أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - شمسان دبوان سعيد - التربية والتعليم حصاد للمعرفة أم المؤهلات ؟















المزيد.....

التربية والتعليم حصاد للمعرفة أم المؤهلات ؟


شمسان دبوان سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 20:56
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يصل الإنسان إلى طريق مسدود عندما ينحرف عن الهدف الذي أتى من اجله ، وهذا ما ذكره القران قبل أربعة عشر قرنا من الزمان . ما أجمل أن يتعلم الإنسان ويسخر علمه ومعارفه في خدمة الإنسانية والعيش بسلام . ما أصعب أن يتعلم الإنسان كيف يقضي على أخوه الإنسان فالعلم مقاصده كثيرة ونتائجه ايجابية وسلبية . لكن الأغرب من ذلك أن يتعلم لغرض الحصول على وظيفة .
يذهب إلى المدرسة كل يوم يحمل حقيبة ممتلئة بالكتب والأقلام والقرطاسية ، يصل إلى المدرسة ليقضي أوقات الفراغ فقط لاغير ، دقائق في طابور الصباح يتلوها ساعات داخل الفصول الدراسية . يتلقى دروسا في مختلف المواد الدراسية لكنه سرعان ما يرمي ما تعلمه في صندوق المهملات الموجود على جانب الباب من الداخل ؟ . وفي اليوم التالي يتكرر المشهد ومشاهد أخرى يستعد الطالب لأخذ عقوبة عدم كتابة الواجب المنزلي وهكذا تستمر الدائرة كل يوم . يدخل مدرس التربية الإسلامية ويشرح درسا عن السرقة ... ليغادر الفصل الدراسي وقد فقد تلفونه ؟ يشرح درسا عن الحوار وأساسيات التعامل مع الآخرين ليرى ثمرة جهده على الطريق وقد شاهد طلابه يتبادلون التحايا بالشتائم ؟ وهكذا تمر الأيام دون أن نتعلم لأجل العلم . ولكن ننتظر الخلاص والحصول على وظيفة .
من العيب جدا أن نتنقل في المراحل الدراسية حتى نصل إلى مرحلة الجامعة لنجد أنفسنا أمام عقبة كبيرة لاختيار التخصص الذي نرغب دراسته . من العيب جدا أن يزاحم الطالب في طابور التسجيل في الكلية ويهتف بأعلى صوته أريد ادرس كمبيوتر وهي في القسم الأدبي ؟ حتى وصل البعض إلى صلاة الظهر جهرا أربع ركعات ، لا نعرف شيئا عن صلاة الخسوف والكسوف والغائب بل سماها احد الطلاب بالصلاة الجديدة التي لم يرى فيها ركوع؟! . أننا في أمس الحاجة إلى استيعاب ما تعلمناه في المدرسة . وان نتعلم لأجل العلم لا لأجل الوظيفة ولا لأجل المؤهلات الدراسية .
توصلنا إلى مواقف محرجة في الحياة العملية شعرت بالندم بعدها على سنين قضيتها في الكلية والمدرسة هباء منثورا . قررت أن أعيد الدراسة من جديد ، ندمت على الثمار التي حصدتها على مر سنين . ليتني احتفظ ولو بجزء بسيط مما درست في المدرسة أو الجامعة ، ليتني تسلقت الأسوار وقررا يوما ما الفرار من الفصول الدراسية والتحقت بالحياة العملية وبنيت مستقبلي واعتمدت على كد يدي . العديد من الزملاء اتخذوا قرارات صعبة جدا وقرروا العزوف عن الدراسة وأقاموا مشاريعهم الخاصة ونحن مازلنا متمسكين بمبدأ العلم والتعليم في بلد لا يثمن قيمته ولا يعير له أي اعتبار يذكر ، بل أصبح المدرس عيبا يشار إليه بالبنان بالاستحقار والازدراء فالمجتمع لا يزوج المدرسين والشباب لا يتزوجون الطبيبات والعاملات في القطاع المختلط والجامعيات ؟ في السطور التالية دعني أفصح عما لاقيته من عواقب وخيمة جراء تلك الإهمال والاستفادة من سنوات العلم والتعليم .
قررت أن ادرس اللغة الانكليزية على مدى أربع سنين في الجامعة ، لا لأنني أحب اللغة الانكليزية ولكن لان هذه اللغة مستقبلها جيد ومطلوبة في مختلف الوظائف وان كانت تلك الوظائف لا تحتاج اللغة إطلاقا ، لكنها صارت بندا بارزا في التقدم إلى أي وظيفة في القطاع الخاص . من جهة أخرى كان سبب اختيار اللغة الانكليزية كمادتي المفضلة وذلك بسبب سهولة الانتساب في الجامعة فأوفق بين الدراسة والعمل على حد سواء ، والسبب الثالث يرجع إلى أن كافة الزملاء قرروا دراسة اللغة الانكليزية – فقلت وأنا واحد منهم ؟ أعذار كانت أقبح من الذنب الذي ارتكبته في هذا الاختيار . أربع سنوات لم اعرف يوما أن استمعت لشريط لأتعلم اللغة كما ينطقها أهلها . تعلمنا محاضرات نظرية في مادة الاستماع من مدرس عراقي الجنسية ناهز عمره على الثمانين عاما لا تجد معظم الحروف الانكليزية مخارج منه – مع احترامي الشديد لكل الأساتذة الأعزاء – وهذا ما جعلني أجيب على أسئلة الاستماع قبل أن استمع إلى الشريط المسجل عندما تقدمت إلى اختبار تحديد مستوى لدراسة التوفل ؟! وبالنسبة للقراءة والكتابة فقد تعلمنا دورات على يد مدرس فلسطيني الجنسية لا يعرف أي طريقة من طرق التدريس سوى مهارات الرسوب الجماعي ؟! مدرسين آخرين تعاملوا معنا ليس كقادة للأجيال وإنما كأطفال متمردين لم نسلم من أساليب العنف والتوبيخ إلا استخدام العصا كما مر علينا في المدرسة ؟ أما بالنسبة للأدب الانكليزي فحدّث ولا حرج ، منذ افتتاح الكلية ونحن نتلقى تدريس الأدب من قبل مدرس هندي ناهز عمره على الثمانين عاما . لا نستطيع القول انه مقصر في مادته لكننا لا نفرق بين نطقه للانكليزية والهندية ؟! لكن النجاح كان مضمونا بسبب المنهج الثابت في الاختبار وهو عبارة عن ملخص لما تم دراسته في فترة الترم يحفظ عن ظهر قلب ويكتب كما حفظ فكان النجاح في مادة الأدب الانكليزي من أفضل المواد وأكثرها تقديرا ..... أضف إلى ذلك أن عمادة الكلية كانت تتبع سياسات ، الرسوب أكثر – الربح أكثر " ومن يرسب في أي مادة عليه أن يدفع مبلغ مقابل إعادة الاختبار مرة أخرى في دور أخر ؟ سياسات ومرحلة إعداد فاشلة بكل ما تحمله الكلمة من معاني الفشل . لكن هناك بعض الطلاب الذين لم يعتمدوا على المهارات والدروس والمحاضرات الجامعية ولكنهم طوروا من مهاراتهم وقدراتهم وصمموا أن يكونوا متفوقين رغم فشل العملية التربوية في البلاد . معظم الخريجين من الجامعات اليمنية وجامعة صنعاء على وجه الخصوص لم تقبل شهادتهم الجامعية أمام دبلوم من المعهد الأمريكي "يالي" .
بالأخير لست اسخر من قدراتي ومهاراتي في التعلم ولكن أردت التوضيح أن الجامعة أو المدرسة لم تعد كافية لإعداد الفرد الإعداد الجيد ولكن على الفرد أن يبذل أقصى جهده للوصول إلى الهدف ، فما هو الهدف من حصول طالب على درجة البكالوريوس في ماد القران الكريم وعلومه وهو لا يجيد القراءة بصورة صحيحة؟ وكيف تعدى هذه المراحل منذ البداية ؟ وكيف قرر أن يلغي مادة التجويد من علوم القران بحجة أن التجويد لم يكن موجودا زمن الرسول (ص)؟! إذن الفرد هو من يصنع نجاحه بجهوده الفردية بالإضافة إلى المنهج . فهناك العديد من الطلاب الذين وصلوا إلى غاية هدفهم .
نحن بحاجة ماسة إلى إعادة اعتبار للمنهج الذي تعلمناه في المدرسة والجامعة كجزء لا يتجزأ من أهداف العلم والتعليم والتربية ، بحاجة إلى الاستفادة من خبرات الآخرين وإبداعاتهم و جهودهم الفردية في سبيل تحقيق النجاح والتفوق . تمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح .



#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة السعودية تصنع أفاق التغيير
- صالح في نظر الموهوبين ؟
- أيوب طارش رمز من رموز الوحدة اليمنية
- الانسان قيمة اجتماعية أم بشرية؟
- اليمن - ثورتنا ثورة سلمية
- الجنة الحلم الضائع لدى الفرقة الضالة
- نداء عاجل - السفاح صالح يبحث عن اقرب الطرق إلى الموت
- رياح التغيير
- عندما تتحول العلاقة الزوجية إلى حرب أهلية – الجزء الثالث
- نظام آل سعود وإثارة الفوضى في البلاد العربية – اليمن أنموذجا
- عندما تتحول العلاقة الزوجية إلى حرب أهلية – الجزء الثاني
- آل سعود - النظام الداعم لقمع الثورات العربية ضد الظلم والفسا ...
- عندما تتحول العلاقة الزوجية إلى حرب أهلية – الجزء الأول
- صالح يصف شخصيته ومنجزاته في ميدان السبعين
- السفاح صالح بين جمعة التصالح.... وجمعة الفرصة الأخيرة
- الحرب ضد النسوان.... أخر وسيلة لبلطجة الحاكم
- لو كان الفقر رجلا لقتلته
- عرض سعر لإصدار فتوى تحّرم إختلاط الرجال
- نحو صداقة إنسانية ومواطنة متساوية
- بلطجة الحكام هدف واحد .... وحيل متعددة


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - شمسان دبوان سعيد - التربية والتعليم حصاد للمعرفة أم المؤهلات ؟