إيران تعصف بها الاعدامات و الاحتجاجات

فلاح هادي الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 21:11
المحور: حقوق الانسان
    

منذ بداية الاسبوع الاخير من شهر ديسمبر 2012، ولحد الان جرت في إيران أکثر من 34 عملية إعدام في مختلف أنحاء البلاد بحسب الارقام الرسمية المعلنة، فيما تؤکد الانباء الموثقة بأن الاحتجاجات الشعبية في تصاعد ملفت للنظر و في کافة أنحاء إيران من طهران نفسها الى مدينة الاهواز، حيث يزداد الغضب و السخط و التبرم على الاوضاع العامة السيئة جدا و التي تعود أسبابها الى السياسات الفاشلة للنظام ذاته.
لجوء النظام الايراني‌ الى نهج الاعدامات من أجل إسکات و قمع التحرکات الجماهيرية المختلفة الرافضة له والتي تتواتر التقارير المتباينة بشأنها و تؤکد على أن هناك أعدادا کبيرة أخرى من المواطنين الايرانيين الصادرة بحقهم أحکام الاعدام بإنتظار تنفيذ الاحکام بحقهم، هذا في الوقت الذي تصف تقارير موثقة أخرى هناك عددا كبيرا من السجناء المحكومين عليهم بالإعدام في معتقل «رودان» بمدينة بندرعباس (جنوبي إيران) حيث أن عدد المعتقلين بأضعاف مايستوعبه السجن، والسجناء مضطرون الى النوم معا وعلى جوانبهم، وحتى قد تحولت ممرات السجن التي هي مكان للمرور إلى أ ماكن لاستقرار ونوم للمعتقلين الذين يبلغ عددهم ما يقارب 600 سجين، فيما تؤکد تقارير اخرى بأن حالة إکتضاض السجون بالنزلاء الجدد الذين تزداد أعدادهم يوما بعد آخر، تدل و بوضوح بأن الاوضاع تزداد وخامة و تعقيدا و أن إيران مقبلة على أوضاع و ظروف مشابهة لتلك التي عصفت بنظام الشاه و أدت الى سقوطه.

الاوضاع الصعبة و الاستثنائية التي يمر بها النظام الايراني و التي تسير بالنظام يوما بعد يوم نحو الاسوأ، ترسم في الافاق أجوائا مکفهرة ملبدة بغيوم سوداء تتبلور و تتجمع بصورة غير عادية على رأس النظام و تؤکد بأن مخاض التغيير الذي ينتاب إيران منذ عام 2009، قد وصل اليوم الى حد ينتظر معظم المراقبين و المحللين السياسيين ولادة فجر جديد في إيران يسفر عن نظام سياسي جديد يقود البلاد نحو بر الامان بعد أکثر من ثلاثة عقود من الارهاب الديني و القمع المنظم و کبت الحريات الاساسية للشعب.
المقاومة الايرانية التي تقود حملة التغيير في إيران و تتبوء مرکز الصدارة في تصديها و مواجهتها للنظام الديني المستبد في إيران، أکدت مرارا و تکرارا على الطابع القمعي و الاجرامي و الارهابي للنظام و أشارت دائما الى أن سجل النظام حافل بالصفحات السوداء في مجال حقوق الانسان و المرأة و يکفي القول بأن هناك أکثر من 58 إدانة دولية صدرت بحق نظام الملالي في مجال حقوق الانسان، وان هذا النظام الذي يتجاهل و بصورة صلفة جدا کل الادانات الدولية الصادرة بحقه و يستهي بها لأنه يصر على اسلوب و نهج القمع و الارهاب في التعامل مع أبناء الشعب، ومن هنا فإن الضرورة باتت کبيرة جدا لکي يلجأ المجتمع الدولي الى اسلوب جديد للتعاطي مع هذا النظام من أجل ردعه عن القتل و القمع و الارهاب المنظم للشعب الايراني و من المهم جدا هنا إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي وهو إقتراح وجيه و بناء جدا طرحته السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية کأفضل اسلوب و وسيلة من أجل ردع النظام و إيقافه عند حده في مجال إنتهاك حقوق الانسان في إيران، وان هکذا موقف دولي يتسم بروح الحرص و المسؤولية سوف يقود بالضرورة الى مفترقات إيجابية تخدم قضية الشعب الايراني في إزالة و إسقاط النظام الديني القمعي القائم.

#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل