أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - جسارة الجنون وجماله .. في ديوان - كان لازم نرقصها سوا - لمدحت منير.. بقلم : مؤمن سمير














المزيد.....

جسارة الجنون وجماله .. في ديوان - كان لازم نرقصها سوا - لمدحت منير.. بقلم : مؤمن سمير


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 21:28
المحور: الادب والفن
    


جسارة الجنون وجماله .. في ديوان " كان لازم نرقصها سوا " لمدحت منير.. بقلم : مؤمن سمير

كنت قد تحدثت سابقاً في أكثر من مناسبة،عن تعمق فكرة المركز والهامش في الثقافة المصرية... ومن تجلياتها في الإبداع: شعر العامية المصرية الجديد، والذي يتقاسمه مركز يحظى بالضجيج وهامش يرضى بالقليل.. إلا أن المفارقة، أن الأمر في ذهن المتابع والراصد والمهموم غير ذلك... فتجارب شعراء مثل مدحت منير وحاتم مرعى وعبد الرحيم طايع و ضاحي عبد السلام مركز...وفى القلب بالتأكيد...ومؤشر حقيقي ونابض لتطور ونضج ثورة قصيدة العامية الجديدة.
ومن الأصوات التي تشدك سريعا ثم يتأكد هذا الانطباع إلى أن يصير يقيناً...مدحت منير، لأنك تلتقط قلقه الإبداعي الذي لا يهدأ، وتسعد به، لأنه من أصعب الأمور، كون المبدع واعياً لفكرة الاختلاف... أن تحاول طبع بصمتك الخاصة التي لا تهنأ لفكرة أنها (قد) تتشابه مع غيرها، بل تنتفض من هذا..أن تتعامل مع وعي مبدع يخون يقينياته سريعاً ليصنع توتراً وأسئلة هى في ظني جوهر الإبداع وسؤاله السري ...، الأشقى والأكثر صعوبة أن تحافظ على اختيارك ذاك.... مدحت منير، من بداياته يفعل ذلك... والمتابع يلتقط ويحس ويمسك.

منذ اللحظة الأولى... كان أمام مدحت منير طريقان..طريق به وصفة جاهزة أغرت الأدعياء ..... قوامها اليومي والعادي والمعيش ونفى الأيديولوجيا والسرد البارد ....الخ، والطريق الآخر، الأصعب والحقيقي في العمق....أن يكتب نصاً يخطو به خطوات أبعد من ذلك، أن يستخدم إمكانات النثر المتسعة للنظر من جديد وللدخول من طرق أخرى..أن يكتب شعراً .. يقول المتلقي هذا نص فلان.... أن يقتفى خصوصيته ويدور حولها ويمزق ويمزق ثم يقبض على نصه هو.
وفى ديوان(كان لازم نرقصها سوا) يطيب له أن يلعب معنا أو بنا أولنا، لا فرق كبيراً ، إنه يوهمنا وما أن نتماهى معه...يضحك في النهاية قائلاً بلسان حاله أو بوعي نصه....لا تصدقوا الخارج سريعاً وابحثوا وراء الحافة وفى عمق المشهد...يصدر لنا طول الوقت انطباعاً بأنه يصنع جماليات الشر ويجعلنا نشم أزهار شر بودلير....نمارس العنف لكن بإيجابية الهدم، حيث هذا هو السبيل، لتخرج سماء أخرى من تحت الركام .. النص يفعل هذا ويقوله ويرسخه.. ولأنه ساحر حقيقي، يضمن أرواحنا فى كمه، الواسع، لكننا نفاجأ بعد جرعات الجمال الأولى...هذا إذا فرقنا بين قراءتين: واحدة جمالية للمتعة وأخرى نصية ، مثلاً، تبحث وتشارك وتلعب مع المبدع، الحقيقي بالطبع....تفاجأ، أن الأمر ليس هكذا بالضبط....وأن خلف العنف والشر والاغتصاب والقتل تكمن إعادة النظر....أو النظر بفتح الحدقات لنهايتها وإتاحة الفرصة للبصيرة كي تشرق وللوعي أن ينير بشمس أخرى.....

إنه منذ اللحظة الأولى يعلن أنه بصدد التخلص من ظلاله القديمة التي صاحبته طول عمره .... وبالإحراق....لأنه في قلب النار....وفى الأعماق ينام النور..فإذا ظننا أن التشابه بين البطل، الإنسان المحكي عنه، وبين الآخر: يؤدى إلى السكونية وإفراز صور متماثلة، نكون واهمين...لأن مدخل الأمر ومفتاحه يكمن في إمكانية القرب لحد العداوة وللملائكاتية حتى لدرجة توليد الشياطين.....

ينظر مدحت منير إذن للأمور من شريان آخر،من مدخل وزاوية أخرى، قد تكون مدهشة، وقد تكون مربكة للمتلقي.... ليحدث التفكر ومن ثم الصداقة بينهما..... لافكاك أبداً أبداً من الأسئلة المبذورة طول الديوان : عن حقيقة الحب في مرايا الذات ومرايا الوحدة ومرايا الموت ، وعن جماليات القتل التي تنتشي، الروح المقتولة طول السنين، بنكهتها....وعن الدنيا المتسعة/الضيقة... واللافت أنه وسط هذا الأتون...لا يغفل ولا ينسى أن يمنح وسط متاهته عالية الفكر تلك من الجماليات الشعبية ومن العلاقات الصغيرة ومن المونولوجات ومن الموسيقى...لكنه طول الوقت يسمح للشعر أن يتفجر من مسام أخرى :

" ماتخافش
الشعر هايهبط دايما من قلب الشتوية
يخربش كفك
وترفرف جناحاته بخفة موت
أول ما الدم يسيل
وتسلم أمرك لديسمبر"..

فى (كان لازم نرقصها سوا) يواصل مدحت منير مشروعه الخاص الباحث عن التفرد، وإن بجسارة أكبر وجنون أكثر اتساعاً...

(*) كان لازم نرقصها سوا ، دار ميريت ، 2009.



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الذات تلتقط الجوهرة -.. ديوان ( ريحة ملايكه ) لحاتم مرعي.. ...
- - خيانتان - شعر : مؤمن سمير
- مونودراما ( بقع الخلاص) بقلم / مؤمن سمير
- - وهكذا . يقتفونَ أَثَرَنَا - شعر : مؤمن سمير
- عاطف محمد عبد المجيد يكتب عن ديوان - تفكيك السعادة - لمؤمن س ...
- ( بروفيل ) لمؤمن سمير: بقلم د/ أشرف عطية هاشم
- بهاء جاهين يكتب عن ديوان - تفكيك السعادة - لمؤمن سمير : روح ...
- قصيدة - مؤمن سمير - شعر/ منى كريم – الكويت
- د/ أماني فؤاد تكتب عن ديوان - تفكيك السعادة - للشاعر / مؤمن ...
- خالد محمد الصاوي يكتب عن ديوان - تأطيرالهذيان - لمؤمن سمير : ...
- قصيدة - بوابتان - شعر : مؤمن سمير
- ديوان - السريون القدماء - شعر / مؤمن سمير
- ديوان - ممرعميان الحروب - شعر / مؤمن سمير
- ديوان - هواء جاف يجرح الملامح - شعر / مؤمن سمير
- ديوان - تفكيك السعادة - شعر/ مؤمن سمير
- - الهاتف - مسرحية للأطفال تأليف / مؤمن سمير
- ديوان - تَأطيرُ الهَذَيانْ - كتاب شعري
- ديوان - يُطِلُّ على الحَوَاسْ -
- المجموعة المسرحية ( إضاءة خافتة وموسيقى - تجليات الوحيد - ) ...
- كتاب - أَوْرَادُ النوستالجيا وقراءات أخرى -


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - جسارة الجنون وجماله .. في ديوان - كان لازم نرقصها سوا - لمدحت منير.. بقلم : مؤمن سمير