ليلى يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 23:52
المحور:
الادب والفن
كائن غير مرئى
هكذا تجلس الغريبه بينهم
المعنى يفيض فى الروح
ليتربع الصمت بجلال قدسى على عرش المشهد
فما الكلمه إلا صورة المعنى..لعميان البصيره
أفواه الجمع أبواق نشاز متصاعد
يعيد إستنساخ أحرف بلا صدىً
الجسد يتماهى صمتاً أجوف فى عين الجمع
أما عيناها
بعد إعادة التشكيل
فأصبحتا مهبط سلامٍ بلون حماماتٍ بيضاء
الشفيفه يعبر الكل خلالها
كل عابر منهم يهتك بلا قصدٍ ذاتٍ وهميه منها
أما هم
فذواتهم مصمته
من تراكم ذواتٍ منكفئه على ذواتها
بعرفان تجلس صامته
سنه وراء سنه
دهراً وراء دهر
ينبت لها جناحان صغيران
ليستا بالقوه الكافيه لممارسة التحليق
ولا بالضعف الكافى للتجذر فى عمق صحاريهم المعطوبه
مع ممارسة الكثير من الصبر و اليقين
تشتد الأجنحه و تزهر ملائكة خضراء
مروجا تمتد الى الما لا نهايه
طرح ثمار ليست من هنا
تطارح الروح الغرام
تبدأ بالإرتفاع عن الأرض
رويداً رويدا
تنظر إليهم من على
بكثير من الحب
وبعض من شفقه
تعلم أن الحب وحده
عاجر ان ييقيمهم
فالحب لا يمنح صكوك خلاص الاّخرين
فالإختبار ذاتى
و الإختيار ذاتى
و ثمرة الإنعتاق شديدة الشح
ذاتية التربه
أحادية العطاء
تراهم يعملون بدأب يوما بعد يوم
مملكه من نمل
سجناء أدوار مسبقه
متوالية هدر إختيارى
يتغنون بالحريه نهارا
و يقبعون ليلاً فى زنازينهم الضيقه جداً
العادله جداً جداً
المكافأه تماما لذواتهم
المفصله بإتقان مقاييس كل وهم ذاتى
يوميا.. بنكفئون على أدوات الحياكه
يحيكون ظلهم فيهم
إتعاشات محمومه خشية إنسلاخ الظل و هروبه
اذ ليس سواه تأكيد وجودهم
إنعكاسات مسخيه تخلق ظلالاً اكثر تشوهاً
يقبضون على أعناق ظلالهم
يحيكونها بعمق فى جذور أعطابهم
ترتفع الغريبه فى كل يوم
بسمو متواضع
تنجلى الرؤيه و يبوح الكون بعبير السر
تبتعد فتقترب
رفرفات أجنحه بطعم قوس قزح
تباعد المسافات بينها و بينهم
فى الإرتفاع
يصغرون فى القلب
كما فى العين
مخلفين وجع عاجز
فى مواجهة بهلوانية إدمان عبثى
الغريبه تلقى لهم اّخر مخزونها
غصة روح
ودمعةً
إستودعتها كل ما تملك من إرواء
هى اّخر مائها الترابى
تسمو أكثر فأكثر
فى حدقة القلب.. تنمحى اّثارهم تماما
و يمتد إستواء أبيض فى الأرض
كما فى السماء
#ليلى_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟