أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - نقد الشيخ الصدوق وكتبه















المزيد.....



نقد الشيخ الصدوق وكتبه


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 00:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هو ابو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المشهور بالشيخ الصدوق المتوفى عام 381 هـ من أعاظم الامامية ومحدثيهم المعروفين وقد مدحه الكثير من العلماء الشيعة ورجالهم حيث يقول عنه النجاشي في رجاله : شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان.
ويقول العلامة الحلي عنه: كان جليلا , حافظا للاحاديث , بصيرا بالرجال , ناقدا للاخبار , لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه.
ويقول محمد باقر المجلسي عنه: من عظماء القدماء التابعين لآثار الأئمة النجباء الذين لا يتبعون الآراء والأهواء.
ويقول عنه المامقاني: شيخ من مشايخ الشيعة وركن من أركان الشريعة رئيس المحدثين والصدوق فيما يرويه عن الأئمة عليهم السلام.
وقد مدحه غير هؤلاء من علماء الامامية في أثارهم وكتبهم , وقد ذكر العلامة الحلي في خلاصة الأقوال أن كتبه وأثاره تجاوزت ثلاثمائة كتاب حيث لم يصلنا بعضها مثل كتاب ((مدينة العلم)) . ولكن أهم كتبه الواصلة الينا عبارة عن :
1 – من لا يحضره الفقيه
2 – الخصال
3 – معاني الأخبار
4 – كمال الدين وتمام النعمة.
5 – صفات الشيعة
6 – عقاب الاعمال
7 – عيون اخبار الرضا
وأجمع كتب للصدوق وأشهرها هو كتاب ((من لا يحضره الفقيه)) وتنبع اهمية هذا الكتاب من أن الشيخ الصدوق سعى لأن يذكر الأحاديث الصحيحة في هذا الكتاب ولذلك قال في بداية كتابه هذا : لم اقصد فيه قصد المصنفين في ايراد جميع ما رووه , بل قصدت الى ايراد ما أفتي به وأحكم بصحته واعتقد فيه أنه حجة فيما بيني وبين ربي.
وبالرغم من وجود الكثير من الروايات الصحيحة والموثقة في كتب الشيخ الصدوق ولكن مع الأسف توجد فيها أخبار وروايات سقيمة وباطلة واليك نماذج منها.

نماذج من أحاديث الشيخ الصدوق:
1 – أورد الشيخ الصدوق في كتابه ((من لا يحضره الفقيه)) الذي ضمن فيه صحة جميع الأحاديث الواردة فيه , ضمن ((كتاب الصوم)) أن شهر رمضان لابد أن يكون ثلاثين يوما ولا يمكن أن يكون أقل من ذلك أبدا حيث يقول :
في رواية محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن ابي عبدالله (ع) قال : شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص أبدا.
وبديهي أن شهر رمضان كثيرا ما يبلغ عدد ايامه تسعة وعشرون يوما لوجود الكثير من الشهود في هلال أول الشهر وآخره , فالرواية المذكورة مخالفة للامر المحسوس والمشهود .
وفي رواية أخرى عن حذيفة بن منصور عن معاذ بن كثير ويقال له معاذ بن مسلم الهراء عن أبي عبدالله – عليه السلام – قال : شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص والله أبداً
وروي عن ياسر الخادم قال : قلت للرضا – عليه السلام – هل يكون شهر رمضان تسعة وعشرون يوما ؟ فقال : إن شهر رمضان لا ينقص من ثلاثين يوما أبداً
ولا شك في خطأ وبطلان هذه الأحاديث للعالم والعامي ولا حاجة للبحث في سندها وخاصّة أن الشيخ الصدوق لم يذكر أسناد هذه الروايات في كتابه من لا يحضره الفقيه بل اكتفى غالبا بذكر الراوي الأول لها.
2 – روى الشيخ الصدوق في كتابه ((من لا يحضره الفقيه)) في باب ((المعايش والمكاسب)):
قال الصادق عليه السلام لأبي الربيع الشامي : ((لا تخالط الأكراد فإن الأكراد حيّ من الجن كشف الله عزوجل عنهم الغطاء )) !
ولا شك في وضع هذه الرواية وأنها مجعولة لأن القرآن الكريم يقرر أن جميع البشر من أصل واحد ويقول :
((يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى))
ولكن بعض شراح كتاب ((من لا يحضره الفقيه)) قالوا بما أن الأكراد يتعاملون مع الآخرين باخلاق سلبية وسلوكيات خاطئة فلذلك شبههم الامام الصادق بطائفة من الجن الذين ظهروا للناس بصورة بشر. إلا أن الحديث المزبور يخلو من أداة التشبيه وليس هو في سياقه في مقام التشبيه , هذا أولا.
وثانيا: أن القرآن الكريم يصرح بأن الجن فيهم طوائف خيرة وأخرى شريرة (سورة الجن الآية 11 و 14) فتشبيه الأشرار بالجن لا وجه له , واذا كان المقصود هو هذا المعنى فيلزم تشبيههم بالشياطين .
ثالثا: إن تشبيه الأكراد , رغم وجود اشخاص متقين وصالحين فيهم , بالجن ليس من شأن الامام المعصوم القائد الاسلامي الالهي . ومن هنا فان تبرير هذا الحديث الشريف بما ذكر لا وجه له ولا فائدة فيه بل يجب ضربه عرض الجدار.
3 – وأورد الشيخ الصدوق في كتابه ((من لا يحضره الفقيه)) ضمن مسائل تتعلق بصلاة الجمعة برواية عن الامام الصادق تشير الى أن خطبة صلاة الجمعة يجب أن تقام بعد الصلاة , ومن الواضح أن هذه الرواية غير صحيحة لأنها مخالفة لاجماع المسلمين من السنة والشيعة والروايات الكثيرة الواردة في المصادر الحديثية المعتبرة لكلا الفريقين , والرواية هي :
((وقال أبو عبدالله – عليه السلام – أول من قدّم الخطبة على الصلوة يوم الجمعة عثمان لأنه كان اذا صلى لم يقف الناس على خطبته تفرقوا وقالوا ما نصنع بمواعظه وهو لا يتعظ بها وقد احدث ما احدث , فلما رأى ذلك قدم الخطبتين على الصلوة! ))
وقد اتفق شراح ((من لا يحضره الفقيه)) على بطلان هذه الرواية ولكن الصدوق توهم في هذه الرواية وخلط بين خطبة الجمعة وخطبة صلاة العيدين ((التي يجب أن تقرأ بعد الصلاة)) وذكر روايات عديدة عن الامام الباقر والصادق عليهما السلام تخالف هذه الرواية.
4 – ذكر الشيخ الصدوق كما ذكر الكليني أيضا في كتاب من لا يحضره الفقيه ضمن الفصل المتعلق بصلاة الآيات , اسطورة الحوت التي تسبب الزلزلة , وقدحذف الشيخ الصدوق سند هذه الرواية كما هو الحال في موارد كثيرة وأورد هذه الاسطورة بكثير من الاطمئنان والثقة بمضمونها ونسبها الى الامام الصادق وقال :
قال الصادق – عليه السلام – ((إن الله تبارك وتعالى خلق الأرض فأمر الحوت فحملتها , فقالت : حملتها بقوتي! فبعث الله عزوجل اليها حوتا قدرفتر فدخلت في منخرها فاضطربت أربعين صباحا . فاذا أراد الله عزوجل أن يزلزل أرضا تراءت لها تلك الحوتة الصغيرة فزلزلت الأرض فرقا))
وقد قرأنا سابقا نظير هذه الرواية مع تفاوت يسير في كتاب الشيخ الكليني , والظاهر أن سند الصدوق والكليني مشترك , ورأينا أن سند الكليني ضعيف أيضا . وهنا نضيف الى أن بعض شراح كتاب من لا يحضره الفقيه قالوا في صدد الدفاع عن هذا الحديث : إن الامام الصادق أجاب الراوي لهذا الخبر بجواب يتناسب مع فهمه للامور . ولكننا لا نوافق على هذا الادعاء لأننا لا نعتقد بجواز اسناد الامور الباطلة الى الامام (ع). فاذا كان الراوي غير مستعد لتقبل الحقائق ولا يمكنه فهم الأمور بصورتها الحقيقية فيلزم على امام المسلمين أن يوضح لهذا الشخص بأن هذا الأمر فوق طاقتك كما أن رسول الله عندما سئل عن ((الروح)) قال : ((إنها من أمر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا)) الاسراء , الآية 85 لا أن يصطنع اسطورة خرافية ويلوث ثقافة المسلمين وفهمهم للامور بها , وعلى هذا الاساس يحق لنا أن نتعامل مع مثل هذه الروايات من موقع الرفض والانكار لا كما صنعه بعض شراح ((من لا يحضره الفقيه)) من التأويل المزيف.
5 – وأورد الشيخ الصدوق في كتابه ((الخصال)) في ((باب الثلاثة)) رواية خرافية تحت عنوان ثلاث كُنّ في اميرالمؤمنين وقال:
((حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال : حدثنا الحسن بن علي العدوي عن عبّاد بن صهيب (بن عبّاد) عن أبيه عن جده عن جعفر بن محمد – عليه السلام – قال : سأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : أسألك عن ثلاثة هن فيك: أسألك عن قصر خلقك , وعن كبر بطنك وعن صلع رأسك! . فقال أميرالمؤمنين – عليه السلام – إن الله تبارك وتعالى لم يخلقني طويلا , ولم يخلقني قصيرا , ولكن خلقني معتدلا , أضرب القصير فأقدّه , وأضرب الطويل فأقطه . وأما كبر بطني فإن رسول الله (ص) علمني بابا من العلم ففتح لي من ذلك الباب ألف باب فازدحم العلم في بطني فنفخت عنه عضوي . وأما صلع رأسي فمن إدمان لبس البيض ومجالدة الأقران!))
أولا : إن في سند هذه الرواية ((الحسن بن علي العدوي)) وهو من المجاهيل ولم يعثر له على أثر في كتب الرجال , مضافا الى أن ((عباد بن صهيب)) كما تحدث عنه العلامة الحلي في ((خلاصة الأقوال)) أنه ((بتري المذهب)) ولكن بعض أرباب الرجال ذهبوا الى توثيقة والبعض الآخر الى تضعيفه كما ذكر الفاضل المقداد في ((التنقيح)) الى تضعيفه ولا يعلم من احوال والده وجده شيئا , ولذلك فالخبر المذكور ضعيف بلحاظ السند ولا يمكن الوثوق به .
ثانيا : إن متن الخبر شاهد على أنه يتضمن أعلى درجات الخرافة بل هو نوع من الاهانة واساءة الأدب لأميرالمؤمنين علي عليه السلام , فهل أن مكان الحكمة والعلم في بطن الانسان وأن كل من كان علمه أكثر كانت بطنه أكبر ؟ والعجيب من تبرير أحد شراح الحديث حيث قال : بما أن العلم والحكمة تثيران في الانسان لذة كبيرة فلذلك كبرت بطن الامام علي من لذة العلم رغم أنه كان كثير العبادة والرياضة . ولكن هذا الشارح لم يلتفت الى أنه اذا تقرر أن بطن الانسان تكبر بسبب لذة العلم ففي هذه الصورة يلزم أن تسمن جميع اعضاء بدنه بحيث يكون بدنه متناسب الأعضاء لا أن تكبر بطنه فقط. مضافا الى أن الرواية تقول أن سبب كبر البطن هو ازدحام العلوم لا اللذة الروحانية الحاصلة من العلم . وهنا نتساءل : ما الداعي الى التمسك بهذه الأحاديث الخرافية والعمل على تأويلها بدل طرحها وضربها عرض الجدار؟
6 – وروى الشيخ الصدوق في كتابه ((معاني الاخبار)) ضمن ((باب نوادر المعاني)) هذه الرواية:
حدثنا أبي – رحمه الله – قال حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد بن عيسى , عن العباس بن معروف , عن علي بن مهزيار , عن محمد بن الفضيل , عن العزر مي قال : كنت مع أبي عبدالله – عليه السلام – في الحجر جالسا تحت الميزاب ورجل يخاصم رجلا وأحدهما يقول لصاحبه : والله ما تدري من أين تهب الريح ؟ فلما اكثر عليه قال له أبو عبدالله – عليه السلام – فهل تدري من أين تهب الريح ؟ قال : لا ولكن أسمع الناس يقولون! فقلت أنا لإبي عبدالله – عليه السلام – : من أين تهب الريح جعلت فداك؟ قال: إن الريح مسجونة تحت هذا الركن الشامي فإذا أراد الله عزوجل أن يرسل منها شيئا أخرجه أما جنوب فجنوب وأما شمال فشمال , وأما صبا فصبا , وأما دبور فدبور , ثم قال : وآية ذلك أنك لا تزال ترى هذا الركن متحركا في الشتاء والصيف أبدا الليل مع النهار
أولا : إن سند هذه الرواية مخدوش لأن محمد بن الفضيل مجهول الحال , وقد ذكر المامقاني في حقه : ((لم أقف على حاله)) وكذلك ذكر العلامة الحلي عن حال راوي آخر في هذا السند وهو ((محمد بن فضيل)) أنه ((يرمى بالغلو)) فالحديث الذي يكون في سنده رجل مجهول الحال وآخر مغالٍ كيف نعتمد عليه ونقبله؟
ثانيا : إن الريح لا تأتي من جهة الركن الشامي ولا تصدر منه بحيث أن الله تعالى كلما أراد أن يبعثها يخرج من هذا الركن مقدارا منها كما تقول الرواية, فالرياح تهب بسبب اختلاف درجة حرارة الجو, فالهواء الحار يصعد الى الأعلى ويحل محله الهواء البارد , وهذا التحول والتبدل هو الذي يصنع الريح . وهذا المعنى يدركه الآن أطفال المدارس الابتدائية فهذه الرواية ليست سوى خرافة. وهنا إما أن نقول إن الامام الصادق لم يكن عالما بأمور الطبيعة بل هو العالم بالامور الدينية فقط, واما أن نقول أن رواة هذا الحديث قد كذبوا على الامام الصادق , ونحن نرجح القول الثاني لأن حركة الرياح من الركن الشامي الوارد في هذا الخبر قد نسب الى الله تعالى , ونحن نجل مقام الامام الصادق عن نسبة مثل هذا الكذب الى الله تعالى
7 – وأورد الشيخ الصدوق في كتابه ((كمال الدين وتمام النعمة)) حديثاً طويلا وغريبا عن ((سعد بن عبدالله القمي )) الذي يتضمن كلاما للامام الحسن العسكري عن الخليفتين الأول والثاني (أبي بكر وعمر) قال :
... أسلما طمعا وذلك بأنهما يجلسان اليهود ويستخبرانهم عما كانوا يجدون في التوراة وفي سائر الكتب المتقدمة الناطقة بالملاحم من حال إلى حال من قصة محمد (ص) ومن عواقب أمره , فلما كانت اليهود تذكر أن محمداً يسلط على العرب كما كان بختنصر سلّط على بني اسرائيل ولابد له من الظفر بالعرب كما ظفر بختنّصر ببني اسرائيل , غير أنه كاذب في دعواه أنه نبي فأتيا محمداً (ص) فساعداه ...
ونلاحظ على هذه الرواية:
أولا : إن سند هذه الرواية غير قابل للاعتماد والوثوق , لأن بين رواته ((محمد بن بحر الشيباني)) الذي يقول عنه ابن الغضائري ((إنه ضعيف في مذهبه ارتفاع)) أي غلو بالنسبة الى أهل البيت . وقد توقف العلامة الحلي أيضا في روايته . ومن رجال السند أيضا ((أحمد بن مسرور)) الذي ليس له أثر في كتب الرجال . ومنهم ((احمد بن عيسى البغدادي)) الذي هو أيضا مجهول ومن هنا فأن سند الحديث لا اعتبار له.
ثانيا : إن مضمون الخبر مخالف للقرآن الكريم , لأنه يدعي ان اليهود أخبروا عن ظهور نبي الاسلام وانتصاره ولكنهم قالوا إن ادعاءه النبوة كذب , مع أننا نقرأ في القرآن الكريم أن اليهود وجدوا علائم نبوة محمد في كتابهم التوراة ((الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة)) سورة الأعراف – 157 ومن هنا كان اليهود يخبرون عن انتصار نبي الاسلام على الكفار والمشركين قبل نزول القرآن ولكنهم كفروا بعد نزوله وانكروا نبوته كما يقول تعالى : وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به (البقره – 89)
ومن هنا فهذه الرواية واضحة الوضع والاختلاق وقد جعلت لاثارة الفرقة بين المسلمين.
8 – روى الشيخ الصدوق في كتابه ((صفات الشيعة )) حديثا يقول فيه :
الحديث الرابع عشر . قال أبو حمزة : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد – عليه السلام – يقول : رفع القلم عن الشيعة بعصمة الله وولايته .
ونلاحظ على هذا الحديث ما يلي:
أولا: إن سند هذا الحديث منقطع , لأن الصدوق رواه عن شيخه محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد , الذي رواه عن المفضل نقلا عن أبي حمزة ,وبين استاذ الشيخ الصدوق وبين أبي حمزة الذي يعد من اصحاب الامام الصادق رواة آخرون لم يذكروا في السند.
ثانيا: إن متن الحديث فيه اشكال , لأنه لو قلنا بأن الشيعة لا يرتكبون الذنب بعصمة من الله تعالى فهذا الادعاء مخالف كما هو مشهود ومحسوس في واقع الشيعة , ولو قلنا أنهم يرتكبون المعاصي والذنوب ولكن القلم رفع عنهم , فهذا القول لا ينسجم مع آيات القرآن الكريم حيث يقول : إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم (ياسين – 12) مضافا الى أن مثل هذه الأحاديث من شأنها خلق الجرأة على الذنوب بين الشيعة وهي مغايرة لحكمة الشارع.
9 – وروى الشيخ الصدوق في كتابه ((عقاب الاعمال)):
حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه قال : حدثني محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال : في رواية اسحاق بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : من مضت له جمعة لم يقرأ فيها ((قل هو الله أحد)) ثم مات , مات على دين أبي لهب
وهذا الحديث باطل باجماع الأمة من الشيعة والسنة لأن قراءة سورة التوحيد غير واجبة على المسلمين في كل أسبوع مرة واحدة فكيف الحال اذا كان تاركها قرين أبي لهب ويموت على دين أبي لهب؟!.
10 – وأورد الصدوق في كتاب ((عيون أخبار الرضا)):
وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – : يا علي إن الله تعالى قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ومحبي شيعتك ومحبي محبي شيعتك ...
وكما نلاحظ في هذا الحديث مبالغة عجيبة حيث يعلن أن كل محبي الشيعة ومحبي محبيهم ((حتى لو كان كافرا وظالما وفاسقا)) فإن الله تعالى يغفر له .
ولا شك أن مثل هذا الكلام لا يصدر من النبي الاكرم , وهو بديهي البطلان ولا حاجة للبحث في سنده.
11 – يروي الشيخ الصدوق في كتابه ((علل الشرائع)) عن عليّ بن أحمد عن محمد بن أبي عبدالله عن محمد بن أحمد العلوي , عن علي بن الحسين العلوي , عن علي بن جعفر , عن أخيه موسى بن جعفر (ع) قال : ((إن المسوخ ثلاثة عشر : الفيل , والدبّ , والارنب , والعقرب , والضبّ, والعنكبوت , والدّعموص, والجرّي, والوطواط , والقرد , والخنزير , والزهرة , وسهيل , فسئل: يا ابن رسول الله (ص) ما كان سبب مسخ هؤلاء : فقال : أما الفيل فكان رجلا جبارا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا , وأما الدب فكان رجلا مؤتيا يدعو الرجال الى نفسه , وأما الارنب فكانت امرأة قذرة لا تغتسل من حيض ولا جنابة ولا غير ذلك , وأما العقرب فكان رجلا همازاً لا يسلم منه أحد , وأما الضبّ فكان رجلا أعرابيا يسرق الحاج بمحجته , وأما العنكوبت فكانت إمرأة سحرت زوجها , وأما الدّعموص فكان رجلا نماما يقطع بين الأحبّة. وأما الجرّي فكان رجلا ديّوثاً يجلب الرجال على حلائله, وأما الوطواط فكان رجلاً سارقاً يسرق الرطب على رؤوس النّخل . وأما القردة فاليهود اعتدوا في السبت . وأما الخنازير فالنصارى حين سألوا المائدة فكانوا بعد نزولها أشدّ ما كانوا تكذيبا. وأما سهيل فكان رجلاً عشارا باليمن . وأما الزهرة فأنها كانت امرأة تسمى ناهيد وهي التي يقول الناس : افتتن بها هاروت وماروت))
ولا ندري ما ننقد من هذا الحديث الخرافي والمخزي ولكننا نترك الحكم الى القاريء الكريم ليحكم بنفسه على عقول أساطين المذهب الذين يوردون مثل هذه الروايات السخيفة وينسبونها الى الأئمة المعصومين (ع)!! فماذا نقول للعالَم والشباب المثقف اذا رأى أو سمع أن إمامه المعصوم يقول بأن هذه الحيوانات كانت رجال ونساء يرتكبون الذنب , أو يسمع بأن كوكب سهيل كان رجلاً يمشي على الارض , أو أن كوكب الزهرة كان امرأة جميلة أفتتن بها هاروت وماروت؟! أو أن الخنازير هم نصارى في الأصل كذبوا بالمائدة التي أنزلها الله على عيسى (ع) والجميع يعلم بأن النصارى وخاصة الحواريين لم يكذبوا هذه المعجزة لحدّ الآن فكيف يستحقون هذا العذاب ولماذا نراهم لحد الآن بشرا متمدنين لم ينقلبوا الى خنازير؟
أقول : اذا سمع الشباب المثقف والشيعي خاصة مثل هذه الخرافات منسوبة الى إمامه المعصوم هل سيبقى على عقيدته بالامام؟ واذا جزم باختلاق هذه الاحاديث كما هو الصحيح – ألا يتساءل عن السبب الذي دعا علماء الشيعة كالصدوق والمجلسي والحر العاملي الى ذكرها في كتبهم؟ هل كانوا الى هذه الدرجة من السذاجة والجهل بحيث لم يدركوا زيف هذه الاحاديث واحتملوا أن امامهم يقول مثل هذا الكلام؟ فاذا كان اساطين المذهب الى هذه الدرجة من التخلف الفكري والسذاجة العقلية , فكيف نأتمنهم على عقائدنا وديننا؟! ولا حول ولا قوة الا بالله.
12 – أورد الصدوق أيضا في ((عيون أخبار الرضا)) حديثا عن جابر بن عبدالله الانصاري في قصة اللوح الذي رآه جابر بن عبدالله عند فاطمة الزهرا (ع) : ((عن أبي نضرة قال : لما احتضر ابو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام عند الوفاة , دعا بابنه الصادق عليه السلام ليعهد اليه عهدا, فقال له اخوه زيد بن علي عليه السلام : لو امتثلت في تمثال الحسن والحسين عليهما السلام لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا , فقال له : يا ابالحسن ان الامانات ليس بالتمثال ولا العهود بالرسوم , وانما هي أمور سابقة عن حجج الله عزوجل , ثم دعا بجابربن عبدالله فقال له : يا جابر حدثنا بما عاينت من الصحيفة , فقال له جابر : نعم يا أبا جعفر , دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول الله (ص) , لاهنئها بمولود الحسين عليه السلام , فاذا بيديها صحيفة بيضاء من درة , فقلت لها: يا سيدة النساء ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟ قالت : فيها أسماء الأئمة من ولدي , قلت لها : ناوليني لانظر فيها , قالت : يا جابر لو لا النهي لكنت أفعل, لكنه قد نهى أن يمسها الانبي أو وصي نبي أو أهل بيت نبي , ولكنه مأذون لك أن تنظر الى باطنها من ظاهرها , قال جابر : فاذا أبوالقاسم محمد بن عبدالله المصطفى أمه آمنة, أبوالحسن علي بن أبي طالب المرتضى أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف , أبومحمد الحسن بن علي البر , أبو عبدالله الحسين بن التقي أمهما فاطمة بنت محمد , أبومحمد علي بن الحسين العدل, أمه شهربانو بنت يزدجرد , أبو جعفر محمد بن علي الباقر أمه أم عبدالله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) , أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق وأمه أم فروه بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر , أبو ابراهيم موسى بن جعفر أمه جارية اسمها حميدة المصفاة , أبوالحسن علي بن موسى الرضا أمه جارية اسمها نجمة , أبو جعفر محمد بن علي الزكي امه جارية اسمها خيزران , أبوالحسن علي بن محمد بن الامين امه جارية اسمها سوسن , أبومحمد الحسن بن علي الرفيق امه جارية اسمها سمانة وتكنى أم الحسن , أبوالقاسم محمد بن الحسن هو حجة الله القائم أمه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم أجمعين))

ملامح الوضع والاختلاف في الحديث:
لا بأس قبل الوقوف على تفاصيل مدلول الحديث من الاشارة الى رجال السند..
سند الحديث : لم يرد ذكر أحد من رجال هذا الحديث في كتب الرجال من ((سعيد بن محمد بن نصر القطان)) الى ((بي نضرة)) ولا نعلم أين وجد الشيخ الصدوق هؤلاء الرواة المجهولين وأين وجد هذه الرواية ؟! ولكن الصدوق ذكر في هامش كتابه ((كمال الدين)) اسم (أبي بصرة) بعد أن أورد نفس هذا الحديث في هذا الكتاب , واذا كان كذلك فابو بصرة هو ((محمد بن قيس الاسدي)) الذي يقول عنه الشهيد الثاني في كتابه ((الدراية)) بأنه ضعيف وقال عنه ((كلما كان فيه محمد بن قيس عن أبي جعفر فهو مردود)) ولكنه ليس بمحمد بن قيس قطعاً , وعلى أية حال فان هذا الحديث لشدة وضوع الوضع فيه لا حاجة للبحث في رجال السند.
مدلول الحديث: ونلاحظ على مضمون ما ورد في الحديث:
1 – يقول ((ابو نضرة)) الشخص المجهول أنه : ((لما احتضر ابو جعفر محمد بن علي الباقر .. )) ومعلوم أن احتضار ووفاة الامام الباقر (ع) كما ورد في كتب المؤرخين جميعا وقعت بين عام 114 – 118 للهجرة , والفاصلة بين وفاة الامام الباقر (ع) وبين جابر بن عبدالله الانصاري تبلغ أربعين سنة تقريباً , أي أن جابر كان قد توفي قبل ذلك بأربعين سنة تقريبا, أي في حياة أبيه الامام زين العابدين (ع) ولكن هذا الراوي الكذاب لم يلتفت الى هذه الحقيقة وكان همّه اثبات هذه الرواية المختلقة على لسان جابر بن عبدالله الانصاري لضرب جماعة الزيدية على أساس أن زيد بن علي كان حاضراً عندما أوصى الامام الباقر (ع) بالامامة الى ابنه جعفر الصادق (ع) , وقد ورد مثل هذا الحديث المختلق في قصة جابر بن عبدالله الانصاري واجتماعه بالامام الباقر (ع) في الجزء الاول من أصول الكافي , الاّ أن المجلسي ذكر في ((مرآة العقول)) في شرحه لاصول الكافي أن : ((هذا الحديث ينافي ما مر من تاريخي وفاتهما , إذ وفاة علي بن الحسين (ع) كانت في عام خمس أو أربع وتسعين , ووفاة جابر على كل الاقوال كانت قبل الثمانين))
أما وفاة زيد بن علي فقد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله (ص 195) أنه ((قتل سنة احدى وعشرين ومائة وله أثنتان وأربعون سنة)) وعلى هذا الاساس فان ولادته ستكون في سنة 79 تا 80 هـ , لأنه قتل عام 121 في سن 42. وجاء في تهذيب تاريخ ابن عساكر ( ج 6 , ص 118) أن زيد بن علي بن الحسين ولد سنة 78 , أي بعد وفاة جابر بأربع سنوات أو سنة واحدة على الأقل , وقد ذكر ((سيد علي خان الشوشتري)) في شرحه للصحيفة السجادية أن ولادته كانت في عام 75 , أي بعد وفاة جابر بسنة واحدة , فأين كان جابر عند احتضار الامام الباقر (ع) , عام 114 , أو 117 لاقناع زيد بن علي بالتخلي عن الامامة وقد توفي جابر نفسه عام 74 هـ؟!
ولكن العجيب مع وضوح بطلان هذا الحديث بما تقدم آنفاً أن علماء الشيعة يستندون في اثبات الامامة والنص على الائمة واحداً بعد الآخر بهذا الحديث الزائف غير مبالين بما يتضمنه هذا الحديث من زيف وخداع!!
2 – إذا كان هذا الحديث صحيحاً , فلماذا ذكر الكليني في كتابه الكافي ج 1 , في باب ((الاشارة والنص على أبي الحسن الرضا)) حديثا يتناقض مع الرواية محل البحث؟ والحديث في الكافي يقرر أن الامام موسى الكاظم لم يكن يعلم أي واحد من أبنائة سيكون اماما بعد وقد كان يودّ أن تكون الامامة لابنه القاسم لحبه له ولكنه رأى رسول الله (ص) في المنام وقال له بأن الامر قد خرج منك الى غيرك , فقال له الامام : ((فقلت يا رسول الله : أرنيه أيهم هو ؟ فقال رسول الله (ص) : ما رأيت من الأئمة أحدا أجزع على فراق هذا الأمر منك ولو كانت الامامة بالمحبّة لكان اسماعيل أحب الى أبيك منك ولكن ذلك من الله عزوجل ثم قال أبو ابراهيم (ع) : ورأيت ولدي جميعاً الاحياء منهم والأموات , فقال لي أميرالمؤمنين (ع) : هذا سيدهم , وأشار الى ابني علي , فهو مني وأنا منه والله مع المحسنين)) .
وفي هذا الحديث أيضا اشارة الى قضية اسماعيل بن الامام الصادق (ع) الذي قال عنه الامام الصادق (ع) في الحديث المشهور أنه ((ما بدا لله ما بدا له في ابني اسماعيل)) حيث كان الشيعة والامام الصادق نفسه يعتقدون بأن الامام بعده هو اسماعيل الا أنه توفي قبل والده والقصة معروفة . مضافاً الى أن الشيعة وحتى كبار أصحاب الائمة كانوا يختلفون في الامام الذي يلي الامام المتوفي حتى كثرت فرق الشيعة من فطحية وواقفة وزيدية وغيرهم . بل إن زرارة الذي يعتبر أقرب المقربين للامام الصادق (ع) وأخلص أصحابه عندما دنت منه الوفاة وكان قد سمع بوفاة الامام الصادق (ع) ولم يكن يعلم بالامام الذي يليه , بعث شخصا الى المدينة يستجلى له خبر الامام للشيعة بعد الصادق (ع) , فلما أبطاً الرسول عليه وأحس بدنو أجله وضع القرآن على صدره وقال : هذا امامي وأسلم الروح . فلو كان الامام الباقر (ع) دعا بابنه الصادق (ع) عند احتضاره وكان عنده اخوه زيد بن علي وآخرين من ابنائه وأصحابه (ومنهم الراوي المجهول لهذا الحديث ابو نضرة) وأراهم اللوح المذكور لشاع خبره عند أكابر أصحاب الامام على الاقل ولم يكن يحدث كل هذا الختلاف!!
3 – في هذا الحديث أمور عجيبة أخرى ترسم علامات استفهام كبيرة حول صحة ومعقولية هذا الحديث , منها أن جابر يقول فيه أنه ذهب الى بيت فاطمة (ع) لتهنئتها بولادة ابنها الحسين (ع) ولم يعهد في ذلك الزمان أن يتوجه الناس من غير الارحام الى بيت الام لتهنئتها بدل تهنئة الاب بالوليد الجديد , هذا مع أن جابر في ذلك الوقت كان شاباً مراهقاً له من العمر 16 أو 17 سنة ولم يكن متزوجاً بعد لأنه قد تزوج بعد مقتل أبيه ((عبدالله بن حزام)) في معركة أحد في السنة الثالثة للهجرة , أي في السنة التي ولد فيها الامام الحسن (ع) . ولا يصح أن يدخل على الزهراء (ع) في هذا الحال وتكون الزهراء (ع) لوحدها في البيت كما يظهر من سياق الحديث أنها سمحت له بقراءة اللوح لوحده وكان قريباً منها جداً بمقتضى قراءته للصحيفة وهي بيد فاطمة (ع) فكيف تسمح فاطمة لشاب أن يقترب منها الى هذه الدرجة وهي لوحدها في البيت وتظهر له من أسرارها ما خفي عن سائر المسلمين والمخلصين امثال سلمان وأبي ذر وعمار وغيرهم(ع) .
4 – ورد في هذا الحديث أيضا اسماء امهات الائمة (ع) ولكنها في الغالب لم ترد مطابقة للواقع , فوالدة الامام زين العابدين على المشهور ((جهان شاه)) وهنا ورد اسم ((شهربانو)) , ووالدة الامام الرضا (ع) تدعي ((تكتم)) وهنا ((نجمة)) وهكذا الحال في البواقي , مضافا الى أن الزهراء (ع) قالت في هذا الحديث لجابر أن هذه الصحيفة قد ورد النهي عن أن يمسها بشر الا نبي أ ووصي نبي أو أهل بيت نبي , ولكن مع ذلك لا مانع من قراءة ما فيها. فهل أن هذه الصحيفة التي ليس فيه سوى اسماء أهل البيت (ع) أكرم واعظم حرمة من القرآن وهو كلام الله حيث يجوز مسّه لجميع الناس؟1
5 – ورد في الحديث الثاني من نفس هذا الباب في كتاب ((عيون أخبار الرضا) أيضا اسماء جميع الأئمة الاثنى عشر عن الامام الباقر (ع) بواسطة جابر بن عبدالله الانصاري, ولكن في هذه المرة وردت الأسماء في لوح كان بيد فاطمة الزهراء وقد استنسخه جابر بن عبدالله , وأورد الصدوق هذا الحديث أيضا في ((اكمال الدين)) وجا فيه :
((عن أبي عبدالله (ع) قال: قال أبي لجابر بن عبدالله الانصاري : إن لي اليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك , فاسئلك عنها ؟ قال له جابر : في أي الاوقات شئت , فخلا به أبي عليه السلام فقال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول الله (ص) وما أخبرتك به أمي أن في ذلك اللوح مكتوبا , قال جابر : أشهد بالله , اني دخلت على أمك فاطمة في حيوة رسول الله (ص) لا هنئها بولادة الحسين عليه السلام , فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنه زمرد ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس فقلت لها : بأبي أنت وامي يا بنت رسول الله (ص) ما هذا اللوح ؟ فقالت : هذا اللوح أهداء الله عزوجل الى رسوله (ص) فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسماء الاوصياء من ولدي , فأعطانيه أبي (ع) ليسرني بذلك , قال جابر : فأعطتنيه أمك فاطمة, فقرأته وانتسخته , فقال أبي (ع) : فهل لك يا جابر أن تعرضه علي , قال : نعم , فمشى معه أبي (ع) حتى انتهى الى منزل جابر , فأخرج أبي (ع) صحيفة من رق قال جابر فأشهدبالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الامين من عند رب العالمين , عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي , ولا تجحد آلائي , اني أنا الله لا اله الا أنا , قاصم الجبارين ومذل الظالمين , وديان الدين , اني أنا الله لا اله الا أنا , فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عذابي عذبته عذابا لا اعذب أحدا من العالمين , فاياي فاعبد وعلي فتوكل , اني لم أبعث نبيا فأكملت أياما وانقضت مدته , الا جعلت له وصيا , واني فضلتك على الانبياء وفضلت , وصيك على الاوصياء , واكرمتك بشبليك بعده , وبسبطيك الحسن والحسين , فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه , وجعلت حسينا خازن درجة عندي , وجعلت كلمتي التامة معه والحجة البالغة عنده بعترته , أثيب واعاقب , أولهم : علي سيد العابدين , وزين أوليائي الماضين وابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمي , سيهلك المرتابون في جعفر الراد عليه كالراد عليّ حق القول مني , لاكرمن مثوى جعفر ولاسرنه في إشياعه وانصاره واوليائه انتجبت بعده موسى وانتحبت بعده فتنة عمياء حندس لان خيط فرضي لا ينقطع وحجتي لا تخفى , وان اوليائي لا يشقون , الا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي , ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي , وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي , إن المكذب بالثامن مكذب بكل اوليائي , وعلي وليي وناصري و ومن أضع عليه اعباء النبوة وامنحه بالاضطلاع يقتله عفريت مستكبر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح الى جنب شر خلقي حق القول مني لاقرن عينيه بمحمد ابنه وخليفته من بعده , فهو وارث علمي ومعدن حكمي وموضع سري وحجتي على خلقي جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار , وأختم بالسعادة لابنه على وليي وناصري والشاهد في خلقي واميني على وحيي اخرج منه الداعي الى سبيلي والخازن لعلمي الحسن , ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر ايوب سيذل في زمانه اوليائي وتتهادون رؤسهم كما تتهادى رؤس الترك والديلم , فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين , تصبغ الارض بدمائهم ويفشوا الويل والرنين في نسائهم , اولئك اوليائي حقا بهم ادفع كل فتنة عمياء حندس , وبهم اكشف الزلازل وارفع الاصار والاغلال , اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون , قال عبدالرحمن ابن سالم : قال أبوبصير : لو لم تسمع في دهرك الا هذا الحديث لكفاك , فصنه الا عن أهله))
هذا الحديث في وضوح زيفه وبطلانه كالحديث الاول , فمن حيث السند نرى في رجاله ((بكر بن صالح)) الذي يقول عنه ابن الغضائري بانه جدا ضعيف وكثير التفرد بالغرائب وضعّفه كذلك العلامة الحلي في الخلاصة (ص 207), وهكذا حال ((عبدالرحمن بن سالم)) الذي يقول عنه صاحب تنقيح المقال أنه ((على كل ضعيف أو مجهول)) ويقول عنه العلامة في الخلاصة ((عبدالرحمن بن سالم بن عبدالرحمن الأشل كوفي مولى روى عن أبي بصير , ضعيف)).
أما ((صالح بن ابي حماد)) فينقل صاحب تنقيح المقال ( ج 2 – ص 91) عن قول النجاشي بأن ((أمره ملتبس يعرف وينكر)) ويقول عنه العلامة في الخلاصة : ((المعتقد عندي التوقف فيه لتردد النجاشي وتضعيف الغضائري)).
أما مضمون الحديث فنقرأ فيه أن الامام الصادق (ع) يحدث بهذا الحديث وكأنه حاضر في ذلك الحدث . فانه يقول : قال أبي لجابر , ولم يقل اني سمعت أبي يقول كذا , ويقول أيضا : فمشى معه أبي الى منزل جابر . ثم إن الامام الصادق (ع) يقسم ((فوالله ما خالف حرف حرفاً)) فهذه شواهد جلية على أنه كان حاضرا في الواقعة لا أنه ينقل حديثاً عن آخر . ومن هنا تتبين أول علامات وضع واختلاق هذا الحديث , فالامام الصادق (ع) ولد عام (83) باتفاق المؤرخين , وكان جابر قد توفي عام (74 أو 77) ولم يدرك الامام الصادق اطلاقاً , وهناك حديث نبوي مشهور يؤيد هذا الكلام وهو أن رسول الله قال لجابر إنك ستدرك الباقر من ولدي , ولم يرد فيه اسم الامام الصادق(ع).
ـ ومن العلائم الاخرى التي تدل على وضع الحديث أن الامام الباقر(ع) يقول لجابر: ((انظر في كتابك لأقرأه عليك فنظر جابر في نسخته ... )) ومعلوم أن جابر – كما تشير كتب التاريخ – كان أعمى . وقد جاء في رواية الاربعين في زيارة جابر لقبر الحسين(ع) سنة 61 هـ أنه كان أعمى وقد أمر غلامه أن يضع يده على تراب القبر ... فكيف ينظر في نسخته وهو أعمى!؟!
ـ ومنها:أن هذا الحديث يتناقض مع ما سبقه في أنه يقرر أن جابر أخذ من فاطمة اللوح واستنسخه بينما يقول الحديث السابق أنه قد نهي عن مسه ألا نبي أو وصي نبي!
ـ ومنها: أن اللوح يتحدث عن ألقاب لرسول الله (ص) من قبيل سفيره وحجابه , لم ترد في شيء من صفات رسول الله (ص) المذكورة في القرآن والاحاديث المعتبرة سوى ما ورد في كلمات المتصوفة . وأساساً لا يعقل كون رسول الله (ص) حجاباً للذات المقدسة وهو النور والدليل الى الله والهادي الى سبيله وليس في كونه (ص) حجاباً لله فضيلة للنبي ليطلق عليه هذا اللقب, وقد ورد عن أميرالمؤمنين (ع) في نهج البلاغة في صفة الله تعالى ((لم يجعل بينك وبينه من يحجبه عنك)) (نهج البلاغة – الكتاب 31)
ـ ومنها : أن تعيين الائمة من قبل الله تعالى لو كان لغرض هداية الخلق فلماذا ورد هذا التعيين في لوح أو صحيفة سرية وخاصة ولم يؤذن لفاطمة أو رسول الله (ص) أو اميرالمؤمنين (ع) الاعلان عنها , ولماذا لم ترد في القرآن الكريم يتعرف جميع المسلمين على حقيقة الحال , ولماذا اختص بهذه الفضيلة جابر بن عبدالله وهو شاب مراهق لا يؤمن أن يذيع هذا السر وحرم منه سلمان وابوذر وعمار وحذيفة وغيرهم من أصحاب النبي وأميرالمؤمنين المخلصين؟!
ـ ومنها : نقرأ في الحديث عبارات غير بلاغية بل ركيكة أيضا مما يدل على جهل الراوي وعدم اطلاعه على اللغة العربية والعقائد الصحيحة , مثلا قوله ((فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه احدا من العالمين)) وهذا المعنى بعيد جدا عن كرم الله ورحمته وعلمه بضعف عباده لا سيما وأن المتصف بهذا الوصف هم أكثر الخلق ولا تتحقق فضيلة الرجاء الخالص لله تعالى الا للقليل من الناس , والتهديد الوارد في هذا الحديث بالعذاب الشديد ينسجم مع كونه لفئة قليلة جدا من الناس كما في التهديد الوارد في شأن الحواريين أنهم لو كذبوا بمعجزة المائدة فان الله سوف يعذبهم عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين (سورة المائدة : 115), والحال أنه ما أكثر الاشخاص حتى من المؤمنين الذين يرجون غير فضل الله ويخافون غير عدله , وفي الواقع إنهم يخافون من غير عدل الاخرين اكثر مما يخافون من غير عدل الله (اي من ظلم الله) بل الخوف من ظلم الناس لا من عدل الله.
وأساساً فان جملة ((خاف غير عدلي)) مبهمة وركيكة والمفروض أن يقول ((خاف عدل غيري)) أو ((خاف عدلي)) لأنه لا معنى لأن يقول ((خاف ظلمي)) , لأن الله غير ظالم قطعا , حيث يخاف الانسان من عدله ويرجو رحمته . وبعبارة أخرى إن غير العدل إما أن يكون ظلما أو فضلا, وبما أن الظلم منتف بالنسب للذات المقدسة , فغير العدل يساوق الفضل , والفضل الالهي لا ينسجم مع الخوف منه بل يجب أن يطمع به الانسان لا أن يخافه .
ـ ومنها : ورد في القرآن الكريم أن الانبياء (ع) أيضا يخافون غير عدل الله . فالنبي زكريا يقول : ((وإني خفت الموالي من ورائي... )) (مريم : 5) والنبي موسى يقول ((فأخاف أن يقتلون)) (الشعراء : 14 – القصص : 33), بل إن الله نفسه يقول مخاطبا أم موسى : ((فاذا خفت عليه فألقيه في اليم)) (القصص: 7). وقال تعالى على لسان موسى وهارون : ((ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا)) (طه : 45). ويعقوب (ع) يقول : ((وأخاف أن يأكله الذئب)) (يوسف : 13) , ويقول تعالى مخاطباً نبيه الكريم : ((وإما تخافنّ من قوم خيانة)) (الانفال : 58).
ـ ومنها : تقول الرواية هذه : ((إني لم أبعث نبياً الا جعلت له وصيا)) في حين أنه يوجد الكثير من الانبياء لم يكن لهم أوصياء ولم يحدثنا القرآن الكريم أو الروايات المعتبرة أنه كان لهم أوصياء كالنبي صالح وشعيب ولوط وهود ويحيى وزكريا وغيرهم . بل ليس من المعقول وجود الوصي مع وجود النبي , فالكثير من أنبياء بني اسرائيل كانوا يتوارثون النبوة كداوود وسليمان , أو زكريا ويحيى فلا معنى لأن يجعل زكريا وصياً واماماً من بعده مع وجود النبي يحيى وظاهر الحديث أن الوصاية بالامامة غير مقام النبوة الذي لا يكون بجعل النبي السابق بل بارسال من الله تعالى للنبي.
ـ ومنها: وردت في هذا الحديث الباهر المشعشع أخبار عن المستقبل في زمن الامام الثاني عشر (ع) كقوله ((ستذل أوليائي في زمانه ويتهادون رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم ويقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين تصبغ الارض من دمائهم ويفشوا الويل والرنين في نسائهم)) .
ونلاحظ عليه : أن زمن الامام المهدي (ع) يسود فيه العدل ويقام فيه القسط كما ورد في الروايات المتواترة (يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا) وإن كان المقصود في زمن غيبته فلم نعهد في التاريخ أن مر الشيعة بزمن يتهادى الملوك والامراء رؤوس الشيعة , بل قامت لهم دول وممالك كدولة الحمدانيين وآل بويه والفاطميين والصفويين والقاجاريين وآخرها الدولة الاسلامية في ايران. ولم يكن شيعة العراق أو لبنان في زمن من الازمان يعيشون الرعب ولم يواجهوا الحرق ولم تصبغ الارض من دمائهم , واساسا فان مثل هذا التعبير المبالغ فيه (تصبغ الارض من دمائهم) بعيد أن يصدر من الله تعالى . وأما القتل في الحروب ونشوء الويل والرنين في نسائهم من جراء مقتل الرجال في الحروب فهو لا يتقصر على الشيعة بل يمثل حالة سائدة لدى جميع الشعوب والاقوام البشرية , فقد واجه المسلمون القتل والذبح في الحروب الصليبية وحرب الاندلس وقتل منهم مقتلة عظيمة , وكذلك واجهت الشعوب الاوربية مثل هذه الحالة المأساوية في الحرب العالمية الاولى والثانية , وابتلى المسلمون بالقتل الذريع على يد المغول والتتر . فلم تكن هذه الحالة خاصة بالشيعة كما يظهر من سياق الحديث المذكور.
ثم إن الزهراء (ع) تقول في هذا الحديث إن رسول الله (ص) اعطاها هذا اللوح ((ليسرّني بذلك)) فهل يعقل أن يكون غرض رسول الله (ص) من اهداء هذا اللوح الى ابنته العزيزة هو ادخال السرور على قلبها وفيه خبر مقتل أبنائها وذريتها على يد سلاطين الجور وما سوف يلاقي شيعتها من قتل وذبح وحرق ويتهادى امراء الجور والظلم رؤوسهم ويفشو الويل والرنين في نسائهم!؟
وأخيرا, اذا كان الغرض هو كتمان امر اللوح المذكور واختصاص النبي وأهل بيته (ع) به فكيف شاع وانتشر بين الناس جميعا بواسطة جابر ومن روى عنه هذه الرواية؟
وما معنى أن يقول ابو بصير للراوي : ((صنه الا عن أهله)) ثم يكتب هذا الحديث في الكتب وينتشر في كافة الاعصار والامصار؟!!
هذه نماذج من الأحاديث الواردة في كتب الشيخ الصدوق المختلفة مع مناقشتنا لها واستعرضناها للقاريء الكريم ليعلم ما ورد من أباطيل وخرافات في كتب الحديث المهمة حتى لا نقبل كل حديث يروى لنا في هذه الكتب ولا ننبهر بمؤلفيها وشهرتهم وقداستهم , ولو أننا قبلنا بكل ما ورد فيها من روايات بدون قيد وشرط فان مصيبتنا في الدين ستكون عظيمة.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد العلامة المحدث محمد باقر المجلسي
- الشيخ الكليني وكتابه الكافي
- القرن التاسع عشر وإستقلال علم النفس ... المدرسة التجريبية
- الديمقراطية والمعنوية
- قراءة في البلورالية الدينية او الصراطات المستقيمة
- الايمان, السياسة, الحكومة
- العلم الالهي وحرية الانسان
- تحقيق في اخر اللحظات التي عاشها المسيح
- في نقد برهان النظم
- التقليد والتحقيق في سلوك طلاب الجامعة - د. عبد الكريم سروش
- نظرة عامة في براهين وجود الله
- دوافع جعل الحديث عند الشيعة
- مدرسة الجشتلت ... علم نفس الشكل
- المجتمع المدني مجتمع تحت سلطة القانون
- القرآن والتحدي بمجموع الآيات
- التفسير السيكولوجي لظاهرة الايمان بالله
- منهج العقل الديني في التعامل مع المعارف والمطالب الدينية
- التفسير السسيولوجي لظاهرة الايمان بالله
- التجربة الدينية للنبي
- هل الدين معيار للعدالة أو العدالة معيار للدين؟


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - نقد الشيخ الصدوق وكتبه