أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح محمد علي - صور الإمام علي !















المزيد.....

صور الإمام علي !


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 - 20:24
المحور: كتابات ساخرة
    


صور الإمام علي ! 
نجاح محمد علي
قررتُ أن أكتب هذا الاسبوع عن "صور" تنتشر على المنتديات في الانترنت يقولون إنها للامام علي بن أبي طالب بمناسبة ذكرى استشهاده.

هذه الصور تبدو غريبة جدا، ليس في شكلها فقط ، وإنما في التأييد الكبير الذي حصلت عليه، سواء من عامة من يسمون أنفسهم بشيعة علي، أو من مرجعيات دينية، غالى بعضها الى درجة أنه صرح بأن الشيوعيين الملحدين في روسيا، يحتفظون بواحدة من هذه "الصور" للامام علي في متحف في موسكو ويعتبرون عليا "أمير المؤمنين" وأنه ليس منحصرا بشيعيته، أو بالمسلمين!.
ذات يوم عندما كنتُ في طهران، زارني الصديق العزيز الاستاذ محمد عبد القادر الجاسم، وكان رئيس تحرير صحيفة "الوطن" الكويتية، وطلب مني أن نذهب الى مرقد الامام الخميني الراحل قدس الله نفسه الزكية، وبالفعل ذهبنا وأريته المرقد وكيف يتهافت الناس على زيارة صاحبه الذي سحر القلوب وفجر من منفاه عند ضريح الامام علي بالنجف، ثورة عظيمة غيرت وجه العالم ولا تزال تأثيراتها مستمرة حتى الآن.

وعند أحد البوابات وجدنا رجلا يفترش الأرض ويبيع صورا للامام الخميني، وهي إذاً "فرصة" للتكسب من "زوار" الأمام الذي يدفعون بسخاء بعد "جو" من الروحانية والسير نحو الله، حصلوا عليه قرب الضريح "من إقامة الصلاة، وقراءة القرآن والدعاء واستذكار ما كان يكتبه السيد الخميني عن الصلاة وسرها وقد أسماها رحمه الله بـ"معراج العارفين"، وليس بالتبرك بالقبر أو التمسح بجدران الضريح أو أعمدة المسجد!.

وقفنا نتأمل في الصور، وبعضها كان من فترة شباب الخميني ،ولكننا وجدنا صورة مختلفة لا تشببهه، بل هي قطعا لغيره.

كانت الصورة مرسومة لرجل مفتول الشاربين الى أعلى على طريقة الفرس القدماء، كثّ الحاجبين تجاوز الخمسين من العمر، قوي العضلات كأنه مصارع "بهلوان" جاء من الزورخانة التي تزدهر بها ايران منذ القدم وحتى الآن لممارسة رياضة "الفتوة" بطقوس يتردد في صداها اسم الامام علي عليه السلام كرمز لهذه الفتوة في ايران!.

سألني صديقي الجاسم: 
- من هذا الرجل؟ وربما حسبه واحدا من شهداء الحرب العراقية الايرانية من الشخصيات المرموقة، لكن الصورة بلباس صاحبها وهيئته العجيبة، كانت تتحدث عن زمن قديم جدا..
أعدت أنا طرح السؤال، ولكن على الشاب البائع وظننته قرويا جاء من الريف أو من اطراف المدينة القريبة الى طهران العاصمة لكسب لقمة العيش: 
- من هذا؟!!
وأثار سؤالي "غير المؤدب" من وجهة نظر البائع ومن كان حوله دهشة واستغراب بعض من كان حاضرا يطالع الصور، ورد البائع بتثاقل واضح، وباستنكار:
- ألا تعرفه؟!!..
فقلت بعفوية وصدق:
- لا والله لكنني أعتقد انني رأيته في مكان ما، ربما قرب منزلي..
- أجاب البائع باختصار شديد يلخص غضبه من جاهل مثلي لايعرف صورة إمامه، وهو يُخرج ما في فمه ببطء شديد، ولكنه كان يلقي بـ"مُسَلمَةً" لا نقاش حولها: 
-إنه الامام علي.. وقالها بفارسية تحوي الكثير من الاستهزاء بجهلي وجهل صاحبي الكاتب والصحافي والاعلامي الكويتي المعروف.

ووقعت إجابة "بائع الصور" عليّ تحديدا كالصاعقة لأن "صاحبي لم يكن معنيا كثيرا" يفترض بي وأنا المحسوب على مدرسة أهل البيت عليهم السلام، أن أعرف الامام علي وأعرف أوصافه وكل ما قاله عنه الرسول صلى الله عليه وعلى آله الكرام..
فعلي بالنسبة لي ليس مجرد شخصية تأريخية أو إماما مفترض الطاعة، أو خليفة لرسول الله سواء أكان الأول أو الرابع..
إنه الطريق الذي يوصلني الى سُنة رسول الله، والباب في "وأتوا البيوت من أبوابها" وفي قوله صلى الله عليه وآله "أنا مدينة العلم وعلي بابها...." الحديث.
وإنّي أشهد الله أحبُ عليا لأني أحبّ رسول الله روحي فداه، وأحب عليا وأتبع نهجه لأن الرسول امرني بذلك وهو صلى الله عليه وآله "لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى".. حيث قال: "من أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله"...
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم.."

سرحتُ بعض الوقت في "علي" وصورته التي أعرفها له في ذهني، ولم أتمالك نفسي فصحتُ في البائع، في خطاب موجه لكل الحاضرين:
- ويحكم.. هذه صورة "محمد القصّاب"، بائع اللحم عندنا في شارع دولت بطهران حيث كنتُ أقطن، وكان يبيعنا اللحم بسعر السوق السوداء، وبعض الدجاج المنقوع بالماء لأيام كي يزداد وزنه..
وهذه الأيام أيضا أعاد بعض الشيعة، نشر صورة قالوا إن راهبا رسمها للامام علي، وهي موجودة في متحف بروما، وربما هي نفس الصورة التي أشار لها البعض في موسكو بقوله إن وزيرا للشاه السابق اطلع عليها في عاصمة الاتحاد السوفيتي السابق.

ولهذا فانني يحق لي أن أتساءل: 
- كيف يسمح مراجع الدين لنشر مثل هذه "الخزعبلات" وترويجها ولا يستنكرون نشرها، في زمن نحن أحوج فيه الى الالتزام بنهج علي وفكره وخطه. وأن البحث عن صور بالتباكي وما وصفه بعض المخلصين البسطاء تعليقا على "الصورة" التي يقولون إن راهبا رسمها في الكنيسة التي تحولت الى مسجد بُراثا في بغداد بالقول "إن علينا إعادة الصورة من متحف روما "وكأنهم قرروا وقضوا جازمي بأنها هي فعلا للامام علي!..

لماذا تغض المرجعية الدينية غالبا الطرف أو تتغاضى عن انتشار "الخرافة" ولا تتصدى لها، بل وتدعمها في الكثير من الأحيان، وهي لا تقتصر على الصور؟..

في الزيارات الى مراقد الأئمة نجد الكثير من "الخرافة" أو ممارسات غير مقبولة وافضل الحالات الاستهانة بالزمن والتفريط به، وهنا نتحدث عن زيارات للامام علي وابنه سيد شهداء اهل الجنة الحسين، وحفيديه موسى الكاظم ومحمد الجواد، وطبعا الامامين العسكرين عليهم السلام جميعا، وما تشهده الزيارات "الطويلة زمنيا" من تفجيرات يذهب خلالها المئات من الضحايا، عدا تعطيل البلاد لأشهر في العراق، وكأن صراعنا مع نظام البعث السابق، كان من أجل هذه الزيارات وحسب، برغم أنني شخصيا أؤديها في أوقاتها المناسبة ومن منزلي أو اي مكان أكون فيه.. عن بعد؟!. وأدعو فقط الى الوسطية فيها، خصوصا وأنه لم يثبت أبدا أن الزيارة عن بعد غير مجزية، أو أنها لا تؤدي الغرض، فلماذا الاصرار على "الطقوس" بدلا من "الدروس"؟!.

صرخة أطلقها للمرجعيات الدينية لكي تحفظ "الطقوس الدينية" من بعدها المعنوي ومن التسييس الطائفي المثير لنعرة طائفية في الجهة الأخرى بما يكرس الفرقة والانقسام داخل المجتمع المسلم الواحد بما يحمل ذلك من تداعيات خطيرة على الوطن الواحد ويلغي أو يضعف مفهوم "المواطنة" عند الشيعة في أوطانهم.

وأما الصور التي تنتشر ويحرص الكثيرون على الاهتمام بها حتى التقديس، فإني أرى أنها تسيء لعلي عليه السلام، كما تسيء لمحبيه وهي إذاً واحدة من أوجه تحول الولاء الديني الى عقيدة انتماء قبلي، فلعلي بن أبي طالب صورة واحدة هي المرسومة في العقل والفكر والقلب وليست في متحف في روما أو موسكو أو حتى في القمر والشجرة كما يقولون، وهي صورة ذلك الفتى المطيع لرسول الله ويقول عنه هو: "ولقد كنتُ أتبعه اتباع الفصيل إثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالإقتداء به"، العامل بأحكام شريعته وفق شروط الزمان والمكان، الذي كان يقول: قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً..

الصورة التي أراها للامام علي عليه السلام أنه كان ولا يزال نموذجا حيا وراقيا لعملية تأسيس الوحدة الإسلامية والترفع عن الخلافات، والسعي المتواصل نحو التوحيد لا التشتيت..

ورحم الله المفكر الايراني الراحل علي شريعتي عندما قال عن الامام علي بن أبي طالب عليه السلام إنه: كان أول من وضع حجر الأساس وأرسى قواعد الوحدة في المجتمع الإسلامي، وأول من قدم القرابين وضحى، وتحمل أثقل ضريبة، ودفع أغلى الأثمان التي يمكن للإنسان الراقي والسامي لمستوى الكون أن يدفعها من أجل الوحدة"..

أليست هذه هي صورة علي التي يجب أن تكون له، أم أن نرسمه بكل اسقاطات ذهن تربى على الأنا والقوة، وإقصاء الآخر كما تظهره الصور التي تحاول أن تعكس شجاعته، بصورة فارس أو قصاب أو حتى طرزان؟..

وعذرا لوليد الكعبة وشهيد المحراب ..

إلهي: لا تجعل إيماني بالإسلام ومحبتي آل الرسول كإيمان المتاجرين بالدين وبالتعصب وبالرجعية كي لا يأسر رضا العوام حريتي وكي لا يدفن ديني خلف (محل ديني) وكي لا تصوغني العوام مقلِّدا للذين يقلدوني فأسلم من كتمان ما أراه حقاً لأنهم لا يستحسنونه!.

إلهي: أنا أعلم أن إسلام رسولك قد بدأ بـ(لا) مثلما أعلم أنَّ تشيع وليك قد بدأ بـ(لا) أيضاً فاجعلني يا باعث محمد ويا حبيب علي بـ(إسلام نعم) وبـ(تشيع نعم) كافراً!!.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعاج الشيعة!
- الغرقانة .. فيلم للكبار فقط !
- آلام السيد المسيح !
- شيش كباب كردي !
- ناعور السلطان !
- غيبوبة مام جلال !
- يالصوص العراق إتحدوا !
- سلطان البغدادية !
- لصوص وحرامية !
- مسامير : ليلة القبض على مقتدى !
- اختفاء-سيفي القيسي-رئيس تحرير صحيفة - السفير - العراقية في ظ ...
- ليلة القبض على مقتدى !
- أفواه وكواتم !
- محاكمة المالكي !
- صلّوا على الحبييييييب ! 
- وطن مام جلال !
- أبو الويو !
- رياح تنقض الوضوء!
- وأين صاحبي حسن؟
- فلَّشْ وإكلْ خِسْتاوي !


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح محمد علي - صور الإمام علي !