أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - سياسات سورية كارثية














المزيد.....

سياسات سورية كارثية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 10:28
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم تكد تمضي سويعات قليلة على التفجير الذي وقع في ساحة ساسين في الأشرفية، والذي أسفر عن مصرع العميد وسام الحسن، رئيس ما يسمى بفرع المعلومات في جهاز الأمن الداخلي في ما يسمى بلبنان (يقال بأنه صار شعبة مستقلة)، حتى أعلنت سوريا، وبكل أسف، ومن دون مراعاة لمشاعر ملايين السوريين الذين ما زالوا يكابدون غدر وإرهاب وتفجيرات العرب، عن إدانتها هذا التفجير الذي وصفه بالجبان.

وبالطبع، أخلاقياً وقانونياً، ومن حيث المبدأ، لا غبار، ولا اعتراض مطلقاً على هذه الإدانة، لكن في سياقات طبيعية أخرى، وفي ظروف غير هذه الظروف التي تشهدها سوريا، ونقدّر للسوريين "الرسميين" دائماً هذه المواقف الإنسانية والأخلاقية النبيلة في أحوال غير هذه، ولا نعارضهم فيها، ولكل عاقل وموضوعي وإنسان مسؤول الموقف ذاته من الإرهاب الدولي، وضد زهق الروح البشرية تحت أية يافطة وزعم، ولكن الصراع الدامي الذي تشهده سوريا طيلة ثمانية عشر شهراً، ويشكل ذات الإرهاب "العربي" قوامه الرئيس، يجعل لهذا الأمر، والموقف منه، بالتالي، طابعاً، وحساسية خاصة لدى كل سوري. ونحن ننقل بكل أمانة، وصدق، هذه الحساسية وموقف الشارع الرافض والغاضب من الإدانة السورية السريعة والمتسرعة والمبهمة وغير المفهومة، ولا يعلم المرء تحت أي بند سيصنفها.

ولقد كانت مواقف سوريا الرسمية سابقاً، وقبل الأزمة، تتناقض كلياً مع مشاعر أطياف غير محددة من السوريين ومصالحهم، ولا تأبه لها ولا تعيرها أي انتباه، لا بل كانت تستفز معظم السوريين وتتنكر وتتجاهل بصلف ظاهر لما تعتقد أنه يريحهم. وكان تغليب ما يسمى بالمصلحة القومية والاعتبارات الدبلوماسية والمصلحية والنفعية الأخرى على حساب مصالح السوريين ومشاعرهم على الأخص. ويبدو أن هذه السياسة ما زالت مستمرة برغم كل الدم الذي سال، وهذا ما تجب ملاحظته والعمل به والتوقف عند الأمر عندما يتعلق أي أمر بمشاعر السوريين ومصالحهم الوطنية التي يجب أن توضع فوق أي اعتبار مهما كان، والعمل على عدم إثارة أية مشاعر سخط وغضب في صفوفهم ومراعاة أحاسيسهم، خاصة الوطنية منها، فقد علمتنا التجارب المرة والقاسية أن لا فائدة ترجى من هؤلاء العرب، وقوة ومنعة وصلابة سوريا، أتت من السوريين البسطاء والشرفاء، ومن سوريا بالذات، التي أعطت العالم دروساً في الوطنية والتضحية، والبطولة والفداء وقوة.

وكم كنت أتمنى، ومن كل قلبي ألا تسارع سوريا وتدين تفجير الأشرفية، فقد قتل آلا ف السوريين بسبب هؤلاء العربان ودعمهم للإرهاب الإجرامي في سوريا، ولم نسمع أية كلمة إدانة، ولا مواساة، ولا تعاطف من أي منهم. وكم شددنا بسنوات قبل الأزمة إلى تفعيل مبدأ المعاملة بالمثل بالعلاقات الدولية، وخاصة مع من يسمون بالعرب، وهو مبدأ قانوني وأخلاقي دولي معترف به ويعبر عن سيادة واستقلال وكرامة البلد المعني وإن إغفاله والتغاضي عنه هو مس وانتهاك صارح وجارح لكل تلك المعاني المقدسة المعروفة في قاموس الوطنية والسيادة والاستقلال.

في الثامن عشر من تموز، يوليو الماضي، حصل تفجير إرهابي مرعب في مبنى الأمن القومي في سوريا (أصبح اسمه الأمن الوطني لاحقاً)، وربما كان للصريع المدعو وسام الحسن، يداً، وباعاً طولى فيه، وقضى في ذلك الانفجار نخبة من كبار رجالات سوريا العسكريين، لم نسمع أي وزير إعلام من "إياهم"، ولا قناة فضائية عربية، ولا أي مسؤول "عربي" من الدرجة العاشرة، ونازل، يدين هذا التفجير الإرهابي الدموي الآثم، ولا أي من تفجيرات دمشق، وحلب، وإدلب الإرهابية، التي أتت على أرواح المئات من فلذات أكبادنا، وإخوتنا، وإخواننا السوريين الكرام، لا بل كان هناك صمت عربي عام مطبق، مشوب بشيء من الغل والتشفي والجزل والشماتة.

هرشت راسي كثيراً وبحلقت مطولاً بين سطور التصريح الاستفزازي علني أجد مبرراً ومكسباً منه و"تخريجة" له فلم أجد، ولا أدري ما هي الغاية والهدف المرتجى من هذا التسرع وهذه الإدانة لتفجير بيروت وهذه السياسات الفارغة والعبثية صارت بحكم الماضي والميتة، وما هي الفائدة المرجوة، في هذا الوقت بالذات، وعلى أي صعيد، وهذه الدول المسماة بالعربية، وغيرها، تشن حرباً إرهابية معلنة، وبلا هوادة، ضد سوريا، وكان الصمت، و"النأي بالنفس"، وعلى ما نعتقد، في هذه الحال، أبلغ وأكثر حكمة وحصافة وذا مضامين أوسع وأشمل، لكن كيف ستستمر كل تلك السياسات الكارثية السابقة، سياسات اتسمت على الدوام بالاستفزازية والجنوح نحو الصلف وتجاهل أية مشاعر وأحاسيس لدى السوريين، سياسات تزيد في صدمة المصدومين، وتعمق جراح المجروحين، وتراكم حيرة الحائرين؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسام الحسن: جاييكم الدور
- سوريا: كيماوي وعنقودي
- تعقيباً على مقال ابي حسن: الاحتلال الأعلامي اللبناني
- إلى من يهمه الأمر: توضيحات لا بد منها
- الاخوان المسلمون: يا فرحة ما تمت
- ماذا وراء التصعيد التركي؟
- اعترافات ميشيل كيلو
- خيبة الإخوان
- القيادة القطرية نائمة، لعن الله من أيقظها
- سوريا: لماذا لا يكون منصب المحافظ انتخابياً؟
- -تفنيش- الجيش الحر
- هل تفلح قوات الردع العربية فيما فشل فيه الجيش الحر؟
- النكاح هو الحل
- سوريا: هل تتعرض الطائفة العلوية لخطر الإبادة؟
- أمة من الرعاع
- نضال نعيسة: أمنيتي أن نجد منظمات ونقابات وطنية لتمثلنا وتداف ...
- ماذا عن أفلام العرب والمسلمين؟
- مقابلة مع تلفزيون الخبر
- متى تبدأ غزوة اللاذقية؟
- صرخات سورية: وخواطر غير قومية


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - سياسات سورية كارثية