مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري
(Moemen Samir)
الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 23:37
المحور:
الادب والفن
فوقَ عنقِ البابِ ، الفروعُ مدت سيقانها ، أراحت بطنها الرخوَ ، وفتحت قوساً واسعاً للأخضر.
كنا نمرُ بالخشبِ فيقطعَ الأنينُ كابوسَنَا : من أيامٍ قريبةٍ ، أحببتُ عدةَ ظلالٍ ثرثارةٍ ، طَنُّوا حولَ العروقِ ونادوا ، وارتعشوا لسحابِ تقمصاتي . خَزَّنتُ جلودَ الأسلافِ في الدُهَانِ ، وزرعتُ تحتَ ركبتي ، ضحكاتٍ أسميتموها المفاتيح .. أما الآن ، فأنا أتضاءَلُ ، أدخلُ في صوتي ، وتحاصرني الروائحُ الطريةُ .. هوائيَ الفخم الكثيف ، الذي دَلَّ على سوابقِ طيراني وثَبَّتَ الأقنعةَ والدروعَ ، يسعُلُ من عندِ ضلوعِهِ ، حتى تكادُ التماسيحُ تختنق ...
أنا السبب
أنا الذي تركتُ الأغصانَ الوليدةَ تحاذيني ، وتُغنِّي من جوفِ الطبلةِ ، ولحظةَ غافَلَتنِي عند أولِ القمرِ وعَلا نَحيبُهَا ، لم أفضَّ أيَ تميمةٍ ، ولم أساندْ رَفَّتِي ،
القادرةِ على الشمِ من بعيد ...
آهٍ أيتها الأفاعي التي تصطفيكنَّ الشمسُ دونَ قبلاتٍ صباحيةٍ ... لم أناوش المساميرَ في أكبادِ أولادي
ولم أفرك عظامي ..
لم أبكِ قبيل الطفوِ ولم أرسل زفرةً فيطمئن الرعاةُ ..
الحَقُّ على أهل البيتِ ، ماتوا ولم يَشربوا الأرواحَ حتى اقتنصتها الشيخوخةُ .. الحقُ على أهلِ الشارعِ ، على المدينةِ .. ، والأشباحُ الملونةُ ورثت حشرجاتِنَا ، ثم حَفَرت بين الذكرياتِ ،
فأسقَطَتها ....
لم يبق لي إلا أن أغوصَ بكلِ ما حَفِظْتُهُ من الرمادِ ، وأنهَلُ وأنهَلُ ... بعدها أُشَمِّرُ عزمي وأسُدُّ الينابيعَ بظَهْري ،
...... وأُتقِنُ رشمَ الأسرارِ
ودَقِّهَا ............
..............
#مؤمن_سمير (هاشتاغ)
Moemen_Samir#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟