أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى يوسف - الملك لك















المزيد.....

الملك لك


ليلى يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 22:55
المحور: الادب والفن
    





أيها الخوف...
أيها الخوف المقدس
تطاردنى كظلى
ألا مهرب منك؟
حجاب الحقيقه
انت
عدو المعنى
اللدود
عدو الحب و الحريه
توأم الإيجو الملتصق به
المحارب عنه فى كل معاركه الوهميه
عبده المطيع المقيم تحت اقدامه


حبات الماس الغاليه ذات الأثمان الباهظه
ألم تكن فى البدء فحما أسود يلطخ أيدينا
فراشات الأحلام الملونه
السابحه فى النور
ألم تكن من قبل دودة تعافها الأنفس
و تلك الثمرة الشهية البراقه
علقم فى الحلوق
اذا اقطتفت فى غير أوانها

يا نحن
يا عشاق الصوره
يا عشاق الزيف
غافلون محجوبون عن الجوهر
ندفع بفحمنا الجميل معصوب الأعين
للمحرقه
للإشتعال
و عند اتمام المهمه
زيادة فى النكايه
نتأفف من رماده الاسود
المتطاير هنا و هناك
نأنف الدودة رغم علمنا بدورة الحياه
و قيمة الزمن
ننتزع الصبر و الرعى و الرى من أرواحنا
و نشكو مُر الثمار

نمضى العمر نضخ و نمتص الصور و المعانى المستنسخه حد الاهتراء
لنغذى بها الة عقولنا المكتسبه
الصماء
كما يحب الخوف و يهوى
ليقيدنا بسلاسله
أسرى الافكار المغلوطه
نصبح خدام صنع أيدينا القاصره
ونتفنن فى تسميه اّلهتنا الجاهليه
كل حسب كابوسه
عكس كابوسه
أفاعى من وعى مضلِل
مضَلل
لا تفارقنا
تحوم بنفث سمومها
تتنكر فى شكل ملاك يمين و يسار
لتوسوس مزيدا من الضلال المحكم قبضته
على اّخر رمق أحلامنا الذابله
نؤمن بكل ما هو ضد الحريه
ضد الإنعتاق
ضد الحب
ضد الفطره و الطبيعه
و قناع تلو قناع
حتى ننسى و ينسى الناس
ملامحنا الأصليه
نستميت حتى نٌنحت من الخارج طبقا لمواصفات الأيزو
و الجوده العالميه
للانسان المثالى حسب اخر تحديث عالمى
لوسائل الاعلام و الصحف و الموضات المستورده
او المصنعه محليا

نستجدى القبول المزور من اّخرين مزورين
نخبأ ذواتنا الأصليه مكممه معصوبه مصلوبه
على صلبان العجز الإرادى
فى أعمق أعماق اللا وعى
فى صندوق داخل صندوق داخل أقفال
و نقذف بالمفتاح
فى قاع ذاكره فقدت عمدا
نستنزف تماما لبلوغ صور بلاستيكيه
نجملها بأُطُر من الذهب العيره
و نعلقها على كل المنافذ و شاشات العرض المتاحه
نبتسم بفخر مثال ماهر كلما نمر أو يمر أمامها عابر
لا تكتفى لا نشبع لا نمتلىء
نواظب يوميا على كل تحديث و تعديل و تقليد
يفد للاسواق
نخاف
نركض
نلهث
عكس اتجاه بوصله أرواحنا
و حقيقتنا
نخاف الصدق و الحميميه
نخاف النهارات... ففى النور افتضاح الجقيقه
نعيش الليالى نكذب ... نتجمل
نختبىء وراء طبقات الزيف
عمر من الإختلاط و التهجين
حتى أصبح فك الإشتباك و الوصول لنقاء الأصل عمليه شبه مستحله

فى عهود الطفوله البكر
و عصور الأساطير الملونه
بألوان قوس قزح
فى حكايا الجدات
وجنيات الأحلام
فارس اّتٍ من عوالم بعيده
ممطتيا فرسه الابيض المجنح
مخترقا وحدة و قسوة الواقع
هابطا كملاك
يحملنا
لقصره المسحور
فيتوجنا أميرات قلبه
المخلدات أبداً بالحب
و تقام الأفراح و الليالى الملاح
و ننجنب البنات و البنين
و نرفل فى النعيم المقيم

نكبر و يكبر الحلم فينا
شريكا لصباحات باهته
و وسائد أحلام معتمه
لليلٍ بلا قمر
ننتظره
نهدهده
نغنى له
نتلو الدعوات ونشعل البخور
نفرش له الأرض ورودا
نتهيأ يوميا فى أجمل صوره
نتكأ على بقايا الحلم
نرجوه
نستعطفه
نتوسلسمع خطوات أقدامه
وقع مفاجئه حضوره
نشيخ فى الإنتظار
فى وحدة إيقاع الزمن الميت
و لا صوت غير تداخل دقات الساعه الرتيبه وصوت واهن لدقات قلوبنا المرتجفه
نكفر بالحلم فيكفر بنا
نغتال طفولتنا .. برائتنا
نفقد الحدس و البصيره
نصيب الاحلام فى مقتل
نكسر ألعابنا الجميله و نمحو أحلامنا المرسومه بعفويه على الجدران
نتعامل مع مشاعرنا بالشوكه و السكين كالكبار المهذبين
كالكبار..نمشى أيامنا بخطى محسوبه فوق خطوط مستقيمه
معده مسبقا كقضبان قطار
نمارس الحب بمواعيد محدده
حسب التوقيت المحلى لمدننا الشمعيه
ننافق... كالكبار
نكذب.... كالكبار
و نموت احياء.... كالكبار
نفقد ايماننا فتحرمنا السماء دموعها.. بركاتها
لا تجود علينا بالمَنٍ و السلوى
فالمعجزات ورود لا تبوح بقدسها
الا للمريدين
العاشقين
بلا خوف او رجاء

يزحف السقيع على أروحنا
و يردمنا الجليد بسرعة الرمال المتحركه
لنتحول لتماثيل ثلجيه


كم مضى من العمر هنا ؟
يتسائل تمثال الثلج
يقولون له اربعون عاما بحسابات البشر
لا يعرف التمثال شيئا عن نفسه
عن الزمان و المكان
و لكن شيئا من الدفىْ يسرى فى أوصاله
قدره خفيفه تحرك العقل و الروح
و بدأ نزيف داخلى من الأسئله
و من الثلج
شيئا فشيئا يكتشف بعض الأسماء و بعض المعانى
يختبر يعض المشاعر
يتراكم المزيد من الوعى
ليزيد مساحات الحركه الداخليه
و يبقى الخارج مشلولا
يكتشف ارتباط وعيه بذوبانه و تحرره
يضخ كل دماءه فى اتجاه عقله
يشحن كل حواسه
فى استدعاء الحلم
لتحدث المعجزه
ليحدث التجسد
برق خاطف من السماء
نور و نار
الّه
يشقه نصفين
يشطره
يبعثه من جديد
ينفخ فيه من روحه
مولود بكر يخرج من رحم الجليد
صغيرا عريانا
وجها لوجه امام مراّه الّهيه ناصعه
يتحسس ذاته لاول مره
قبحه و جماله
نقصه و اكتماله
بنفس مطمئنه يعرف الان مصالحة ذاته و قبولها
يعرف ان يحب ذاته و الاّخر
يعرف ان يسامح ذاته و الاّخر
يعرف حقيقه الروح و صورة الجسد
يعرف ان يتجاوز سجن الصوره
يعرف الفصول و أوان الزرع و الحصاد
يعرف انه يعرف القليل و يجهل الاكثر
الاّن يضع عقله المخلوق أداه استرشاديه
و يحمل روحه بوصله
يقينه و أحلامه
الاّن يُمنح اسم جديد
و فرصه جديده للحياه
الان يصبح انسان


(فصل قبل الأخير )

انا الأسيره الحره
قلبك بيتى
سجنى و حريتى
منفاى و و وطنى
ملجأ يتمى و اغترابى عن العالمين
بالحب
أسلمتك مملكة النفس
و و هبتك مفاتيح خزائن الروح
وسر شفرة الذات
باراتى الحره ... اغرد فى قفص قلبك الذهبى
ببواباته المفتوحه على الحريه
و شرفاته المزينه باللبلاب
و الياسمين
والتمرحنه
بلا غوايه لهروبٍ أو لأسر
احتمال ان يغوينى الكسل
فأتسكع فى شرفة قلبك
نافذه تطل على عوالمى
الداخليه و الخارجيه
أتمتم بصلوات خاصه
عرفانا لصدق مراّه قلبك
لأول انعكاس
لأول كشف
لأول تجلى لحقيقة ذاتى.. بك و فيك
أحلق فى السماوات العلى واجوب الأكوان
أصاحب النجم البعيد
عله يشى بسره
فأهديك اياه
فى علبة حمراء مخمليه
وشمتها بحروف اسمك المقدس
و زينتها لك بقلبى
ألملم خيويط الشمس
أغزلها
دفئا لليالى وحدتك
و شتائك الطويل
أصنع من نفسى طعما مجانيا فى فم سمكه
تغوص بى فى عمق المحيطات
لاّتيك بلؤلؤة تاج ملكك
الملك لك...
القلب لك...
الروح لك...

….و أعود
دائما أعود
لأحط على شرفه روحك
و أغفو فى حضن قلبك
أقبل زهرات لا تذبل أبدا
استودعتها مطر رحمتك
طمى ارضك
و خيرك
ألضمها لك عقودا
تغار من عبيرك
و تستحى من بهائك
بالحب و الحريه اتفتح على الوعى
أنمو ...أتطور
تقوي جناحاى و تطول رحلاتى
أبتعد لأقترب
أنفصل لأتوحد
فالحب قد هدم الأسوار و كسر زنزانة الأبعاد الثلاثيه
فسقط حجاب المسافة و الزمن
و انكشف غطاء الحاضر
و الغيب
أسبح فالأكوان النورانيه
أكوننى
و أكونك
نحترق حد الانصهار
"فنكون"
فى اللحظه
أرض و شجره
و رباط مقدس
جذور تمتد فى عمق المعنى
و فروع ملائكيه تتراقص نحو السماء
فيض من ثمار
و شهد سائل
و عهد كبصمة الروح
من قبل الزمان و من بعده
سُطٍرَ فى لوح محفوظ
لا يمحوه فراق او موت
يا مولاى و إلّهى و خالقى
لك وحدك
أكون
للأبد
أسيرتك الحره
لك وحدك
أيها "البهى"
أكون ابدا
لك

الحب لك...
الروح لك...
الملك لك...



#ليلى_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاج محل
- الهى الضال ...أحبك
- ترانزيت مؤقت فى الرمادى
- طرح وجع
- - موتى الجميل-
- - و ثالثنا الوحده-


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى يوسف - الملك لك