أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - عبد الرزاق عيد وأسواقه الطائفية














المزيد.....

عبد الرزاق عيد وأسواقه الطائفية


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 - 19:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبد الرزاق عيد وأسواقه الطائفية
صفعة من الغارديان البريطانية

لو أعدنا النظر في الظروف والأسباب التي أدت إلى انتكاسات الحركة الماركسية في الوطن العربي في العقود الماضية، فلا بد من الاعتراف أن أحد هذه الأسباب كان وجود متاجرين رخيصين يتخذون من أي فكر إنساني نبيل سلماَ للتسلق إلى مآربهم الصغيرة. وهذا ما ينطبق على عبد الرزاق عيد البروفسور الذي ظل ينظر ويتاجر بهذا الفكر إلى أن وجد تجارة أكثر ربحا في الدفاع عن أفكار أخرى تتناقض مع كل ما سبق أن طرحه في الماضي.
كل من كان يشاهد عبد الرزاق عيد على الشاشات الفضائية التي قدمت لنا مثقفيها المعلبين، قبل أن يأفل نجمه ونعرف خلافاته المالية مع رياض سيف والاتهامات المتبادلة بينهما، لا بد أنه أدهش لكمية الزبد التي كانت تتطاير من فمه والشرر المبعث من عينيه وهو يتعثر بالمفردات والجمل التي لم تكن تقول شيئا سوى الاستغراب والدهشة مما يفعله" رعاع الريف وحثالة المدينة" - وهذه عبارته المفضلة لوصف كل من يختلف عنه منذ وقت طويل قبل اندلاع الأزمة في سوريا . كل ماكنا نفهمه من كلام عبد الرزاق عيد هو أنه غاضب وعلى كل المخلوقات أن تغضب لغضبه.
هناك عدة نقاط يجب التعرض لها كي نفهم فضائل عبد الرزاق عيد. وعلى رأسها أنه لم يتعرض بأية إدانة لكل ما قام به ثواره من جرائم القتل والخطف والتدمير، مصرا على ما يبدو على تنزيه هؤلاء الثوار عن كل خطأ، على الرغم من أن تطور الأحداث أثبت أنهم يمارسون أبشع أنواع الجرائم وأنهم مرتزقة جاؤوا من 29 دولة وأن عددهم يتجوز ال65 ألف مقاتل ( حسب تقرير الأمم المتحدة). فهل نتوقع من هؤلاء نشر الديمقراطية والتسامح وإرساء الأسس الصحيحة لحقوق الإنسان؟
عبد الرزاق عيد الذي خان جيلا بكامله من الشباب التقدمي في سوريا حين يتحول مثل كثر غيره من اليساريين إلى داعية من دون لحية أو عمامة حين يقول في إحدى مقالاته إن شهادة" لا إله إلا الله محمد رسول الله " هي حكر على السنة. وبمعنى آخر لا يجوز لغيرهم النطق بها. فهل هناك تكفيري يقول أكثر من ذلك؟
والأهم من ذلك ما أتحفنا به عبد الرزاق عيد من معلومات عن أسواق السنة التي يقيمها العلويون لمنهوبات المناطق السنية. وقبل أن أقدم له الرد على لسان صحيفة الغارديان البريطانية، أحب تذكيره بأن الأطفال الصغار فقط هم الذين يطلقون أحكاما عامة على فئة معينة بانها كلها أشرار وأخرى كل من فيها هم الأخيار، وأن هذا منطق طائفي متخلف ينتمي إلى ما قبل تحضر بعض البشر.
سأكتفي بالرد على عبد الرزاق عيد باقتباس ما جاء في تحقيق أجرته الغارديا من داخل مدينة حلب. في هذ التحقيق يقول القائد الميداني من ثوار عبد الرزاق عيد " وحسب أبو اسماعيل، وهو قائد ميداني ينحدر من أسرة غنية، وكان يدير شركة ناجحة قبل أن ينخرط في القتال ضد بشر الأسد: كثير من الكتائب التي دخلت حلب الصيف الماضي جاءت من الريف. وهم فلاحون يحملون حقدا عمره مئات السنين تجاه أبناء حلب الأغنياء الذين لم ينتفضوا ضد بشار الأسد. لقد أراد هؤلاء الانتقام من أبناء حلب". فهل يجوز لنا لفت انتباه البروفسور الشيوعي سابقا والملا غير المعمم حاليا بأنه كان من الأصح اعتبار هذه الممارسة تعبيرا عن صراع طبقي عابر للطوائف وليس حكرا على طائفة بعينها، مع ضرورة إدانة أي عمليات قتل أو نهب، كائنا من كان القائم بها.
وأخيرا نورد لعبد الرزاق عيد ما جاء على لسان بطله المفضل عبد الجبار العكيدي، نائب رئيس المجلس العسكري في حلب، في هذا التحقيق إذ يقول" المعركة بدأت تراوح في المكان. ولم يعد هناك أي تقدم. وحتى الشعب سئِمنا. جئنا كمحررين له، لكن الناس بدأو يرفضوننا، ويتظاهرون ضدنا".
لقد أوشكت حفلة التدمير الذتي في سوريا على الاكتمال. وأخذ " دعاة الثورة" يبشروننا ببدء مرحلة تطبيق أحكام " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". فهل حان وقت استعادة العقل عند من تخلوا عن عقولهم؟ أما الذين خدعونا بأنهم عقلاء فليهنأوا بتحريضهم على القتل والتدمير بكل أشكاله، ومنه الطائفي.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستحمار أعلى مراحل الإمبريالية
- معارضة من أجل الوطن أم ضده؟
- المسافة بين عبد الرزاق عيد وعدنان العرعور
- معارضة ضائعة أم تدعي الضياع؟
- المثقف السوري يتحول إلى -بائع حكي-
- السوريون: سنة بلا رأس ومعارضة بلا رؤية
- عرب يهزمون أنفسهم إن لم يجدوا من يهزمهم
- مرة أخرى يفعلها أخوة يوسف
- من الصراع في سورية إلى الصراع على سوريا
- السلطة الفلسطينية وفرصة الضحك الأخيرة
- إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا
- هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟
- هل هي بداية تآكل النظرية الصهيونية؟ما معنى أن يقول إسرائيلي- ...
- ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي
- ويسألون لماذا نكرههم
- الغرائزية الدينية في خطاب القنوات الفضائية
- وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب
- ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز
- حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام
- ماذا تنتظرون من ميتشل والشهور الأربعة؟


المزيد.....




- -بلومبيرغ-: مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي يعملان على فرض عق ...
- روسيا تمتنع عن التصويت لتمديد مهمة عملية -إيريني- قبالة ليبي ...
- خبير مصري يكشف ما مصير مقترح بايدن لوقف الحرب في غزة
- بلجيكا تؤكد حظر استخدام أسلحتها خارج أراضي أوكرانيا
- هزة أرضية خفيفة تضرب مدينة المرج الليبية للمرة الثانية خلال ...
- غوتيريش يعول على إحلال سلام طويل الأمد في غزة بعد مقترح جديد ...
- خارجية ليتوانيا: يمكن لهنغاريا التأثير على روسيا لحل الصراع ...
- -مسار للخروج من المأزق-.. ألمانيا تعلن دعمها لمقترح إسرائيلي ...
- نتنياهو يتلقى دعوة لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأميركي بمجلسي ...
- انتشال جثامين عشرات الشهداء من جباليا بعد انسحاب قوات الاحتل ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - عبد الرزاق عيد وأسواقه الطائفية