جمال المرأة مطلب اساسي في الزواج

شمسان دبوان سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 11:57
المحور: كتابات ساخرة
    

بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود ...... فمها مرسوم كالعنقود .... ضحكتها انغام وورود . ورد عن الجمال أنه ثالث ثلاثة من القيم التي شغلت الفكر البشري منذ بدأت حياة الإنسان على ظهر هذه القيم هي: الحق والخير والجمال. والجمال له جانبان حسي ومعنوي ولم يتوفق الانسان لحد الان في وضع مقاييس او حتى مراتب محددة لمعاني الجمال . سنحاول البحث بلمحة بسيطة ومختصرة عن معاني الجمال بشكل عام و جمال المرأة بشكل خاص .
باختصار شديد ورد لفظ الجمال في القران الكريم بثلاث معاني وهي الصبر الجميل الذي لا مشتكى منه الا لله كما في الآية " واصبر صبرا جميلا " والهجر الجميل الــذي لا إيــذاء فــيــه لــلــشــخــص الــذي هــجــرتــه كما ورد في الآية الكريمة " واهجرهم هجرهم جميلا " كما ورد ايضا بمعنى الصفح كما في الآية " واصفح الصفح الجميل " الــذي لا مِـنـّـة فــيــه عــلــى مَــنْ صَــفـَـحـْـتَ عــنــه . هذه المواضع الثلاثة هي المواضع التي استخدم فيه الجمال بصفة مباشرة ، لكن القران الكريم عبر عن الجمال بألفاظ اخرى مثل الحسن والزينة ، الجمال والتسوية .
ورد الجمال في القران بمعنى الانطباع الذي يخلّفه الشخص فيما يرى بـهجةً ومتعةً، أو او ما يحقق الرضا في نفسه سواء تحقق هذا الرضى عن طريق الحواس أو عن طريق الإثارة الوجدانية. ففيما يرتبط بالحواس يأتي استعمال هذه الكلمة للتعبير عن إشباع حاجة الإنسان إلى متعة النظر كما ورد في الآية " والأنعام خلقها لكم فيها دفئ ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم)) [النحل 5 - 7] . فهذه الأنعام نافعة، ولكن القرآن الكريم تحدث عن الإحساس بجمالها في سياق مستقل عن المنفعة ولم يكن هذا الشعور بالجمال بسبب المنفعة المتأتية من الأنعام وحسب بل لأنها كانت تشبع حاجة انفعالية معينة في نفوسهم، وكأن إشباع هذه الحاجة يمثل واحداً من منافعها لتستوي فيها المنافع المادية والانفعالية. وبـهذا أيضا فإنك ترى أن هذه الآية الكريمة لا تربط بين الجمال والمنفعة، أي أنـها لا تتحدث عن الجمال المحسوس في الأنعام انطلاقا من كونـها نافعة، وكذلك فإنـها لا تفصل بينهما بل تجعل الشعور المستثار بالجمال واحدة من منافعها وسببا لمتعة النظر وبـهجة القلب. وليس من الضرورة أن يكون مثل هذا الإحساس مرتبطا بحقيقة الجمال الكائن في الشيء المرئي، فقد لا يكون ذلك "الشيء" جميلا من وجهات نظر أخرى، ولكن شعور الرائي بالارتياح النابع من رؤيتها يضفي عليها صفة الجمال . ومن التعابير الوارد في وصف الجمال والتي ذكرت اعلاه من الصبر والصفح والهجر . هذه المعاني لم تأتي نتيجة تحقيق رضا الحواس ولكن اتت نتيجة تحقيق الرضا الوجداني الذي يتركه الانسان في موقف من المواقف . أي ان الجمال صفة لوقع مخصوص للموصوف في نفوس الآخرين . ومن الملاحظ ان هذه الآيات لم تربط بين المنفعة والجمال ، في دلالة على المنفعة ليست شرطا اساسيا لمعنى الجمال . اذن لا معنى لجمال المرأة فيما يتعلق بالمنفعة .
ايضا ورد الحسن كلفظ اخر من الفاظ الجمال ليدل دلالة جوهرية منصرفة إلى كون الجمال جزءا من تكوين " الشيء " وحقيقته . قال تعالى في سورة الاحزاب " لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن " صدق الله العظيم . وورد في الحديث الشريف قو الرسول (ص) " في تحذيره للمؤمنين من خضراء الدمن التي بيّن أن المراد بـها هو: " المرأة الحسناء في المنبت السوء ". فالحسن صفة جمالية حقيقية في المرأة وهو جمال مادي ملموس وليس معنويا فيها ، من جهة اخرى يصح التعبير في ان الجمال هنا ليس جمال معنويا بمعنى أن المرأة تبدو له جميلة مع أنـها ليست في واقع الامر ليست كذلك . فلم يرد لفظ السياق بمعنى " ولو اعجبك حسنهن " " والمرأة الجميلة في المنبت السوء " . أي ان الحسن صفة جمالية فعلية في الشيء ذاته بغض النظر عن أثره في الآخر أو عدم أثره ، بمعنى اخر " الجمال لفظ يعكس تأثير الشيء المرئي في النفس، والحسن لفظ يعكس الجمال الذي يوجد حقيقةً في ذلك الشيء والذي يتفق عليه الرائون بدرجات متفاوتة " . اذن الملاحظ ان الباحث عن معنى جمال المرأة من كونها امرأة حسناء فيه نوعا من التحذير كما سبق الاشارة اليه فقد تكون المرأة حسناء شكلا لا مضمونا وهذا لا يمكن اعتباره معيار اساسيا في اختيار الزوجة . لان المرأة للرجل سكنا ولباس للرجل – والخير في لباس التقوى – ولا يمكن للرجل ان يتخذ المرأة سكنا يجلب له الشقاء فيما تبقى من عمره .
ويبقى مفهوم التسوية هو اعلى مراتب الجمال التي شملت معانيه الظاهرة والباطنة وهي تمثل أعلى درجات الاكتمال والاعتدال والجمال ، وهي اللفظ الوحيد من بين ألفاظ الجمال في القرآن الكريم الدالة على ملاحظة الجمال في بعديه الظاهر والباطن . ولفظ التسوية لم ترد في القران الا مقرونة بالخالق الباري المنزه عن جميع النقائض والعلل ، قال تعالى " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " سبحانه -: ((أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا " الذي خلقك فسواك فعدلك " ..... الخ . والملاحظ ان المرأة لم يكن لها حظا من هذه التسوية ، وهذا مصداقا لحديث الرسول (ص) – الذي لا ينطق عن الهوى- في اعوجاج المرأة ، فهي ناقصة عقل ودين – وجمال ايضا – أي ان الجمال في المرأة ليس جمال معنويا .
اذن لا وجود لمعنى الجمال في المرأة الا بمعنى الحسن الذي ورد بمعنى التحذير من اعتباره كمقياس اساسي لاختيار المرأة كشريك ، ولم يرد بمعنى الفائدة والاستفادة كما ورد في سورة الانعام ؟ لم تذكر المرأة والا مقرونة بالتحذير والكيد والنفاق ... الخ . اذن كيف نعتبر مقياس محدد لاختيار الجمال في المرأة ؟ هل يمكن للمرأة ان تكون جميلة اذا تزينت ... لكن زينة المرأة في الاماكن العامة محرم شرعا ، واذا اخذت المرأة زينتها عند كل مسجد لكن صلاتها في بيتها خير من صلاتها في المسجد ، اذن يبقى للمرأة ان تتزين وترتدي ملابس الجمال من التقوى والزينة .... الخ . امام زوجها فقط لتبقى سكنا و لباس له . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار . والحمد لله رب العالمين .

#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات