا الآخرين . وإن من شيعته لابراهيم (الصافات 79 – 83)
وكما تلاحظ أنه لم يرد ذكر للامام علي في الآيات السابقة ليعود الضمير في كلمة ((شيعته)) عليه . أما اسم نوح فقد ورد بصراحة بالآيات الشريفة ويتضح من ذلك أن ابراهيم كان من شيعة نوح حيث قام بنهضته التوحيدية ضد الشرك وقوى الانحراف . فهل يصح أن نقول أن كل كلمة ((شيعة)) في القرآن الكريم تشير الى شيعة الامام علي بدون نظر الى السياق في الآيات الكريمة؟ وهل يحق لنا أن ننسب كل هذا التفسير الى أئمة أهل البيت(ع)؟ مضافا الى أن هذه الرواية التي نقلها شرف الدين النجفي ليس لها سند متصل ولا تنسجم مع تعاليم القرآن الكريم.
6 – وذكر المحدث البحراني في تفسير ((البرهان)) ذيل الآية 1 الى 5 من سورة الروم:
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى , عن أحمد بن محمد وعدة من أصحابنا , عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب , عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة , قال : سألت أبا جعفر – عليه السلام – عن قول الله عزوجل : (الم. غلبت الروم في أدنى الأرض) فقال : يا أبا عبيدة إن لهذا تأويلا لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم من آل محمد (ص) أن رسول الله (ص) لما هاجر الى المدينة واظهر الاسلام كتب الى ملك الروم كتابا وبعث به مع رسول يدعوه الى الاسلام وكتب الى ملك فارس كتابا يدعوه الى الاسلام وبعثه إليه مع رسول , فأما ملك الروم فعظم كتاب رسول الله (ص) وأكرم رسوله , وأما ملك فارس فإنه استخف بكتاب رسول الله (ص) ومزقه واستخف برسوله . وكان ملك فارس يومئذ يقاتل ملك الروم وكان المسلمون يهوون أن يغلب ملك الروم ملك فارس وكانوا لناحية ملك الروم أرجى منهم لملك فارس فلما غلب ملك فارس ملك الروم كره المسلمون واغتموا به فانزل الله عزوجل بذلك كتابا قرآنا (الم. غلبت الروم في أدنى الأرض) يعني غلبتها فارس في أدنى الأرض وهي الشامات وما حولها يعني فارس(وهم من بعد غلبهم سيغلبون) يعني يغلبهم المسلمون ( في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء) عزوجل . فلما غزا المسلمون فارس وافتتحوها فرح المسلمون بنصر الله عزوجل.
قال(أبوعبيدة): يقول ((في بضع سنين)) وقد مضى للمؤمنين سنون كثيرة مع رسول الله (ص) وفي إمارة أبي بكر وإنما غلب المؤمنون فارس في إمارة عمر! فقال (ع): ألم أقل لكم إن لهذا تأويلا وتفسيرا؟ والقرآن يا أبا عبيدة ناسخ ومنسوخ! أما تسمع يقول عزوجل : (لله الأمر من قبل ومن بعد) يعني إليه المشيّة في القول أن يؤخر ما قدم ويقدم ما أخر في القول يوم يحتم في القضاء بنزول النصر فيه على المؤمنين فذلك قوله عزوجل (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) يوم يحتم القضاء بنصر الله .
وهذا التفسير باطل وسقيم سندا ودلالةً ولا يمكن تصحيحه بأي ملاك ومعيار وقد نقله المحدث البحراني من الشيخ الكليني في روضة الكافي , ولكن سند الشيخ الكليني مخدوش لأن في سلسلة السند نرى ((سهل بن زياد)) والذي يقول عنه النجاشي : كان ضعيفا في الحديث غير معتمد فيه وكان أحمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب وأخرجه من مدينة قم, وكذلك يقول عنه ابن الغضائري ((نقلا عن العلامة الحلي)) إنه كان ضعيفا جدا فاسد الرواية والمذهب.
إذن فالحديث الذي يرويه سهل بن زياد لا يمكن الوثوق به , واما متن الحديث فلا ينسجم مع القرآن الكريم ولا مع التاريخ لأنه:
أولا: أن هذه الرواية تدعي أن سورة الروم نزلت بعد هجرة الرسول الأكرم الى المدينة وانتصار الاسلام وارسال الكتب الى ملوك الروم وايران , مع أنه باتفاق المفسرين إن السورة المذكورة من السور المكية وقد نزلت قبل هجرة الرسول . ويؤيد ذلك ما روي عن علي (ع) وابن عباس في ترتيب نزول سور القرآن.
ثانيا : إن الضمائر المنفصلة والمتصلة في مقطع ((وهم بعد غلبهم سيغلبون)) تعود الى الرومان أنفسهم باجماع المفسرين لا الى الفرس الذين لم يرد ذكرهم في الآية اطلاقا.
ثالثا: في هذا الحديث ادعي إن الله تعالى أخر وعده أو قدمه مع أنه ورد التصريح في سورة الروم بأن وعد الله لا يتخلف أبدا وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون (الروم/6)
رابعا: إن المدة التي عينها الله في الآية ((بضع سنين)) لم تنسخ اطلاقا , وأما جملة ((لله الامر من قبل ومن بعد)) فليس فيها أدنى دلالة على نسخ المدة أو الترديد في هذا الخبر الغيبي بل تدل على أن الأمور قبل هذه الواقعة وبعدها من الهزيمة والنصر كلها بيد الله وبقضائه وبقدره كما ذكر الشيخ الطوسي هذا المعنى وقال : ((يعني أن كونهم مغلوبين أولا وغالبين آخرا ليس الا بامر الله وقضائه)) ولو قيل أن هذه الرواية وتأويلها يتعلق بباطن الآيات ولا علاقة له بظاهرها ولهذا فهذه الاشكالات غير واردة . فالجواب على ذلك هو أنه لماذا تم الرجوع الى ظاهر الآية أيضا في قوله ((لله الأمر من قبل ومن بعد)) في نسخ المدة؟ ومن مجموع ما تقدم من الاشكالات على هذه الرواية يتبين زيفها وبطلانها.
وأما أصل الواقعة كما يحدثنا القرآن الكريم وكتب التواريخ عنها فهي أن النبي الأكرم والمسلمين في مكة وقبل الهجرة الى المدينة اطلعوا على خبر أن جيش الروم الشرقية ((أي البيزانس)) قد نال الهزيمة مقابل جيش الفرس وقد دخل جيش خسروبرويز المدينة الدينية ((بيت المقدس)) واحتلها ((هذه الواقعة حدثت عام 614 للميلاد)) وهذا الخبر قد احزن المسلمين من جهات متعددة وخاصّة أن بيت المقدس في ذلك الزمان كان قبلة للمسلمين . وهنا نزلت آيات سورة الروم لتبشر النبي الأكرم (ص) أن الروم سينتصرون في مدة أكثرها تسع سنوات على الفرس , وهكذا وقعت الأحداث, فبعد تسع سنوات من هذه الواقعة أي في سنة 623 للميلاد هزمت جيوش هرقل ((هراكليوس)) جيش الفرس وقتل في هذه الواقعة ((شاهين)) قائد جيش الفرس وتحرر بيت المقدس . وكانت المدة بين هاتين الواقعتين 9 سنوات تماما وصدق الله العلي العظيم.
7 – ورد في تفسير البرهان للمحدث البحراني في ذيل الآية 130 من سورة الصافات الرواية التالية:
((إبن بابويه قال : حدثنا محمد بن الحسن , قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار , عن محمد بن أحمد , عن ابراهيم بن اسحاق , عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال : قلت لأبي عبدالله – عليه السلام – : جعلت فداك من الآل؟ قال: ذرية محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – قال : قلت : فمن الأل ؟ قال : الأئمة – عليهم السلام – فقلت قوله عزوجل : أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ؟ قال : والله ما عنى إلا ابنته )).
وهذه الرواية ضعيفة سندا ودلالةً لأنه:
أولا: جا في سندها ((محمد بن سليمان الديلمي)) الذي يقول عنه النجاشي : ضعيف جدا لا يعول عليه في شيء.
ويقول عنه العلامة الحلي : ضعيف في حديثه مرتفع في مذهبه.
ثانيا : جاء في هذه الرواية أن آل فرعون تعني ابنته مع أن هذا المعنى مخالف لما ورد في القرآن الكريم من قبيل قوله تعالى:
فانجيناكم واغرقنا آل فرعون وانتم تنظرون (البقرة/50)
وأيضا يقول تعالى : واغرقنا آل فرعون وكلاًً كانوا ظالمين (الانفال/54)
ومن جهة أخرى فان آل فرعون الذين غرقوا في اليم لم يكونوا سوى جيش فرعون كما يتحدث القرآن الكريم عن ذلك ويقول:
فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين (القصص/40)
وأيضا يقول: فاتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم (طه/78)
وعلى هذا الأساس يكون معنى آل فرعون الذين غرقوا في اليم أو سيواجهون أشد انواع العذاب في القيامة فهو غير منحصر ببنت فرعون فقط كما تدعي الرواية , ولا سيما أن كلمة آل فرعون وردت في الآية مورد البحث مع ضمائر الجمع المذكر كما يقول القرآن الكريم:
وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب
8 – وأورد الفيض الكاشاني في كتابه ((الصافي في تفسير القرآن)) في ذيل الآية الأولى من سورة النجم هذه الرواية:
في المجالس عن ابن عباس قال : صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله – صلى الله عليه وآله – فلما سلم أقبل علينا بوجهه ثم قال : إنه سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والإمام بعدي . فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره وكان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبدالمطلب – عليه السلام – فقال رسول الله – صلى الله عليه و آله – لعلي – عليه السلام – يا علي والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والامامة بعدي . فقال المنافقون عبدالله بن أبي واصحابه : لقد ضل محمد في محبة ابن عمة وغوى وما ينطق في شأنه إلا بالهوى فأنزل الله تبارك وتعالى: والنجم إذا هوى ...
وهذا الحديث الى درجة من وضوح الكذب والزيف بحيث لا يخفى على أي أحد لأن أصغر كوكب في السماء لا تحويه جميع شبه الجزيرة العربية فكيف سقط في بيت علي واستقر هناك؟ مضافا الى أن سورة النجم مكية باتفاق المفسرين ولكن عبدالله بن أبي وأصحابه من أهل المدينة ومن المنافقين المعروفين في مرحلة ما بعد الهجرة. وأيضا فالعباس عم النبي كان في المرحلة المكية من المشركين باجماع المؤرخين ولم يسلم في ذلك الوقت , وقد أسره المسلمون في واقعة بدر وتحرر بعدها واعتنق الاسلام , فمع هذا الحال كيف يطمع وهو في حال الشرك أن يكون خليفةً لرسول الله؟
أما سند الرواية فنرى في تفسير الصافي أنه محذوف ولكن في المجالس للشيخ الصدوق ((الذي يقال عنه الأمالي أيضا)) ورد بهذه الصورة: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي , قال : حدثنا فرات بن ابراهيم بن فرات الكوفي , قال : حدثني محمد بن أحمد بن علي الهمداني , قال : حدثني الحسين بن علي , قال : حدثني عبدالله بن سعيد الهاشمي , قال : حدثني عبدالواحد بن غياث , قال :حدثني عاصم بن سليمان , قال : حدثنا جوير عن الضحاك عن ابن عباس ... فنرى في هذا السند اشخاصا ضعفاء ((كفرات بن ابراهيم)) ومجاهيل ((كعبدالواحد بن غياث)) فالرواية غير معتبرة سندا.
9 – جاء في كتاب ((الصافي في تفسير القرآن)) للفيض الكاشاني في ذيل الآية سلام على إل ياسين (الصافات/131)
وفي المعاني عن الصادق عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام في هذه الآية قال: ((ياسين محمد ونحن آل ياسين))
وكما نلاحظ أن الفيض الكاشاني لم يذكر جميع سند هذه الرواية عن الامام الصادق بل بدأ من الامام الصادق ولكن أصل السند ورد في كتاب ((معاني الأخبار)) بهذه الصورة:
حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني – رضي الله عنه – قال : حدثنا أبو أحمد عبدالعزيزي بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصري , قال: حدثنا محمد بن سهل قال : حدثنا الخضر بن أبي فاطمة البلخي , قال : حدثنا وهب بن رافع , قال : حدثني كادح (وفي بعض النسخ : قادح) عن الصادق جعفر بن محمد , عن أبيه , عن آبائه عن علي عليهم السلام ...
وفي هذا السند نرى أشخاصا مجهولين لدى علماء الرجال , فلم يرد أبدا اسم ((الخضر بن أبي فاطمة البلخي أو كادح أو قادح)) وبالطبع فمثل هذا السند لا يكون موثوقا وقابلا للاعتماد لاسيما أن متن الرواية مخالف للقرآن الكريم لأن الوارد في سورة الصافات هو ((سلام على إل ياسين)) لا سلام على آل ياسين , وإل ياسين هو إلياس النبي حيث تلفظ هذه الكلمة بصورتين مثل كلمة ((طورسيناء)) و ((طور سينين)) حيث ورد بكلا الصورتين في القرآن الكريم في قوله تعالى : وشجرةً تخرج من طور سيناء (المؤمنون/20) و طور سينين (التين/2) وإل ياسين بإضافة الياء والنون هو للتعظيم, أي لتعظيم إسم النبي إلياس وكذلك فصل اللام عن الياء في إلياس حيث جاءت إل ياسين.
والشاهد الجلي على هذا الموضوع هو أن الوارد في سورة الصافات في بداية هذا المقطع الشريف قوله تعالى : وإن إلياس لمن المرسلين ثم نقرأ بعد ذلك : سلام على إل ياسين * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين. فلو كان المقصود من ((ال ياسين)) هو آل محمد عليهم السلام لكان اللازم أن يعود عليهم ضمير الجمع لا ضمير المفرد فتكون الآية ((إنهم من عبادنا المؤمنين)) وسياق سورة الصافات أيضا ينبغي أن يكون المراد من ((إل ياسين)) هو إلياس النبي لأن السورة المذكورة ابتدأت بذكر رسالة بعض الأنبياء الالهيين ثم دعوتهم التوحيدية وفي الخاتمة تسلم على ذلك النبي , ولا دليل على أن الآيات عندما تصل الى إلياس النبي تغير من سياقها وتسلّم على آل النبي محمد بعد ذكر إلياس النبي.
10 – وذكر الفيض الكاشاني في كتابه ((الصافي في تفسير القرآن)) ذيل الآية الشريفة: والليل اذا يغشى (الليل/1) هذه الرواية:
القمي عن الباقر – عليه السلام – قال : الليل في هذا الموضع الثاني غشي أميرالمؤمنين – عليه السلام – في دولته التي جرت له عليه واميرالمؤمنين – عليه السلام – يصبر في دولتهم حتى تنقضى .
أما سند هذا الحديث فالظاهر أنه لا اشكال فيه لدى علماء الرجال , ولكنه سقيم من حيث الدلالة لأنه ادعى أن الله تعالى قد أقسم بالخليفة الثاني ((عمر بن الخطاب)) فان دولته وحكومته غطت على أميرالمؤمنين واغتصبت حقه في الخلافة , ومعلوم أن القسم لابد أن يكون بالأشياء المقدسة والنعم المهمة لا بغاصب الخلافة . ففي هذه الآية الشريفة ((والليل اذا يغشى)) يقسم الله تعالى بهذه النعمة العظيمة كما ذكرها في سورة يونس ((الآية 67)) وقال : هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه. وأيضا في سورة النمل ((الآية 86)) قال : ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه.
أجل , فان الليل نعمة عظيمة خلقه الله تعالى للانسان والمخلوقات ليستفيدوا وينتفعوا من هدوئه , ومع هذا الحال فما المناسبة لأن ندعي أن المراد من الليل هو القسم بالشخص الذي سلب الراحة والهدوء من المسلمين كما يعتقد الشيعة وغصب حق أميرالمؤمنين وغطاه؟!.
وهنا قد يقال أن مثل هذه الأحاديث ناظرة الى المعنى الباطني للآيات الذي لا ينسجم مع المعنى الظاهري . والجواب هو أن المعنى الباطني مهما كان بعيدا فلابد أن يكون له ارتباط بظاهر الآيات القرآنية , لانه لو تقرر أن لا يكون لهذا المعنى ارتباط اطلاقا بكلام الله ومنفصل عن ظاهر الآيات ففي هذه السورة كيف يمكننا أن ننسب هذا المعنى الى القرآن الكريم ؟ هل أن هذا المعنى يختلف عن المعاني الأخرى التي لا علاقة لها بالقرآن وأجنبية عن مفاهيمه؟ واذا ورد في بعض الروايات أن للقرآن معاني باطنية فان في نفس هذه الروايات يقرر أهل البيت ما لا ينسجم مع ما ذكر للمعنى الباطني : حيث نقرأ في تفسير الصافي نفسه:
((عن أميرالمؤمنين – عليه السلام – قال : ما من آية إلا لها أربعة معان , ظاهر وباطن وحد ومطلع. فالظاهر التلاوة والباطن الفهم والحد هو أحكام الحلال والحرام والمطلع هو مراد الله من العبد بها )).
وكما تلاحظ فإنّ جميع هذه الأمور لها ارتباط معين بظاهر الآيات الكريمة بحيث لا يخفى على ادراك الانسان وفطنته . إن باطن القرآن هو مفهوم الآيات وما يستوحيه الانسان بعقله وادراكه من رموز واسرار عميقة في مضامين الآيات الشريفة لا أنه معنى لا ينسجم مع المفهوم من الآية.
ونقرأ كذلك في تفسير الصافي:
روى العياشي بإسناده عن حمران بن أعين عن أبي جعفر – عليه السلام قال : ((ظهر القرآن الذين نزل فيهم وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم )).
وكذلك نقرأ في هذا التفسير أيضا:
العياشي بإسناده عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الرواية : ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن وما فيه حرف إلا وله حد ومطلع . ما يعني بقوله : لها ظهر وبطن؟ قال : ظهره تنزيله وبطنه تأويله , منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد يجري كما يجري الشمس والقمر كلما جاء منه شيء وقع ...
فكما تلاحظ أن الامام الباقر يقرر أن باطن القرآن هو ((مصاديق الآيات)) التي اذا ظهرت انطبق عليها المفهوم من الآيات الشريفة , وهذا غير ما ذكر من المعاني المخالفة لظاهر الآية الكريمة .
الخلاصة أن باطن القرآن في رواية أهل البيت ورد بمعنيين, أحدهما : ((المطلع)) أو المعنى الكامل للآية القرآنية , والثاني ((التأويل)) أي مصاديق الآيات . وأما من يريد تغيير المراد من الآيات بذريعة الباطن , كأن يفسر الخمر مثلا بالخليفة الفلاني , فهذا المعنى مخالف لما ورد عن أهل البيت عليهم السلام كما نقرأ في تفسير العياشي:
((عن ابي عبدالله – عليه السلام – أنه قيل له : روي عنكم أن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجال! فقال : ما كان الله ليخاطب خلقه بما لا يعقلون )).
وبديهي أن ما ذكره الامام الصادق في هذه الرواية يعتبر ((قاعدة كلية)) لها اطلاق شمولي لجميع الحالات والمصاديق وبذلك تخرج جميع التأويلات التعسفية والتفاسير الباطلة.
ولو قيل : أن سند علي بن ابراهيم لا اشكال فيه وتأويل آية ((والليل اذا يغشى)) وردت عن اشخاص ثقاة . فالجواب هو أن مضمون الحديث اذا كان مخالفا للقرآن الكريم فلا ينبغي الاعتناء بوثاقة الراوي كما ذكر هذا المعنى العياشي نفسه في تفسيره :
عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبدالله – عليه السلام – : يا محمد ما جاءك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به , وما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به .
إذن فالميزان القطعي والمعيار السليم في قبول الحديث هو موافقته للقرآن الكريم, فاذا لم يكن الحديث موافقا ومنسجما مع آيات الكتاب الحكيم فلا ينبغي الاعتماد عليه وقبوله حتى لو كان الراوي له ثقة ومن أهل الخير والصلاح.
11 – ومن هذا القبيل ما أورد الكليني في الكافي (باب أن الائمة (ع) نور الله عزوجل) الحديث الخامس في تفسير آية النور:
((علي بن محمد ومحمد بن الحسن , عن سهل بن زياد , عن محمد بن الحسن بن شمون, عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم , عن عبدالله بن القاسم , عن صالح بن سهل الهمداني قال : قال ... الكافي ص 151))
ونلاحظ على هذا الحديث كيف أن هؤلاء الرواة الدجالين قد نسبوا الى الامام الصادق (ع) اللعب بالآيات الكريمة وتحريف المراد منها الى ما يوافق أهواء هؤلاء الغلاة والكذابين , لأن من الواضح أنه لو كان ((المصباح)) و((الزجاجة)) هما الحسن والحسين لكان معنى قوله تعالى ((المصباح في الزجاجة)) هو أن الامام الحسن (ع) في الامام الحسين (ع)!! ويكون معنى ((الزجاجة كأنها كوكب دريّ)) أن الامام الحسين كأنه فاطمة الزهراء!! مضافاً الى أن الرواي الكذاب نسي اميرالمؤمنين (ع) في هذه القصة الخرافية أي لم يجد في الآية الشريفة كلمة يمكن تأويلها به ... ثم إن ((ظلمات)) جمع ((ظلمة)) والحال أنه لو كان المراد منها أبو بكر وعمر, لكان الأولى أن يأتي بها بصيغة التثنية ((ظلمتان)) وهنا يأتي سؤال يفرض نفسه : وهو : لماذا بايع الامام علي (ع) مع هذه الظلمات؟! والآمر الآخر هو أن الراوي تجرأ على آية اخرى من القرآن الكريم وعبث بمعناها أيضا و وهي الآية (8) من سورة التحريم:
يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيدهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا.
فكما نرى أن قوله ((والذين آمنوا)) معطوف على ((النبي)) فلو كان المراد من ((النور)) هو الامام , لكان المعنى حينئذ : ((أن الامام الذي يعد تابعاً للنبي ومهتدياً بهداه , يقود النبي والمؤمنين الى الجنة!! ويكون معنى قوله في ذيل الآية ((ربنا اتمم لنا نورنا)) أن النبي والمؤمنين يدعون الله تعالى بأن يتمم ويكمل لهم امامهم , أي ((ربنا أتمم لنا امامنا)) فهل يوجد نقص في الامام حتى يدعو هؤلاء لاتمامه؟! وهل أن الراوي أو الكليني نفسه ملتفت الى هذه اللوازم الباطلة والمعاني السخيفة؟!
يقول العلامة السيد هاشم معروف الحسني في معرض نقده لهذا الحديث : ((قد يضطر الباحث الى التأويل أو التفسير احيانا لتوضيح المراد من الرواية على شرط أن لا يكون التأويل بعيدا وأن لا يخرج عن حدود المنطق والعقل كما هو الحال في الروايات السابقة وامثالها, أما هذه الرواية ونظائرها فلا تقبل التأويل ولا يجوز للباحث المجرد أن يتجاهل عيوبها , ذلك لان التفسير الذي نسبة الراوي الى الامام الصادق (ع) يبعد كل البعد عن ظاهر الآية الكريمة , ولا يؤيده الأسلوب القرآني , هذا بالاضافة الى أن الامام الصادق أرفع شأنا وأجل قدرا وأبعد تفكيرا من ان يهاجم الخلفاء الثلاثة بهذا الأسلوب البعيد عن منطقه ومنطق آبائه الكرام , ويفتعل لنفسه ولجدته فاطمة والائمة (ع) العظمة عن طريق هذه التاويلات التي لا يؤيدها النقل , ولا يقرها العقل.
على أن هذه الرواية قد رواها سهل بن زياد عن محمد بن الحسن ابن شمون . ورواها ابن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم , ورواها عبدالله هذا عن عبدالله بن القاسم ورواها عبدالله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني , وهؤلاء كلهم من المتهمين بالكذب ودس الاحاديث بين روايات أهل البيت (ع) كما نص على ذلك المؤلفون في الرجال.
فقد جاء في اتقان المقال , عن محمد بن الحسن بن شمون : بصري من الغلاة, وقال عنه النجاشي انه كان واقفيا , ثم غلا في التشيع وهو ضعيف جدا وفاسد المذهب على حد تعبير النجاشي.
وقال عنه التفريشي في كتابه نقد الرجال : انه كان من الغلاة ضعيف متهافت لا يلتفت اليه ولا الى مصنفاته وسائر ما ينسب اليه .
وجاء في الاتقان ان عبدالله بن الرحمن الاصم من الغلاة ضعيف لا يلتفت اليه , وقال فيه التفريشي في نقد الرجال: ان كتابه الزيارات يدل على خبث عظيم , ومذهب متهافت , وكان من كذابة اهل البصرة.
ونص على أن عبدالله بن البطل الحارثي كذاب غال ضعيف متروك الحديث معدول عن ذكره , وكذلك العلامة في كتابه الخلاصة.
واضاف الى ذلك في اتقان المقال , ان عبدالله بن القاسم الحضرمي المعروف بالبطل كذاب من الغلاة , يروي عن الغلاة لا خير فيه ولا يعتبر بروايته.
وجاء في كتب الرجال عن صالح بن سهل الهمداني الذي روى عن أبي عبدالله مباشرة , جاء عنه انه قال : كنت أقول في الصادق بالربوبية , فدخلت عليه فلما نظر اليّ قال : يا صالح . أنا والله عبيد مخلوقون . لنا رب نعبده وان لم نعبده عذبنا.
وقال التفريشي في نقد الرجال , ان صالح بن سهل من المذمومين والغلاة والكذابين وضاع , للحديث لا خير فيه ولا في سائر مروياته.
ويجد الباحث في مرويات الكافي التي من هذا النوع مجالا واسعا لرفضها وعدم الاعتداد بها , لا من حيث اشتمالها على ما يخالف ظاهر الكتاب فحسب بل من حيث أن رواة هذا النوع من الاحاديث لم يثبتوا في وجه الطعون والانحرافات التي وجهها اليهم الذين احصوا تاريخ الرجال واحوالهم , كما تبين ذلك من الأمثلة السابقة وهذا لا يعني أن كل ما يرويه أحد من هؤلاء المتهمين والمشبوهين يتعين طرحه , لجواز أن يروي بعض الضعفاء والمذمومين عن أصل معتبر عند الطبقة الاولى من الرواة , أو يأخذ الرواية ممن يصح الاعتماد عليه والركون اليه , أو تكون الرواية مدعومة بالقرائن والشواهد ونحو ذلك مما يوجب الوثوق بصدورها وان لم يكن الراوي لها من حيث ذاته موثوقا ومعتمدا عند المؤلفين في احوال الرواة. ))
أما عن ((سهل بن زياد)) الكذاب أحد رواة هذا الحديث فحدث ولا حرج , فهو منشأ الفتنة ومنبع الخرافة, وقد كان هذا الرجل معاصراً للامام التاسع والعاشر والحادي عشر , ويقول عنه النجاشي وابن الغضائري والشيخ الطوسي وسائر علماء الرجال كابن الوليد والصدوق وابن نوح انه كان ضعيفاً جداً وفاسد الرواية والدين ومن الغلاة ولا يعتمد على روايته.
ولهذا أخرجه ((أحمد بن محمد الاشعري)) من مدينة قم وأظهر براءته منه ومنع الناس من نقل روايته . والجدير بالذكر أن هذا الشخص يقع في سند 2306 من روايات الشيعة ويروي عنه الكليني في الكافي روايات كثيرة!!
وهذا الراوي هو الذي روى قصة ((رد الشمس)) للامام علي (ع) وقد نقلها الكليني في كتاب الكافي (فروع الكافي , ج 1 , ص 319)) , وهو صاحب رواية اثبات علم الغيب للائمة (ع) , وفي الكافي أيضا نقرأ له رواية تقول إن الحسين (ع) لما قتل عجّت السماوات والارض ومن عليها والملائكة وطلبوا من الله أن يأذن لهم في هلاك الخلق , فكشف الله لهم عن الامام المهدي (ع) وقال : بهذا انتصر – قالها ثلاث مرات!!
12 – وبهذه المناسبة ننقل خبراً آخر في التفسير الخرافي نقله سهل بن زياد أيضا عن أبي عبدالله (ع) قال : ((سألته عن قول الله عزوجل ((والشمس وضحاها))؟ قال : الشمس رسول الله (ص) به أوضح الله عزوجل للناس دينهم. قال : قلت : ((القمر اذا أتاها)) ؟ قال : ذاك أميرالمؤمنين (ع) تلا رسول الله ونفثه بالعلم نفثاً.. ))
وهكذا تستمر الرواية في التلاعب بالآيات القرآنية فتكون الآية ((والليل اذا يغشاها)) كنابة عن خلفاء الجور , والآية ((والنهار اذا جلاها)) تقصد الامام من ذرية الزهراء (ع) يسأل عن دين الله فيجليّه !! هذا وإن هذه السورة مكية حيث لم يكن حينذاك خلفاء الجور أو الامام الذي يجليها , ثم كيف يقسم الله تعالى بخلفاء الجور والقسم كما هو معروف لابد أن يكون بامور مقدسة أو من المواهب الالهية لعباده؟! حاشا للامام الصادق (ع) أن يفسّر القرآن بهذا التفسير الموهون , بل نرى أن الغلاة ومنهم سهل بن زياد طعنوا في القرآن الكريم وشوّهوا معانيه وحملوا كل ما يحتمل تأويله لصالح مذهبهم الباطل حتى بلغ الأمر أن يتخذها (سيد علي محمد الباب الشيرازي) مؤسس الفرقة البابية ذريعة لتأييد مذهبه عندما استند الى قوله تعالى في سورة القيامة وجمع الشمس والقمر(القيامة:9) على أساس إن أسمه (محمدعلي) وقد جمع فيه الشمس والقمر حيث ورد في هذه الرواية أن الشمس محمد , والقمر علي, وقد وعد الله تعالى أن يجمع الشمس والقمر , فتحقق هذا الوعد بظهوره وتأسيس مذهبه وهو مراد القرآن من القيامة أيضا , أي قيامه هو!!
ونقرأ لسهل بن زياد أيضا في روضة الكافي وبعد ذكر هذه الرواية , رواية أخرى في تفسير سورة الغاشية حيث يروي عن الامام الصادق (ع) في قوله تعالى: ((هل أتاك حديث الغاشية؟ قال: يغشاهم بالسيف, قال : قلت : وجوه يومئذ خاشعة؟ قال : خاضعة لا تطيق الامتناع, قال : قلت : عاملة؟ قال: عملت بغير ما أنزل الله , قال : قلت: ناصبة ؟ قال : نصبت غير ولاة الأمر. قال : قلت : تصلى نارا حامية؟ قال : تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم , وفي الآخرة نار جهنم))
بعد هذا الحديث يروي سهل بن زياد أيضا حديثاً آخر في التلاعب بمعاني القرآن الكريم والاستدلال بها على الرجعة , في قوله تعالى : وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون , قال: فقال لي (أبو عبدالله (ع): يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية؟ قال : قلت : إن المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله (ص) إن الله لا يبعث الموتى . قال : فقال (ع): تباً لمن قال هذا , سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أو باللات والعزّي؟ قال : قلت : جعلت فداك فأوجدنيه. قال : فقال لي : يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله اليه قوما من شيعتنا قباع سيوفهم على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا , فيقولون : بعث فلان وفلان و فلان من قبورهم وهم مع القائم فيبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون: يا معشر الشيعة ما أكذبكم, هذه دولتكم و أنتم تقولون فيها الكذب لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون الى يوم القيامة , قال : فحكى الله قولهم فقال : ((وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت))
وهكذا يروي الكليني بعد هذه الرواية أيضا رواية أخرى من روايات التفسير الخرافية عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى: فلما أحسّوا بأسنا إذاهم منها يركضون , لا تركضوا وارجعوا الى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون
قال : اذا قام القائم وبعث الى بني أمية بالشام هربوا الى الروم , فيقول لهم الروم : لا ندخلنكم حتى تنتصروا فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم , فاذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح , فيقول أصحاب القائم : لا نفعل حتى تدفعوا الينا من قبلكم منا , قال : فيدفعونهم اليهم فذلك قوله : لا تركضوا , ارجعوا الى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون)) قال : يسألهم الكنوز وهو أعلم بها , فيقولون : يا ويلنا إنا كنا ظالمين , فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين بالسيف
وخوفاً من الاطالة نترك التعليق على هذه الاخبار المزيفة الى القارئ الكريم ليحكم فيها بعقله ووجدانه , ولكن نلفت النظر الى نكتة واحدة, وهي أن الروايات الواردة عن سهل بن زياد الكذاب المغالي في فروع الكافي فقط بلغت (1034) رواية عدا ما ورد عنه في اصول الكافي والروضة!
إن في ذلك لذكرى لاولي الالباب.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الشيخ الصدوق وكتبه
- نقد العلامة المحدث محمد باقر المجلسي
- الشيخ الكليني وكتابه الكافي
- القرن التاسع عشر وإستقلال علم النفس ... المدرسة التجريبية
- الديمقراطية والمعنوية
- قراءة في البلورالية الدينية او الصراطات المستقيمة
- الايمان, السياسة, الحكومة
- العلم الالهي وحرية الانسان
- تحقيق في اخر اللحظات التي عاشها المسيح
- في نقد برهان النظم
- التقليد والتحقيق في سلوك طلاب الجامعة - د. عبد الكريم سروش
- نظرة عامة في براهين وجود الله
- دوافع جعل الحديث عند الشيعة
- مدرسة الجشتلت ... علم نفس الشكل
- المجتمع المدني مجتمع تحت سلطة القانون
- القرآن والتحدي بمجموع الآيات
- التفسير السيكولوجي لظاهرة الايمان بالله
- منهج العقل الديني في التعامل مع المعارف والمطالب الدينية
- التفسير السسيولوجي لظاهرة الايمان بالله
- التجربة الدينية للنبي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - نقد أحاديث تفسير القرآن