أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعين يعقوبي - المؤامرة أو الطريق السهل لتبرير فشل حكومة ابن كيران -3-















المزيد.....

المؤامرة أو الطريق السهل لتبرير فشل حكومة ابن كيران -3-


اسماعين يعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 00:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالنظر إلى القاعدة الاجتماعية لحزب العدالة والتنمية والمتكونة أساسا من البرجوازية الصغيرة والمتوسطة، هاته القاعدة المتواجدة بحكم هذا الانتماء الطبقي بين البرجوازية الكمبرادورية المتحكمة في دواليب الاقتصاد والسياسية في علاقة عضوية بالامبريالة، والطبقات الشعبية وعموم العمال والفلاحين، المنتجون للثروة والثورة بحكم موقعهم في عملية الإنتاج والبؤس الذي يعانونه بفعل ظروف الاستغلال المجحفة وغلاء الأسعار وغياب البنية التحتية واقتصاد وطني موجه لتلبية حاجيات السكان.
وبحكم المرجعية الاسلاموية لحزب العدالة والتنمية استطاع الحصول على أصوات العديد من أبناء الشعب المغربي الكادحين والرافضين لسياسة الدولة الاقتصادية منها أو الإيديولوجية أو السياسية، وكذا الأصوات التي كانت موجهة للأحزاب اليسارية للبرجوازية الصغيرة والمتوسطة، والتي انسلخت عنها بفعل إشراكها فيما سمي في التجربة السياسية المغربية مرحلة التناوب ممثلة في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي عرف اندحارا كبيرا وتحول إلى مجموعة من القادة بدون قاعدة اجتماعية.
وبحكم كون العدالة والتنمية فائزا في الانتخابات التشريعية ورئيسا للحكومة سياسيا، وعدم امتلاكه لوسائل الإنتاج من جهة، وعدم ارتكازه على الطبقة النقيض من جهة أخرى، يبقى وضعه وسياسته متذبذبة بين الوفاء بوعوده الانتخابية المتمثلة في القطع مع الريع وبناء اقتصاد وطني، وإعادة النظر في مجموعة من الاتفاقات والرفع من المستوى المعيشي للساكنة والرفع من الأجور من جهة، وسياسة الأمر الواقع التي ينتهجها والتي تفرض عليه الاستدانة من صندوق النقد الدولي، وقمع المظاهرات السلمية، والتضييق على الحريات النقابية، واعتقال المناضلين والمحاكمات السياسية والعفو عن المجرمين وناهبي المال العام.
بالنظر لهذا الوضع، واختياره الاصطفاف إلى جانب البرجوازية الكبرادورية ضدا على وعوده الانتخابية والمصالح الشعبية والقوت اليومي للمواطنين، بحكم تحالفه مع أحزاب من التحالف البرجوازي التي تدافع عن المصالح التي راكمتها عبر سنين طويلة من قبيل الإعفاء الضريبي للقطاع الفلاحي، تخفيض الضريبة على الشركات، معارضة الضريبة على الثروة، رفض رفع الضريبة على السيارات الفارهة،... ممثلة في حزب الاستقلال والحركة الشعبية، يجعل منه أداة في يد الدولة للضرب بيد من حديد على كل الحركات الاجتماعية وقمع كل الاحتجاجات والتي تشكل في الأصل الشرط الوحيد لوجوده على راس الحكومة، بل وتصريف أزمة البرجوازية الكمبرادورية على عاتقه: الرفع من ثمن المحروقات، الضريبة على السيارات القديمة التي كانت معفية، تحرير الأسعار، إخلاء والسطو على العقارات، تجميد الأجور،
ان حزب العدالة والتنمية بهجومها على التحركات الشعبية وحركة 20 فبراير كمن يحفر قبره بيده، فالدولة لم تقبل به في الحكومة إلا بفعل الضغط الشعبي الذي تعانيه ووجود شرخ في الهيمنة الطبقية بين مختلف الفئات المكونة للتحالف الطبقي المسيطر: الفلاحي منه والتجاري والصناعي والريعي مع كل روابطه بمختلف الدول الامبريالية ومصالحها المتناقضة.
وهذا الوضع يعيه جيدا الحزب، لكن لا يمتلك البديل بفعل موقعه الطبقي، فعبارة "مازال مانشوف رجلينا" التي يرددها بن كيران كلما اشتد عليه هجوم الدولة أو الاصالة والمعاصرة، هو تهديد لهما بالعودة القوية للربيع العربي وخرق نظرية الاستثناء المغربي التي يتغنى بها.
كما أن الدولة أو الطبقة الكمبرادورية المسيطرة غير مطمئنة البتة لحكم طبقة صغيرة ومتوسطة وخصوصا اذا كانت تستعمل نفس الايديولجية الإسلامية التي تعطي لها خصوصية وإمكانية التذبذب بين الاصالة والمعاصرة، وبالتالي فحزبها، الاصالة والمعاصرة، المعبر عن أطماعها ومصالحها، والذي كان مهيأ للحكم تحت صيغة ج 8 أو التحالف الحاكم قبل أن تطيح به حركة 20 فبراير والربيع العربي، يبني نفسه ويهاجم بطرق متعددة في انتظار مرور العاصفة التي يحاول ابن كيران تهدئتها، لأنه في كل الاحوال، وبفعل التدبدب الذي يعيش فيه، لا يمكن أن يبقى على رأس الحكومة، سواء هدأت العاصفة أو أتت على الأخضر واليابس.
إن صيرورة الأمور والأحداث تذهب في اتجاه بروز توجهين أو أكثر داخل حزب العدالة والتنمية، وهو أمر موجود حاليا، حيث يكفي مقارنة تيار بوانو، وبن كيران، والرميد، والذي يحاول الحزب تقديمه على انه ديموقراطية واختلاف لا يفسد للود قضية، والحال أنه تعبير عن تناقضات مصلحية بين فئة ستجد في اندماجها التدريجي في البرجوازية الكبيرة والكمبرادورية مرتعا خصبا، وستتحول من عالم العلم والكتب والفتاوى إلى عالم الأعمال والمشاريع الكبرى، وفئة تصر على الوفاء لفكرها ونظرتها البسيطة للأمور وهي بذلك ستظهر بوجه المحصن للحزب من الانزلاقات التي تجد أصلها في حركة وصيرورة الاقتصاد والقوانين الموضوعية، وهذا التيار سيجد مقومات الاستمرار والتحكم في السيطرة على جهاز الدولة والذي لن يتأتى سوى بالانخراط في المشروع الإرهابي الذي تقوده تيارات سلفية مماثلة مادام غير منغرس في الطبقة العاملة والفلاحين حاملي لواء التغيير والمجتمع البديل، أما التيار الثالث او الفئة الثالثة، فستتحول إلى فئة دينية منزوية عن ممارسة السياسة وهذا سيقوي دور حركة الإصلاح والتوحيد. كل هاته الفئات والتيارات ستنمو وتتطور في علاقات صدام وتحالف مع قوى لها نفس المشروع المجتمعي والمرجعية الاسلاموية كالعدل والإحسان ومختلف تيارات السلفيين.
إن المرحلة التي تفصلنا عن الانتخابات التشريعية ستكون مرحلة سياسية بامتياز برهانات مختلفة:
العدالة والتنمية يراهن على تحويل تفوقه التشريعي إلى تفوق جماعي ينتج عنه إنتاج مجلس للمستشارين ملتح،
الدولة المجندة بكل الوسائل للحيلولة دون حصول العدالة والتنمية على الأغلبية داخل مجلس المستشارين مما يعني بالنسبة لها انقلابا أبيضا وبداية لحقبة سياسية مختلف تماما، وستستعمل جميع الأساليب الجديدة منها والقديمة،
20 فبراير وعموم العمال والفلاحين والموظفين والطبقات الشعبية، مرحلة التصادم مع تحالف الدولة والعدالة والتنيمة قصد تحقيق مكتسبات على الجانب الاقتصادي والاجتماعي أو في اقل الأحوال التصدي لمحاولات تصريف الأزمة على كاهلهم.
وهي التصادمات التي يمكن أن تطعمها الدولة وتعمل على استثمارها قصد الحد من تنامي شعبية العدالة والتنمية التي تنمو من داخل الحصار نظرا للمنطق النفسي الانتقامي الذي أصبح سائدا في المجتمع: المقاطعة أو التصويت على عدو العدو والذي تستفيد منه العدالة والتنمية جيدا بفعل انضباط قواعدها في الوقت الراهن.
كما تراهن الدولة بشكل كبير على تفتيت التحالف الحكومي الحالي من الداخل بعد أن استطاعت وضع مؤيدين وتابعين لسياستها على رأس حزبين يتقاسمان نفس القاعدة الاجتماعية مع العدالة والتنمية ولهما تاريخ وموقع في الحياة السياسية، الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، حيث سيعمل الاستقلال قبيل الانتخابات التشريعية على خلخلة التحالف والمطالبة بتعديل والمطالبة بقطاعات حساسة بل قد تكون مطالب تعجيزية تعيد المرحلة التوافقية إلى الصفر.



#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة أو الطريق السهل لتبرير فشل حكومة ابن كيران -2-
- المؤامرة أو الطريق السهل لتبرير فشل حكومة ابن كيران _1_
- في تخليق المنظومة القضائية _الجزء الثالث والاخير_
- في تخليق المنظومة القضائية _الجزء الثاني_
- في تخليق المنظومة القضائية _الجزء الأول_
- محاولة لفهم مواقف وتناقضات الحوار الوطني لإصلاح منظومة العدا ...
- محاولة لفهم مواقف وتناقضات الحوار الوطني لإصلاح منظومة العدا ...
- محاولة لفهم مواقف وتناقضات الحوار الوطني لإصلاح منظومة العدا ...
- محاولة لفهم مواقف وتناقضات الحوار الوطني لإصلاح منظومة العدا ...
- بنكيران بين مطرقة المخزن وسندان المطالب الشعبية
- من قانون الإرهاب إلى قانون الإضراب
- أعطوا الوقت الكافي للحكومة الملتحية
- العمل النقابي بقطاع العدل بين الضرورة النضالية والضرورة السي ...
- العمل النقابي بقطاع العدل بين الضرورة النضالية والضرورة السي ...
- العمل النقابي بقطاع العدل بين الضرورة النضالية والضرورة السي ...
- العمل النقابي بقطاع العدل بين الضرورة النضالية والضرورة السي ...
- العمل النقابي بقطاع العدل بين الضرورة النضالية والضرورة السي ...
- السياسة في المغرب: لعبة الشطرنج
- سراب الحكم: رئاسة الحكومة من طرف العدالة والتنمية بالمغرب
- النقابة بدون سياسة كسيارة بدون مقود


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعين يعقوبي - المؤامرة أو الطريق السهل لتبرير فشل حكومة ابن كيران -3-