أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حمزة الجواهري - خط نفطي عراقي عبر إيران















المزيد.....

خط نفطي عراقي عبر إيران


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 11:07
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مقترح لمد خط انبوب نفطي عراقي عبر إيران إلى خليج عمان
من المعروف أن العوامل التي تمنح العراق الحرية الكافية لتصدير نفطه هو تنوع المنافذ، ولكن، مع الأسف الشديد، كلها حاليا مهددة بشكل أو بآخر، فالخط المزمع مده عبر الأردن الشقيق، هو أيضا مهددا وتحيط به مخاطر جمة.
كان النظام السابق قد فكر، أوائل التسعينات، بمد خط انوب نفطي عبر الأراضي الإيرانية وصولا إلى سواحل خليج عمان الشمالية، أي بعد خروجه من حربين طاحنتين مع إيران وأمريكا، لكن المشروع لم ينجز، ربما لأسباب سياسية بسبب العلاقة السيئة بين النظام السابق وإيران.
فإذا كان النظام السابق قد فكر بمد هذا الخط وهو الذي خرج للتو من حرب استمرت مع إيران لمدة ثماني سنوات، فلم لا تفكر الحكومة الحالية بذلك الآن وهي بأفضل حالات الوفاق مع إيران؟
قد تكون الحكومة لا تريد إثارة حساسية بعض الأطراف السياسية حاليا، وهذا أمر جيد، لكن باعتقادي أن أمن العراق الاقتصادي أكثر أهمية من تحاشي غضب أطراف سياسية عراقية، وعلى الأطراف السياسية أن تراعي هذا الأمر، لأني لا أشك بولاء أيا من هذه الأطراف للوطن، عموما أمرا كهذا يجب أن يوافق عليه البرلمان العراقي، وبالتالي فإنه سيكون بموافقة جميع الأطراف فيما لو تحقق.
في هذا المقترح سأحاول الإشارة إلى المخاطر المحتملة التي تواجه أيا من الخطوط، أو المنافذ للنفط العراقي، الحالية والمستقبلية، وكيف سيخفف هذا الخط من أهمية تلك المخاطر بتحليل سياسي سريع، لأن الموضوع فيه من السياسة أكثر مما فيه من الاقتصاد، لأن الجانب الاقتصادي ينحصر بدراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، وربما سيناقش بعض التحديات التقنية التي ستواجه تنفيذ المشروع، وهذا الأمر أيضا ذو طابع اقتصادي في نهاية الأمر، لكن الجوانب السياسية أكبر بكثير، وكما نعرف مدى ارتباط السياسة بالاقتصاد، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالنفط العراقي:
أولا- أهم منفذ هو الخليج:
وهو منفذ يعج بالمشاكل والتحديات الأمنية، ولا ندري بأي وقت من الأوقات سيغلق مضيق هرمز ويتوقف التصدير، وذلك بسبب الصراع القائم حول برنامج إيران النووي.
في الحقيقة هناك أطراف خليجية تجد أن العراق منافس شرس لهم، لذا فإن وضع العراق الهش حاليا يشجع البعض منهم لمزيد من التدخل، وربما دفع عناصرهم المسلحة، لتأخذ لها دورا بإعاقة تصدير العراق لنفطه، فالعلاقة بين العناصر المسلحة الناشطة في العراق ودول الجوار وهذه الأطراف لم تعد خافية على أحد: هم لا يتورعون عن فعل أي شيء من أجل شل العراق اقتصاديا وسياسيا، ونرى الآن كيف أنهم يعيقون رفع حصة العراق في الأوبك، وسوف لن يتركوا وسيلة لخنق العراق.
لقد أصبحت نوايا بعض الأخوة الخليجيين مكشوفة بما لا يقبل الشك أو التأويل، لأن إنتاج العراق المتزايد بإضطراد سيقلل من أهميتهم في السوق العالمية للنفط، ويقلل مواردهم الاقتصادية، ويقوض من نفوذهم السياسي.
ثانيا- وهناك منفذ جيهان التركي:
الخط التركي الذي تهدده كل يوم ملشيات حزب العمال الكردي في تركيا، وتهدده العناصر المسلحة للقاعدة ومن لف لفها في الأراضي العراقية.
هذا إضافة إلى التهديد التركي ذاته كون الأتراك قد اصطفوا مع قوى إقليمية أخرى ضد أمن واستقرار العراق.
كما ولا يخفى على الجميع التهديد الثالث المتمثل بمرور الخط في المناطق المتنازع عليها، حيث لا أحد يعلم ما هو الوضع مستقبلا بالنسبة لهذه المناطق وأي تحولات ستشهدها المنطقة، فهناك نزاع، بل معركة، مازالت مكتومة في، وحول، هذه المناطق، وكما يعرف الجميع، أن لا أحد يقبل بالخروج من المعركة خاسرا، وهذه حقيقة تاريخية، وستبقى كذلك، حقيقة ثابتة مهما طال الزمن، فها هي تركيا تعطينا أفضل مثل على ذلك، فهي لم تنسى أنها كانت يوما ما تريد إلحاق الموصل وحتى كركوك إلى أراضيها، لكنها خرجت بخفي حنين وخسرتها وفق إتفاقية سايكس بيكو قبل اكثر من تسعة عقود، لكنها مع ذلك، وبفضل الأردوكانية، أو الأتاوركية الجديدة، تحاول إعادة عجلة التاريخ للوراء والسيطرة على ما كانت قد خسرته بعد الحرب العالمية الأولى.
ثالثا- منفذ الأردن:
الخط الذي سيمر عبر الأردن إلى ميناء العقبة، وأتمنى أن يتم إنجازه بأسرع وقت ممكن، لكن مع الأسف الشديد، أرى أن الأردن في مرمى القاعدة، وربما النظام الجديد في سوريا، وهناك من يعتقد أنها ستكون الهدف القادم للقاعدة بعد الإنتهاء من تخريب سوريا تماما، لا سامح الله.
كما ويجب أن لا ننسى أن لبعض دول الخليج تأثيرا قويا على الأردن الشقيق، فقد كان بالأمس القريب يعارض مد الأنبوب الجديد عبر أراضيه كون الأمر سوف يؤثر على علاقاته الخليجية، وهذا يعني أن الخط العراقي عبر الأردن هو الآخر مهدد بالإغلاق سواء بالدبلوماسية أو الرشوة أو بتحريك عناصر القاعدة المسلحة، والمنتشرة على طول مسار الخط، سواءا في العراق أو في الأردن.
هذا فضلا عن مرور النفط في نهاية المطاف من خلال مضايق تيران التي منحتها السعودية لإسرائيل بشكل أو بآخر، ومعنى هذا أن النفط العراقي سيكون تحت رحمة إسرائيل التي ستجد الوسيلة لإيقافه، أو على الأقل إبتزاز العراق مقابل السماح بمرور النفط من خلال مضايقها، وربما سيكون لقطر، صاحبة العلاقات الحميمية مع إسرائيل، دورا بتحريض الأخيرة لاتخاذ اجراءات استفزازية ضد العراق، وهذا الأمر ليس ببعيد عن سلوك الشقيقة قطر.
لكن رغم كل هذا وذاك، مازلت أرى أن الخط عبر الأردن ذو أهمية كبيرة بالنسبة للعراق ويجب أن يمضي به.
رابعا- المنفذ السوري:
أي إعادة بناء الخط من خلال سوريا، وهذا الأمر هو الآخر ذو مستقبل ضبابي غير واضح المعالم، ولا ندري كيف ستنتهي المعارك هناك، ولمن ستكون الغلبة، ومن بعدها كم سيطول الوقت ليعود الاستقرار الأمني لهذا البلد، كما ولا ندري من هي الجهة التي ستحكم البلد، ولا نعرف مدى قربها أو بعدها عن العراق سياسيا واقتصاديا.
ما تقدم يطرح أسئلة ليس لها جواب حاسم وأكيد، فالوضع يكتنفه الضباب الكثيف بحيث تنعدم الؤيا الآن تماما.
بعض الاستنتاجات الأولية:
نلاحظ أن ثلاثة خطوط أنابيب تعتبر استراتيجية للعراق تمر من خلال مناطق تسرح وتمرح فيها القاعدة، ألا وهي المناطق الغربية من العراق والدول التي تمر منها الخطوط، ولا أظن أنها ستستقر في المستقبل القريب طالما أن هناك أنظمة ترعى الإرهاب في المنطقة، ولا تجد من يردعها، بذات الوقت إن أكثر ما يثير غضب ممولي القاعدة هو المنافسة العراقية في موضوع النفط تحديدا، كون هذه الدول تحاول التمسك بمركز القيادة للأسواق النفطية العالمية وقيادة الأوبك.
وهكذا نجد أن عامل المجازفة، أو ما يسمى بالرسك فاكتور، عالي جدا لكل المنافذ الغربية والشمالية من العراق، وحتى المنفذ الجنوبي، الذي يعتبر المنفذ الرئيسي لتصدير النفط في العراق، أيضا يمكن اعتباره مهددا، وربما بنفس الدرجة من التهديد، أو الرسك.
لهذا السبب نقترح دراسة منفذ خامس:
هناك مجال ليكون للعراق منفذا آخر لتصدير النفط عبر إيران وصولا إلى خليج عمان، فلو تم تمرير خط أنابيب موازي للشاطئ الشرقي للخليج وصولا إلى خليج عمان، فإنه قد يكون أفضل بكثير من المنافذ الاخرى للأسباب التالية:
1. التهديد الأمني لهذا المنفذ أقل من غيره.
2. يزيد من فرص التصدير بالنسبة للعراق، كون المنافذ الأخرى ستبقى مستمرة بالعمل.
3. قد تعيد الدول التي تدفع عناصر القاعدة التخريبية إلى إعادة حساباتها بالنسبة للعراق، وذلك لتنوع منافذه التصديريه، لأن الخط سيقلل من أهمية وفعالية التخريب لإيقاف ضخ النفط، أي أنه سيعيد التوازن الجيوبوليتيكي بالنسبة للمنافذ التصديرية للنفط.
4. سيكون له نفس الأثر على الخصوم السياسيين للحكومة في الداخل، حيث على الصعيد الداخلي، خطوة من هذا القبيل، ستكون جرس إنذار لبعض الشركاء في العملية السياسية، والمناوئين لإيران، بأن يخففوا الضغط عن الحكومة الاتحادية لكي لا تلجأ للجارة إيران، التي ستطير فرحا لمثل هذا التوجه الداخلي، لذا فإن مزيدا من الضغط يعني توجه الحكومة، أو أطرافا منها وكتلا سياسية قوية، للإرتماء بأحضان إيران المتلهفة لمثل هذا الأمر.
5. التعامل مع إيران اقتصاديا مرحبا به من ناحية إيران التي تريد التخلص من العقوبات الاقتصادية الأمريكية، لكن الخط قد يغضب أمريكا التي لها عداء مزمن مع إيران وبذات الوقت ترتبط مع العراق باتفاقيات أمنية واستراتيجية بعيدة المدى، لكن الولايات المتحدة والغرب عموما يهمه وصول نفط الشرق الأوسط بسهولة للأسواق العالمية، وهذا الأمر سيخفف من حدة الغضب الأمريكي، فأمريكا وأوربا كان لديهم علاقات اقتصادية تتعلق بالغاز والطاقة مع الاتحاد السوفيتي السابق، الذي يعتبر العدو الأكبر لهم قبل سقوطه، ومع ذلك لم يتوقف ضخ الغاز تحت كل الضروف والتحديات التي مرت بها عبر السنين، وبقي الأوربي ينعم بالغاز الروسي طيلة تلك الفترة.
6. ايران والعراق لديهم اتفاقية لتصدير الغاز عبر سوريا، وهذا يعني إمكانية الوصول إلى اتفاقية مقابلها لإنشاء خط نفطي وميناء بحري عراقيان في إيران لأغراض استراتيجية تهم الطرفين.
7. فيما لو تم غلق مضيق هرمز وباقي المنافذ كلها مرة واحدة، فإنه سيعطي العراق حرية الاستمرار بتصدير كمية كبيرة من النفط لها مردود مالي كبير يساهم بالمحافظة على وضع العراق المالي، لأن مازال اقتصاد العراق ريعيا وسيبقى لسنوات طويلة كذلك، ربما أطول من عمر الخط الافتراضي.
8. الأنبوب ذو تكلفة أقل من الخط العابر للأردن، لأن الخط الأردني بطول1680 كيلومتر، متضمنا الجزء بين هيت والبصرة، في حين هذا الخط سيكون بحدود1200 إلى1300 كيلومتر. فقد تصل كلفة الأنبوب والميناء بحدود ستة إلى سبعة مليارات دولار، لكن يمكن اسعادتها خلال بضعة سنوات من خلال الاحتفاض بخصم المخاطر في الخليج، كون خليج عمان يعتبر آمنا وقريبا من الأسواق في شرق آسيا، حيث أن نصف النفط العراقي يصدر لهذه الأسواق.
المشروع بحاجة إلى دراسة من قبل مختصين في القانون الدولي، ودراسة اقتصادية، أي دراسة جدوى، من قبل الوزارة قبل المضي لما هو ابعد.




#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البترودولار فقط للمحافظات الغير منتجة دستوريا
- معركة قانون النفط والغاز
- قال المنجمون
- هل حقا قانون البنى التحتية يرهن النفط؟
- توتال الشريك النائم
- استحقاق الإقليم من عائدات النفط
- هورامي يوضح
- تهريب النفط اهون الشر
- هل محافظ نينوى مشاكس أم إيجابي؟
- سياسة الكورد مضمخة برائحة النفط
- معضلة عقود كوردستان
- أزمة مضيق هرمز تهديد مؤجل
- حوارات حضارية حول قوانين النفط والغاز-سادسا
- حوارات حضارية حول قوانين النفط والغاز-خامسا
- حوارات حضارية حول قوانين النفط والغاز-رابعا
- حوارات حضارية حول قوانين النفط والغاز-ثالثا
- حوارات حضارية حول قوانين النفط والغاز-ثانيا
- حوارات حضارية حول قوانين النفط والغاز-أولا
- عقود اكسون موبيل غلطة الشاطر
- مقارنة بين مسودتين لقانون النفط والغاز وموقف الكورد


المزيد.....




- مسؤول يتحدث عن مشروع ضخم للحبوب الروسية في الإمارات
- سناتور روسي: القوى الاقتصادية الجديدة ستغير الوضع الجيوسياسي ...
- -روساتوم- تسجل إيرادات قياسية في 2023
- شركات عالمية تتنافس على 30 مشروعا للطاقة في العراق.. ما أهمي ...
- تويوتا تحقق مستويات إنتاج ومبيعات قياسية
- الين بأدنى مستوى في 34 عاما وبنك اليابان المركزي يتدخل
- دراسة تحدد سلعة التصدير الرئيسية من الهند إلى روسيا
- شركة تعدين روسية عملاقة تنقل بعض إنتاجها إلى الصين
- شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة
- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حمزة الجواهري - خط نفطي عراقي عبر إيران