أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نضال نعيسة - متى يتوقف أردوغان؟














المزيد.....

متى يتوقف أردوغان؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 09:44
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


مسكوناً بهواجس، ودوافع، وأوهام غيبية سلجوقية، وصحراوية، وعثمانية ونرجسية مريضة ومتضخمة وطائفية وأمراض وعقد مذهبية وجنون عظمة سلطانية انكشارية، ونزعة إجرامية دموية، يقود اليوم زعيم العدالة والتنمية الإخواني الدولي رجب طيب أردوغان حربه الفاشلة، والمحكوم عليها سلفاً، بالهزيمة ضد سوريا.

وقد بات في حكم المعلوم، تماماً، أن تركيا، ومنذ الأيام الأولى للأزمة السورية، قامت بانعطافة جذرية في علاقتها الحميمة والوثيقة، في حينه، مع السوريين لتصبح طرفاً فاعلاً ورئيسياً في هذه الأزمة، وتنصـّب من نفسهاً مدافعاً عن "حقوق" السوريين وطموحاتهم، وأخذت على عاتقها، لذلك، مهمة إسقاط النظام في سوريا عبر إيواء واحتضان المعارضة المسلحة السورية وتقديم الدعم اللوجستي والمالي والدبلوماسي للمسلحين، وإقامة معسكرات تدريب للمجموعات المسلحة التي يطلق عليها اسم الجيش الحر الذي توفر له الحكومة التركية، برئاسة أردوغان، مقار ومعسكرات وتتمركز قيادة هذا الجيش في تركيا وتحظى بشتى أنواع الرعاية والحماية والدعم اللامحدود من الحكومة التركية. كما سهـّلت تركيا عملية استيلاء المجموعات المسلحة على المراكز الحدوية بين البلدين، وأمـّنت لها الحماية العسكرية اللازمة، وأصبحت الحدود التركية السورية التي تمتد على 900 كيلومتراً موئلاً لكل مجموعات المرتزقة العرب والأجانب الذين تم تجنيدهم استقدامهم من كل حدب وصوب لسوريا للقتال فيها وإسقاط الدولة السورية تحت مسمى "الثورة السورية". وتحقيقاً لتلك الغاية، أصبح مطار إنطاكية الدولي وجهة للمقاتلين المتشددين القادمين من أربع رياح الأرض، بما فيها من يحملون الجنسيات الأوروبية الغربية، لارتكاب أعمال عنف وتخريب وضرب للبنية التحتية في سوريا وتعطيل وشل الحياة العامة فيها، وقد بلغ عنف هذه الجماعات حداً استدعى بيانات شجب واستنكار وإدانة من منظمات حقوقية دولية، الأمر الذي أفضى مؤخراً إلى وضع الولايات المتحدة لما تسمى بجبهة النصرة، وهي منظمة تابعة للقاعدة، على لوائح المنظمات الإرهابية، أما فابيوس، وزير خارجية هولاند، فقد صرّح، وللمرة الأولى، معترفاً بأن: "هناك تكفيريين ومتشددين حاقدين وجهاديين في صفوف المقاتلين في سوريا"، على حد تعبيره، وهذا يعتبر تحولاً نوعياً في نظرة الحكومة الفرنسية الأكثر دعماً، واحتضاناً وحماسة، من بين "أصدقاء سوريا"، لما تسمى بالثورة السورية.

ومسلسل تدخل أردوغان في تقويض الدولة السورية، لم يتوقف عند هذه الحدود العنفية والتدخل العسكري المباشر عبر أذرع القاعدة وامتداداتها من الجماعات المسلحة، بل قامت المجموعات التي يرعاها، بتفكيك وسرقة كل ما يقع تحت يديها ونقله إلى تركيا، ومن ذلك مثلاً صوامع الحبوب التي تعتبر رصيداً استراتيجياً غذائياً لجميع السوريين وهو إنتاج سوري صرف، ليباع الطن الواحد في تركيا بحوالي العشرين ألف ليرة سورية حوالي 250$ بأسعار اليوم البالغة تقريباً الثمانين ليرة للدولار الواحد، وتم هذا الأمر بالتوازي مع ضرب مطاحن القمح والحبوب، بغية خلق أزمة خبز ومجاعة في سوريا، انعكس ولأول مرة في تاريخ سوريا، بقيام السلطات السورية باستيراد الطحين من دول أخرى. ومن أبرز أعمال السطو والقرصنة الأخرى، كانت في تفكيك حفارات بترول ضخمة في منطقة حلب ونقلها إلى تركيا، ولن نتكلم ها هنا عن استهداف أكثر من ستمائة مصنع حلبي كانت تشكـّل الركيزة والنواة للنهضة الصناعية الهائلة والعظيمة في العاصمة الاقتصادية، والتي كانت تصدّر العديد من المنتجات الأساسية إلى دول كثيرة حول العالم، فيما وصلت الصناعة الدوائية إلى درجة متقدمة جداً من التطور والشمول والإنتاج والنوعية كانت موضع فخر وامتنان من كل سوري، حيث كانت تقدم له هذه الخدمة الإنسانية الهامة بالمجان، تقريباً، مقارنة مع أسعارها بدول الجوار والعالم، ولن نعرّج ها هنا على استهداف محطات الكهرباء، التي باتت هدفاً شبه يومي للجماعات المسلحة في سوريا، الأمر الذي أغرق مدينة حلب مراراً في الظلام ولساعات طويلة، وبكل ما في ذلك من معاناة وألم وصعوبات وتنغيص وتنكيد ومشقات مضنية تطال عصب حياة المواطن السوري البسيط، ويبقى أيضاً ضرب محطات المياه واحدة من الحلقات الأسوأ في مسلسل التخريب والدمار واستهداف عيش المواطن العادي وضرب البنى التحتية السورية التي هي ملك للشعب السوري وليست ملكاً للنظام فقط.

تعتبر تركيا، اليوم، ومن وجهة نظر الكثير من المراقبين والمحللين، رأس الحربة، وقائدة لهذا الهجوم العسكري والدبلوماسي والإعلامي الشامل ضد سوريا، ولم تترك خياراً في ذلك إلا وجربته، ولا خطاً إلا وتجاوزته بهذا الخصوص، وقد ذهبت بعيداً جداً في الأمر، حد قرصنة طائرات مدنية في الأجواء، لكن ذلك كله حال دون تحقيق هدفها "الأدسم" والأكبر في إسقاط النظام ولا أحد يعلم ما في جعبة وتصور أردوغان بعد، وما الذي يمكن أن يفعله لاحقاً، كما لا يعلم أحد النقطة التي سيتوقف عندها أردوغان، لاسيما أن كل السبل المتاحة أمامه قد استهلكت واستنفذت في مهمة وحلم إسقاط النظام في سوريا، فعملياً، إن فشل أردوغان في مهمته هذه سيعني سقوطه الحتمي هو ولاشك، لاسيما في ظل وجود فيتو دولي تمثله قطبية دولية جديدة صاعدة فاعلة وقوية ستمنع أردوغان بكل السبل المتاحة، أيضاً، من تحقيق حلمه الأثير؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر: ملهاة مرسي العياط
- زين الهاربين بن مرسي
- إسرائيل نمر من ورق ولكن أنتم أمة النعاج
- إلى كهنة آل سعود: لماذا لا تحارب الملائكة في غزة؟
- طوبى للشبيحة
- النعاج
- ربيع العرب: صراع الهمجيات الأصولية
- حصة ثقافة قومية: غزوة بلاد الشام
- خواطر متمردة
- بالسكتة الكلينتونية: وفاة مجلس الكرازايات السوري
- تركيا: الحمق الاستراتيجي وصفر مكاسب
- هل يستحق وسام الحسن كل هذا الرثاء؟
- سياسات سورية كارثية
- وسام الحسن: جاييكم الدور
- سوريا: كيماوي وعنقودي
- تعقيباً على مقال ابي حسن: الاحتلال الأعلامي اللبناني
- إلى من يهمه الأمر: توضيحات لا بد منها
- الاخوان المسلمون: يا فرحة ما تمت
- ماذا وراء التصعيد التركي؟
- اعترافات ميشيل كيلو


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نضال نعيسة - متى يتوقف أردوغان؟