أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - بغلة العراق -العربي- أفضل من طفل -أنفكو-















المزيد.....

بغلة العراق -العربي- أفضل من طفل -أنفكو-


علي جديد

الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 02:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فقد سكان "أنفكو" الكثير من فلذات أكبادهم و صبروا على ذلك المصاب الجلل صبر أيوب لأنهم يعلمون علم اليقين أن البرد المتهم في هذه الجريمة بريء براءة الذئب من دم يوسف.. فمن سفك دم يوسف هو إخوته من ابيه و هو ما حدث بالفعل للطفل في "أنفكو" الذي جنا عليه ذوي القربى من الحكومة الإسلامية التي صوت عليها أبويه لأنهم لم يقدموا له المساعدة و هو في وضعية خطيرة حسب القانون الجنائي المغربي..

مات الكثير منهم في صمت مريب و كأنهم مخلوقات لم يخلقها رب العالمين.. سلموا أرواحهم للباري و لم يسمع بهم العرب في عز انشغالهم بأطفال مميزين في غزة.. لم يسمع بهم حتى المغاربة رغم قرب المسافة لأن البعد هنا في القلب وليس في المسافة.. و لا يسمح لهم أن يكون لهم بواكي و ناطقين رسميين كالسفياني و الشامي و الفاسي و كل المثقفين الذين برمجوا على الكلام و الكتابة و استجداء التعاطف فقط لصالح الأطفال العرب و لو كانوا في غزة و الأردن و العراق..

أكتب اليوم فقط كساع إلى تغيير المنكر بالقلم لأنني لا أومن بتغييره بوسائل الجماعات الإسلامية.. و كساع إلى إسداء النصح للسيد بنكيران تمشيا مع مقولة عمر بن الخطاب "رحم الله عبدا أهدى إلي عيوبي" رغم أنني على يقين أن الشخص و الزمن قد تغيرا تغييرا و لن يعتبر المنصوح النصيحة هدية بل "إهانة موظف أثناء قيامه بعمله"..

قاتل أطفال "أنفكو" ليس مرضا فتاكا كالسيدا لأنهم بعيدون عن السياح الخليجيين، و لا انفلوينزا الطيور لأن طيورهم بعيدة عن المزابل الملوثة لمراكز المدن بسبب إهمال المنتخبين، وليس جنون البقر لأنهم لا يملكون ما يشترون به الخبز فما بالك بلحم البقر الذي لم يستطع معظم المغاربة إليه سبيلا.. و لم يموتوا بسبب البرد القارس لأنه لم نسمع عن ضحاياه حتى في سيبيريا و ألاسكا الشديدة البرودة..

المسئولون هم الإخوة الأمازيغ الأعداء كالمرحوم الجابري الذي دعا إلى إماتة اللهجات ففهمها البعض بضرورة محاصرة أصحابها وهو ما وقع بالفعل، و الشيخين بها و عبد السلام ياسين الذين يطبقان أوامر الشيخ بنكيران تحت سياسة "السمع و الطاعة" العمياء التي تنتهجها الجماعات الإسلامية.. ذلك النوع من الأمازيغ الذين هم امازيغ شكلا و عروبيين مضمونا و الذين تعج بهم ردهات الوزارات و المديريات وهم أكثر عربا من العرب و أكثر إسلاما من المسلمين.. ذلك النوع من المغاربة- الفلسطينيون الذين يستعملون كالبيادق في التظاهرات لصالح القضايا العربية و يقمعون عند التظاهر ضد غلاء المعيشة و الحق في الشغل..

المسئولة هي وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية التي لم توضح للذين يشترون القبر بثلاثين مليون سنتيما أن القبر قبر و لو كان كله من ذهب، لأنه لو شرحت لهم الإسلام كما أنزل على النبي محمد(ص) لأعطوا لكل ذي حق حقه و لما بقي لهم من أموالهم ما يبنون به هذه القبور-الشقق.. مسئولة لكونها تسمح لفقهائها بالتحريض على الأمازيغ في خطب الجمعة و نعتهم بكونهم ملحدين و كفار يجب استئصال نسلهم، و لكونها تسمح لهم باعتبار الكوارث الطبيعية التي يتعرض لها الأمازيغ هي عقابا من الله لهم على إصرارهم على جعل الأمازيغية ضرة للعربية في الدستور..

المسئول هناك هو وزير التربية الوطنية لأنه فرض اللغة العربية على فئة واسعة من المغاربة و يعرقل التعلم باللغة الأم –تمازيغت- التي من دونها لن تتغير أوضاعهم المادية و المعنوية.. يعرقلها ليسهل عليهم المغادرة الطوعية إلى زنازين "الزريعة" حتى يجد البرلماني عبد اللطيف وهبي موضوعا للتهكم.. و لأنه مازال يصر على تلقين المغاربة تاريخ الشرق عوض تاريخ بلادهم حتى أصبحوا بدون هوية كالغراب الذي لم تعجبه مشيته فأراد أن يقلد الحمامة فبقي أضحوكة بين الطيور..

سكوت بسمة حقاوي وزيرة التضامن و المرأة و الأسرة قتل أطفال انفكو.. سكتت السيدة الوزيرة عن معاناتهم لأنهم ليسوا كأطفال ال"بابا" و "ماما" و "عمو" الذين كانت تغذيتهم و نموهم النفسي شغلها الشاغل في بحثها لنيل شهادة الإجازة.. قد تكون الوزيرة كانت تعلم جيدا "أثر تسول الوالدين على تنشئة أبناءهم الاجتماعية" الذي خول لها نيل دبلوم الدراسات العليا إلا أن نتائج أبحاثها لم يستفذ منها أبناء هؤلاء المتسولون الذين مولوا تعليم السيدة الوزيرة بضرائبهم وفقرهم مما يظهرها فاقدة للمصداقية أمام انجازات "الأم تريزا" وهي ممرضة كاثوليكية من الهند و صاحبة جائزة نوبل للسلام 1979 و التي كان على بسمة المرأة التي وصفتها مجلة "سيدتي" العربية "أول وزيرة محجبة في تاريخ الحكومات المغربية" كان عليها السير على خطى الأم تريزا كما كان على السيد الوفا الاستقلالي أن يوجهها في هذا الاتجاه إلا أنه أيضا رغم كونه أستاذا جامعيا و وزير التربية و التكوين الحالي يبدو أنه لم يستفذ شيئا في إقامته كسفير للمغرب بالبرازيل و الهند و كلها دول كبيرة بديمقراطيتها التي تعتبر "الدين لله و الوطن للجميع"..

المسئولة هي وزارة الاقتصاد و المالية التي ترسل الأموال و الأدوية و الأكل لحماس التي تنفق الملايين على إقامة مهرجانات تعج بعدد من اللافتات و الأعلام تكفي كأغطية لسكان انفكو تقيهم شر البرد و الثلوج.. و لكونها لم توفر لهم الطاقة – إن وجدت- بأثمان تفضيلية أو السماح لهم بادخار الأخشاب لفصل الشتاء عوض تجريدهم من أراضيهم ظلما و عدوانا.. و كذلك وزير التجهيز و النقل لعدم فكها للعزلة عن تلك المناطق ببناء الطرق و القناطر لتسهيل النقل و التنقل للسكان دون الحاجة إلى تذكيرهم بقولة عمر ابن الخطاب الشهيرة: " لو عثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عليها لأنني لم أصلح لها الطريق"..

إن كان عمر خائفا إلى هذه الدرجة فماذا سيقول وزير النقل ببلادنا الذي تقتل فيه الطرقات ما لم تقتله حتى بعض الحروب?.. أم أن السيد الوزير فعلا فهم قولة عمر حرفيا و يخاف فقط من أن تتعثر بغلة "عربية" في العراق "العربي" مخافة أن يحاسبه الله عنها?.. كم من الأمازيغ يحسدون و يتمنون أن يحضوا بالحنان و التعاطف الذي تحضي به البغلة "العربية" التي تنعم بالدلع و الحنية و المساعدات من إسلاميو المغرب و عروبيوه لكونهم فهموا قولة عمر فهما سطحيا كما فهموا مجمل القران نفسه مما جعل بغلة العراق "العربية" أكثر أهمية عندهم من طفل "انفكو" الغير "العربي"..

المسئول عن معاناة الأطفال هي وزارة الخارجية الذي يقدم المغرب على أنه بلد"عربي" وتساند بذلك القضايا العربية الغير عادلة في غالب الأحيان.. الفكر الإيديولوجي العروبي -الذي تشبع به معظم أعضاء حكومة السيد بنكيران- هو المسئول عن معانات ذوي أطفال "أنفكو" لأنه كان السبب أيضا في معانات الذين سبقوهم إلى الدنيا على أرض تمازغا ولكم الذليل القاطع عن الجريمة الموصوفة هذه الرسالة التي كتبها هشام ابن عبد الملك الأموي إلى عامله على تمازغا " أما بعد، فإن أمير المؤمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى، أراد مثله منك و عندك من الجواري البربريات الماليات للأعين، الآخذات للقلوب ما هو معزز لنا بالشام وما ولاه، فتلطف في الانتقاء و توخ أنيق الجمال، و عظم الاكفال، و سعة الصدور، و لين الأجساد، و رقة الأنامل، وسبوطة العصب، و جدالة الاسوق، و وجثول الفروع، و نجالة الأعين، و سهولة الخدود، و صغر الأفواه، و حسن الثغور، و شطط الأجسام، و اعتدال القوام، و رخام الكلام .. و السلام".. هل هناك محام في العالم يستطيع الدفاع عن مثل هذه الجريمة دون احمرار وجنتيه ما عدا حامي الشيطان? و ما رأي جمعية "متقسش ولدي" أم أن دفاعها هي أيضا لصالح الطفل العربي..

رسالة بلسان عربي مبين أوردناها هنا للذين يقرؤون "اللطيف" و يرتلون الظهير "البربري" آناء الليل و أطراف النهار في محاولات مفضوحة للتنصل عن القيام بواجب تقديم الشكر للبربر أصحاب الأرض الحقيقيين كما فعل اوباما مؤخرا حين احتفل كأسلافه بتحرير بطتين في مناسبة ترمز في الثقافة الأمريكية إلى تقديم واجب الشكر للهنود الحمر شكرا لهم على مساعدتهم للأجداد الأولين حين حطوا رحالهم على الشواطئ الأمريكية، و اعترافا لهم بكونهم أصحاب الأرض الأصليين.. و لكن شتان بين الوافدين على أمريكا و الوافدين على تمازغا، فالأولون جاؤوا أمريكا من مدارج الحضارة و الأنوار، بينما الآخرون جاؤوا بلادنا من مضارب الخيام و عصور الظلام..

هذا هو الحال البئيس لأبناء الأمازيغ الرجال الأحرار بعد دخول العربية و الإسلام أيها الإخوة الكرام.. و لتكتمل الصورة، هاهي حالتهم قبل مجيء العربية و الإسلام كما نقلها لنا بأمانة العالم المحايد ابن خلدون: " و كان للبربر في الضواحي وراء ملك الأمصار المهوبة الحامية ما شاء من قوة و عدة و عدد و ملوك و رؤساء و أقيال، و أمراؤهم لا يرمون بذل و لا يناله الروم و الإفرنج في ضواحيهم تلك بمسخطة الإساءة، و قد صبحهم الإسلام و هم في مملكة قد استولوا على روما"..


وبعد هاتين الصورتين المتناقضتين، ما الذي أوصل "البربر" إلى هذه الدرجة من المذلة? ومن الذي يقتل و يسيء معاملة أطفالهم و "طافلاتهم"? هل البرد القارس و الثلوج كما يدعي البعض، أم الإيديولوجية العروبية و الوهابية? .. و للقارئ المنصف واسع النظر..



#علي_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إله العرب من ذهب و فضة
- العرب و -العبودية المقدسة-
- ما بين الإخوان و الشيطان من تلاق
- الأمير السعودي الأمازيغي الأصل
- أبعدوا -عمر- عن شر أعمالكم يا عرب!!
- عقولهم في فروجهن
- العرب: شعوب أم قطعان أغنام!!!
- رسالة إلى الإسلامي رئيس وزراء المغرب
- عورة الأعراب في الأولمبياد
- تحرير الله
- خير أمة .. بالسلوك لا بالمعتقد
- الساكت عن الحق بنكيران أخرص
- أصابت الأمازيغية و أخطأ بنكيران ~
- رسالة إلى صديق إسرائيلي
- -القذافي-،-مبارك-– أسماء العرب الحسنى
- ألا بذكر الديمقراطية تطمئن القلوب؟!
- سقوط الصنم العربي
- هل كان ”عبد الله الفوا“ رسولا ؟ا
- الجابري – الأمازيغي المغرر به
- أكاديب العرب الحقيقية


المزيد.....




- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - بغلة العراق -العربي- أفضل من طفل -أنفكو-