أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - تحرير الله














المزيد.....

تحرير الله


علي جديد

الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 17:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كلما تمعنت في معاناة الأمازيغية إلا و تبادر إلى دهني مصير ناقة النبي صالح .. فقد كان قوم صالح قوم جاحدين مترفين وعبدة أصنام كما يعبد القوم اليوم المال و المناصب فعصوا صالح و طالبوه بأن يأتي بأية ليصدقوه فأتاهم بالناقة فأمرهم أن لا يؤدوها ولكن تحولت الكراهية من النبي صالح إلى الناقة فأخذتهم العزة بالإثم فعقروها فعاقبهم الله بالصاعقة ..ناقة صالح آية من بين الآية التي نزلت في القران ليحترمها الناس كاختلاف الليل و النهار و اختلاف ألوان الناس و ألسنتهم فمن يسعى إلى قتل الأمازيغية كالدين قتلوا ناقة صالح وسيكونون ممن آتاهم الله آياته "فكانوا عنها معرضين" فمن لم تسلم الأمازيغية والكردية وكل الأقليات الدينية من لسانه فلا إسلام له ..
لقد تخلصت إيطاليا من "المافيا" و تغلبت بريطانيا على "الجيش الجمهوري الايرلندي" و محت الأرجنتين أثار "الزاباتا" و تعايشت المكسيك مع عصابات الكوكايين و وقعت إسبانيا هدنة مع "الإيرا" الباسكية وصمدت الصومال على الفقر المدقع وتجاوزت اليابان مخلفات التسونامي ومحت أمريكا اثر إعصار "كأثرينا" .. وإن كان تأثير الكوارث الطبيعية و المنظمات غير الإسلاموية محدودا فإن الجماعات الإسلامية المسلحة و المنزوعة السلاح قسرا شديدة الخطورة على البشرية بأسرها لأنها لا تقل خطورة من الأسلحة النووية مما يستدعي تضافر الجهود العالمية للضغط على الدول الإسلامية من أجل إعادة استخدام الإسلام لأغراض سلمية و تجفيف منابع الإرهاب الإسلاموي كما هو الشأن بالنسبة للسلاح النووي الفتاك الذي وقعت معاهدات دولية ملزمة للحد من انتشاره دوليا و فرض ضوابط صارمة على بناء المساجد لأن خطورتها أصبحت كالمفاعلات النووية وقودها القيمون عليها من دعاة الوهابية والمنخدعون بالخطاب الديني الغوغائي و العروبة العنصرية البغيضة ..
ففي الوقت الذي طمأن فيه الملك الأمازيغ بمستقبل واعد للغتهم على أرضها تعالت أصوات الإسلاميين و القوميين العرب محذرة من خطر تنزيل مقتضيات الدستور على أرض الواقع .. فبعد سنوات نار حزب الاستقلال التي أتت على الأخضر و اليابس جاء حزب العدالة و التنمية بقيادة بنكيران أحد أبرز الوجوه الأكثر حقدا على الأمازيغية و الذي مازال يحن إلى السنوات التي كانت فيها الأمازيغية محظورة وهو ما يفهم من خلال تصريحاته الهوجاء عن الأمازيغية حتى صدق عليه قول علي (ض) "لسان العاقل وراء قلبه و قلب الأحمق وراء لسانه" .. و من الغرور و العجرفة التي يتكلم بهما معالي رئيس الوزراء يبدو أنه لم يسمع قط بقولة الفيلسوف الهندي طاغور "ندنو من العظمة بقدر ما ندنو من التواضع" .. وليس بحاجة أن أذكره بالحديث الشريف "من تواضع لله رفعه" لأنه لم يعمل به يوما في شبابه فكيف يعمل به وقد بلغ من العمر عتيا .. وهذا واضح من كون معاملته مع العجم ليس فيها أثر للآية الكريمة « ومن آياته اختلاف الليل و النهار و اختلاف ألوانكم و ألسنتكم " فكان – والله أعلم - من الذين أتاهم الله آياته " فكانوا عنها معرضين".. وبئس ما يفعلون ..
ففي برنامج الجزيرة "بلا حدود" للظلامي أحمد منصور أراد رئيس الحكومة الملتحية بالمغرب التشبه بالأنبياء حيث محا جل فساد الفاسدين بقولة "عفا الله عما سلف" متشبها بالرسول الكريم حين دخل مكة قائلا لمن أساؤوا له "اذهبوا فأنتم الطلقاء" .. كما تقمص شخصية الصحابي الجليل الذي دعا بالهداية لسارق حداءه .. فإن صفح محمد (ص)فقد جاء ليتمم مكارم الأخلاق.. وإن كان الصحابي قد عفا على السارق فالحداء حداءه ولكن ليس لبنكيران الحق في إعفاء المفسدين من العقاب لأن الأموال المنهوبة ملك للشعب الذي صوت عليه ليستردها وليس لمساعدة السارق من الإفلات من العقاب ..
وإن كان بنكيران يصر على إعطاء الانطباع على أنه يسير على خطى الحبيب فقد كذب لأن الرسول (ص) عانى معاناة لا تطاق و هاجر حين اشتد عليه الخناق و لما اشتد عوده هو و"الشعب" رجع إلى مكة مرفوعا على الأكتاف لأنه تقدم صفوف المطالبين بالمساواة و الحرية والكرامة الإنسانية وهل تنطلي خديعة بنكيران على الدين يمثل عليهم بتقمص شخصية النبي وهو الذي لم يكلف نفسه عناء المشاركة في تظاهرات المقهورين في 20 فبراير دون خجل .. و إن لم يخجل من ملايين المغاربة الذين انقض على ثمار ثورتهم كما تعمل الذئاب مع الأسود فليخجل من الرسول الأعظم الذي استغل أحاديثه كشعارات مغرية في معاركه الانتخابية التي حملته إلى حيث يتمتع ببريق الدنانير و رنين الدراهم..
كل هذه التصرفات تحتم على المسلمين و كل الناس في العالم تحرير "الله" من قبضة هؤلاء القوم الذين احتجزوه لمدة أربعة عشر قرن أو يزيد.. احتجزوه وبدؤوا يقتلون باسمه و تقمصوا مدعين أنه ملك لهم و حدهم فهم قوم شرفهم الله بتنزيله للقران في قومهم و شرف لغتهم .. ولقد رحب الناس بقدوم الدين الجديد ليخلصهم من الطغاة ولم تدم فرحتهم طويلا حتى استولى الأمويون و العباسيون و من تبعهم إلى اليوم على "الله" فارتكبوا الجرائم ضد الأقليات العرقية و الدينية بتفويض منه كما يدعون و استغلوا اسمه "كماركة مسجلة" تدر عليهم الأموال و الجاه و السلطة لأنه يكفي لأي بائع أن يضيف قليلا من توابل التدين و التقديس على بضاعته لتلقى رواجا في الأسواق العربية حتى ولو كانت سلعة فاسدة ..
" في نهاية المطاف سنجد أن الأديان السماوية الثلاثة تتقاسم العديد من الأمور أكثر مما يتصوره الناس بكثير فنحن جميعا نحاول تتبع طرق و نسلك سبلا مختلفة لكنها في النهاية تؤدي إلى المصدر الإلهي و السماوي الواحد" كما قال الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا ..

باختصار، في انتظار تحقيق ذلك الحلم أتمنى فقط أن يستوعب الجميع الحكمة من قولة جورج واشنطن "أرجو أن أتمتع دائما بالعزم و الفضيلة الكافيين لكي أحافظ على أكثر الألقاب التي يحسد المرء عليها وهو لقب إنسان شريف"..



#علي_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خير أمة .. بالسلوك لا بالمعتقد
- الساكت عن الحق بنكيران أخرص
- أصابت الأمازيغية و أخطأ بنكيران ~
- رسالة إلى صديق إسرائيلي
- -القذافي-،-مبارك-– أسماء العرب الحسنى
- ألا بذكر الديمقراطية تطمئن القلوب؟!
- سقوط الصنم العربي
- هل كان ”عبد الله الفوا“ رسولا ؟ا
- الجابري – الأمازيغي المغرر به
- أكاديب العرب الحقيقية
- من قطاع الطريق إلى قطاع التاريخ
- حمى المطالبة بالإنفصال في الوطن العربي
- وصايا طارق بن زياد -العروبي-
- الأمازيغ: -حواريو النبي محمد (ص)-
- العرب و اليهود و احترام العالم
- العرب والهلوكوست اللغوي
- الأمازيغ و الصواريخ العربية العابرة للقارات
- سبحان الحاكم العربي العظيم ! !
- ذهبت أخلاقهم فذهبوا ...
- عدالة الشيطان


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - تحرير الله