أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الرب كافر














المزيد.....

الرب كافر


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 10:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الرب كافر، نعم؛ الرب كافر، ولمن لا يعرف معنى كافر، فهو من يُخفي أو يُظهر ما لا يبطن، كأن يقول عن نفسه أنه غني حميد، ثم تجده يتوعد الإنسان المسكين بالعذاب لأنه لم ينفذ أوامره، كأن يقول أنه رحمن رحيم ثم تجده يخلق المرض والفقر لا لحكمة إلا عنده يجهلها حتى المؤمنون والرسل وربما يجهلها هو نفسه، أن يقول أنه حكم وعدل، ثم يجعل بكل ظلم وجور بيّن من الأغنياء وكلائه، وهو مدرك تماما أن تاريخ الأغنياء دوما ضد مصلحة عياله، أن يخبرك أنه رب العالمين ثم تجده عنصري ويتحيز لشعب مختار أو لخير أمة أو ما يعتقد هو أنها خير أمة، بغض النظر عن خيرها من غيها!

الرب كاذب، فهو لا يفتأ يخبرك بشيء ثم يأتي بعكسه، فتارة يحب اليهود ويرجوهم ويكاد يقبل أيديهم حتى يؤمنوا به، وتارة يعترف بالمسيح أبن مريم ويحرض المسلمين علي تصديقه، وتارة يأمر المسلمين بقتال اليهود وقتلهم هم والنصارى الذين قالوا أن المسيح هو الله!

الرب ضعيف كرسله، ولا يعصمهم وليس حتى بإمكانه أن يعصمهم، وللشيطان عليهم سلطان أقوى من سلطانه، فبإمكان الشيطان أن يلقي بأمنيته على لسان أي منهم، فيجعلهم ينطقوا بما شاء، بل بما شاء الكفار وغرانيقهم العلى التي شفاعتها ترتجى!

الرب بيدوفيلي وشهواني وبرجماتي، فهو يمكنه الزواج بالقاصرات، بل لا يجد في ذلك حرجاً وأيضا يحرض عليه ويجعله سُنّة، ويمكنه اشتهاء زوج ابنه بالتبني، بل وتطليقها منه ليتزوجها هو، ويمكنه قتل أب وأخ وزوج ليدخل علي امرأته الجميلة في نفس الليلة!

الرب أفاق، فهو يأتي بخوارق لم يراها أي أحد، ويجبر الجميع علي الاعتراف بها وبقوته وبجبروته في صنعها وتصديقها، كأن يخرج ناقة من الجبل، أو يضع مخبول في بطن حوت، أو يجعل مختل يبني سفينة تسع زوجين من أصل 30 مليون نوع كائن حي!

الرب يكره الحياة، وكأنه ندم أنه ألقي بآدم وزوجه إلي الأرض ليعاقبهما، فصنعا علي الأرض رغم ظلمه وقسوة الأرض حياة وحضارة واستغنيا عنه وعن حقده وقسوته وغباءه ولم يعودا بحاجة إليه وإلي نوقه التي تخرج من الصخر بلا جدوى تذكر!

الرب مراوغ، فيمهل ولا يهمل، والصحيح أنه ليس بمقدوره شيء، فهو يهمل ولا يمهل، وربما لم يفعل شيئا منذ خلق الإنسان سوي أن أهمله وألقاه بمزيد من الإهمال وعدم الشعور بالذنب والمسئولية وأهمله أكثر عندما تركه وحيدا فوق كوكب قاسي قاحل اجرد!

الرب ظالم، فلا يعنيه جوع شعوب بكاملها، أو قتل شعوب عن بكره أبيها، وربما كانت اليونيسيف والفاو منظمات ارحم بكثير من الرب، الذي لا يعبأ بالإنسان مؤمن كان أو غير مؤمن، فالجوع والقتل ينتشر سواسية!

الرب متناقض، فتارة يهودي وتارة مسيحي وتارة أخرى مسلم، ولو أنه حاسم ومتصالح مع نفسه، لما وضع نفسه ووضع الإنسان في ذلك الصراع النفسي القاتل، ولما اضطر أصحاب القناعات الكبرى أن يكرهوا ويقتلوا بعضهم البعض من اجله!

الرب دموي، فيقتل الذين يختلفون معه حتى لا تكون فتنة ويكون الدين له كله، وربما لا غرم على أتباعه إن فعلوا مثله فيقتلون ويثخنون مرضاة لهم، حتى يتحول الأمر إلي جين قاتل بهم، فيصبح القتل شهوة وإيمان وجهاد!

الرب عليه أن يتحلى ببعض الثقة والشجاعة ليخرج على الناس جهرة ويخبرهم دون خوف أو حرج أو خجل – مثلما فعل رئيس أقوى دولة بالعالم عندما همّ بموظفته – انه اخطأ حين اختفى عنهم كل ذلك الوقت وتركهم في خلافاتهم يعمهون ويكرهون ويقتلون، وربما من الأفضل له أن يشنق نفسه بعد ذلك تكفيرا عن ذنوبه في حق الناس وعقابا له على خطاياه كما فعل المسكين بن مريم!

ولكنني حتى أنا لا ارغب أن يفعل ذلك، ففكرة الخلود والنعيم، والراحة بعد عناء، فكرة مرضية ومعزية، لأجيال من البشر، منهم أبي وأمي وأخواتي البنات، الذين لا أرغب حتى أنا أن أنزعها عنهم، حتى لو كانت مجرد فكرة لن تتحقق، يكفي عزائهم بحياة عادلة في الآخرة، وثقتهم المشوبة بقلق ورضاهم الممزوج بالإيمان، بدلا من يقيني الممزوج بالصرامة والحقيقة والثقة!



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله و الحب
- أحسن تقويم
- شرّ الله
- اللوح البلورى
- متلازمة الدين والسلطة
- أم الملحدين
- ماهية الدين
- أسباب النزول
- التجليات لابن عفيفي
- غير الموجود
- العدل الإلهى
- هكذا تكلم عفيفي
- أسئلة بريئة
- لصوص ولكن أحبار
- الناسخ و الممسوخ
- نواضر الأيك
- الإسلام المازوخى
- الغباء السياسى السلفى
- اللاهوت الإسلامى
- الجهل فى اُمّتى إلى يوم الدين


المزيد.....




- ستارمر: على بريطانيا هزم -الكراهية المتزايدة- لليهود
- 3 قتلى وجريحان بحادثة طعن خارج كنيس يهودي في بريطانيا
- الأردن يدين اقتحامات مستوطنين المسجد الأقصى بحماية الشرطة ال ...
- تفاصيل جديدة حول هجوم استهدف كنيسا يهوديا في بريطانيا
- وصفته بـ-الآثم-.. الإمارات تدين الهجوم على كنيس يهودي في مان ...
- بريطانيا: حادثة طعن ودهس قرب كنيس يهودي في مانشستر
- هجوم دهس وطعن أمام كنيس يهودي في مانشستر يوقع قتيلين وعددًا ...
- باب الرحمة: بين الأسطورة الدينية ومخططات التهويد
- واشنطن ترفض انتقاد بابا الفاتيكان لسياستها بشأن الهجرة
- البحث عن ناجين تحت أنقاض مدرسة إسلامية بإندونيسيا يدخل مرحلة ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الرب كافر