أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الديموخراسية وربيع العرب














المزيد.....

الديموخراسية وربيع العرب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 17:53
المحور: كتابات ساخرة
    


نعيش اليوم، وبكل فخر واعتزاز، مع عصر وحقبة جديدة من اللامعقول والعبث العربي المضحك بحث صار أفضل تفسير لمفردة الديمقراطية كما عرفناها، وتعني حكم الشعب، وتتألف من مقطعين ديموس ويعني الشعب، وكراتس ومعناه سيادة أو حكم، هي الديموخراسية، أي إسكات وإخراس الشعب.
وهذه الديمخراسية، إأي إخراس وإسكات الشعب، لا تنطبق، فقط، على الدولة القهرية الشمولية والعسكريتارية الفاشية العشائرية الأبوية القمعية البوليسية كما عرفناها في النصف الثاني من القرن العشرين، لأن هذه المنظومة العسكريتارية تبنت الديموخراسية منذ بداية تكونها ونشأتها، بل تنطبق على تلك الدول التي تنعمت فيه ببركات الربيع العربي، أو تلك التي أصبحت حوامل وحماماً زاجلاً يحمل الحرية إلى شعوب المنطقة في الوقت الذي لا تمتلك فيه أبسط مقومات الدولة الحديثة فما بالك بالحكم بآليات تلك الدولة من تعددية وانتخابات حرة ومجالس منتخبة، ...إلخ.

وقد كانت قطر والسعودية، مثلاً، من أعلى الأصوات صخباً وضجيجاً في الأزمة السورية الحالية، وأكثرها حماساً لحرية الشعب السوري، وتوريد "الديمقراطية" والتعددية له، في الوقت الذي تمارسان فيه أعتى أشكال "الديموخراسية" بحق شعبيهما. ولا يوجد فيهما أي نمط من أنماط حرية التعبير والتفكير الحر، بحيث أصبحتا رمزين للديموخراسية بأرقى تجلياتها، ومن دون أن يستثير هذا الأمر أية حساسيات "ديمقراطية" حقيقية في الغربي التنويري راعي الثورات العربية في الجمهوريات الاستبدادية فقط. وحين أتي الرئيس محمد مرسي بالإعلان الدستوري، لم يكن في الحقيقة يؤسس سوى للدولة "الديموخراسية" الأولى بعد الربيع العربي، حيث حاول تنصيب نفسه فرعوناً جديداً على مصر و"إخراس" الشعب وتكبيله ومنعه من انتقاده، وحصر كل الصلاحيات والسلطات "الإخراسية" الأخرى بيد الفرعون، عفواً الرئيس الضرورة والزعيم الأوحد.

ومن جهة أخرى، فقد أخذت الحمية الشاعر القطري محمد بن الذيب العجمي، وصدق مزاعم الجزيرة وخطابها، وشهود العيان في سوريا، وثورتهم من أجل الحرية والديمقراطية، في ذروة هذا المد "الديموخراسي" فكتب قصيدة عصماء في انتقاد الأسرة الحاكمة في قطر والتغني بالديمقراطية الحقيقية ورغبته في أن يعرج الربيع العربي على الإمارة الغازية، فما كان من "الديموخراسيين" في قطر إلا ممارسة "الديموخراسية" معه وزجه في السجن المؤبد، وبانتظار حكم الإعدام، نتيجة للتهم الموجهة إليه وعقوبتها الإعدام، أي الإخراس للأبد.

واليوم يحمل لنا الأثير الفضائي خبراً "ديموخراسياً" آخر من بلد "ديموخراسي" آخر، هو مملكة آل سعود، حيث تمت إحالة الناشط رائف بدوي، المعتقل أساسا بتهم عقوق الوالدين وتأسيس الشبكة الليبرالية على الإنترنت، إلى المحكمة العامة بـ"تهمة الردة"، وعقوبتها الإعدام. وقالت مصادر حقوقية إن "قاضي المحكمة الجزائية في جدة أمر خلال جلسة الاثنين بإحالة رائف بدوي إلى المحكمة العامة، نظرا لعدم اختصاص محكمته النظر في قضيته قائلا "لا استطيع أن أحكم بالردة". وينشط بدوي خصوصا للحد من تأثير المؤسسة الدينية على الحياة العامة في المملكة. وتعاقب المملكة التي تطبق الشريعة الإسلامية بشكل صارم المرتدين بالإعدام. (سكاي نيوز عربية).

إذا كانت الثورة الفرنسية وربيع العرب، بعد حقب الاضطهاد والعبودية القروسطية الكنسية الكهنوتية قد أزهرت الديمقراطية الغربية بشكلها المعروف، واحترام حقوق الإنسان، فإن ربيع العرب، وكل الحمد والشكر لله، قد أزهر "ديموخراسية" لإسكات الشعوب التي أرادت ذات يوم "إسقاط الأنظمة" الديموخراسية، ولذا يحق لنا أن نتوج العرب اليوم كسادة لـ"الديموخراسية" وانتهاك حقوق الإنسان.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى وزير ما يسمى بالمصالحة الوطنية: تباً لمصالحتكم
- لماذا لم أنشق؟
- ثورات بلا ثوار...وربيع بلا أزهار
- خبر عاجل: انهيار اسعار المواشي والنعاج
- متى يتوقف أردوغان؟
- مصر: ملهاة مرسي العياط
- زين الهاربين بن مرسي
- إسرائيل نمر من ورق ولكن أنتم أمة النعاج
- إلى كهنة آل سعود: لماذا لا تحارب الملائكة في غزة؟
- طوبى للشبيحة
- النعاج
- ربيع العرب: صراع الهمجيات الأصولية
- حصة ثقافة قومية: غزوة بلاد الشام
- خواطر متمردة
- بالسكتة الكلينتونية: وفاة مجلس الكرازايات السوري
- تركيا: الحمق الاستراتيجي وصفر مكاسب
- هل يستحق وسام الحسن كل هذا الرثاء؟
- سياسات سورية كارثية
- وسام الحسن: جاييكم الدور
- سوريا: كيماوي وعنقودي


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الديموخراسية وربيع العرب