أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد الفهد - عباس المنغولي














المزيد.....

عباس المنغولي


رشيد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 22:36
المحور: الادب والفن
    


شارك عباس المنغولي في تظاهرة نظمها عدد من المتقاعدين للمطالبة بزيادة مرتباتهم ،وسط مدينة البصرة،المكان الذي يتردد فيه على الدوام.
عباس له عشرون عاما، لا شان له بالمتقاعدين، لكنه هكذا على الدوام يفاجئ الجميع . ما أن شاهد المتظاهرين يمرون من أمامه حتى نزل إليهم ، هاتفا وملوحا بيديه كما يفعلون، حتى حولها إلى مناسبة للضحك والسخرية ، انشغلوا به فترة ، وأنساهم الشأن الذي جاءوا من اجله ، كنت في حينها أراقب ذلك المشهد عن قرب.
هو أحد أصدقائي ،مضى على صداقتنا ما يزيد على عامين.
عباس شأنه شأن أقرانه المنغوليين لا ينطق إلا القليل ، يلاقي مصاعب بالكلام، ما يضطره إلى الاستعانة بالإشارات والإيماءات، فيما حاسة السمع لديه تشتغل على نحو جيد.
أصابني الذهول حين شاهدته مرة يحمل جهازه النقال،ماذا يفعل بالنقال إن لم يكن بمقدوره الحديث؟ .
علمت من مصادر مقربة أن ذويه على اتصال دائم معه ، و بغية الاطمئنان عليه، يكون كافيا بالنسبة إليهم ألاستماع إلى صوته .
الملفت أن في جهازه أغاني السيدة أم كلثوم،شاهدته مرة يستمع إلى معلقتها (يامسهرني) ، خلال استماعه كان يهز رأسه متحسرا،متأففا، متقمصا دور العاشق الولهان الذي في قلبه لوعة.
عباس له ملابس لا تحصى، دائما يطالعني بثياب جديدة لا أراها عليه من قبل، يحصل عليها بفضل علاقته المتينة مع ألباعة ،يمنحوه ما يريد على شكل هبات، معتقدين أنها خطوة تجلب لهم الحظ السعيد، من شأنها أن تفضي إلى زيادة في مبيعاتهم.
في مطعم ممتاز، يطل على شط العرب ،يعامل عباس معاملة زبون محترم،يقدم إليه ما يطلبه من طعام على نفقة المالك.
في إحدى المرات،تعرض إلى اهانة غير مقصودة في مزحة قام بها فريق إحدى الفضائيات، فبعد إن ضبطوه جالسا في مكان ما، سارعوا إليه، واضعين الكاميرا أمامه للإدلاء بتصريح ،كاد في وقتها أن يبكي لولا أن احدهم تدخل على الفور لاحتواء الأزمة ،مع ذلك سارع يقدم لهم الشاي من بائع للشاي كان قريبا.
عباس ليس محتاجا ولا متسولا، ابن عائلة تبدو أنها ميسورة الحال، طالما حاول إثبات ذلك بواسطة عده للمال الذي بحوزته أمام أنظار الجميع .
لأمانته يستعين به أصحاب المحال التجارية ممن يرغبون بأخذ قيلولة داخل دكاكينهم، بعد تناولهم وجبة الغداء،يجلس على كراسيهم مؤديا دور التاجر البارع المتمكن.
عباس له أسلوبه الخاص في أداء التحية، يصافح الواحد أولا ثم يطبع قبلة على خده،وهي الطريقة التي يتبعها إزاء من يعرفهم والذين لم يتسنى له التعرف عليهم من قبل.
شاهدته قبل أيام في إحدى الساحات، كان جالسا إلى جانب صورة كبيرة تعود إلى سياسي، أتذكر أنهم استعانوا بماكنة ثقيلة ،رافعة كبيرة، لتثبيت الصورة في الأرض، لسعة حجمها ووزنها.
عباس لا يدري هو أحسن ألف مرة من هذا الظاهر في الصورة، آه لو يعرف أن الديناصور القابع إلى جواره مهما ارتقى لا يمكنه في النهاية أن يرتقي أبدا إلى مستوى منغولي ).



#رشيد_الفهد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمينة الحفافه
- أنا عميل
- حانة أم معتوك
- شعبنا يبكي شعبنا يضحك
- المصالحة مع المثقفين
- ألأغنية ألاولى...كانت هنا
- شيء من الحاضر
- كيف أصف ألنظام السياسي في العراق
- يا أنف فيروز
- أزمة السيد كامل
- حديث السيدة أم سامي
- الولي ازمة السيدة ام علي
- فخريه بائعة الجبن
- خالد يتزوج
- قالها علي:انا اعرفهم
- ويسالونك عن الحب
- وأنت ترى مواكب الأعراس...انتبه لنفسك
- الطعام.....فقط في وسائل الدعاية الانتخابية
- أين الشيطان؟
- أين الله؟


المزيد.....




- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...
- النجمات يتألقن في حفل جوائز -جوثام- السينمائية بنيويورك
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إب ...
- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد الفهد - عباس المنغولي