مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري
(Moemen Samir)
الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 23:47
المحور:
الادب والفن
" رقْصُنَا ليس نقياً ، كي نحبَ العواصف " شعر/ مؤمن سمير
حمداً لله على سلامتك يا أبي ،
وصلتَ أخيراً ، بعد أن أدمنتَ المراوغة بين الظِلالِ وضحكاتك وبعد أن تَمشَّيْتَ عدة سنوات على حوائطنا ورسمتَ على تراب الصور ألعاباً مجنونة ، تذكرك بطفولتكَ ، وطفولتنا التي تعمّدت تركنا فيها ...
شَرَّفتنا يا رجل ،
شرفتنا في بيتنا ، لم نعد نحن مملكتك ولا هياكلنا عظامك ، أنت ضيفٌ ستحكي لنا عن شبابكَ قرب الله ، وترسم لنا حبه لك وحبك لنا ، حتى أنك بكيت للعواصف فلمح ضعفك وتصدعاتك وحاجتك للريح ...
مرحباً بك دون أجنحة ، ولا ملاءاتٍ تَصُرُّ فيها عيوننا.. دون قبعاتٍ أصلها أرواح وأمطارٍ في كُمِّ مغفرتك...
سترى بنفسك ، بأطراف مشاعرك ،
كيف كبرنا وتصالحنا مع قتلنا إياك ، بدهان محبتنا ، وكيف ضاجعنا المومسات على فراشك وإزاء نظرتك العامرة .. لم نحافظ على صلواتنا ولم نغسل مرايانا بماء الأحضان .. حتى خدنا الأيسر لم نناوله لعابري السبيل ، أولئك الذين نسيتهم خارج القارب ..
كل هذا العتاب في كَفِّكْ ؟!
سامحنا لأنك واسع رغم أنك تملك مقرعة ، والمكان على أي حال أجمل من قبرك ، قبرك الذي رسمناه في كراسات الرسم على مقاس ذكرياتك وسددناه بالكلام الأسوَد ، كأننا نخشى هروبك .. الذي يجلس عليه المقامرون ومصاصو الدماء، ويمر به التاريخ في زجاجات رخيصة ، أما قبرنا فقد اتسع الآن كثيراً ، بعد أن كَوّمنا هيبتكَ في الدولاب ، وصرنا نقتحم كل حين ونبكي على أعدائك ، الذين صادقنا أولادهم واصطدنا معهم آبائهم من الأحلام ..
أو من قلب اللحم
أو عند السقف البعيد .........
#مؤمن_سمير (هاشتاغ)
Moemen_Samir#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟