أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - بالسكتة الكلينتونية: وفاة مجلس الكرازايات السوري














المزيد.....

بالسكتة الكلينتونية: وفاة مجلس الكرازايات السوري


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3899 - 2012 / 11 / 2 - 10:14
المحور: كتابات ساخرة
    


مجلس الكرازايات السوري، من أذناب وعملاء ومأجوري الناتو، وصل إلى نهايته المتوقعة وأجله المحتوم، والمعروف، وبات، وكما هي العادة وعـِبر التاريخ، من الضروري التخلص منه، وإخراجه من الواجهة ونفض اليد، والتبرؤ منه بعد سلسلة من الفضائح المالية والسياسية والأخلاقية والوطنية المخجلة، التي طالته وطالت شخوصه وتبين أنه غير مؤهل لقيادة أي عمل وطني عام. هذا المجلس الذي ارتضى أن يكون شاهد زور، وعراب، ومشرّعاً لقتل السوريين، وشيطاناً أخرس عن كل الجرائم التي ارتكبت بحق سوريا وشعبها من قبل محور العدوان الأطلسي التركي الخليجي مع الأدوات المحلية المجرمة والخارجة عن القانون، فالاختلاف والمعارضة السياسية لا تتطلب أبداً التحلل والتهتك والانحدار في الأخلاق.

فها هي السيدة كلينتون، التي كانت وراء تصنيع وفبركة المجلس الرخيص، وبجرة قلم مهينة، "تحلق" له على الصفر، وتعلن قرار تسريحه وإحالته إلى مزبلة التاريخ حيث مكانه ومكان كل العملاء والخونة والمأجورين، الذين ارتضوا لعب دور حصان طروادة والمشاركة في المذبحة للنيل من الوطن السوري واحتلاله وتنصيب هذه الإمعات الكريهة كوكلاء للأجنبي. ومما قالته كلينتون في قرار "الحلاقة"، خلال زيارتها لكرواتيا، ووفقا لوكالة رويترز: "لا يمكن أن تكون هذه معارضة يمثلها أشخاص يتمتعون بخصال جيدة كثيرة لكنهم في كثير من الأمثلة لم يذهبوا إلى سوريا منذ 20 او 30 او 40 عاما". أي أن هذه الإمعات المأجورة لا تمثل السوريين ولا تتمتع بأية شعبية ومصداقية، وهي بمعظمها من تصنيع الوكالات الغربية حيث كان هؤلاء يعيشون منذ عشرات السنين تحت رعاية وتمويل وإشراف و"تسمين" تلكم الأجهزة والمؤسسات الاستخباراتية المعروفة للجميع.

وناهيكم عن العجز الفاضح والصارخ في أداء وعمل المجلس، الذي يقيم معظم أفراده في فنادق الخمس نجوم، وعلى حساب شيوخ النفط العرب، وعدم وجود أي تمثيل فعلي له على الأرض السورية، وتحول دفة الصراع كلياً إلى إرهاب منظم تقوم به عناصر مرتزقة ومأجورة من القاعدة، المدعومة أيضاً غربياً وخليجياً وبتسهيلات لوجستية تركية، فإن القرار بترحيل هذه النفايات السامة وطمرها في مزابل التاريخ يشي أولاً بتراجع أمريكي واضح في الملف السوري وسقف المطالبات التي كان يرفعها هؤلاء، ويقضي ثانياً بتغيير أدوات وخطاب المرحلة السابقة التي لاقت الفشل الذريع، ومن ثم التمهيد لمرحلة جديدة من العمل الذي يبدو أنه سيكون سياسياً وتفاوضياً بعد فشل الخيار العسكري، وبعد أن كان هؤلاء الكرازايات صوت العدوان والعاكس لخطاب الرافض لإجراء أي نوع من الحوار والاتصال مع "النظام" في سوريا الذي فقد شرعيته حسب الخطاب إياه"، والداعي لإسقاطه، والذي لم يكن يقبل بأي شكل من أشكال الحوار معه، وكان هذا هو فحوى الخطاب أو "التعليمات" والإملاءات التي كانت ترد لهم، ويردونها على عماها وكأنها تملك القرار والقدرة على فرض حوار أو لا حوار مع النظام. وللتدليل على ذلك تقول كلينتون بهذا الصدد: "إن اجتماعا للمعارضة الاسبوع القادم في قطر سيكون فرصة لجذب المزيد من الناس إلى طاولة المحادثات وتوسيع التحالف ضده".(أي النظام)

ويبدو أن المطلوب اليوم من الفريق الجديد أو المعارضة، و الجسم السياسي الذي ستطلقه أمريكا في غضون أيام قليلة، وترقبوا ظهوره في القريب العاجل، هو السعي لإطلاق عملية تفاوض مع الدولة السورية الذي بدا أنها عصية عن السقوط حتى اللحظة، فذاك الشعار –أي السقوط- كان في الحقيقة أكبر من إمكانيات وقدرات وتصورات إمعات وكرازايات استانبول والخليج. الأزمة السورية ستدخل مرحلة جديدة، إذ لا يمكن أن يستمر هذا النزف الدموي والمالي وهذا التآكل والانهيار لهيبة أطراف العدوان إلى ما لا نهاية، ولا يستطيع أحد تحمل نفقاته وأكلافه الباهظة، عدا عن أنه، ومن الأساس، لم يؤد أية وظيفة سياسية. وهذه المرحلة الجدية تتطلب وجوهاً جديدة بعد احتراق الوجوه القديمة واستهلاكها واستنزافها إعلامياً وسياسياً وفشلها في تحقيق أي اختراق على الأرض.

لكن للأمر وجهاً آخر، وهو خيبة أمل غربية وأمريكية من "الكرازايات"، وتعبير واضح، في نفس الوقت، عن عدم وجود معارضة سورية حقيقية منظمة ووطنية ومتماسكة وذات قضية وهدف وطني واضح، وأن هذه "اللمامات" البائسة زادت طين الأزمة بلة، وكانت عبئاً على عملية التغيير أكثر مما هي أداة حل وتغيير، لا بل عمقت أزمة المعارضة السورية وزادت في تشتتها وتشرذمها عبر ممارسات وسلوكيات وأخلاقيات ونزوع مرعب نحو الإجرام وتجميله والتعتيم عليه حتى فقدت أية مصداقية أو شعبية، ورفعت من سقف مطالبها ومعارضتها، تلا ذلك سلسلة من "الانسحابات" والفضائح والانشقاقات الأفقية والعمودية، بحيث لم تستطع تلبية أو تحقيق أي شيء اللهم باستثناء تلك المهرجانية التلفزيونية المكشوفة والضوضائية الصاخبة والجولات والصولات الخلبية الكاذبة على حلبات الفضائيات الشريكة في الدم السولاي والصراخ والنحيب الفارغ وترديد، وببلاهة وببغائية مضحكة، ما يرد إليها من تعليمات وإملاءات من عواصم الخليج وواشنطن واستانبول.

ومن حقائق ووقائع الحدث السوري يمكن الزعم بأن من سقط اليوم، أو أُوسقط، وحتى اللحظة، ليس النظام، بل كل هؤلاء الإمعات والكرازايات والمأجورين العملاء من أذناب وأدوات العدوان، سقوط على كافة المستويات السياسية والأخلاقية والشخصية، وسقط معهم خطاب كامل وتيار إجرامي وبرنامج تدميري شيطاني رهيب وغير وطني. إنها عملية طي صفحة سوداء مؤلمة ومخجلة وسقوط من الذاكرة والتاريخ والضمير، وأي سقوط مدو، ومصير مأساوي لاقاه مجلس الكرازايات والإمعات العميل؟

لا بارك الله بمعارضة تجمعها الخيانة والعمالة والإجرام، ويمولها ويحركها الغرباء، ويمثلها لمامات، و"تـَحـْلـِق" لها وتسرحها كلينتون "ضرّة" لوينسكي المهجورة والمخدوعة، لكنها سيدة ومعلـّمة كرزايات سوريا الصغار. وآخر كلامنا "ما بيصح إلا الصحيح".



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا: الحمق الاستراتيجي وصفر مكاسب
- هل يستحق وسام الحسن كل هذا الرثاء؟
- سياسات سورية كارثية
- وسام الحسن: جاييكم الدور
- سوريا: كيماوي وعنقودي
- تعقيباً على مقال ابي حسن: الاحتلال الأعلامي اللبناني
- إلى من يهمه الأمر: توضيحات لا بد منها
- الاخوان المسلمون: يا فرحة ما تمت
- ماذا وراء التصعيد التركي؟
- اعترافات ميشيل كيلو
- خيبة الإخوان
- القيادة القطرية نائمة، لعن الله من أيقظها
- سوريا: لماذا لا يكون منصب المحافظ انتخابياً؟
- -تفنيش- الجيش الحر
- هل تفلح قوات الردع العربية فيما فشل فيه الجيش الحر؟
- النكاح هو الحل
- سوريا: هل تتعرض الطائفة العلوية لخطر الإبادة؟
- أمة من الرعاع
- نضال نعيسة: أمنيتي أن نجد منظمات ونقابات وطنية لتمثلنا وتداف ...
- ماذا عن أفلام العرب والمسلمين؟


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - بالسكتة الكلينتونية: وفاة مجلس الكرازايات السوري