معنى الشجرة في ... حياة الحب ومقبرة الفراق

شمسان دبوان سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 11:30
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

الحب أساس الحياة . مهما تهرب الرجل من الحب والزواج في سبيل الاستمتاع بالحرية إلا أن ذلك لا يجدي نفعا . ولابد أن يقع في الحب فيلقى عليه ويودعه في القفص الذهبي وهو سنة من سنن الحياة ، بالحب تجد من يرعاك ويهتم بك ويعطي لحياتك معنى نفسيا وقيمة إنسانية ومكانه اجتماعية . للبيئة التي يتربى فيها الفرد دورا مهما في زرع معاني الحب فيختلف شباب الريف المحافظين والملتزمين بالعادات والأخلاق والضوابط الاجتماعية والقبلية في عدم الاختلاط وغياب الوسائل والاتصالات التي تقودهم إلى تمثيل ادوار قيادية في ذلك . من جهة أخرى مشاعر الحب ربما لا يتحكم بها الإنسان فذلك مما لا يملك ولذلك قيل إن الحب أعمى فإذا حب احد لأول مرة أو لم يصل إلى مرحلة النضج العاطفي فينسيه الحب كل مساوئ الحبيب . وللحب ثمار .... ينطق البليد بأحلى وأجمل آياته ويفتتن عقل البليغ فيعوقه دون الوصول إلى غايته . يتحدث الشباب عن قصص الحب وتجاربهم وذكرياتهم فيه وأنا لا املك سوى صناعة قصص خيالية تجبر الشباب على الإيمان بأنني مررت وعانيت من تجارب حب مؤلمة .لكنني لم امثل أي دور لشخصية رئيسية أو ثانوية في مسرحية الحب في الحياة . أما السؤال الأخر وهو توضيح معنى الشجرة وعدم القدرة على التفريق بين الحب والفراق ....
للشجرة مفاهيم عديدة ودروس مهمة في الحياة لمن عرف بقدر الشجرة . فالشجرة الخبيثة هي من طردت أبونا ادم من الجنة بفعل غواية المرأة كما ورد في كتب الأثر ولهذا خصص الأديب الراحل عباس العقاد كتاب اسماه بالشجرة وقد بحث فيه ما يغني احد من السؤال عن كيد المرأة وشرها ؟؟ من الأشجار شجرة الزقوم طعام الأثيم ... من الأشجار شجرة العلقم السامة ..... ومن أشجار الشوك من لا يجرؤ البشر على لمسها .... أو حتى الاقتراب منها لرائحتها الكريهة ..... ومهما تحدثنا عن أضرار الأشجار إلا أننا لا يمكن الاستغناء عنها ... فمنها مأكلنا ومشربنا وملبسنا وعلاجنا وشريك حياتنا ومتنفسنا .... فالأشجار هي من تبعث فينا الحياة بامتصاصها لثاني أكسيد الكربون وتزويدنا بالأوكسجين ....... بالأشجار نحتمي من حرارة الشمس ومن عواصف الرياح والأتربة وبها نجد ملجأ من تقلبات الزمن وقصصه المأساوية للأشجار فوائد لا تعد ولم تكتشف بعد ..... ولهذا حثنا الإسلام على غرس الأشجار حتى قيام الساعة ..... أما ربط موضوع الحب بالشجرة فهو واضح جدا ولا يتطلب مني التوضيح ففي الأثر ورد عن رسول الله التحذير من خضراء الدمن وهي المرأة الحسناء في المنبت السوء ومن هنا جاء ربط موضوع الحب بالشجرة ..... فلابد للحياة من شجرة استظل بظلها واستنشق من ريحانها جذورها في أعماق الأرض لا ترضخ لتقلبات الزمن ومآسيه .....أتعلم منها دروس الصبر والإيثار والمحبة والإخلاص فمن الأشجار من ترميها بحجر فتعطيك أحلى ثمر ... ثمار زينة الحياة الدنيا وبذور صالحة يستفيد منها الزمن بمراحله المختلفة ... وليبقى لك رمز خالد بعد الممات وهذا ما يتركه البشر من ممتلكات بعد موتهم ؟؟؟ أما الدعاء بان لا أكون من الأشرار ... إخوان الشياطين فهم العزّاب القادرون على الزواج ولم يتزوجوا بعد ... وللقراء الأعزاء أن يفرقوا بين شجر الرمان وشجر الزقوم لتعرف الفرق بين حياة الحب ومقرة الفراق ؟؟

#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات